رواية بقلم هناء النمر قلوب ارهقتها الحياة

موقع أيام نيوز


تانى 
طب فوق بقى لتقع بجد 
أنتى على طول قافلة كدة 
ملكش دعوة بيا وشوف اللى بتشاورلك هناك دى 
أه دى رقية الصواف طبعا تسمعى عنها ثانية هسلم عليها وارجعلك 
وتركها وذهب تمتمت هدر بقولها
الهى ما يرجعك ټموت انت وهى فى لحظة واحدة 
انسحبت هدى بهدوء حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير كان يبدوا كشرفة على طول الحائط تطل على النيل وقفت أمامه تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها

هدى 
نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها 
التفتت هدى واتسعت عينيها من المفاجأة 
معقول 
انسحبت هدى بهدوء حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير كان يبدوا كشرفة على طول الحائط تطل على النيل وقفت أمامه تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها
هدى 
نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها 
التفتت هدى واتسعت عينيها من المفاجأة 
معقول 
ليش لأ 
أنت بتعمل هنا ايه 
أنا ايش انتى بتعملى هنا هذى اول مرة اشوفك لكن بصراحة مفاجأة جميلة 
لا جميلة ولا وحشة كأنك مشوفتنيش 
إيش تقولى وكيف اقدر وانا ما صدقت 
بعد اذنك وهمت بالحركة لولا انها فوجأت بزوجها أمامها كيف ظهر هكذا فجأة ولم تره اتيا من بعيد 
هدى ايه فى حاجة 
عندما رفع عينيه للواقف أمامه بعدما استدار له
مش ممكن الامير فيصل أهلا وسهلا يافندم 
أهلا 
تشرفنا حضرتك حصل حاجة هدى دايقت حضرتك فى حاجة 
صدمت هدى من كم الخضوع والتحايل التى عليها زوجها مما أصابها بالحرج الجارف من الموقف خاصة أمام هذا الشخص المستفذ بالذات 
لا ابدا هى مدام هدى تبقى 
المدام يافندم المدام بتاعتى وأنا المهندس عمر عبد الفتاح صاحب مكتب Light الهندسى 
أه أهلا وسهلا 
لاحظ عمر كم نظرات فيصل لهدى التى بدأت تتضايق منها
هو حضرتك تعرف هدى من قبل كدة 
رفعت هدى رأسها فجأة لفيصل بحركة رفض ايمائية ففهم ما تريد 
لا هذى اول مرة نتعرف رأيتها واقفة لوحدها كلمتها 
ارتدت روحها اليها بعد تصريحه هذا لتفاجئ برد زوجها الصاډم
ده شرف لينا يافندم اتفضل حضرتك أشرب حاجة معانا 
تدخلت هى فى الحوار أنا تعبانة وعايزة أمشى 
هدى قالها زوجها باستنكار
حصل خير واضح عليكى مدام هدى واكيد راح نتقابل مرة تانية 
رد زوجها اكيد أن شاء الله سيادتك 
ثم تركهم فيصل وذهب وتبعه فردى الأمن الواقفين بالقرب منه 
إيه ده انتى اتجننتى فرصة من السما وجت لحدنا تقومى تتصرفى بالشكل ده 
واحنا مالنا بأخلاقه المهم العقد وبعدين هنا كله بيجامل كله هتلاقيكى انتى اللى فهمتيها أنها غزل بس مشكلة واضح انه معجب بيكى اكيد هحاول مرة تانية يكلمك 
عمر ايه اللى بتقوله ده 
إيه بقول هيحاول يكلمك قلت حاجة غلط بس تصدقى مكنتش اعرف ان سرك باتع كدة أول مرة تحضرى حفلة وأول ما توقعى الامير فيصل بنفسه أكبر راس فى التعاقد كله 
أنت اټجننت مش مكسوف وانت بتقول كدة 
ليه هو انا بقولك نامى معاه بس اديله ريق حلو لو جه يكلمك تانى بدل الوش الخشب اللى انتى مركباه ده 
انت فعلا انسان مش ممكن وأنا مش قادرة اسمع اكتر من كدة انا ماشية 
فوجئت بيده تقبض على ذراعها بقوة آلمتها
استنى عندك ماشية راحة فين إحنا هنفضل لحد ما الحفلة تخلص وانتى بالذات 
عارف لو مسبتش ايدى هصوت واڤضحك فى وسط الحفلة اللى انت فرحان بيها دى 
وبنظرة تحدى منها تهاوى هجومه فهو يعرفها جيدا ستفعلها أن صمم أمامها أطلق صراح يدها 
عدلت من هندامها وهى تقول
عارف الحق مش عليك انا اللى استاهل لأنى وافقت اجى معاك هنا وأنا عارفة قد ايه انت أخلاقك واطية واطية ايه انت معندكش أخلاق من الأساس 
أنهت جملتها وتركته وذهبت بدأ يتلفت حوله ليتأكد أن كان قد سمعهم أحد أم لا وبنظرة واعدة وصوت اقرب للهمس قال
أنتى عديتى حدودك اوى ياهدى وكفاية عليكى كدة بس الأول أوصل للى انا عايزه 
استقلت
تاكسى لتعود لبيتها كانت تتمنى أن تتجه لمنزل والدتها لكن الوقت لن يسعفها لذلك فالساعة تعدت الواحدة صباحا ولا تستطيع العودة لمحافظة أخرى وحدها فى هذا الوقت والساڤل زوجها تركها ولم يخرج معها حتى لاعادتها للمنزل 
وهى فى الطريق رن هاتفها كانت هوايدا أختها
أيوة ياهوايدا انا كويسة الحمد لله مش ماما قالتلك لأ الحفلة خلصت وخلاص
مروحة انتوا وصلتوا البيت كويس خالد ياهوايدا خدى بالك منه لحد ما اجى بكرة هايدى صممت تاخده طيب ماشى بس أبقى بصى عليه برده ماشى سلام يادودو 
فتحت باب الشقة ودخلت اغلقت الباب ولم تسعفها قدمها للدخول جلست مكانها خلف الباب لا تصدق ما تفوه به زوجها للتو لقد وصل به الانحطاط ليستخدمها كمقود يتاجر بنسائه ليصل لما يريد 
وهى الآن السلعة المستخدمة قالت بتنهيده
واضح ان ملكيش أى نصيب فى الفرحة والأمان ياهدى وهتفضلى طول عمرك كدة ومفيش تغيير 
كانت على عتبة الدخول فى البكاء ولكن رنة هاتفها انقذتها من الدخول فيه مسحت وجهها سريعا لتستعيد تركيزها عندما رأت اسم المتصل
يابنت المچنونة بتكلمينى ليه دلوقتى 
مش انتى اللى قولتيلى 
إيه ده لحقتوا ده الواد جامد بقى 
الله وأكبر سم الله كدة ياهدى 
هههههههههههههههه والله أه ياجذمة بس المهم انتى عاملة ايه دلوقتى 
الحمد لله كويسة 
بجد كويسة كويسة يعنى ولا كويسة كويسة من الناحية التانية 
لا والله كويسة الحمد لله 
باين على صوتك ياحبيبتى عملتى كل اللى قولتلك عليه 
عملته كله وهو ساعدنى كمان 
كويس ده طلع واد حنين أما انتى طلعتى سهنة أى واحدة فى الوقت ده بتبقى تعبانة ومستموتة فيها انتى ماشاء الله صوتك زى الجرز أهو 
مش بقولك سم الله ياهدى وامسكى الخشب 
هههههههههههههههه بسم الله الرحمن الرحيم ياختى والغضمفر فين 
فى الحمام 
حمام الهنا اتعشيتوا ولا لسة 
لسة أما يخرج من الحمام 
بالهنا والشفا مبروك ياهدير الف مبروك ياحبيبتى فرحتينى ياقلبي 
ربنا يخليكى ليا ياهدى يارب 
يلا روحى لجوزك بقى لا إله إلا الله
محمد رسول الله 
كانت هذه المكالمة قد اخرجتها بالفعل من الحالة التى كانت عليها تمتمت باسمة 
والله ونصفك ربنا فى بناتك ياحاجة هدية 
لم يعود عمر ليلتها للمنزل خرجت هدى مبكرة لكى لا تراه اتجهت لمنزل والدتها قضت اليوم هناك دون حتى اتصال واحد منه ليطمئن عليها حتى أن والدتها لاحظت تجهمها طوال الوقت وسألتها لكن خدى انكرت وجود شئ يدايقها
بعد الساعة الثالثة اتجهت هدى بسيارتها ومعها والدتها واختاها هوايدا وهدير وتركوا الأطفال فى رعاية هيام التى كانت حامل فى الشهر السادس ولن تتحمل المشوار سلموا على العريسين واعطوا الهدايا لهم ولم يمكثوا كثيرا عادت بهم للمنزل وأخذت خالد وبدأت رحلة العودة لمنزلها
خالد فين 
نام 
من غير ما يغير هدومه 
أنا غيرتله هدومه 
اندهشت من كلامه نعم 
صمت وصمتت استطرد قائلا
خليك عندك لا مش هنام قاعدة شوية 
ماشى نسهر ثوانى انا عندى حاجة ليكى 
دخل وعاد بعد ثوانى بعلبة فتحها ووضعها أمامها 
إيه ده 
كوليه الماظ أول ما شوفته قلت ليكى 
رفعه ليلبسها اياه مدت يدها وردت يده وهى
تقول
شكرا مش عايزة حاجة 
ميبقاش قلبك اسود بقى ياهدى اعتبرينى مقولتش حاجة انا اسف 
انتهينا ياعمر معنديش كلام اقولهولك 
وقفت ورفعت كوبها وتركته وذهبت وهى تقول
أنا هنام فى اوضة الضيوف من هنا وجاى 
تمتم وهو يضع الكوليه فى علبته
الصبر ياهدى يومك جاى 
مر أربعة أيام على هذا الحال دون تغيير فى عملها طوال اليوم تعود لتأخذ ابنها من الحضانة وتعود للمنزل تمكث معه طوال اليوم حتى ينام ثم تدخل لغرفة الضيوف ولا تخرج منها إلا تانى يوم صباحا 
فى أحد الليالى عاد قبل أن تدخل غرفتها وكان متعمدا ذلك كانت فى المطبخ تعد شيئا لتأكله قبل أن تدخل صومعتها اليومية
مساء الخير ياهدى 
لم ترد واكتفت بايماءة
عاملة ايه انهارضة 
الحمد لله هات من الاخر 
بطمن عليكى ولا مش ناوية ترضى عنى 
مليش مزاج أتكلم ياعمر تصبح على خير 
حملت طبق طعامها و متجهة للغرفة
استوقفها قائلا استنى بس عايزة اتكلم معاكى فى حاجة ضرورى 
استدارت له وهى تقول منا قولت هات من الاخر 
اتجهت لأقرب كرسى وجلست اتفضل خير 
طلب وارجوكى تقبلى واوعدك مش هطلب منك حاجة تانية ابدا 
من غير مقدمات قول اللى عندك 
أصحاب المشروع عازمين كل اللى متقدمين للتعاقد مع الشركة يوم الجمعة 
لأ من غير ما تكمل 
افهمى بس الأول 
من غير ما أفهم لأ 
ده مجرد open day هنقضى طول النهار هناك وهنرجع فى أول الليل 
رفعت هدى طبقها وتحركت من أمامه وهى تقول
أنا قلت لأ مش هروح يعنى مش هروح 
وبعد أن تحركت خطوة
عادت ووضعت الطبق على الطاولة پعنف وهى تقول نفسى اتسدت 
دخلت الغرفة وأغلقت الباب من الداخل جلست على حافة السرير وهى تفكر وداخلها اثنان يتصارعان 
وايه المشكلة ماتوافقى 
أوافق أذاى ايه الجنان ده 
إيه الجنان فى كدة مش يمكن تقابلى فيصل هناك 
كاك خيبة ما هو ده السبب الأساسى اللى يخلينى مروحش 
بالعكس ده السبب الأساسى اللى يخليكى تروحى مش يمكن تعرفى منه حاجة عن ابنك 
ابنى معقول حلمي هيتحقق وتفتكرى فيصل ميعرفش اللى حصل 
وحتى لو ميعرفش ممكن يكلمك عنه على أنه ابن خالد وليان اهى أى معلومة والسلام 
خلاص أقوم اقوله أنى موافقة وهمت بالوقوف ثم عادت وجلست مرة أخرى وهى تقول لنفسها
استنى مش على طول كدة هو لسة بيقول انه يوم الجمعة يعنى قدامك وقت أبقى قوليله بكرة 
تانى يوم بعدما جهزت كل شئ للخروج كالعادة استيقظ وهى على وشك الخروج فأخبرته بكلمتين وبعدها خرجت 
عمر انا موافقة أحضر معاك ال open day 
ومن وقتها حتى يوم الجمعة لم يختلف الطريقة التى اختارتها فى التعامل معه فقد قررت مسبقا الفراق لكن الموضوع مسألة وقت لا أكثر 
يوم الجمعة جهزت كل شئ شنطة بها ملابس تكفيهما ليوم واحد وخالد قد ذهب مسبقا لجدته يوم الخميس ليلا ليقضي الجمعة كله
عندها
خرجت من الغرفة وجدته مستيقظا وينتظرها وبالفعل تحركت السيارة الساعة السابعة صباحا فى اتجاه الفيوم لم تتحمل هدى الجلوس طوال هذه المسافة فظهرها يؤلمها منذ الولادة الاولى فتحت الكرسى أكثر ومالت عليه وغلبها النوم رغما عنها ولم تستيقظ إلا عند دخولهم من باب المزرعة
كانت المزرعة
بالفعل ضخمة استمرت السيارة فى السير لمدة 20 دقيقة من باب المزرعة حتى وصلت لباب المنزل الداخلى ترجلا من السيارة أمام المنزل الضخم 
هو فين الناس اللى هنا انا مش شايفة غير الأمن من ساعة ما دخلنا 
يمكن جوا 
ومال الأمن كتير كدة ليه هم هيحاربوا 
ياستى ناس واصلة وخايفين على نفسهم 
فوجأت بخروج فيصل ليقابلهم عند الباب لم ترتاح هدى لنظراته المتكررة لكنها تجاهلته تماما وتركته يتحدث مع عمر
دخلا الفيلا حمل الخادم الحقيبة واتجه لأعلى قال لها عمر
اطلعى ياهدى ارتاحى لحد ما اخلص شوية شغل مع الأمير فى المكتب هنا وهحصلك 
لم ترتاح للموقف منذ بدايته لكنها اذعنت لطلبه وبدأت فى صعود السلم لكنه اوقفها مرة أخرى
معلش
 

تم نسخ الرابط