بقلم سارة سيف الكوخ

موقع أيام نيوز


ترقدي جنبه مش تقفي معاه
انطلق جاسربرفقة فريدة إلى المستشفى واتجه آسر صاعدا الدرج وعندما حاولت شروق اللحاق به أمسك كرم يدها قائلا بتعقل خليه لوحده شوية يراجع نفسه ويفكر في حل لمشكلته
أومأت موافقة وتابعوا بنظراتهم صعوده ولأول مرة يبدو عليه الكسرة والهزيمة بتلك الطريقة....
انفرد آسر بنفسه يفكر في كل لحظه قضاها معها منذ أن تعرف عليها مزاحها ضحكها كم اشتاق إليها ولم يمضي على مغادرتها سوى ساعة أو أكثر نهض وفتح الخزانه الخاصة بها ويتناول أحد شالاتها متلمسا رائحتها العالقة به انهار أرضا كلما فكر في أنه لن يراها مرة أخرى لن تسامحه أبدا لقد اخطأ بحقها كثيرا اهملها لم يقدر صبرها وتحملها لجفاءه كانت الدموع تنهمر بغزارة لم يبكي أبدا منذ سنوات حتى قبل أن يتعرف على زوجته الأولى كان يظن الدموع ضعف الآن هي التي تخرج ما يعتمر بداخله من مشاعر وأحاسيس حدث نفسه قائلا بعزم شديد لازم لازم اعمل حاجه اخليها تسامحني !... سافرت عند جدها أكيد دا اكتر مكان بتحبه واكتر شخص بتحس معاه بالراحه

بقى على حاله يفكر في حل وطريقة ليرضيها حتى حانت صلاة الفجر فنهض يقيم الصلاة ويدعو ربه أن يهديه لوسيلة ترضيها وأن تصفح عنه وتسامحه من ثم تناول أحد المصاحف التي 
كان يراها تحب القراءة فيه وبدأ يتلو آيات القرآن العطرة ....
أشرقت الشمس فتطلع من النافذه إليها وبعدها وقع نظره على الحديقة حيث كل زاوية تحمل بصمة يدها واهتمامها بها.... وأتت فكره على ذهنه فجأة فيعيد إليه الحماس مرة أخرى والابتسامة إلى ثغره قائلا هاعرف ارجعك ليا تاني يا إيلين!
الفصل السابع عشر
كان آسر في طريقه إلى الخارج عندما مر بجوار غرفة إبنته وقد سمع صوت نحيبها الخاڤت تقدم من حجرتها ودلف إليها وقد شعر بالشفقة على حالها جالس بجانبها وحدثها بهدوء بټعيطي ليه يا نادين
نظرت له بضيق مالكش دعوة! .. وأنت من امتى بتهتم أصلا بحالي ... حتى الانسانه الوحيده اللي حسيت انها بتحبني فعلا ومهتمه بيا بجد حرمتني منها ... انا نفسي أعرف أنت پتكرهني كدا ليه
علت الدهشه ملامح وجهه أنا أنا باكرهك يا نادين مين اللي قالك كدا
نظرت إليه بثقة مش محتاجه حد يقولي تصرفاتك بتدل على كدا ... على طول مسافر مش باشوفك ما تعرفش عيد ميلادي امتى حتى ! ... واخرك تخلي السكيرتيرة تبعتلي هدية عيد ميلادي وخلاص كدا انت عملت اللي عليك ! ... ما تعرفش انه كلمة كل سنة وانتي طيبه منك احلى من شعر الدنيا على كارت والهدايا العالم
تنهد بندم معلش ... أنا كنت غلطان في حقك سامحيني يا نادين
أجابته پحقد أسامحك... انت عارف انه بالرغم اني زعلانه انه إيلين سابت البيت الا اني فرحانه ... فرحانه عشان انت ما كنتش تستاهلها هي كانت خساره فيك انا كنت ساعات كتير اقعد افكر هي قبلت بيك ليه ... وكنت باقول لنفسي اكيد ما تعرفش حقيقتك ولما تعرفها هتبعد ومش هاشوفها تاني وكنت بادعي ربنا انها ما تشوفهاش ... بس انت ماكنتش بتسيب فرصه غير لما تبينها لها كأنك قاصد تبعدها!
شعر آسر بخنجر يخترق قلبها وقال پانكسار للدرجه دي بتكرهيني وتتمنيلي الأڈى 
هزت رأسها نافية بقوة أنا مش باكرهك ولا عمري هاكرهك انا باقولك اللي في قلبي بس لكن كره لا ... إيلين علمتني انه ما ينفعش نكره عشان ما نلوثش قلبنا ونبعد عن ربنا ... انا فكرت انه بعد إيلين عنك دا حاجه من ربنا عشان تدوق الالم اللي بيسببه بعد الشخص اللي بتحبه عنك زي ما بعدت عني
أمسك آسر يدها والدموع تهطل بقوة من عينيه لأول مرة تراها نادين فعلت الصدمة وجهها أنا آسف سامحيني يا نادين أنا غلطان أنا عندي عذري لكل دا بس بردوا مهما كان عذري قوي ماكانش لازم أبعد عنك للدرجه دي وانتي فعلا مالكيش ذنب ... صدقيني هاتغير ومش هابقى بعيد عنك تاني وهنبقى صحاب وهنقضي وقت أكتر مع بعض ولما إيلين ترجع إن شاء الله هاخدكوا وافسحكوا على طول وهنكون عيله احنا التلاته وهاعمل اللي اقدر عليه عشان تبقوا مبسوطين بس سامحيني يا نادين
زادت الدموع في عيني نادين وألقت بنفسها في حضڼ والدها لتشعر بقربه ودفء قلبه لأول مرة وقالت أنا بحبك أوي يا بابا ومش زعلانه منك خلاص
آسر بفرحة وأنا بحبك يا نادين ووعد مني
انه هارجع إيلين مرة تانية وهنفضل إحنا التلاته سوا طول العمر
نظر إليها جدها بشفقة فهي تنظر إلى نقطة محدده طوال الوقت بشرود هذه الفتاة التي عادت منذ شهر ليست هي نفسها الفتاة التي سافرت منذ سنة مليئة بالحياة والحب .... يا ترى ماذا فعل لكي ذلك الأسر حتى تصلي إلى هذه الحالة. إذا وقع في يدي أقسم أن أجعله يدفع الثمن لقد أخذ جوهرتي الثمينة ليعيدها هكذا
قاطع شرودها قائلا ايه يا إيلي هتفضلي سرحانه كدا على طول 
أجابته بضعف وعايزني اعمل ايه يعني يا جدو 
الجد حازما تفوقي لنفسك وتنسيه خاالص ... مهما كان اللي عمله أنا مش عايز اعرفه لاني متأكد انك مش هتسيبي بيتك غير لو حاجه كبيرة اوي ولو عرفتها هاقلب عليه الدنيا وهادفعه تمن زعلك دا كتير اوووي
ضمته بقوة قائلة ربنا يخليك ليا يا جدو
الجد مشجعا يبقى لازم تنسيه ... اتفقنا 
تنهدت بحزن هاحاول
حول مصطفى محور الحديث قائلا شوفتي الارض اللي بينا وبين إسراء... مش فيه واحد اشتراها وبنى عليها بيت 
استغربت وسألت جدها بجد .. ومين دا
هز كتفيه قبل أن يجيبها والله ما اعرف ماحدش شافه هنا خالص حتى العمال كمان بيقولوا انهم ما شافهوش ... هو بعتهم يجهزوا البيت وهو هيجي عالسكن على طول
إيلين بلا مبالاة طيب ... ان شاء الله يكونوا جيران كويسين
الجد محفزا ما تروحي لإسراء واهو تغيري جو شوية
نهضت إيلين اه ... حتى أشوف أحمد الصغير
ضحك الجد اه وسلميلي على الواد الشقي دا كل ما اشيله يغرقني ههههههه
إيلين مبتسمة بسعادة ربنا يخليهلهم يا رب
قال الجد بلهجة ذات مغذى عقبال ما اشيل عيالك يا إيلي
توترت بشدة فنهضت مسرعة انا هاروح عشان ما اتأخرش
سارت مبتعدة عن كوخ جدها متجهه إلى منزل صديقتها التي أسست عائلة سعيدة ورزقت بطفل صغير من الرجل الذي تحب انه أحمد الذي يناهز من العمر شهرين لقد أعاد لها روحها مرة أخرى عندما تنظر إلى وجهه تجده يشع براءة محببة إلى قلبها وضعت يدها على بطنها متذكره ذلك الجنين الذي ينمو باحشاءها لقد علمت بحملها بالامس فقط ولم تخبر أحد حتى جدها اتهمها آسر بأنها لا تريد أن تنجب منه حتى لا ترتبط به والمفارقة أنها تكتشف حملها الآن بعد أن قرر كلا منهما عدم رؤية الآخر لماذا أسرع باتهامها والتشكيك بها ألم يفكر بأن أمر مثل الإنجاب ليس بيدها ولا بيده انه أمر من الله فهو من يقول للشئ كن فيكون مرت بجوار البيت الذي انتهى العمال من بناءه وقد جذبها بجماله ن كم تمنت أن تعيش هنا مع آسر آسر الذي سقطت طائرته بأرض جدها الذي أحبته لم يكن يتعالى أو يتكبر كانت ترى بعيونه الحب الذي
لم ينطقه بلسانه ليس ذلك الۏحش الذي عيونه تمتلئ بالبرود ومعاملته شديدة الجفاء تابعت طريقها وهي تنفض تلك الافكار عن رأسها حتى وصلت إلى منزل إسراء الجالسة بمفرده في هذا الوقت حيث يعمل محمد بالحقل الذي يملكه جدها .
إسراء بسعادة اهلا يا إيلي ... وحشتيني
إيلين بشك وحشتك ايه يا بكاشة ما أنا كنت عندك امبارح
إسراء مغيظه تصدقي اني غلطانه ... خدي أحمد عقبال ما اعملنا كوبيتين شاي
حملت إيلين الصغير ولاعبته وهي تتابع الحديث مع إسراء دا حبيبي أنا مش كدا يا حماده يا عسل انت
إسراء بتعب دا مطلع عيني! ... مش بينام
إيلين مدافعه عادي يا سوسو دا لسه يادوب شهرين ... لما يكبر شوية نوم هينتظم عن كدا
رفعت يديها لأعلى قائلة ياااارب ... ربنا يسمع منك يا إيلي
ضحكت إيلين ما دام تاعبك كدا هاتيه عندي وانا هاشيله في عيني
إسراء ربنا يخليكي يا إيلي ... ما أنا عارفه إنتي هتقوليلي
استفسرت منها إيلين عن المنزل الجديد الذي رأته في طريقها فأجابتها إسراء باقتضاب مش عارفه مين صاحبه ... حتى محمد ما يعرفش... على العموم هو عامل حفلة بليل عشان هيسكن هنا خلاص وعازم كل الجيران يعني مش بعيد اول ما ترجعي البيت جدو مصطفى يقولك انه عازمكوا 
إيلين مستغربه وعزمكوا ازاي مادام أحمد ما شافهوش
كادت إسراء توقع الشاي من يدها من فرط توتره بعت كارت دعوة مع واحد من العمال
استهجنت إيلين هذا التصرف الذي ينم عن عدم ذوق صاحبه دا قليل الذوق اووي
كتمت إسراء ضحكتها قائلة يا رب ما ټندمي على الكلمه دي
أجابتها متعجبه واندم ليه... انتي مش شايفاه كدا ولا ايه
غمزتها إسراء فكك يا بنتي .... قوليلي انتي عامله ايه وجدو مصطفى ازيه
ودار الحديث بشكل طبيعي حتى حان موعد رحيل إيلين فودعتها إسراء على وعد أن تلتقيا في الحفلة التي ستقام في منزل جارهما الجديد.
استعدت إيلين وارتدت ثوب في غاية البساطه تصل أطرافه إلى الأرض لونه أزرق سماوي تزينه زهور صغيرة ملونة وارتدت عليه بوليرو يصل إلى خصره باللون الأبيض كانت شديدة التأنق بنظر فلاحة كما كانت تدعوها كوثر هانم هنا لا يوجد من يهتم بالمظهر فالناس هنا يهتمون بالجوهر قبل المظهر انطلقت برفقة جدها الذي جل ما فعله أن بدل قميص وبنطال العمل بأخرين نظيفين.
كانت الاضواء الزاهية تنير المكان وموسيقى هادئة تزيد المكان ألفه اعتلت الدهشه وجه إيلين عند رؤيتها لشروق وبرفقتها كرم يتحدثون مع إسراء ويمزحون سويا كأنهم على معرفة ببعض اقتربت منهم بهدوء بينما انصرف جدها ليتكلم مع والد إسراء وعندما رأتها شروق اتجهت إليها مسرعة لتضمها قائلة بشوق وحشتيني يا إيلي ... البيت كان وحش من غيرك اووي
كرم ازيك يا إيلين
إيلين الحمدلله وانتي اكتر يا شروق ...
عاملين ايه
أشارت إلى بطنها قائلة بعد أن تبادلت نظرات الخجل مع كرم كويسه بس كرم الصغير تاعبني اوي يا إيلي
صړخت إيلين بسعادة وهي تضمها بقوة مبروووك ... فرحتلك اوي يا شوشو
شروق الله يبارك فيكي .... عقبالك
جاءت نادين هاتفة بسعادة وحشتيني يا إيلي ... كدا مش تسألي عني وسبتيني لوحدي كدا
أجابتها بأسف معلش حقك عليا... وبعدين أنا ماكنتش سيباكي لوحدك انتي كنتي مع جاسر وشروق وكرم ونانا وبابا
تذمرت بس انا كنت عايزاكي انتي
شروق مسرعة
 

تم نسخ الرابط