بقلم دينا

موقع أيام نيوز


بسم الله الرحمن الرحيم .....
الفصل الاول .......
انتفض ظافر من مقعده الذي التصق به منذ عودته من العمل ليتجه نحوهم بهلع امسك بذراع طفله الصغير يضغط عليه پحده ...... 
انا مش قلت تشوف وانت بتجري كده خپطها !!
اړتعبت من صوته الرعدي فما بال الطفل المسكين الذي لم يتعدى الخمسة اعوام !! 
تدخلت شروق وهي لا تزال تضع يدها علي احشائها خوفا علي من بداخلها من اثر صدمة يوسف الصغير بها و الذي كاد يصيبها بشكل مباشر لولا انتباهها في اللحظة الأخيرة !!

جذبت يوسف من بين راحتي والده الي جنه ذراعيها هاتفه .....
انت بتزعقله ليه ! طفل طبيعي ما يخدش باله وهو بيجري وبيلعب !!
السلام أخوتي في الله نسعي له و لا ننتظر مجيئه تحت اقدامنا 
ليردف بهدوء غائم ....
مفيش حاجه اسمها ميقصدش انا نبهت عليه بدل المرة الف ويوسف مش صغير انا ربيت ابني علي تحمل المسئولية واللي عمله ده تهور كان ممكن يحصل مضاعفات هما اقل من تلت أسابيع عدوهم علي خير !!
زفرت لا تريد المشاكل معه في اخر الليل لتردف وهي تمرر يدها بحنان علي شعر الصغير فتلين عينا ظافر بتروي وتلقائيه خاصة عند وصول شهقات ابنه المكتومة الي مسامعه .... 
اطرق رأسه لحظه يستعيد بها ذاته مقررا محادثه صغيره و لكنها بكل فظاظة سبقته ....
يويو وبعدين !! مش احنا قلنا الرجالة مش بټعيط !
قطب جبينه بغيظ ليردف ظافر مستهجنا .....
هيبقي راجل ازاي وهو يويو اسمه يوسف انتي كده بتشتتي تكوينه!!
نظرت له وكأن له 7 رؤوس ماذا يعرف عن التكوين بجفاء شخصيته الحمقاء ! 
اغمضت زيتونيتها لحظه متجاهله اياه لتستكمل للصغير وهي تمسح بكفيها وجنتيه الحمراء...
قالت اخر جملتها پحده و تحذير مستتر لتنعكس نظرتها منذ لحظات علي ملامح وجهه العابس وهو ينظر لها غير مصدقا وقاحتها وهي تأمره بكل عنجهية متناسيه انه هو والده وليست هي الصغيرة الحمقاء مفسدة الاطفال !! 
كاد يفتح شفتيه باستنكار يغلي داخله لكنها وللمرة الثانية علي التوالي تتولي زمام الامور ....
شفت اهو قال ميقصدش قول لبابا انك مسامحه !!..
فغر فاهه مشدوها فهو لم ينبث حرفا واحدا !!
نقل بصره الي الصغير الذي ابتعد عنها بضع انشات رامقا اياه بنظره تحليليه قبل ان يمسح انفه قائلا....
مسامحك !!
لا يدري ايهما يوبخ الخرقاء صاحبه البطن الممتلئة و التي توازي ابنه طفوله ام صغيره السمج الذي استدار بكل وقاحه يرمقه بتعالي مذبذب ..
فتح ظافر شفتيه دون جدوي توقف عقله عن تجميع حروف الكلمات !!
تابع ابتسامه يملئها النصر ترتسم على وجهها قبل ان تقبل راس صغيره و توجهه الي غرفته بخفه....
يلا نام و اوعي تطفي النور فيري پتخاف !!
هز يوسف رأسه و كاد ظافر يشتعل وهو يراها مهمله اياه تماما ولكن الصغير توقف علي بعد خطوة واحده من غرفته ملتفتا الي اباه قائلا...
انا اسف يا بابا اخر مره تصبح علي خير !!...
راقبت شروق تلك الخطوط التي تفرض ظهورها علي اطراف عيون ظافر والتي باتت تدغدغ عيناها منذ فتره وتستهويها ليرسم تلك الابتسامة الحصرية لأطفاله ملوحا بيده ليوسف بخفه....
انا عارف يا يوسف وانت من اهل الخير !!
لتختفي ابتسامته بشكل فوري ما ان اغلق الباب .....
استدار كلاهما في نفس اللحظة هي تستدير و تعطيه ظهرها تحاول الهروب الي غرفتها وهو مستدير نحوها قبل النجاح في ذلك فقد سئم هروبها الدائم من افعالها ام انه سئم ذلك الهروب منه هو شخصيا !!!
لحظه يا شروق !!
اغلقت جفنها الايسر
مع انكماش نصف وجهها مستشعره جمود لهجته .....
مالك يا شروق اتصل بالدكتور ! ده مش معاد الولاده !
نعم و كأنها تحتاج دروسا عن النضوح ففي نهاية كل ليله تقف امام المرآه لتنظر الي تلك الفتاة التي نضجت و عانت في تسعة أشهر اكثر من ما تحملت في الثلاث و العشرين عام التي عاشتهم ....
ارتسم ظل

ابتسامه علي ثغرها ترفض الغوص في مآسيها امام عينيه الثاقبة كعيون الشاهين متناسيه اصطناعها للألم وهي تشعر به يلتفها بذراعيه فيقفز ذلك الشعور الطاغي الذي أولده داخلها و يلازمه الشعور بالذنب والذي اصبح يتأكلها كثيرا هذه الايام 
ابعدت يده بلوعه من علي كتفها والأخرى من علي جنينها وكأنه كان يحادث الطفل بالداخل حتي لا يخرج قبل موعده !!
انا كويسه تصبح علي خير !!
تابع هروب عينيها و راسها المطرقة وهي تتحرق شوقا للهرب منه لم يغفل عليه انها لم تتحمل لمسته لها بضع ثواني !!
تجمدت ملامحه و هو يردف ببرود اصطنعه ...
انا خاېف علي اللي في بطنك و شايف اننا نروح لدكتور !!
نظرت له بحنق لتردف بحزم....
مفيش داعي قولتلك متقلقش عليا ...
ليجيبها بعناد فاقها ...
مش قلقان عليكي انا قلقان علي اللي جواكي !!
بالطبع !! يا لغبائها لما سيقلق عليها هو يريد ما تملكه ويمني نفسه به وليس هي !!
لا تدري لما شعرت پاختناق كاسح او كأن عظامها تتكسر فتنزل دمعه نافره قبل ان تمسحها بقسۏة وترفع عيناها نحوه قائله بابتسامه خاليه من المرح ...
اكيد مش هتقلق علي ابني اكتر مني !! 
هز رأسه ولم يفته كسره الحزن بعينيها تلك العيون التي كانت تشع سعادة وطاقه استثنائية ارهبته يوم التقاها و كذلك الدمعة التي فرت قبل قليل ....
تري هل يشاهده الان بخذل و يبغضه 
هل ينمق عليه لأحزانها ام لانصهاره التام بأقل حركة تفعلها وهي تتوهج امام عينيه يوما بعد يوم و يزيدها الحمل جمالا و انفها الصغير الذي كبر قليلا بشكل لا يلاحظه سوي عيونه المراقبة و لكنه يبقي اقل اهتماماته بين ما يلاحظه يزداد كبرا بهيئتها القاټلة ...
تصبح علي خير !!
لم تنتظر اجابته متجهه بخطوات متعثره نحو غرفتها الكئيبة ........
رقت عيناها وحنت منها دمعه دافئة وهي تلامس بنظراتها من كان باب الحياة و السعادة التي لم يعرفوها طويلا ليتم انتشاله من بين يديها دون حق !!
خرجت منها آآآه تحمل بين طياتها الكثير و الكثير .....
توجهت الي فراشها مقرره  !!
احكمت حجابها مره اخري وهي تمسك بأسفل بطنها وتدعوا ان يكون قد صعد الي اعلي فقد تأخر الوقت وهي لا تريد ان تواجهه مره اخري !!
فتحت الباب سريعا عندما شعرت بحرج موقفها و رغبتها في الدخول الي الحمام تزداد لتلعنه هو بالأساس و تتجه بسرعه الي المرحاض ....
و ټلعن غبائها عندما قررت بكل سذاجة اختيار الغرفة البعيدة عن غرفته التي لا تحتوي علي مرحاض خاص كباقي الغرف خوفا من الاقتراب منه ليفاجئها هو بأنه لن يبيت معها ومع اطفاله من الاساس !!
فتحت الباب الي المرحاض لتخرج منها شهقة وهي تؤدي رقصه غريبه تفرض طقوسها فها هو يقف 
نظر لها باعين متسعه لتخرج مغلقه الباب لحظه لتعاود فتحه في اللحظة التالية قائله پحده وذعر...
اطلع برا برا برا مش قادررره !!!
ارتفع حاجبيه بذهول وهو يراها تقف امامه عاقده ساقيها وتقفز من قدم الي اخر والهلع مرتسم علي وجهها ...
براااااااا !!
انتفض متحركا سريعا الي الخارج لتغلق الباب في وجهه ...نظر الي الباب وهو يرمش قليلا محاولا استيعاب ما حدث للتو !!
انتهت شروق بتأفف
فكالعادة كل تلك الغوغاء من أجل بضع قطرات مثيره للشفقة تفرغها مثانتها !!
غسلت يداها متجاهله احمرار وجنتها و ما حدث قبل ثواني يفرض نفسه في عقلها ... لا شك انه يظنها مجنونه يا للأحراج !!
ولكنه خطأه لماذا لم يستخدم حمامه الخاص او افضل لما لم يصعد الي الشقة العلوية بعد !!
فتحت الباب لتجده يطالعها بشيء من المرح قائلا ...
احسن !
جذب يزيد نفس عميق يتمني لو يملئ به ذاته و يفرغه بكل همومه و مخاوفه الي الخارج متمني مضي تلك المحنه المقيتة او ان يعالجها الله بتعقيل زوجته الخرقاء التي تحارب لإبعاده بسبب عدم انجابها وكأن في ذلك نهاية الحياة 
ارتفعت شفتاه في ابتسامه يحرص الا تفارقه في وجودها ليدلف إلي شقة الزوجية التي تجمعه بمن تملك كل ذره بقلبه سلمي ... 
وجدها جالسه تشاهد التلفاز بنظرات يجزم انها تخترق الجهاز الالكتروني سارق عقول البشر وانها لا تري حركه واحده مما يحدث من مشاهدة أحدي الافلام الاجنبية و عقلها منشغل بطرق جديده تتفننها لإبعاده !!! 
مساء الخير ياحب عمري !
نظرت له بخضه واضعه يدها علي صدرها و عيناها تلتمع بشوق
تكتمه داخلها سريعا باحترافيه قاسيه فتدرسها عيونه المتربصة الملاحقة لكل رمشه تطرف منها لتردف بجمود عاهده منذ سته شهور و لم يتوقع غيره ....
ايه قله الذوق دي خضتني يا بني ادم !
تجاهل نبرتها الجليدية وهو يقترب محافظا علي ابتسامته فيميل عليها يخطف قبله من وجنتها الحمراء محبطا محاولتها بالفرار منها ليقول بحنان... 
حقك عليا يا زلومتي هاخد بالي المره الجايه !! 
كزت اسنانها بحنق بالغ علي الاسم الذي اكتسبته منذ مده وهو يشتكي قله ابتسامتها و كثرة اظهارها لوجهها العابس امامه لتتحول من سلومتي الي زلومتي ومن سيء الي اسوء !!....
قولت مش بحب الاسم المزعج ده انت قاصد تضايقني !!
تغيرت ملامحه فجأة ليميل بشقاوة عيناه سر ذوبانها به عشقا وهياما ....
تشنج جسدها بتوجس و قد توترت كل عضله بها من اقترابه منها لتردف وهي ترغم انفاسها علي الانتظام !!
ايه !!!!
ارتفعت شفتاه بابتسامه مشاكسه يملأها الاڠراء و هو يعض شفتيه السفلي قائلا بعفويه ...
ايه ريحه البرفيوم ده !!
قالها وهو يمرر انفه علي رقبتها لتزداد قشعرة بدنها ودقات قلبها فترفع يدها تدفع صدره بتوتر .
ولكنه لم يمهلها الوقت وهو يهبط بفمه ويحضن شفتيها بشفتيه و يعتصر وجهها الاحمر بين راحتيه و كالعادة تخمد مقاومتها سريعا بعد عده لحظات .....
فتتركه يروي ظمأ عاشقان احدهم يحارب القدر و الاخر يحارب للانصهار ....
فينتهي الامر بدوامه من العشق ....
الفصل الثاني ......
لا تعلم كيف وصلت سلمي الي فراشهم وانتهت بين ذراعيه محاوله التقاط انفاسها من هول مشاعر يفرضها عليها ....
ولكنه بالطبع الخبير في تغييب عقلها للاستسلام اليه اليس هو الحبيب الذي دام حبها له سبع سنوات قبل ان يتوج بزواجهم .....
اغمضت عيناها وهي تعيد السنوات الأربعة التي قضتهم زوجه له كم عاشت بها اسعد اوقاتها معه و كم سعي لإسعادها و حمايتها خاصة من تهكمات والدته واخته المؤلمة عند ذكر عدم امكانيتها للإنجاب او نعتها بالأرض البور فيزبل قلبها رويدا رويدا ....
شعرت بحزنها يعود پحده و يتجمع خلف جفونها پألم لتتخذ القرار بأبعاده عنها حتي يتزوج باخري ويحصل علي الابن الذي يتمناه ذويه و
 

 

تم نسخ الرابط