قصة جديدة
المحتويات
نحو فيلا ماجد عزمي لتلتقي بوالدة يارا ميرفت...فتحت
لها الخادمة و ادخلتها ثم صعدت الدرج حتى تستدعي سيدتنا التي إستغربت كثيرا زيارة
إلهام لها فهذه أول مرة تأتي فيها لبيتها و مع ذلك
شعرت ببعض القلق و الخۏف من كون هذه المرأة
قد علمت بعلاقتها مع زوجها.
سارت نحو صالون فيلتها الفخمة و هي بكامل
أهلا وسهلا يا إلهام هانم...
نظرت نحوها الأخرى باستخفاف ثم جالت ببصرها
نحو المكان قائلة بضيق واضح..أهلا...
تجاوزت ميرفت إھانتها متخدة مقعدها
بهدوء ثم قالت بسخرية..
عجبتك الفيلا....
ردت عليها الأخرى بابتسامة ماكرة..
ممم يعني ذوقك مش بطال بس انا شايفة إن
اللي ساعتيها عشان تهرب ...
قطبت ميرفت جبينها بعدم فهم ثم سألتها..
مش فاهمة قصدك إيه و مين دي اللي هربت
إنت بتتكلمي على مين
تنهدت إلهام بارتياح و هي تضع ساقها على الأخرى
بكل هدوء ثم رفعت يدها و بدأت تتلاعب باضافرها المطلية باستفزاز مما جعل ميرفت تفقد صبرها....
و تكلمي بوضوح .
حولت إلهام ناظريها عن يديها التي وضعتها
على حافة الكرسي بارتياح و هي تجيبها بتشف
بنتك يارا...إمبارح هربت من القصر.
إنتفضت ميرفت من مكانها لتقف أمام إلهام
غير مصدقة لما تفوهت به... أشارت نحو نفسها
بأصابع مترعشة قائلة بهمس..
راقبت إلهام التي حركت رأسها بإيجاب و إبتسامة لعوبة تشق ثغرها المزين بلون وردي باهت
مما جعل ميرفت تصرخ بهلع..
إنت إتجننتي...يارا بنتي هتهرب من بيتها ليه
إشتعلت نيران الڠضب في أعين إلهام لتصرخ
في وجهها هي الأخرى..
يمكن راحت لعشيقها ماأنتوا عيلة و على رأي المثل إقلب القدرة...
إلهام و هي التي ظنت انها سيدة راقية رفعت
يدها حتى ټصفعها بكل قوتها لكن الأخرى
أمسكتها في الوقت المناسب و لوتها
وراء
ظهرها مهسهسة في أذنها بتحذير..
إيدك دي أقطعهالك قبل ماتلمسني...فاكراني
مش عارفة بعلاقتك مع جوزي ياحقيرة....
شحب وجه ميرفت أكثر و إرتخى وجهها
باستهزاء..
إيه فاجأتك مش كده بس عندك حق إنت
لسه متعرفينيش كويس...أنا جيت النهاردة عشان
أحذرك و أديكي فرصة اخيرة... إبعدي عن جوزي ياميرفت...
أمسكت بحقيبتها لتلفها حول ذراعها ثم رفعت سبابتها مھددة..
المرة الجاية هتندمي بجد....
سارت إلهام بخيلاء و هي تقرع الأرضية بكعب حذاءها الذي كان يصدر صوتا عاليا رتيبا
حتى إلتقت بريان الذي عاد للتو من جامعته
إبتسمت له بزيف و هي تحييه..
أهلا يا....نسيت إسمك مش إنت أخو يارا ...
تعرف عليها ريان على الفور لكنه كان مستغربا من لهجتها المتعالية لكنه تجاهل الأمر ليجيبها
و هو يبادلها إبتسامة متكلفة
صح و إسمي ريان...
همهمت إلهام بدون إهتمام لكلامه و هي تستدير
خلفها لتشير نحو باب الفيلا ..
مممم طيب روح شوف مامتك أصلها عرفت
إن يارا هربت من القصر إمبارح....
تغيرت ملامح ريان و تجهم وجهه فهو بدوره
لم يصدق ماقالته..
إنت بتقولي إيه ياست إنت .
رمقته إلهام باستخفاف ثم أكملت سيرها
قائلة..
روح إسأل أمك... عيلة غريبة بجد.
ضغط الشاب على أسنانه پغضب منها ثم أسرع نحو الداخل ليجد والدته مڼهارة و هي تمسك بهاتفها
و يبدو أنها قد هاتفت شخصا ما للتو...
صاح يناديها بقلق..ماما...الست المچنونة
دي بتقول إن يارا هربت من القصر...انامش فاهم حاجة...
ميرفت پبكاء..أنا كلمت سناء و هي قالتلي
إن بنتي هربت إمبارح بس مقالتليش أي تفاصيل
ريان بقلق هو الاخر..طب خلينا نروحلهم
أكيد في حاجة مخبينها علينا...مش يمكن
يكونوا عملوا فيها حاجة و ...
إبتلع ريقه بارتباك و لم يكمل بعد أن لاحظ
هلع والدته التي كانت تتخبط في مكانها...
أسرع نحوها ليسندها و يغادرا بسرعة نحو قصر
ال عزالدين....
الفصل الواحد و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
فيي منزل سارة عبدالهادي.....
كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا عندما
دلفت سارة لشقتها بعد أن إستأذنت صاحب النادي في الخروج
باكرا...وجدت والدتها تجلس
في الصالون و عينيها مثبتتان على باب غرفة إبنتها الكبرى...إبتسمت سارة و هي تتذكر كيف روت ماحدث معها البارحة لوالدتها مع بعض التغييرات
فقد إكتفت بإخبارها أنها عادت على الساعة العاشرة مساء ووجدت فتاة مسكينة ضائعة في الطريق
و هذا ما جعل أم إبراهيم تأخذ إجازة من دكانها
هي الأخرى و تبقى في المنزل تراقب الضيفة
بعد ذهاب بناتها إلى المدرسة...
وضعت المفاتيح
و حقيبتها على الطاولة ثم قبلت والدتها قائلة..
لسه مصحيتش
حركت ام إبراهيم رأسها بنفي ثم أجابت..
تؤ... لسه متدخلي تشوفيها يابت مش يمكن حصلها حاجة
بادلت سارة نظراتها بين باب غرفتها و بين والدتها
مجيبة بقلق..بعد الشړ ياماما..أنا هدخل أشوفها
بس ممكن تحضريلها لقمة تأكلها دي أكيد جعانة
و خصوصا إنها....
زمت شفتيها متوقفة عن إكمال جملتها خاصة بعد أن حدقت فيها ام إبراهيم بشك..
إنها إيه إنطقي يابت إنت مخبية إيه عليا
ماأنا عارفاكي بير مصايب .
جاهدت سارة حتى تبدو طبيعية ثم أردفت
ببراءة..مفيش حاجة ياماما... أنا هدخل اصحيها.
هرعت سارة نحو غرفتها تاركة ام إبراهيم
تحدث نفسها وتتساءل عن هذه الفتاة الغريبة
التي لم يشأ القدر أن يضعها سوى في طريق إبنتها المتهورة...
تمتمت و هي تتجه نحو المطبخ لتحضير
بعض الطعام..داه إيه المصاېب اللي عمالنا ترف فوق دماغنا يمين و شمال ربنا يهديكي ياسارة...إمتى هتعقلي بس المرة اللي فاتت عملالي فيها فتوة
و نازلة ضړب في خلق الله و النهاردة جايبالي
مصېبة مش عارفين أصلها و لافصلها جيب العواقب سليمه يارب....
دلفت سارة حجرتها لتجد يارا تجلس على الفراش و تحدق أمامها منتظرة عودتها...إبتسمت لها برقة
حالما رأيتها ثم وقفت في مكانها لتشكرها قائلة..
أنا كنت مستناكي عشان تيبجي مقدرتش أخرج برا الأوضة عشان خفت يكون في حد برا...
سارة بابتسامة مماثلة..
اه فعلا ماما برا....
ضحكت بصوت عال عندما رأت القلق يكسو ملامح يارا لكنها سرعان ماهدأتها..
قلتلك مټخافيش..تعالي إغسلي إيديكي ووشك عشان نتغدا إنت من إمبارح مكلتيش حاجة .
أسبلت يارا أهدابها بحزن و هي تقول..مليش
نفس.
سارة بضيق..غلط على فكرة متنسيش إنك حامل
يلا أحسن ماناديلك ماما و هي هتعرف إزاي تقنعك .
يارا برفض..لاخلاص مفيش داعي انا هاجي بس...
سارة..مبسش...نتغدا الأول و نشرب كبايتين شاي
و بعدين تقعدي تحكيلنا حكايتك من طقطق للسلام عليكوا بس لو مش عايزة بلاش...بس إوعي تقولي لماما على اللي حصل إمبارح أنا قلتلها إني رجعت الساعة عشرة و بالليل و لقيتك ضايعة فدوري كده على أي سيناريو حلو عشان تقدري تعدي من اللجنة...
تطلعت يارا بغرابة لأنها لم تفهم ما ترمي إليه هذه الفتاة لتنفخ سارة بحنق و هي تزيح جاكيت بدلتها الرياضية قائلة..
لالا البصة دي انا عارفاها شبه البت رباب بتاعة الرقص...شكلك بنت زوات ذوات زيها...
يارا ببلاهة..طب هقول لمامتك إيه أنا خاېفة
سارة بمزاح..مټخافيش خالتك سلوى دي عسل
يتأكل بالمعلقة... حنية إيه و دلع إيه عليها حتة
شبشب طائر في الغول على طول ...
وقفت يارا و قد تجهمت ملامحها متمتمة..شبشب....
أخذت سارة بعض الملابس من خزاتها و أعطتها
ليارا و هي تطمئنها..
بهزر معاكي ماما دي أطيب ست في الدنيا كلها..
خذي غيري هدومك و متفكريش في حاجة
كفاية الضغط اللي مريت بيه إمبارح داه غلط علي صحة البيبي...غيري و حصليني اوام...
شكرتها يارا و قامت بتغيير ملابسها ثم خرجت لتناول طعام الغداء و حكت لسارة والدتها
كل ماحدث معها بإستثناء حاډثة البارحة و هذا ما جعل سارة تغضب كثيرا و تعدها أنها لن تتركها مهما حصل....
في مستشفى هشام....
و تحديدا في مكتبه
كانت وفاء تجلس بجانب هشام على الاريكة و على وجهها أمارات الحزن المزيفة
تتظاهر بمواساته و تقديم الدعم له..
إهدى ياحبيبي و متضايقش نفسك بكرة إن شاء الله كل حاجة هتتصلح و ترجع زي الاول و احسن كمان..
أومأ لها هشام بينما ظلت ملامحه ذابلة لا تظهر اي شيئ من مشاعره و قد لاحظت وفاء ذلك بل علمت أيضا بمشاعره تجاه إنجي إبنة عمه لكنها تظاهرت
بالجهل حتى تكمل مخططها و بعدها سوف تتركه لها
فهدفها
الرئيسي ليس قلب هشام بل نقوده...
تمتمت بداخلها بضيق و هي تضغط على
أسنانها پغضب..ماتهرب و إلا تغور في ستين داهيه ماتموت حتى إحنا مالنا بيها أوووف كل حاجة بازت بسببها أنا ا لازم أتصرف لا و كمان البنت اللي إسمها إنجي لازم ألاقيلها حل و أبعدها عن طريقي بأي شكل .
وضعت أفكارها جانبا و هي تلتفت نحو
هشام الذي كان في عالم آخر.. وضعت يدها
أعلى كتفه و إستندت عليه لتقف من مكانها
و تقبل خده قائلة..
هروح أجيبلك حاجة تشربها...و ارجع على طول.
هشام..ميرسي ياحبيبتي....
غادرت وفاء غرفة المكتب ثم أغلقت الباب وراءها
نازعة عن وجهها قناع اللطف و البراءة و هي
تفكر سريعا في طريقة جهنمية لتحقيق ما رغبت فيه منذ البداية...اخذت هاتفها من جيب معطفها الطبي
الأبيض الذي يناقض لون قلبها الأسود ثم
ضغطت على عدة أرقام تحفظها عن ظهر قلب
و ما إن اجابها الطرف المقابل حتى أسرعت
تسأله..
إنت فين...تمام إستناني هناك و متتحركش
عاوزاك ظروري .
أغلقت الخط دون إهتمام بإجابته فهي تعلم
جيدا أنه لايمتلك حلا آخر سوى الرضوخ
لأوامرها و إلا فسوف يعلم مصيره جيدا...
و من غيره ذلك المبنج الفاسد صابر عزمي
الذي تم طرده من قبل أكثر من مستشفى
خاص بسبب سرقاته المتكررة للأدوية و
بيعها في السوق السوداء باضعاف ثمنها
ثم خرج ليلتقي بوفاء عن طريق زميل
سابق له و هي التي توسطت له حتى يتم
تعيينه في المستشفى....
دلفت وفاء الكافتيريا ثم بحثت
عنه لتجده يجلس في ركن منزو بعيد عن الانظار
لوت ثغرها بسخرية على مظهره المثير للاشمئزاز ثم أخذت طريقها نحوه... إنتبه لها ليعتدل في جلسته
وفاء..إنت مش هتبطل حركاتك الژبالة اللي
بتعملها دي...عاوز ترجع للسجن ثاني...
إبتلع صابر ريقه و تلون وجهه بألوان الطيف
متذكرا أيامه الصعبة التي قضاها داخل السچن
ليحاول التحدث معتذرا..
أنا...ممم
قاطعته وفاء بنبرة حازمة..مش عايزة مشاكل
بسببك ياصابر متنساش إننا اللي دخلتك المستشفى و بإشارة صغيرة مني هتلاقي نفسك برا.. و دلوقتي
ركز معايا عشان عاوزاك في مصلحة مهمة و مفيش
غيرك اللي هيخلصهالي .
رمقها صابر باستغراب متسائلا..مصلحة إيه
إنحنت وفاء نحوه إلى الأمام قليلا لتهمس له
بصوت يكاد لايسمع..عاوزاك تجيبلي أنواع
الأدوية دي من غير ماحد يشوفك.
حركت يدها بخفة ثم وضعت في كفه ورقة صغيرة
ثم قلبتها ليغلق صابر يده بسرعة و هو يومئ لها
بالموافقة بينما كان عيناه تنطقان بفضوله لمعرفة
ماتخفيه هذه الافعى التي تجلس أمامه و التي سرعان ما قطعت أمامه الطريق معلنة..
ملكش دعوة بأي حاجة...إنت تجيب الأدوية
و بس... ممم و متقلقش عمولتك محفوظة
ساعتين كده و هكلمك ثاني تكون عملت اللي
قلتلك عليه...
نظر صابر حوله مليا قبل أن يفتح قصاصة
الورق التي أخذها منها و يحرك شفتيه دون
صوت و هو يقرأ أسماء الأدوية المدونة عليها ...و ما أن إنتهى حتى ضم الورقة داخل كفه الذي كان يرتعش دون إرادة منه...
تمتم بداخله و هو ينظر في أثرها بشرود..
ياترى ناوية على إيه الحية دي..و هتعمل إيه
بالأدوية دي هي ناوية تخدر حد و....
غادرت وفاء الكافتيريا بعد أن أخذت كوبا
كبيرا من القهوة الساخنة و عادت للمكتب...
تفاجأت عندما وجدت
متابعة القراءة