بقلم فرح طارق امسك بيدي

موقع أيام نيوز


علو أصوات ضحكها بالغرفة
سيف..سيف خلاص والله قومت سيف كفاية!
توقف حتى لا تتعب وهو يتذكر أمر حملها ومن الممكن أن ذلك يؤثر عليها.
ابتعد عنها وهو يلهث مما فعله واردف وهو يحضر الحقنة
يلا يا روحي.
سيف! بالله عليك يا شيخ بلاش.
ليان! بلاش دلع ويلا.
طب أنا عايزة واحدة ست تدهاني.
واقولها إيه إن شاء الله أروح الصيدلية أقول لواحدة تعالي ادي لمراتي الحقنة عشان مكسوفة مني بذمتك منظري يبقى إيه قدامها كدة

لأ الرجالة بتبقى ايديهم تقيلة.
اردف بمكر وهو يفتح الحقيبة البلاستيكية ويخرج منها كارت خاص بالصيدلية واردف
خلاص هتصل بالدكتورة اللي ف الصيدلية أصلها اديتني رقمها واهو نفع معانا أهو.
وهي اديتك رقمها ليه إن شاء الله وبعدين أنت رايح تجيبلي علاج ولا تشقط
اشقط! 
قالها بإستنكار ثم أكمل بقيت بيئة أوي وبعدين بتشقط مش بشقط هي اللي اديتني رقمها مش أنا تفرق!
هات الإبرة واخلص يا سيف خلينا نعدي.
بت انت بيئة.
قالها بدهشة من لهجتها التي بالنسبة له كانت سوقية بشدة لم يتوقع منها أن يكون داخلها هذا الجانب ! كان يظن أنها رقيقة بشدة حقا..كالنسمة الناعمة في وسط الليل لكنها باتت الآن كالاعصار وسط ليل هاديء مليء بالنسمات.
صړخت ليان وهي تبتعد عنه يرتجف پخوف بينما رفع هو يديه بدهشة واردف
والله ما لمستك لسة! يخربيت جنانك..
أزاحت ليان شعرها للخلف واردفت 
ما أنا حسيت إنها هتجوعني ف اتوجعت.
ظل صامتا لم يتحدث..لا يعلم ما يفعله بها عند تلك الحالة! ف هو يشعر نبضات قلبه باتت تزداد من كثرة توتره من خۏفها هذا..شعر وكأنه لن
يعطيها حقنة فقط!
كتم حينما وجدها تصرخ مرة أخرى بعدما أنهى مما يفعله بينما صړخ وهو يبتعد حينها حينما شعر بيده بين أسنانها المنغمسة بلحم كفه.
يخربيتك يا بنت المچنونة ايدي اتعورت!
أهو ده نفس اللي حسيته وحضرتك بتديني الحقنة .
احلفي كدة وقولي والله حسيت بيها دا أنا ايدي نسمة حتى!
صمتت بخجل ف حقا يده كانت خفيفة لدرجة أنها لم تشعر سوى بالدواء فقط وهذا ما جعلها تصرخ..
نامي..نامي.
ما تقلتني احسن!
نهض من مكانه وهو يجلس قبالتها واردف 
لسانك بقى طويل معايا صوتك بقى أعلى من صوتي شخصيا..ف نقصر الكلام والصوت يوطى يا ليان..ماشي مبحبش الصوت العالي نهائي ف لو عايزة حياتنا هادية مع بعض صوتك ميعلاش ف الكلام معايا.
استلقى على الفراش وهو يضع ذراعه على عينيه ويتمتم بصوت وصل لاذنيها
صوتك أعلى من صوتي والله!
طب خلاص متزعلش أنا بس بخاف من الحقن يا سيف!
وبعدها وقبلها
أنا آسفة.
كلمة بسيطة قالتها ببساطة اكبر لكنها نابعة من القلب..شيء حدث كان من الممكن أن ينتهي بينهم دون تأسف من الأساس خاصة وأنها تعلم سيف ما هي سوى دقائق حتى ينهض ويضمها إليه لكنها فضلت ذلك للإعتذار..ليكن بينهم ك بطاقة رابحها يجدد الحب بينهم من جديد.
بينما سيف ولم يردف شيء فقط إبتسامة دبت اوصاله من ذاك الاعتذار منها.
سيف.
قالتها ليان وهي تضع رأسها على براحة ثم أجابها هو
نعم يا روحي
أنت قررت هنعمل ايه
تنهد وهو يجيبها
لأ قررت أعيش معاك أنت وابني من غير تجهيز لشيء اسيب الحياة تديني وبس.
طب..هو وشغلك
قالتها بتردد بينما ابتسم سيف قائلا انتهى يا ليان ربنا اداني طريق جديد نضيف أمشي فيه أكيد مش هسيبه وأرجع للقرف ده تاني
وهتعمل إيه ف الشغل هتشتغل إيه طيب
مش عارف واحد خريج من جامعة ف النمسا هيلاقي شغل إيه ف مصر
نهضت پصدمة قائلة
أنت متعلم بجد مقولتش ليه
ثم أكملت بحماس وخريج إيه ودرست ف جامعة إيه
أعادها مرة أخرى واردف 
محدش يعرف مايكل لما خلاني أتعلم كان لحد الثانوي فقط عشان أقدر اتواصل معاهم وافهم اللغة بتاعتهم صح وأنا كملت بعيد عنه..دخلت جامعة أسمها فيينا ف النمسا اتخصصت ف قسم إدارة الأعمال الدولية.
بعديها مايكل عرف وده كان سبب أنه يمسكني إدارة لشركته ف النمسا اللي بيتاجر من وراها.
طب مقولتش ليه وچيدا تعرف أنها سابت شغلها عشانك يا سيف.
أعادها مرة أخرى داخل واردف
چيدا عارفة قولتلها..وهي أصلا ف مهمة تبع شغلها ومتفقة هي واللوا كمال أنها قصاد الكل قدمت استقالتها عشان تبان بعيد عن البوليس ولما تكسب المهمة هترجع وتترقى منها .
دا انتوا عصابة فعلا!
قالتها بعدم استيعاب لكل ما قاله بينما نهض سيف وهو يجلسها أمامه وشرع بشرح لها ما يحدث
ليان..ده عالم ماڤيا دنيا كبيرة أوي مهما ظهر منها ومهما حكيت ليك إيه جواها مش هتفهمي ولا تستوعبي حاجة كل ثغرة فيه جواها حكايات مكنش ينفع أظهر تعليمي واسمي وكل حاجة عني غير أما كل حاجة تنتهي..مش معنى أن مايكل ماټ وكذا طرف اتمسك يبقى خلاص خلصت..كان فيه حاجات كتير ثم فكرك أنا هسيبك بعيدة عن حضڼي ٣ أسابيع عشان بس أرتب أفكاري دي تعقل! أنا بس جاريت حور أختك لحد ما اخلص كل حاجة حواليا وأبدأ معاك حياة جديدة

على نضافة.
وچيدا 
قولتلك أنها ف مهمة ف بينت فيها أنها قدمت استقالتها وعشان الموضوع يتصدق حواليها..اقترحت عليها تقول علشاني ثم إني بجانب دراستي لإدارة الأعمال كنت بدرس التحليل النفسي أقدر أحلل كل شيء حواليا مش هقدر أحلل حاجة بتحصل جوايا أنا
سيف أنا توهت!
وهو يربت عليها بحنو 
سلامتك من التوهان يا قلب سيف بس افهمي دلوقت أن خلاص كل حاجة خلصت وانتهت مفيش شړ تاني.. مفيش ماڤيا مفيش غير أنا وأنت وابننا.
في صباح يوم جديد..
تقدمت بخطوات متثاقلة نحو الداخل..
تشعر وكأن قدميها ساكنة لا تتحرك! 
عاجزة عن التقدم وبالوقت ذاته لا تملك حرية اختيارها للرحيل.
انتفضت على إثر سقوط شيء خلفها لتستدير پخوف وتتنفس براحة حينما وجدت فهد هو من يقف خلفها لا أحد غيره.
أشار لها فهد بصمت تام لتسير خلفه وهي ترى ثباته المنعكس على كل شيء باديا عليه..ذاك الثبات الذي دائما تحسده عليه!
آه لو تدري كم كلفه ذاك الثبات الخارجي أو ترى تلك الحروب التي تحدث داخل صدره لكانت اشفقت عليه
وعلى حاله!
توقفت حور بذاك الممر الكبير أمامها لتجد الظلام بات يغمس المكان من حولها..
حاولت أن تجد أي ثغرة لمحاولة الهرب لكنها لم تجدي أي ينفع! لم تجد أمامها شيء سوى الصړاخ بإسم فهد الذي كان يسير معها وللتو اختفى من أمامها مع اختفاء النور من حولها..
ممر يغرقه الظلام..
تقف وحدها بعدما كان هو بقربها.
تشعر بالدهشة والخۏف ينهش قلبها.
لقد كان معها للتو كانت آمنة والضوء يملأ المكان حولها.
كانت الأرض واسعة مليئة بالانوار وكان يقف بجانبها..ثابت ساكن لا يتحرك! 
لكنها كانت تشعر بالأمان..ذاك الذي لم تشعر به يوما في حياتها! 
لم اختفى الآن 
باتت تختنق! الأرض تضيق حولها.
الظلام يغرق المكان لدرجة أنها لم تعد ترى كفي يديها!
هوت على قدميها يتصبب منه العرق وهي تصرخ باسمه..لكن تشعر بأن حلقها جاف الكلمات تصرخ داخل عقلها لكنها لا تستمع لصوتها!
نهضت وهي تشعر بأمل يتسرب لعقلها حينما وجدت ضوء خاڤت يأتي من آخر الممر التي تجلس به..ظلت تقترب وابتسامتها تتسع لتتوقف فاجئة وهي ترتد للخلف حينما وجدت رجلا يقف أمامها وتجد جانبه ضخم لونه أسود.. يطالعها بنظرات مفترسة..يستعد للانقضاض عليها..حاولت التعرف على مهية الرجل وياليتها لم تعرف! أنه كريم!
وجدت الذئب يهرول نحوها لينقض عليها..حينما تركه كريم من يده وفاجئة!
نهضت بفزع لتجد نفسها بين فهد..
الذي دلف للغرفة حتى يخبرها بأن والدتها قد أفاقت ليجدها تنتفض على الفراش يتصبب عرقا وكأنها تحلم بكابوس مرعب! لم يجد نفسه سوى وهو يأخذها بين يحاول تهدئتها..
نبضات قلبه تزداد كلما تشبثت به أكثر تحرك جميع مشاعره دون رحمة! تثير تلك العواطف بداخله التي لم يظن يوما أن هناك شيء مثلها يشعر به المرء!
ظل يربت بيده على شعرها وظهرها حتى تهدأ وهو يردف بكلمات حانية يشعر بالغرابة من نفسه أنه يقول مثلها! 
شششش ده كان كابوس بس ! أهدي أنا جمبك اهو.
بأعين دامعة ظلت تتشبث به أكثر
كان مخيف يا فهد! كان هياكلني خلاص أنت ليه سيبتني ومشيت هو جه لما أنت مشيت! كان مستنيك يمشي.. وأنت مشيت !
رفع وجهها إليه وهو بين يديه ثم اردف بحنو
أنا ممشتش مقدرش أمشي!
تشبثت به أكثر بذراعيها لتردف بتلك الكلمة..التي تفقده آخر ذرة ثبات داخله.
أنا بحبك صدقني متمشيش.
في وقت الظهيرة..تحديدا داخل غرفة وفاء.
ابتعدت ليان عن والدتها واردفت بدموع
ينفع كدة اللي حصل قلبي كان هيقف مع كل ثانية كنت فيها ف العمليات!
عادت مرة أخرى والدتها ثم ابتعدت على يد حور القائلة
كفاية بقى! كل دي .. سبيها ترتاح شوية!
ماما و وحشاني يا رخمة! وبعدين هي اشتكتلك!
وفاء بنبرة متعبة
بس انتوا الاتنين! خناق هنا كمان
يا ماما هي!
قالتها حور وليان معا بنبرة واحدة وكلتاهما تشير نحو الأخرى ف يضحك الجميع معا..ف ذلك هو الجانب الخفي لحقيقة علاقة حور وليان وهو القط والفأر.
مر ثلاثة أسابيع على الجميع عادت وفاء للمنزل وطفلها معها..
دلفت حور لغرفة والدتها وجدت ليان تجلس أمامها على الفراش افتربت منهم واردفت
مش اتصالحت أنت وجوزك قاعدة هنا ليه
ابتسمت ليان ابتسامة صفراء ثم اجابتها ببرود
قاعدة مع ماما.
ثم أكملت بحماس وهي تعتدل إليها
حور..
هتعملي إيه مع فهد هتتجوزوا سيف بيقولي..
صمتت ليان وهي تكتشف ما كادت أن تقوله لشقيقتها لتحاول تغيير مجرى الحديث..بينما نظرت لها حور بحاجببن مرفوعين
سيف قالك إيه
تراجعت ليان قائلة بتردد
إن.. إن آه إن فهد يعني هيتجنن ويعرف بتفكري ف إيه
صمتت حور وهي تشعر بأن هناك شيء غير مريح بالأمر بينما التفتت الفتاتان على صوت وفاء
اخرجوا انتوا الاتنين عايزة أنام شوية.
طالعتها حور قائلة بمكر
نوم إيه يا ست الكل ده اللوا كمال بذات نفسه جاي يطمن عليك.. قصدي على مصطفى اللي لسة خارج من الحضانة من يومين.
تورد وجه وفاء بخجل ف مهما كان الأمر..تلك ابنتها! شعرت بالخجل لمجرد أنها فهمت ما تلمح به حور..بينما كانت ليان تنظر لهم كالبلهاء بالأمر! على الرغم من أنها كانت قريبة أكثر من حور..لكن حور هي من قدرت على فهم ما يدور داخل كمال من أول حوار حدث بينهم حينما جاء للمشفى مرة وهو يدعي أنه يوصل شقيقته مشيرة للإطمئنان على وفاء.
مر الوقت وجاءت عائلة اللواء كمال مشيرة چيدا ياسين فهد وابنه.. فقد أحضرت حور وليان سبوعا كما يطلق بالمصرية وهو عبارة عن إحتفال بقدوم المولود الجديد للعائلة فقد اقترحت حور بتلك الفكرة وافتعلتها ك إحتفال مفاجيء لوالدتها وايضا لمرور كل تلك الأحداث عليهم واجتماعهم مرة أخرى سالمين.
وقفت وفاء أمامهم بخجل لا تدري كيف عليها أن تنسجم بينهم الآن! كيف لا تشعر بالخجل وابنتيها احدهن متزوجة وعلى وشك الولادة والأخرى على وشك الزواج!
اقتربت منها حور وهي تتفهم ما تشعر به
واردفت بصوت عال للجميع
أنا وليان جمعنا الكل إحتفال بانتهاء كل شيء وحش كان
 

تم نسخ الرابط