رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق
أعجب بيا وحابب يتعرف عليا فقولت ليها يتعرف عليا إزاي يعني ! قالتلي يعني يكلمك وكدا في التلفون لإنه ناوي يتقدملك بس عايز يتعرف عليكي في الأول فأنا وقتها بهدلتها وقولتلها أكيد لا مش موافقة ولو عايز يتقدملي ياجي أهلا وسهلا ولو حصل نصيب في حاجة اسمها خطوبة وهنتعرف على بعض كويس أوي وبعدها بأسبوعين لقيته اتقدملي بالفعل واللي اكتشفته بعدين إنه شافني كذا مرة مش مرة واحدة وطبعا أنا من غبائي وافقت لما اتقدملي وكنت فرحانة جدا كان في نظري بقى شاب جميل وشبه الأجانب بالرغم من إني لو كنت ناضجة وفاهمة كنت
هدرك إن طلاما واحد قبل على نفسه إنه يكلمني قبل ما يبقى في أي حاجة بينا وكان عايز بمعنى أصح يرتبط بيا من ورا أهلي فده معناه إنه مش كويس بس أنا بغبائي صممت عليه مع إن إسلام وبابا مكنوش مقتنعين بيه ومكنوش بيطقوه بس وبعدها تمت الخطوبة وكان بيكلمني كل يوم تقريبا وكنا بنتكلم في حجات ملهاش أي ستين لزمة وكان بيجيلي بعد شغلي وبنقعد في كافتريا وفي وقتها أنا مكنتش مدركة حجم الغلط ده كنت عارفة إنه مينفعش ويمكن يكون حرام بس مكنتش مدركة إن أنا كنت باخد ذنوب بالهبل بسببه وسمحتله بحجات كتير وإنه يتخطى حدود في التعامل معايا كتير مكنش ينفع يتخطاها كنت ساذجة لدرجة الغباء وبعدها بفترة من الخطوبة لقيت بابا بيكلمني على موضوع إنه بيكلمني كل يوم ومتعصب وقالي مينفعش وأنا بقيت بحاول اتجنبه ولما يتصل اتكلم كلمتين واتلكك بأي حاجة عشان اقفل بعديها لقيته هو من نفسه بقى يبعد وحده وحده وحس إني مش عايزة اكتر معاه في الكلام بقى يتصل مرتين في الأسبوع وبعديها مرة وفي النهاية مبقيش يتصل خالص بقيت برن عليه أنا يا يرد يامردش ولو رد كان بيعمل زي وبيتلكك ويقفل معايا وبعديها بفترة بقيت ارن عليه وميردش ولا يعبرني أصلا بقيت بضايق جدا وبتعصب وفي مرة قولت أنا هروحه كان تفكيري وقتها إن يمكن هو تعبان ومبيردش عشان مش عايز يقلقني وقولت هطمن عليه كان حبي ليه عميني عن كل حاجة ولما روحتله بعد الشغل هو كان محامي ومعاه مكتب خاص بيه فروحتله على مكتبه ولما دخلت عليه المكتب لقيته لقيته مع بنت وكانوا في وضع مش كويس بعديها فورا احنا فسخنا الخطوبة وحصلت مشكلة كبيرة بين بابا وإسلام مع ابوه وأمه واخواته
مكنتش متوقعة منه الغدر نهائي كنت بثق فيه ثقة عمياء وزي ما قولت بسبب حبي ليه كان مخليني عمية عن كل عيوبه كان كتير بيتجاهلني ولما نكون خارجين تلفونه يرن كتير ويقولي صاحبي ويقوم يكلمه بعيد وهو أصلا مش صاحبه دي واحدة من البنات اللي يعرفهم هو لما ملقيش مني فايدة وإني مش بسمحله إنه يقرب مني لأنه هدفه كان من البداية هو أن يحصل عليا ويحاول يجرني لطريقه القذر فزهق مني وشافله واحدة غيري وهو من البداية عارف إنه مش هيتجوزني لانه مش حاطط في باله الجواز أساسا
سمحت لدموعها بالسقوط ثم نظرت له وأكملت وهي تعلق نظرها بنظره في أعين تنبض بالعشق
أحيانا كتير بقول يارب ليه مكنتش إنت أول حد يدخل حياتي ليه مكنتش إنت بداله على الأقل مكنتش هتكسر زي
ما كسرني مكنتش هخسر ثقتك فيا ومكنتش علاقتنا هتبقى كدا بس برجع وبستغفر ربنا وبقول أكيد ربنا كان ليه حكمة وأنا اتعلمت كتير من التجربة دي ولما اتقدمتلي إنت أنا كنت لسا في عز صدمتي ومخرجتش منها وبحاول استجمع نفسي ومع ضغط ماما عليا وبعد
لم يزح نظره عنها بل ظل مثبتا نظره عليها وهو بيتسم بدفء ونظرات تعكس ما يحدث داخل قلبه وكأنها تخبرها بشكل غير مباشر عن طريق لغة الأعين أحبك نجحت وهزمته شړ هزيمة بكلامتها التي صوبت سهام العشق نحو قلبه فطبعت أثرها وحينما شعر بدنو استسلامه التام لها ووجد نفسه سيقترب فاشاح بوجهه وقال متصنعا الجفاء في محاولة فاشلة
اعتقد إن اللي قولتيه في الآخر ده ملوش لزمة أنا كل اللي كنت عايز أعرفه عن خطيبك بس
انزوت نظرها عنه مبتسمة بعدم حيلة بعدما توقعت رده الجاف ولكنها قررت أن تستخدم رده كورقة رابحة فتسكته بها بتاتا وتجعله غير قادر على التحدث حيث رفعت نظرها من جديد وجففت دموعها هاتفة في ابتسامة واثقة ونظرة كلها تحدى
يمكن هو ملوش لزمة بالنسبالك بس بالنسبالي ليه لزمة أوي كمان وكان لازم اقوله ليك !
لم تفشل للمرة الثانية في هدفها حيث خطفت أي رد يمكن أن يجيب به عليها فنظر لها بسكون ولا يعرف بماذا يجيب ليكتفي بالصمت واشاح نظره عنها مجددا لتزداد ابتسامتها اتساعا في انتصار ثم تقول بشيء من المرح والضحك
عارف إول مرة شوفتك في المقابلة الشرعية قولت ده باين عليه معقد وتفكيره رجعي ومن نوع الناس اللي بتحب تفرض سيطرتها في كل حاجة وبيكتم الست ومفيش خروج مفيش فسح ومعرفش إيه بسبب إن كان باين عليك الالتزام والتدين جدا بس بعد كتب الكتاب اثبتلي العكس وكنت لطيف جدا آه خۏفت منك شوية منكرش في الشركة بس عادي وكنت جنتل أوي وإنت بتعتذر تاني يوم ولما كلمتني في التلفون ولقيتك بتقولي عايز تصالحني وش لوش ومعرفش إيه اكتشفت إني اتخدعت فيك وفي وش الملاك وقناع الاحترام والأدب اللي كنت بتلسبه قدام الكل ومكدبش عليك قلقت منك وقولت ده هيعمل فيا إيه ! بس هديت نفسي وقولت عادي يعني هو بيقول كلام بس وهو مطلعش كلام للأسف و إنت فعلا حاولت تستغل الفرصة بس باحترام برضوا
رأت
ابتسامة ترتفع لشفتيه وهي تسرد له على افعاله وكيف كانت تظنه خلوقا بل في الواقع هو حتى الآن خلوقا معها ولم يريها الانحراف الحقيقي لتكمل هي
متسائلة في ضحك
قولي ومتكدبش كانت نوياك مش تمام صح بس شكلك تراجعت على آخر لحظة !
قال في ابتسامة عريضة وهو يبادلها جلستها المرحة
الصراحة ابقى كداب لو قولتلك غلطانة
أصدرت ضحكة بسيطة وتمتمت بخذي مزيف ومداعبة
وأنا قال اللي كنت مدياك الأمان وإنت كنت هتغدر بيا في نص النيل
اطلق ضحكة مرتفعة ثم هم بأن يجيب عليها ولكن صوت رنين هاتفه قطع جلستهم المرحة والأولى منذ زواجهم حيث التقطه وأجاب على المكالمة التي كانت تخص شيء خاص بالعمل ثم نهض واتجه نحو مكتبه ليتأكد من شيء وهو مازال يتحدث في الهاتف وتركها تتراقص فرحا وتكاد تقفز من السعادة فلقد نجحت اليوم في احراز اول نقاطها وقوي شعور الأمل في قلبها من جديد وازدادت إصرارا وعزيمة في إذابة الثلوج
المتراكمة على قلبه وتحول بينها وبين قلبه النقي والصافي والجميل !!
مع صباح يوم جديد ومشرق داخل شركة العمايري
خرجت يسر من مكتبها تقود خطواتها ناحية مكتب زوجها لكي تعطيه بعض الأوراق المهمة الخاصة بالعمل بالرغم من أنها لا تريد رؤيته إلا أنها مجبرة على التعامل معه في الشركة من أجل العمل وأخيرا وصلت أمام مكتبه وهمت بأن تدخل لولا السكرتيرة الخاصة به منعتها فورا باحترام مغمغمة
مدام يسر حسن بيه قال مدخلش حد نهائي
لوت
فمها بأعين ڼارية وتمتمت بابتسامة صفراء
وهو أنا حد ياحبيبتي !!
توترت الفتاة بشدة وقالت باضطراب وصوت خاڤت
هو موجود جوا مع أنسة دنيا وقالي إنك لو جيتي وجبتي الاوراق تدهاني وأنا هدهاله لما يخلص مقابلته
طفحت حمم البركان الخامد داخلها وتأججت نيران الغيرة لدرجة أن وجهها ظهرت عليه آثار انفجار هذا البركان ! فهو لن يكف عن تحقيرها وإھانتها أمام الجميع يجلس مع فتاة في الداخل ويرفض دخول زوجته غير مبالي لوضعها أو كرامتها ولكنها تمكنت من التحكم في زمام ثورتها الداخلية وطالعت الفتاة بابتسامة قاټلة كلها شړ وغيظ ثم استدارت وعادت لمكتبها دون ان تعطيها شيء وهي تتوعد له بأنها سترد كرامتها التي بعثرها للتو
دخلت في مكتبها ودفعت الباب پعنف خلفها ثم جلست على المقعد وهي تلف
به يمينا ويسارا وتقضم أظافرها من فرط غيظها وغيرتها وعقلها لا يتوقف عن التفكير وطرح الأسئلة ترى ماذا يفعل هذا المنحرف ! ولما يرفض دخول أحد عليهم ! فنهضت وقامت بتحضير كوب قهوة لم تجهزه لها بل له