رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


توجه إلى الخارج و أدار سيارته و انطلق سريعا ل ذلك العنوان الذي أرسله إياه شادي لينتهز تلك فرصة عدم وجود رائد و يصعد الى تلك الشقه لكشف الحقيقه بنفسه
عودة للوقت الحالي
أجابها علي بهدوء و قد حاول السيطرة على انفعالاته
_ انا محمود صاحب رائد هو مش موجود و لا ايه 
طالعته ناهد بنظرات تائهه فقد كان يشبه سالم كثيرا فهي لاتزال تتذكره عندما تقدم لخطبه فاطمه و لكن ذلك الشاب محق فسالم الان في عمر الستون أو أكثر لذا لا يمكن أن يكون هو و لكنها بالرغم من خۏفها من الغرباء فهي ارتاحت لذلك الشاب

كانت ناهد شاردة تنظر إليه فقام هو بفرقعه أصابعه أمامها فخرجت من شرودها قائله بارتباك
_ أأأسفه فكرتك حد اعرفه . في الحقيقه رائد خرج من شويه .
علي محاولا أن يخلق أحاديث معها 
_ حضرتك والدته مش كدا 
ناهد بارتباك 
_ أاااااه .. لا .. لا .. انا واحده قريبته !
علي بهدوء 
_ طب ممكن كوبايه ميه اصلي جاي من طريق طويل و كنت عايز رائد في موضوع مهم بس ماليش نصيب أقابله بقى .
أخذت ناهد تنظر إليه بحيره ثم رأت في عينيه الاطمئنان فهزت رأسها و دخلت الى المطبخ فرن هاتف علي الذي أجاب بصوت خفيض
_ إيه يا شادي في ايه 
شادي بلهفه 
_ انزل من عندك بسرعه يا علي في عربيه دفع رباعي جت وقفت قدام البيت و فيها ناس شكلهم ميطمنش طالعين على فوق انا واثق أنهم طالعين عند الست دي .
علئ بعمليه 
_ أأمن طريق للهروب ايه 
_ الشقه دي ليها باب في المطبخ اطلع منه و انزل عالسلم هتلاقيني مستنيك بالعربيه عند الباب اللي في ضهر العمارة .
تحرك علي و قام بإغلاق الباب بالمفتاح الذي كان بالداخل فوجد ناهد تسكب المياه في الكوب و هو يردد 
_ سامحيني بقى يا خالتي بس للضروره احكام .
سقطت بين ذراعيه فاقدة للوعي فحملها و قام بفتح ذلك الباب و النزول على السلالم بسرعه كبيرة ليصل إلى ذلك الباب مباشرة ليقابله شادي الذي صدم عندما رأى علي يحمل تلك السيدة و قال بدهشه
_ الله يخربيتك انت عملت فيها ايه 
علي بلامبالاه 
شادي بذهول
_ نهار ابوك اسود انت اتهبلت يا ابني !
علي بملل 
_ هتتنيل تركب و لا مستني لما ييجوا يخلصوا على اهلك هنا 
شادي و قد استوعب الأمر فهرول الى جانب علي الذي جلس في كرسي السائق بعدما وضع ناهد في الخلف و ما أن جلس شادي بجانبه حتى انطلق بالسيارة بسرعه كبيرة فلم يستطع ايا من هؤلاء الرجال اللحاق بهم ليزفر قائدهم پغضب و قام بالرد على هاتفه الذي أخذ يرن قائلا بأسف
_ للأسف يا بوص وصلنا متأخر و في حد هربها !
كانت كاميليا تلزم غرفتها منذ أن سمعت ذلك الحديث المسمۏم في غرفه المكتب بين يوسف و أدهم و قد أيقنت بأن كل ما اخبرها جدها به كان حقيقه فيوسف قد اعطى له وعدا بالزواج من نيفين تلك الخاطرة التي كلما مرت على ذهنها تجلدها و كأنها صوط خلق خصيصا لجعلها ټنزف من فرط الألم الذي لا يعادل وجعه اي شئ في هذه الحياه..
و أيضا في اليوم الثاني عندما طلب يوسف الاجتماع بروفان و والدته سرا دون أن يخبروها فقد سمعت روفان و هي تتهامس مع صفيه بصوت منخفض عن ذلك الاجتماع الذي كان يقتصر عليهم فقط و الذي كانت قد رجحت سببه بأنه يريد أن يخبرهما قراره بالزواج من نيفين !
و لأول مرة لا تسعفها الدموع و تسقط علها تريحها قليلا بل عاندتها أكثر مثل تلك الحياه التي كلما رأتها تفرح و لو قليلا أعطتها من العڈاب ما يجعلها تحزن دهرا و لم ترأف بحالها و لو لمرة واحده و لكن تلك المرة كان العڈاب اكبر من قدرتها على التحمل فهي لا تذكر تلك الليله كيف صعدت مرة ثانيه إلى غرفتها و ارتمت على سريرها تحتضن نفسها بذراعيها علها تخفف قليلا من تلك البرودة التي لفت جسدها فجعلته صلب كالفولاذ و حجرت العبرات بعينيها حتى عندما شعرت به يدخل الى غرفتها و يقترب منها كل ما استطاعت فعله هو التظاهر بالنوم و لم تستجيب خليه واحده بجسدها حين لث م جبينها ثم أخذ يناظرها لثوان قد يأس فيهما من أن تلتفت إليه و خرج مغلقا الباب خلفه بهدوء .
لامت نفسها كثيرا كيف أنها لم تصرخ بوجهه و تقول له 
لما لما اتيت أن كنت تنوي الابتعاد لما تقترب مني و في داخلك تنوي الزواج بأخرى 
بأي ذنب تقتلني لتحييها 
عند هذا الخاطرة ارتجفت شفتيها و فرت دمعه يتيمه من عينيها اتبعها سيل من الدموع التي اشفقت على ذلك القلب الذي لم يعد قادر على التحمل..
اخذت شهقاتها تزداد شيئا فشيئا و ظلت تبكي لوقت طويل لا تعلم مقداره الى أن هدأت تدريجيا ثم قامت من مكانها واتجهت الى احد الأدراج و قامت بإخراج كتاب كبير أخذت تبحث بين أوراقه حتى وجدت ضالتها تلك الرساله الوحيدة المتبقيه لها من والدتها فشرعت في قرائتها بشفاه ترتجف ألما و ۏجعا و فقدا
_ بنتي حبيبتي كاميليا .
لما تقري الجواب دا هكون انا اكيد فارقت 
الحياه . بس عمري ما هفارقك أبدا لإني هفضل عايشه في قلبك . عيزاك تعرفي إني بحبك اوي و انك اغلي حاجه عندي في الدنيا و لو طولت افديك بروحي هفديك بس للأسف في حاجات كتير مبتكونش بأيدينا و قدرنا أننا نعيشها . عارفه انك هتتعبي اوي مع الناس اللي انتي عايشه معاهم دول و عارفه انك هتحاربي كتير عشان تعرفي تعيشي وسطهم بسلام بس انا واثقه في بنتي أنها قويه و عمرها ما تتهزم . خليك قويه يا كاميليا اوعي تبيني ضعفك لحد أبدا حتى لو كان مين . هييجي يوم و يستغله ضدك و خليك دايما عندك إيمان بربنا كبير و اعرفي أن الشړ عمره ماهينتصر و مهما قوي هييجي يوم و يتهزم وقتها هتقدري قيمه طيبتك و إنسانيتك و هتعرفي إن ربنا عادل اوي . متتعشميش في حد عشان العشم دا اكتر حاجه ۏجعها صعب في الدنيا اتعشمي في ربنا عشان ربنا كبير اوي و عمره ما هيخذلك و اعرفي اهلك يا كاميليا انا هسيبلك في آخر الجواب عنوان فاطمه اختي انت عمرك ما شوفتيها و لا تعرفيها بس هي هتكونلك زيي و اكتر لما تضيق بيك الدنيا متتردديش انك تروحيلها و لما تروحي لها قوليلها زهرة بتقولك حافظي على ضناها اوي خليها تحضنك اوي بالنيابه عني . خليها تسلمك بايدها لعريسك اللي يصونك و يحافظ عليك و اوعي تصدقي اي كلمه وحشه تتقالك عني يا بنتي اعرفي أن امك اشرف ست في الدنيا . خلي بالك
من نفسك يا بنت قلبي و روحي و خليك قويه يا كاميليا اوعي تضعفي و لا تسيبي الدنيا مهما جت عليك تضعفك 
بحبك اوي 
ماما زهرة 
قرات كاميليا هذا الخطاب للمرة التي لا تعرف عددها . في كل مرة تسقط عبراتها بغزارة و لكن هذا المرة كانت مختلفه فقد هبت واقفه و أخذت تمسح بقايا دموعها ثم طوت الخطاب و وضعته في مكانه و دخلت الى المرحاض لتأخذ حماما دافئا ثم ارتدت أجمل ثيابها و جهزت بعضا من اغراضها الخاصه في حقيبه و خرجت متجهه الى الأسفل و ذهبت الى المطبخ فوجدت صفيه تقف مع الخدم لمباشرة طهو طعام الغداء فاتجهت إليها و قالت بهدوء 
_ ماما صفيه .
التفتت صفيه اليها تناظرها بحب قائله بحنان
نعم يا حبيبتي .
كاميليا بابتسامه بسيطه و بلهجه حاولت أن تكون ثابته 
_ ممكن اروح ازور خالتو فاطمه و البنات وحشتوني اوي و نفسي اشوفهم .
صفيه بتردد فهي تشفق على حال تلك المسكينه خاصة و هي تري إنشغال يوسف الدائم عنها و تشعر بحزنها و إنطفائها منذ ذلك اليوم في المشفي و خاصة عند علمها بما ينوي رحيم أن يفعله بها و بطلبه من يوسف بالزواج من نيفين فأشفقت كثيرا عليها مما حدث و سيحدث
_ طب قولتي ليوسف 
انمحت بسمتها و حل محلها اسامه حزن كبيرة سيطرت على نظراتها و قالت بنبرة مهزوزة قليلا 
_ يوسف مشغول الله يكون في عونه . انا قولت استاذن حضرتك لو مكنش عندك مانع اروح 
ذلك الرجاء في صوتها و هذا الحزن الذي يسيطر على ملامحها جعلا صفيه تحسم قرارها سريعا فقالت بلهجه حازمه و لكن حانيه
_ روحي يا حبيبتي غيري جو و انبسطي و متقلقيش أنا هقول ليوسف .
ودت بأن تخبرها بأنه لن يسأل عنها بل إنه لن يلاحظ غيابها من الأساس و لكنها آثرت الصمت فهزت رأسها قائله بإمتنان
_ شكرا .
كانت صفيه تود إحتضانها كثيرا و لكنها تراجعت فهي تعلم بأنها على شفير الاڼهيار الآن و أن أي بادرة حنان منها قد تجعلها تسقط أمامها باكيه و هذا ما لا تريده لهذا قررت الذهاب الى خالتها فقالت بمرح 
_ على ايه والله نفسي اهرب و اجي معاك يا بنتي علي الاقل الواحد يشوف اشكال نضيفه بدل الأشكال الغلط اللي عايش معاها دي بس هعمل ايه حكم القوي .
ضحكت كاميليا على مزاح صفيه فهي تعلم بأنها تشعر بكل ما يدور بداخلها و تود بأن تخرجها مما هي فيه و هي أكثر من شاكرة لها لتفهمها هذا فتلك المرأة كانت و لا تزال الصدر الحنون لها في هذا المنزل ..
أوشكت كاميليا على الحديث و لكن أوقفها صوت أدهم الذي جاء من الخارج لتقول صفيه بلهفه
_ كويس أدهم جه يوديكي . عشان الخڼاقه متبقاش خناقتين مانت هتسبيني في وش المدفع و تمشي .
خرجت صفيه يتبعها كاميليا فوجدوا أدهم ييقف أسفل السلم ناظرا الى ساعته و ما أن همت صفيه بالحديث حتى وجدت يوسف بالاعلي يتحدث على الهاتف فنظرت الى كاميليا التي شعرت باندفاع الډماء في أوردتها نتيجه لذلك الاضطراب الكبير الذي أصاب قلبها الملعۏن بعشقه فحاولت أن تظهر اللامبالاة على ملامح وجهها و قالت بمرح لأدهم
_ عمال تبص في الساعه عاملي فيها مهم حضرتك 
أدهم و قد استغرب مزاحها فقال بإستفزاز 
_ طبعا مهم انا راجل ورايا شغل مش عواطلي زي حضرتك 
كاميليا بمكر 
_ هتندم عالمعامله دي على فكرة !
ادهم بتكبر 
_ عمري ما بندم على حاجه عملتها ابدا .
كاميليا بتخابث 
_ أبدا أبدا يعني مفيش حاجه كدا و لا كدا 
نظر إليها أدهم بنصف عين ثم قال
 

تم نسخ الرابط