رواية كاملة بقلم منة ممدوح
المحتويات
إني أقدر أنفذ اللي قولته من غير ما يرفلي جفن
قالتها وخرجت وسابتنا وقفت وأنا باصة للأرض بتوتر وبفرك إيديا وقف قدامي وقال
_مكنتش أتوقع إنها تيجي منك أنت يا منة كنت فاكرك نضيفة من جوا مش زيها
رفعت عينيا ليه
_أنا مش فاهمة حاجة
_مثلي يا منة مثلي بس أنت نزلت من نظري النهاردة عاجبك اللي أنت لابساه ده
عينيا اتملت دموع لما لقيته بيتكلم بقسۏة فبررت لنفسي
وقبل ما أكمل كلامي سمعت صوت زعيق وقبل ما نستوعب لقيت الباب بيتفتح علينا پعنف وبابا وسميرة وأهل سليم واقفين قدامنا شهقت بړعب واستخبيت ورا سليم عشان محدش يشوفني بالشكل ده.
الحاضر
_يا بنتي!
فوقت على صوت ندى صاحبتي وهي بتشاورلي يإيديها رمشت كذا مرة بقاوم إني ادمع من الذكريات اللي بتطعن في قلبي.
_ده أنت مكنتيش هنا خالص سرحانة في إيه
_مرهقة ولا حب جديد في الكلية
غمزت بعد ما قالت جملتها فخبطتها في دراعها
_حب جديد إيه أنت كمان وحدي الله هي دي أشكال يتبص في وشها
ضحكت على جملتي وحاولت أجاريها على قد ما اقدر وقعدنا نتكلم في حاجات عن الكلية كنت بحاول على قد ما أقدر اشغل دماغي عنه ورغم كده مسابنيش ولا لحظة!
تفكيري كله حواليه هو بس! لحد ما ندى قالت مرة واحدة
اتلفت مكان ما بصت وللحظة بعد ما كنت بشرب ماية شرقت وبقيت أكح لحد ما اتخنقت لما لقيته ركن بالعربية جنب الكافيتريا نزل منها ورفع نضارته الشمس وبعدين راح طلب قهوة ووقف يراقب المكان من حواليه.
رفع إيده يعدل من شعره الاسود فسمعت صوت همس بنات من ورايا عن قد إيه هو وسيم .. للحظة حسيت بڼار بتقيد جوايا وحسيت إني عايزة اخنقه وفنفس الوقت حسيت بحزن رهيب إني زيي زي البنات بتغزل فيه من بعيد رغم إني مراته وليا حق فيه!
اتوترت بشدة لما لقيته بيقرب ناحيتي وحسيت إن الوضع هيتكشف ومش هعرف أكدب! اصل هيكون إيه مبرري لما يشوفوني خارجة معاه! ابن اللي بابا شغال عنده اعتقد مش مبرر بالذات بعد ما جذب انتباه الكل هنا والثراء اللي باين عليه!
احراج ولا كسوف وكإني مراته فعلا!
_مين ده يا منة
_ده. ده
_جوزها
اتكلم ببرود وهو بيشرب من كوباية القهوة بتاعته بصتله پصدمة وهو بيتعامل ببرود وبيضحك نص ضحكة فظهرت غمازته في حين صدمة ندى مكانتش أقل مني.
_تحبي أجيبلك قهوة أنت كمان يا روحي
مردتش عليه وفضلت بصاله پصدمة..
_طب نسكافيه
_ لا
_ طب يلا نروح
قالها وخدني واتلفت وأنا من الصدمة مش قادرة استوعب أي حاجة .. أنا مين وازاي ومين الراجل ده وماسك وسطي كده ليه وإيه جوزي دي كمان
اسئلة كتير وانا في صدمة وكإني مفصولة عن الدنيا ركبنا العربية وخرجنا من الجامعة ووصلنا البيت كل ده وأنا على وضعي.
بفتكر قربه لمسته ريحته اللي غرقتني واعترافه بعلاقتنا مبقتش فاهمة حاجة وهو من لحظة للتانية كان بيبصلي بطرف عينه وبيكتم الضحك.. هو نفسه مكانش فاهم عمل كده ليه .. بس لقى الموضوع مسلي
ركن العربية واستناني أنزل ولكني فضلت مكاني متنحة فضحك هو ونزل وفتح العربية ومد إيده ليا عشان أنزل بصيت لإيده بعدم استيعاب وبعدين رفعت نظري لعيونه والنظرة الشقية اللي كانت فيهم وللحظة اتحولت نظراتي للعصبية
زقيت إيده فبصلي باستغراب فنزلت وزقيته مرة تانية وأنا بقول..
_إيه اللي بتحاول تعمله معايا ده عايز ټنتقم جايلي الجامعة عاملي استعراض
كملت بتريقة
_ وتقولي تشربي قهوة يا روحي طلعت روحك!
لقيته ضحك على كلامي فاتعصبت اكتر كذا مرة وأنا بقول
_وإيه جوزي دي ها! إيه بتقولهم ليه عايز تطلعني كدابة قدامهم وقدام صاحبتي وإني مخبية عليها حاجة زي دي! أنت عايز توصل لإيه باللي بتعمله ده!
مسك إيدي اللي كنت بيها وقال ببرود
_ما أنا جوزك فعلا كدبت مثلا
محستش بنفسي غير وأنا بزعق
_جوزي إيه أنت مصدق نفسك! احنا جوازنا كان عرفي وعلى ورق لإني كنت عيلة عيلة ١٤ سنة دلوقتي أنا ٢٠ سنة كتبت عليا رسمي
_ لا
_قولي كده بقى! مستنياني أكتب عليكي رسمي عشان أكملك اللعبة صح وبعدين مش ذنبي إنك مش معرفة صحابك إنك متجوزة! ولا هتقوليلهم إيه اصلا هتقوليلهم رميت نفسي عليه ولبسته مصېبة خلته كتب عليا في وقتها
بصيتله پصدمة إنه فهم معنى كلامي غلط وفنفس الوقت قسۏة اللي قاله اتملت عيوني بالدموع ومحستش بنفسي غير وأنا پعنف وأنا ببكي..
_حرام عليك حرام عليك كفاية بقى ليه بتتعمد تكرهني في نفسي أكتر! كفاية بقى كفاية إني مبعرفش أبص لنفسي في المرايا لإني سبب في شقلبة حياتك! كنت عيلة والله كنت عيلة مش فاهمة حاجة والله كنت عايزة أعمل أي حاجة عشان أبقى جنبك بس ياريتني مت اليوم ده ياريت بابا كان أنا مش عارفة أعيش من تأنيب الضمير وكرهي لنفسي حرام عليك يا سليم ليه توجع قلبي بالشكل ده! مرة بهجرك ومرة بكرهك ليا!
كان واقف مكانه متجمد لا حاول يوقفني عن ولا حاول يواسيني بطلت بكا ووقفت بصيت في عيونه بعيون مليانة دموع ووش أحمر من البكا والانفعال ولما ملقتش منه رد فعل سيبته وجريت على فوق حسيت إن شوية وهنهار أكتر سليم فعلا شخصيته اتبدلت مبقاش حنين وبقى قاسې جاحد حاقد وكل المشاعر دي متوجهة ليا أنا بس طب ليه أنا كنت ضحېة زيي زيه! طلعت على فوق ودخلت على اوضة سميرة على طول بصتلي باستغراب فاتكلمت بعصبية
_كنت مهدداه بإيه
سابت الكتاب اللي في إيدها وقالت بهدوء
_قولتلك مش هطلع سره هو نفذ وأنا نفذت مبخونش الوعود
_بس تسيبيني أنا اللي أعاني ده عادي صح تسيبيه يفضل يجلد فيا بسببك ده عادي بس متخونيش وعدك ليه أنا بكرهك بكرهك وبكرهه وبكره نفسي الله يسامحكم كلكم..
سيبتها وجريت على أوضتي واترميت على السرير فضلت أبكي پعنف لحد ما روحت في النوم.
وهيفضل سر سليم مش معروف رغم السنين دي كلها.
عدى كام يوم مخرجتش فيهم من اوضتي كنت مطفية وكل حاجة سودة في وشي حسيت بإني مخڼوقة فخرجت البلكونة اشم شوية هوا شوية ولقيته دخل بعربيته القصر نزل من العربية ورفع وشه ليا فاتقابلت عيوننا بنظرات عتاب لوقت طويل كل واحد فينا كان مكسور من التاني بس مش معروف الحواجز اللي بينا دي هنقدر نتخطاها في يوم ولا لا.. مقدرتش أقاوم ومنزلش ليه وفعلا خدت شال خفيف على كتفي عشان نسمات الهوا الباردة ونزلت ليه وكإنه كان حاسس فلقيته واقف مستنيني فعلا قربت منه بخطوات بطيئة وقفت قدامه وفضلت باصة لعيونه الجميلة للحظة حسيت بدفى خارج من عيونه دفى مشوفتوش بقالي ٦ سنين كاملين..
رفع إيديه وشد التوكة اللي ماسكة شعري وكنت عاملاه بيها كعكة مش متناسقة وبعدين عدله بإيده وعيونه مفارقتنيش لحظة وكانت لمساته لطفية بشكل! ..
_كده أحلى.
كانت نبرته حنينة غير معتادة ومع كل حركة ونظرة منه روحي كانت بتتسحب ودقات قلبي كانت بتعلن تمردها تأثيره عليا واضح جدا..
_بتكرهني يا سليم
اتنهد_مش عارف
_بس أنا مش عارفة أكرهك
غمض عيونه پألم للحظة حسيت إن دي تصرفات عاشق بس الحقيقة بتثبت العكس تصرفاته وكلامه بيثبت إن مفيش
أمل بينا!
_ليه وافقت على اللي قالته سميرة ليه دخلت في اللعبة دي ليه خلتنا نتعذب إحنا الاتنين إيه السر اللي وراك يا سليم قولي وصدقني عمره ما هيطلع بس أعرف سميرة استغلتك إزاي ثق فيا يا سليم!
قولتها برجاء وعيوني اتملت بالدموع كنت محتاجة أعرف فعلا يمكن اقدر اساعده أو يمكن مشكلتي إني نفسي أحس إنه واثق فيا! أو إن ليا لو حتى مكان صغير في قلبه!
شدني له فجأة والحقيقة كنت مستنية اللحظة دي من ٦ سنين لفيت إيدي حواليه بأخد أكبر قدر من ريحته وبخزنها جوايا مين عارف يمكن ميتعوضش تاني! ولكني اتجمدت لما قال..
_احنا لازم نتطلق..
_متأكدة إن سليم هو اللي طلب منك كده مش حد تاني
قالت والدته الكلام ده وهي واقفة قدامي مربعة إيديها ورافعة حاجبها بتنقل نظراتها بيني وبين سميرة وكإنها شاكة إن ليها يد في الموضوع ارتبكت واترعشت وأنا ببص بطرف عيني لسميرة اللي كانت بتهددني بنظراتها إني لازم أقول اللي حفظتهولي وإلا كل حاجة هتتقلب عليا فدمعت من الموقف الۏحش اللي اتحطيت فيه من شوية وازدادت رجفة جسمي.
_أيوه هو اللي قالي أروحله بالليل والكل نايم وكان بيقولي إنه بيحبني وعايز يتجوزني بس خاېف منكوا لترفضوا
قولتها واڼهارت في البكاء بشكل خلاها تصدقني من حالة الهيستريا اللي كنت فيها ولكني كنت في حالة هيستريا من الوضع اللي اتحطيت فيه ومن الموقف اللي اتسببت لسليم فيه بعد ما شوفت نتايج اللي عملناه أنا وسميرة مكنتش مدركة عواقب الطريق اللي مشيت فيه ابتسمت سميرة بانتشاء وهي شايفة خطتها ماشية زي ما هي عايزة بالظبط.
أما والدة سليم فرفعت إيديها على دماغها وحست بصداع رهيب من تصرفات ابنها الطايشة ... اتلفتت ناحيته وكان واقف على جنب ساند على الحيطة بيتابعني بنظرات كارهة ... خرجت والدته من الاوضة بعد ما قالت للكل يستنوا برا عشان تعرف تستجوبني من غير دوشة ... وقبل ما تخرج بصتله بنظرة مليانة عتاب فقابلها هو بجمود وكإن مش فارق معاه أي حاجة غير إن المهزلة دي تخلص بس.
وبمجرد ما خرجت سمعت صوت تسقيف من ورايا اتلفت ولقيته بيقرب بوش جامد تماما وبيسقف ببرود رهيب بصتله بعيون حمر من كتر العياط..
_هايلة ممثلة هايلة والله عاجبني المواهب المتعددة اللي عندك دي يا منة ده أنا نفسي قربت أصدقك!
كانت شفايفي بتترعش ومش عارفة أرد عليه أما سميرة ضحكت وخبطتني على كتفي بفخر وعيون بتلمع بجشع
_شاطرة يا بت جدعة تربيتي
_عاجبك الڤضيحة اللي حصلت دي يا سميرة
_مكنتش هتبقى زي الڤضيحة اللي هتحصلك لما يعرفوا اللي عملته يا ابن الشهاوي
سكت تماما وبصلها بكره فلحظة لقيت الباب بيتفتح وبابا بيدخل وملامح وشه متبشرش بالخير وبدون تردد قرب مني بالقلم پعنف وقعت على الأرض بين إيدين سليم بسببه
_لا أنت بنتي ولا أنا أعرفك
وخرج من الأوضة من غير كلام زيادة .. بكيت مكاني فحسيت بسليم بيرفعني بحنية.. رغم اللي عملته إلا إنه مهانش عليه يشوفني في الحالة دي كان هو الإيد الوحيدة اللي اتمدتلي في الموقف ده رغم اللي اتسببتله فيه كمان!
بصتله بدموع فبادلني هو بنظرة
متابعة القراءة