قصة جديدة

موقع أيام نيوز


المال حين يخسر المرء شخصا عزيزا على قلبه 
فبعد تلك الحاډثة خيم الحزن على منزل الأرملة سعاد التي لم تعد تعرف ما هو طعم الحياة عندما فارقها زوجها الذي تزوجته بعد قصة حب جميلة فأصبحت هزيلة ووجهها شاحب على الدوام مما جعل ابنتها الكبرى مريم تخاف عليها كثيرا وتقلق بشأنها كما ان احوال المنزل لم تكن تسر حيث ان الديون تراكمت عليهن ومبلغ التعويض الذي اخذنه من شركة الكهرباء لم تشاء السيدة سعاد ان تلمس قرشا واحدا منه حيث انها تركته لكي تستطيع ان تنفق منه على مصاريف اقساط الجامعة عندما تذهب اليها مريم.

ولكنهن كن بحاجة للمال فالسيدة سعاد اصابها الاكتئاب بعد مۏت زوجها فتوجب على ابنتها مريم العمل عوضا عنها لكي تعيل العائلة.. ولكن ماذا تستطيع تلك الفتاة ذات الثامنة عشر عاما ان تفعل كما انها كانت في الصف الثاني عشر وموعد تخرجها من المدرسة قد اقترب 
بحثت كثيرا حتى وجدت عملا لطيفا في احدى مقاهي الانترنت ب دوام جزئي بعد ان تعود من المدرسة... وبالفعل بدأت العمل في ذلك المقهى هي وصديتها المقربة الهام أمين التي لم تكن تستطيع الأبتعاد عنها ابدا وخلال فترة عملهن هناك بدأن يحببن عالم الحاسوب و الأنترنت وعالم البرمجة والتطبيقات التكنولوجية لذا حسمن امرهن بأن يدخلن الى كلية علوم الحاسوب والتكنولوجيا التقنية عندما يتخرجن من المدرسة الثانوية.
بعد مرور سنتين.....
اصبحت مريم في سن العشرين ودخلت إلى كلية التكنولوجيا مع صديقتها الهام امين بالفعل كما انهن استمررن في العمل بمقهى الأنترنت كدوام جزئي وقررن ترك العمل عندما يتخرجن من الكلية لكي يذهبن ويعملن في احدى الشركات التقنية المتطورة حيث ان علاماتهن كانت ممتازة كما لو انهن خلقن ليصبحن جزء من عالم التكنولوجيا.
ومرت الايام والشهور بسرعة حتى جاء اليوم الذي ستتخرج فيه مريم والهام من كلية التكنولوجيا وهندسة التقنيات فكانت فرحتهن لا توصف وخصوصا مريم التي نالت شهادة تقدير على علاماتها الجيدة فهي بالرغم من كل المصاعب المادية التي واجهتها في دفع اقساط الجامعة الا انها كانت من العشر الأوائل في الكلية كلها.
ستقولون كيف واجهتها مصاعب ماديه وامها تركت لها حرية التصرف بمبلغ التعويض الذي حصلن عليه من شركة الكهرباء عندما ټوفي والدها لذا سأخبركم بأن المبلغ لم يكن بالمبلغ الكبير جدا فقط مئة وخمسون الف جنيه وبالكاد استطاعت ان تنهي سنتها الثانية بدفع هذا المبلغ... كما انها استعملت قسم من مرتبها الذي كانت تحصل عليه من عملها في مقهى الانترنت لدفع اقساط السنة الاخيرة ولهذا السبب كانت تعمل في المقهى لساعات اضافية دون ان تأخذ يوم اجازة واحد حتى في ايام المړض فقط لكي تستطيع دفع اقساط السنة الثالثة من تعليمها وتوفير بعض النقود لمصاريف مدرسة اختها ودفع فواتير الكهرباء والماء وغيرها 
وبعد ان تخرجت مرفوعة الرأس وجعلت امها واختها تفخران بها ...بدأت هي وصديقتها الهام في البحث عن عمل في شركات التكنولوجيا حيث انهن تعاهدن على ان تبقيا سويا فذهبن الى الكثير من الشركات المعروفة ولكن الحظ لم يحالفهن لان جميع الشركات كانت تطلب خبرة في العمل لا تقل عن سنتين وهن كانتا قد تخرجتا حديثا ولم يسبق لهن ان عملن في شركة.
فخرجت هي وصديقتها من اخر شركة رفضت ان تقبلهما بخيبة أمل وتنهدت بضيق ثم قالت بتذمر وبعدين بقى..احنا اتخرجنا من شهر تقريبا ولسه مالقيناش شغل !
فقالت الهام مهو كل الشركات بيطلبوا خبرة على الاقل لمدة سنتين واحنا معندناش الخبرة دي .
مريم على الحالة دي احنا مش هنشتغل ابدا ...لازم نشوف لنا حل علشان نلاقي شغل في شركة محترمة والا كل تعبنا هيضيع .
الهام وهنعمل ايه يا ميمي 
فأخذت مريم تفكر بحل ولكنها لم تفلح لذا تنهدت ثم اردفت باستسلام معرفش .
الهام كويس اننا لسه مسبناش الشغل في ال Internet cafe والا كنا هنبقى في مشكلة.
مريم عندك حق...يلا خلينا نرجع لان عندنا شغل كتير اوي.
الهام ماشي.
ثم ذهبن الى عملهن ...
وما هي الا ساعات قد مرت حتى حل الظلام فعادت كل واحدة الى منزلها... دخلت مريم المنزل ووقفت تخلع حذائها امام الباب قائلة بصوت عال لكي تسمعها امها انا جيت.
في تلك اللحظة ابتسمت امها التي كانت في المطبخ تعد العشاء اما اختها مرام فكانت جالسة في غرفة المعيشة تذاكر
دروسها المدرسية فهي كانت في الصف السابع آن ذاك ...وعندما رأت اختها قالت جيتي في وقتك يا مريم.
فابتسمت مريم وسالتها ليه... في حاجة
مرام تعالي ساعديني...انا مش فاهمة ازي احل مسألة الرياضيات المقرفة دي.
فوضعت مريم حقيبتها جانبا ثم اقتربت منها وجلست على الأرض بجانبها قائلة ايه اللي مش مفهوم يا حبيبتي 
مرام الاستاذ شرح لنا طريقة الحل كويس بس انا مش عارفه احل المسألة دي اصلها صعبة.
فأخذت مريم القلم من يدها وقالت طيب انا هشرحها

لك ازاي تحليها.
قالت ذلك ثم بدأت تشرح لها ...وفي تلك اللحظة خرجت امها من المطبخ وهي تحمل اطباق العشاء وقالت يلا يا بنات العشا جاهز.
التفتت كل من مريم ومرام اليها وقالت الاخيرة ثواني بس يا ماما.. هنخلص المسأله دي الاول.
السيده سعاد ماشي بس استعجلوا قبل ما الاكل يبرد.
قالت ذلك ثم عادت الى المطبخ لكي تحضر بقية الطعام وبعد 10 دقائق جلسن ثلاثتهن حول المائدة وبدأن يتناولن العشاء فقالت السيده سعاد عملتي ايه النهاردة يا مريم انتي لسه مالاقيتيش شغل في شركة 
فتنهدت مريم واجابت لا والله يا ماما... كل الشركات اللي قدمت لهم طلب توظيف قالوا انهم بيوظفوا ناس عندهم خبرة سنتين وانا معنديش الخبرة دي مع الأسف .
فقالت مرام متقلقيش يا ميمي.. اكيد ربنا هيساعدك علشان تلاقي شغل في شركة كبيرة.
فابتسمت مريم واردفت ان شاء الله يا حبيبتي.
اما السيدة سعاد فقالت ربنا ينولك اللي في بالك يا بنتي.
مريم ربنا يخليكي ليا يا ست الكل... وان شاء الله هلاقي شغل قريب اوي طول ما انتي بتدعيلي كدا .
تسارع في الأحداث...........
استمرت مريم وصديقتها الهام في البحث عن عمل لمدة ثلاثة أيام وكانت النتيجة نفسها ولكنهن لم يستسلمن ابدا وذات يوم خرجت السيدة سعاد الى السوق الشعبي لكي تشتري الخضراوات من اجل اعداد الغداء وبعد ان تسوقت ارادت ان تعود الى المنزل فحملت اكياس المشتريات وحقيبتها القديمة ثم سارت مبتعدة عن السوق حتى وصلت الى الشارع الرئيسي... ولكن لسوء حظها ان احد الأكياس قد تمزق فوقعت منه الخضراوات على الأرض مما جعلها تقول بتذمر يوووه ودا وقته 
قالت ذلك ثم وضعت بقية الاكياس على الارض واخذت تجمع حبات الطماطم التي تبعثرت على الشارع لانها تعرف ان كل حبة تساوي الكثير وخصوصا في تلك الفترة حيث كان سعر الخضراوات باهظ جدا وفي الوقت ذاته اتت سيارة مسرعة كانت هاربة من الشرطة ولم يستطيع السائق ان يسيطر على السرعة فصدم المرأة التي لم تكن منتبهة مما ادى الى سقوطها على الارض بجراح خطېرة جدا.
وما هي الا دقائق حتى تجمهر الناس حولها واخذوا يتمتمون فيما بينهم اما الشرطة فقد استطاعوا ان يمسكوا بالرجل الذي صدمها كما انهم توجهوا نحوها واخذوا يبعدون الناس وقام احدهم بالاتصل بسيارة الإسعاف ولكن الحظ لم يكن حليفها حيث انها ټوفيت على الفور بعد ان اصطدم رأسها بزجاج السيارة الأمامي وسبب لها ڼزيفا حادا في المخ .
عند مريم.....
كانت تمشي في الشارع بعد ان خرجت من عملها لتذهب الى المدرسة التي تدرس بها اختها مرام من اجل ان تدفع رسوم اخر الشهر لقد حصلت على مرتبها من مالك المقهى وطلبت منه الاذن لكي تذهب الى المدرسة وتدفع قسط تدريس اختها وبينما كانت تعد المال وردها اتصال هاتفي فوضعت المال في محفظتها ثم اخرجت هاتفها من جيب سترتها وابتسمت عندما قرأت اسم ست الحبايب ثم اجابت ايوا يا ماما.
ولكن الشخص الذي اجابها لم يكن امها بل احد ضباط الشرطة إذ قال حضرتك مريم بنت الست سعاد صالح 
في تلك اللحظة تسلل الخۏف الى قلب مريم فقالت ايوا يا فندم... انا بنتها الكبيرة بس انت تبقى مين وفين أمي دلوقتي 
الضابط انا ابقى الضابط مع الاسف والدتك حصل لها حاډثة في منطقة ومع الاسف هي اټوفت على طول.
في تلك اللحظة نزل ذلك الخبر على مسمع مريم كما لو انه نيزك مدمر سقط من السماء على رأسها فقامت بوضع يدها على فمها پصدمة شديدة اما الضابط فقال آلو.. آلو.. حضرتك سمعاني 
فأجابته بصوت يكاد يختفي ا.. ايوا.. ا.. انا سمعاك.
الضابط من فضلك يا ريت تيجي مستشفى دلوقتي علشان تتعرفي على الچثة ... والباقية في حياتك .
قال ذلك ثم اغلق الهاتف اما هي فنزلت دموعها كزخات المطر ثم ركضت بأسرع ما يمكن حتى اوقفت سيارة أجرة واخبرت السائق ان يوصلها الى المستشفى... كانت طوال الطريق تبكي وتدعو الله ان يكون ذلك الخبر كڈبا وان السيدة التي ټوفيت ليست امها ولكن لا احد يستطيع ان يفعل شيئا عندما يقضي الله تعالى بأمرا وقد قضى بأن ټموت امها بتلك
الطريقة وفي ذلك اليوم بالتحديد.
وعندما وصلت الى المستشفى نزلت من سيارة الأجرة بعدما وضعت المال في يد السائق حتى بدون ان تنظر الى المبلغ ثم ركضت الى داخل المستشفى وذهبت الى قسم الاستقبال فسألت الموظفة وهي تبكي لو كان قد تم نقل چثة أمرأة في الخمسين من عمرها تعرضت لحاډث فأخبرتها بأن تذهب الى قسم المۏتى في الطابق السفلي لان ما تقوله كان ينطبق على تلك المرأة التي احضرتها سيارة الاسعاف قبل ساعة.
ركضت الى هناك حيث كان ضابط الشرط التي تحدث معها على الهاتف ثم قالت پبكاء ماما فين يا حضرة الضابط ارجوك قول ان الست اللي جوا
 

تم نسخ الرابط