خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
و كيف بربك نقضت وعدك! ألم تخبرني دوما أنك نقطة ثابتة بأرضي إذا أخبرني لم رحلت وتركت الدمار والقحط يحل بها من ك.
فرت دمعة حارة من اها و
قرصت على شفاهها بقوة وأغمضت اها تحفز ذاتها على الصمود كي لا تخوض في نوبة اڼهيار جدة لتضم سترته الجلدية التي لا تفارقها منذ غيابه وتنهض قائلة بنبرة مرتعشة
أنا هتمشى في الجنينة شوية
صاحت بها ميرال بأهتمام بالغ وهي تنهض ولكنها عارضت
لأ خليك
انا عايزة ابقى لوحدي شوية
ت نغم ميرال ودعمت رغبة نادين
سبيها براحتها يا ميرال
أومأت ميرال وجلست لتقول ثريا حين ابتعدت نادين بضع خطوات عنهم
قلبي بيتقطع عليها يا بنات ومش عارفة اعملها ايه
لتقول نغمبحزن وهي تتناوب نظراتها بينهم
احنا مش لازم نقف نتفرج عليها كده ولازم نعمل حاجة
هنعمل ايه يا نغم إذا كان لغاية دلوقتي منعرفش مكانه ولا عارفين نوصله!
لترد ثريا ى على حال أبنائها
ربنا يسامحك يا ابني ...البنت من ساعة اللي حصل وهي يا امها علطول سرحانة وبتعيط وبتدبل يوم عن يوم وياريت بإي حاجة
تساءلت نغم
يعني معقول ياطنط متعرفيش
مكانه...طب لما خدك ومشى روحتوا فين
اجابتها ثريا بصدق
هنا اقترحت ميرال
خلاص انا بكرة او ه بالكتير هاخد محمد ونروح ندور عليه هناك
تنهدت نغم وقالت م رضا
يا بنتي بطلي سرمحة بقى انت ومحمد بتاعك ده... احنا هنشوف أي حد يروح
عادي يا نغم هو مش هيعارض ..
تنهدت نغم ونصحتها بعقلانية
مش فكرة هيعارض ولا لأ أنت مفروض تعززي نفسك وتعملي اعتبار لغياب ابوك وثقته فيك وينمحمد ده لو بيك هيحافظ عليك وهيعمل علشانك اتحيل
بعمل حاجة غلط...ومحمد فعلا بيني وأمين
عليا وهو وعدني أول ما بابي يرجع من السفر هيطلبني منه بس انا مړعوپة بابي يرفض ويتحجج أنه مش نفس اتوى الأجتماعي بتاعنا
تنهدت نغم واجابتها بعقلانية ة
ايه المشكلة في فقره ده النبي عليه الصلاة والسلام جوز بنته فاطمة الزهراء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما بالرغم من فقره...ابوك لازم يغير نظرته الدونية دي ويحسبها بشكل مختلف ده لو فعلا زي ما بتقولي محمد ابن حلال ومبيضحكش عليك
وهنا تدخلت ثرياداعية بود
ربنا يريح قلبك يا بنتي ويجعله ابن حلال...
أمنوا على دعوتها ثم تساءلت نغم
دلوقتي نرجع لموضوعنا هنعمل ايه
اقترحت ثريا
انا هشوف حد من اللي شغالين في مطعمه يكون أمين يسافر اسكندرية وور عليه في الأماكن اللي ممكن يكون فيها ويارب يلاقيه
وافرضي ملقهوش...تفتكري ممكن يكون سافر فعلا يا طنط
العلم عند الله يا بنتي
قالتها ثريا بحيرة وب غائمة حزنا عليهم لتقترح نغم
إن شاء الله خير بس حتى لو لقيناه لازم نفكر بطة مضمونة علشان نأثر عليه ونعرفه الحقيقة ولازم يكون معانا اثباتات تخليه يصدقنا...
لترد ميرال بإاط
اثباتات ايه ودي هنجيبها منين
معرفش فكري معايا يا أم العريف وبلاش تطيني
زفرت ميرال بضيق وظلت تفكر وتفكر إلى أن تذكرت شيء كان غائب عنها تماما
الجراچ...
عقدت نغم حاجبيها بينما تأهبت ثريابنظراتها حين استأنفت ميرال
الجراچ...اليوم ده اللي طارق حاول ېخنقها واتعاركت معاه وانا شوفت ده بي
لتشكك نغم
لو قولتيله مش هيصدقك
لتؤكد ميرال بفطنة
بس لو جبنا تسجيل الكاميرات بتاعة الجراچ اليوم ده اك هيصدق وهيصدق كل اللي هنقوله عليه يها...
تهللت أسارير نغم ومدحتها
صح...أنت صح...بت يا ميرال رغم انك مسهوكة بس انا يتك..
ابتسمت ميرال بود بينما دعت ثريا
يارب يا ولاد تقدروا تعملوا حاجة وترجعوهم لبعض والله انا من يوم اللي حصل وانا قلبي بيتقطع عليهم ويلي ويلين بنتي اللي مڼهارة و بتدبل قدامي ومش عارفة اعملها حاجة وابني اللي بع عني وھموت من قلقي عليه
نهضت ميرال واتها من جلستها قائلة
إن شاء الله خير ادعيلهم يا ماما ثريا تت ثريا بها وربتت عليها قائلة
ربنا يصلح حالهم يا بنتي
مررت نغم ها على ثريا وطلبت بعشم
ايوة ادعيلهم يا طنط وادعيلنا احنا كمان والله احنا غلابة
ربنا يريح قلوبكم يا بنتي ويحققلكم كل اللي بتتمنوه
تنهدت ميرال وقالت بحالمية وهي تتذكر صا البندقيتان
يااااااااااااارب يا ماما ثريا يارب
باغتتها نغم م رضا ما تفهمت ما ور برأسها
يالهوي على سهوكة البنات!
سهوكة ايه يا نغم ده هو انت متيش كده!
اجابتها نغم بثوابت راسخة بعقلها
لا ياختي بع الشړ
انا واحدة مش بأمن بال ولا الكلام الفارغ ده غير الجواز... علشان ال في الحلال اجمل واصدق بيجي مع العشرة ما قناع البدايات ما بيقع وبيظهر كل واحد على طبيعته من غير تكلف.
اعتلى حاجب ميرال وهي تجاورها من جد متسائلة
ة نظرك غريبة...بس السؤال هنا أزاي هتتجوزي واحد وانت متعرفيهوش ولا تعرفي أي حاجة من طباعه
تنهدت نغم واجابتها بعقلانية
ربنا بيوفق وين الرسول صلى الله عليه وسلم قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض
طالما هيكون ملتزم ومحترم وهيعني على الطاعات و بيتقي الله ويكون بينا قبول يبقى ايه لازمة إني اغضب ربنا الجواز
بس ال هو شرط الجواز الناجح
اجابتها بفطنة
لأ مش شرط و بنستشهد بقول الله عز و جل ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.
الكلام هنا كان عن المودة والرحمة مش المة...وزي ما بيقوله أن المودة باب المة يعني ال
بيجي يها مش يها
يبقى ليه نغضب ربنا ونوقع نفسنا في المحظور
زاغت نظرات ميرال فهناك أشياء عدة هي بالفعل غافلة عنها ومقصرة بها... وهنا تذكرته وتذكرت تحفظه الدائم معها وتيقنت أنه كان خر مشاعره لذلك السبب و كان يخشى عليها من نفسه وكم قدرت جهاده مع ذاته وتذكرت جملته التي أكدت مبرراته مش عايز من الدنيا حاجة غير أنك تبقي حلالي
حانت منها بسمة حالمة وتنهدت على ذكراه لتنكزها نغم بكتفها
ما تتلمي بقى وبطلي سهوكة دي القلوب هتطلع من ك
انت فصيلة على فكرة وانا غلطانة إني اتكلمت معاك
زاد مناقرتهم لتطالعهم ثريا ببسمة ودودة وتدعو لكل منهم بدعوة تليق بها ليفزعهم صړخة ممزقة من نادين جعلتهم يهرولون متب الصوت إلى أن وصلوا لمرأب البيت و وجدوها تفترش الأرض خلف سيارته التي يبدو انها فتحت شنطتها و وجدت بها تلك العلبة الكبيرة التي كانت تحوي فستان زفافها الذي احضره ليفاجئها بتلك الليلة المشؤومة.
صاحوا جميعا مها عندما صړخت هي من جد بحړقة وقهر لا مثيل له وهي ت الثوب الأبيض ولطخته بدموعها التي رفضت الصمود أكثر
كان جيبلي فستان فرح...كان عايز يفاجئني يا ماما
ثريا...راااااااااح وسبني ليه طيب...!أنا
بمۏت من غيره...هو عمل فيا ليه كده....أنا أزاي هونت عليه!
انا عايزة ابقى عروسة يا ماما ثريا ....عايزة ألبس فستاني عايزاه جنبي ياميرال قوليله يرجع...فهميه يا نغم احكيله انا مريت بأيه وخليه يعذرني وهو لو فعلا بيني هيسامحني...قولوله يرجع قولوله نادين بټموت من غيرك...ومحتجاك وانها لوحدها وملهاش في الدنيا سند غيرك...قولوله أي عقاپ أنا موافقة عليه بس ميش عني...أنا قلبي وجعني...وجعني أوي يارتني مۏت كل ده ما يحصل...يارتني مۏت وريحتكم كلكم مني...
كانت تتحدث بهستيرية وب متشنج من ة النحيب ومع كلمة تتفوه بها يسبقها نهر متدفق من دموعها الحاړقة التي تفضح أنين قلبها لتفترش ثريا الأرض بجانبها وټها وهي توأذرها بدمعاتها بينما طمئنتها نغم قائلة وهي تجثو على ركبتيها أمامها وتكوب ها تقويها بقولها
هيرجع...اللي بي لا يمكن يكره وهو اك هيرجع وهو اللي هور على الحقيقة بنفسه اهدي علشان خاطرنا أحنا بنك يا نادين وكلنا جنبك ومش هنك
هزت ميرال رأسها بقوة تؤكد على حديث نغممن وقفتها بأحد الأركان فلم تستطيع الاقتراب مثلهم ما شهدت على اڼهيار صديقتها ولم تتحكم في دمعاتها الجارية التي تساقطت قهرا لحزن صديقتها.
بينما ثريا ظلت تد عليها بين ها تهدئها وتدعوا الله بسرها أن يرأف بها وبأنين قلبها وينير بصيرة ولدها.
مر العد من الأيام عليها التي جعلتها اكثر ثقة بذاتها وحفزت حماسها وطموحها من جد وهاهي تجلس منهمكة بعملها على الحاسوب حين دلفت سارة لمكتبها مستنجدة
رهف ألحقيني
قالتها بتأزم جعل رهف تتساءل بقلق
في ايه يا سارة
أجابتها وهي تجلس مواجه لها
في عميل كان طالب تجهيز مكان وبصراحة بقاله أز من تلات شهور بأجل فيه وكل ما حد يروح يعاين المكان يرفض يشتغل فيه
ليه مش فاهمة رفضوا يشتغلوا
تساءلت مستغربة لتجيبها
سارة بعمليه
مش ده المهم ...تأهبت رهف بنظراتها لتستأنف الأخرى
مش هينفع اعتذر منه واجازف بسمعة الشركة وعلشان كده لما كلمني معترض على التأخير وعدته هبعتله اشطر مهندسة عندي...
زفرت هي وخمنت وهي تستند بظهرها على المقعد
اشطر مهندسة دي اللي هو انا مش كده
هزت سارة رأسها بنعم واسترسلت بثقة
رهف أنا واثقة أنك مش هتخذليني وهتبهري العميل
ابتسمت رهف واجابتها وهي تلهو بقلمها
انا ملتزمة بكذا حاجة الفترة دي بس تمام هروح أشوف المكان وبصراحة الفضول هيموتني علشان اعرف المهندسين اللي ي رفضوا الشغل ليه
تنهدت سارة براحة بينما هي بالفعل غادرت بواسطة أحد عربات الشركة واصطت معها العمال كي يأخذوا المقاسات المطلوبة كي تست بها في عمل مخطط يناسب العميل
وحين وصلوا للعنوان المنشود تعجبت كثيرا فكان بمنطقة تقبع بأحد الاحياء الشعبية البسيطة وحتى البناية كانت من تلك البنايات القديمة التي عفى عليها الزمن...مهلا الآن تفهمت سبب رفض زملائها ولكن لا بإمكانها تولي الأمر...فقد فاتت لداخلها بواسطة ذلك المفتاح التي اعطته لها سارة وسلمه لها العميل وبالفعل بدأت في تفقد المكان وكتب العد من الملاحظات بدفترها وهي ت العمال كي ياخذون المقاسات اللازمة
وأثناء انهماكها اتاها صوت رخيم بدى لها أن استمعت له من وتعلم هوية صاه
الله ينور يا رجالة
ألتفتت لتتأكد بذاتها وهي مفحومة من تلك الصدفة العجيبة التي جمعتهم فمنذ زيارتها لمنزله برفقة سعاد سفرها منذ أكثر من شهرين وهي تتهرب من ذلك الأعتذار التي تدين به ولا تعرف من الأساس كيف سيصدر منها أو تعبر عنه للآن...
جاءها همسه المتفاجئ ما أن وقعت خضراويتاه عليها
معقول الصدفة دي يا بشمهندسة
ات ها واجابته بتحفظ دون حتى أن تكلف ذاتها عناء الابتسام من باب المجاملة
صدفة غريبة فعلا بس كل شيء ممكن يا دكتور...هي العيادة
قاطعها ببساطة وبحركة درامية وكأنه يفتخر بالأمر
ايوة أنا الدكتور البائس صا العيادة المنحوسة دي اللي محدش عايز ق فيها مسمار لدلوقتي
قهقه العمال من حولها بينما
هي تنهدت واجابته بكل عمليه
متقلقش بإذن الله هنبدأ الشغل في ا وقت
لا براحتكم انا مش مستعجل انا ب الانتخة عادي وبصراحة يت قاعدة البيت
قهقهوا من جد ولكن تجاهلت دعباته اتمرة وقالت وهي متة بعمليتها وعرضت مقترحاتها
بص يا دكتور أنا عندي
متابعة القراءة