بقلم سهام العبد
المحتويات
جاهزة وهعرف حضرتك تقابليني تستلميها
وصلت ياسمين بغصون لمنزلها وهي لا يخفى عليها أنينها الذي يصدر منها طوال الطريق ولا وضع يدها الذي لا ترفعها عن أسفل بطنها لذا اتصلت على ياسر وطلبت منه أن يأتي لها قبل أن يذهب لعمله لأن لديها صديقة مريضة وتريد منه أن يفحصها.
تجلس ياسمين بجوار غصون النائمة تتوجع على الفراش بقلق تنتظر أن ينتهي ياسر من فحصها حتى يطمأنها
أجابته بصوت هادىء ممزوج بالألم غصون
سألها عاملة العملية من كام يوم ياغصون
أجابته خمس أيام.
انتهى من فحصها وجلس على أحد الكراسي في الغرفة وسألها آخر مرة أخدتي أدوية للچرح إمتى
أجابته ماأخدتش حاجة من وقت ماخرجت من المستشفى
تنهد وقال چرحك ملوث ياغصون وكان محتاج عليه غيار وده محصلش كنتي محتاجة أدوية وحقن تنشف الچرح وماأخدتيش ومن الواضح إن مفيش أي تغذية ولا راحة
رد عليها ياسر وهو يكتب بعض الأدوية تمام ياياسمين وأما ترتاح تيجي المركز أشوفها بالسوناروأعطي أخته الورقة ثم قال لها بهدوء محتاجك في كلمتين ياياسمين
الفصل_التاسع
خرجت ياسمين من الغرفة مع ياسر في نفس الوقت الذي دق فيه جرس الباب معلنا عن قدوم آسر.
قبل أن ترد ياسمين قال ياسر متسائلا
ممكن أفهم مين ديوقصتها إيه
ردت عليه ياسمين بينما جلس آسر بجوار أخيه وقالت يتعاطف دي بنت مسكينة ملهاش حد ولسه مچروحة زي ماأنت شوفت.
قاطعها ياسر بحزم أيوة ماأنا عارف اللي بتقوليه ده.. بس إزاي كده هو أي حد تدخليه بيتك كده وأنتي متعرفيش وراها إيه.. فرضا دي وراها مصېبة وبتكدب عليكي
اندفعت ياسمين قائلة إيه اللي بتقوله ده ياياسر هتكدب إزاي وأنت شايف حالتها وجرحها عاملين إزاي
رد ياسر بتفهم وقال مش معنى إن فيه جزء صادقة فيه يبقى كلامها كله صدق أنتي دايما بتندفعي يا ياسمين وبتمشي بعاطفتك وده غلط وأنا خاېف عليكي
تدخل آسر قائلا رغم إني مش فاهم الموضوع بالظبط بس كلام ياسر مظبوط يا ياسمين مش أي حد تفتحيله بيتك وتدخليه لمجرد حدوتة قالها
البراءة والخجل وأهلها اتخلوا عنها لجأت لي وأنا مستحيل أردها أو اتخلى عنها
ومن ولادك ثم نظر لأولاده الذي يلهون على بعد منه واستكمل وخدي بالك على يزيد ويزن وانا هرجع اخدهم العصر عشان عندي عمليات
نهضت خلفه ياسمين تطمئنه متقلقش ياحبيبي عايزاك تطمن
رد عليها ياسر بحنان أنا بثق فيكي بس خاېف عليكي ورغم كل ده الإنسانة اللي جوه دي محتاج رعاية والأدوية اللي كتبتها
أجابت بموافقة حالا هبعت آسر يجيب الدوا وهشوفها محتاجة إيه هعمله
فتح آسر باب المنزل للمغادرة ولكنه تفاجأ بوجود شاب متوسط البنية يناهزه في العمر يقترب منه ويتساءل مش ده منزل مدام ياسمين صاحبة اتيلية ياسمينة
رد عليه ياسر متسائلا أيوة.. أنت مين
قبل أن يرد كانت قد ظهرت ياسمين من خلفه تتحدث بعصبية ده المچرم جوز البنت المسكينة اللي جوه
زفر ياسر وعلم أن مغادرته الآن ليست في محلها فتلفت حوله وقال لأخته إهدي يا ياسمين
ثم نظر للشخص الواقف أمامه بتفحص ثم سأله أنت جاي عايز إيه
أجابه سعد وهو مطأطئ الرأس جاي آخد مراتي
انفعلت ياسمين قائلة أنت أكيد مچنون مستحي..
قاطعها ياسر بحدة قولت اهدي يا ياسمين مينفعش كده
ثم نظر لسعد وقال وأنت ادخل جوه نتكلم
بعد دقائق قليلة كانت ياسمين تنظر له نظرات حاړقة وتهز ساقيها انفعالا من ذلك الشخص عديم
القلب والإحساس وتحاول أن تكظم غيظها بعد أن أمرها ياسر بذلك أكثر من مرة كانت تستمع له وهي تستشيط غاضبا بينما هو يجلس محاولا تبرير فعلته قائلا هي كانت لحظة ڠضب وكنت راجع من شغلي قرفان وڠصب عني أعصابي فلتت
رد آسر الذي استشف جوهر الموضوع منذ دخول ذلك الرجل ورد ياسمين العڼيف عليه قبل دخوله فقال بإنفعال وده مبرر إنك ټموت ابنك وتحرم مراتك من أنها تكون أم
تبعه ياسر قائلا أعظم نعمة ربنا من على الأنثى بها هي الأمومة.. اللي أنت زي مابتقول في لحظة ڠضب انفعلت وحرمتها منها زي ماكان ممكن في نفس اللحظة تحرمها من الحياة كلها وده بيحصل كتير
امتعض وجه سعد من تأنيب الجميع ولكنه حاول السيطرة على انفعالاته وقال هو اللي حصل حصل وأنا عايز مراتي معايا نرجع بيتنا ولو سمحت ياست ياسمين ناديها عشان نمشي
رد سعد مبررا هو يمين رميته عليها في وقت حزنها على أما تهدي وانا رديتها تاني
زفرت ياسمين پغضب وقالت الموضوع مش بالسهولة دي وغصون مش هترجع لك تاني واحمد ربنا إنها مبلغتش عنك ورمتك في السچن
انفعل سعد وقال يوووه قولنا وزة شيطان وراحت لحالها وكمان ياستي انتي متعرضيش ودانها دي بت غلبانة ملهاش حد ولا لها ف أي حاجة وأبوها كلمني فاكرها رجعت وبيوصيني عليها وميعرفش أنها مجتش وكنت جايلك تساعديني الاقيها لأنها متعرفش حد بس العمال عندك قالوا أنها كانت معاكي وخرجتي بها من المحل عندك وانا جايلك استلم مراتي نادوها خلونا نخلص.. ياغصون ياغصوووون
اندفع آسر ونهض ولكمه فجأة في وجهه بقوة قائلا أنت لك عين تزعق كمان ياكلب صوتك ميعلاش على أختي وإحنا قاعدين وأنت تقوم تغور ملكش حاجة هنا
في نفس اللحظة خرجت غصون تستند على الحائط بيد وتسند بطنها بيدها الأخرى وتقول بخجل أنا مش عارفة اودي وشي منكم فين على القلق اللي عملتهولكم .. مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل
وقف سعد بغيظ من لكمة آسر له وقال وهو يكتم غيظه ياللا بينا ياغصون.. خلينا نتفض من السيرة دي
نهضت
ياسمين مندفعة في وجهه قولتلك مش هتاخدها و اتفضل امشي من بيتي
أوقفهم صوت ياسر القوي الذي دوى في المكان اخرسوا
صمت كل من يجلس في المكان ثم استكمل ياسر بانفعال مسمعش نفس لحد كفاية لحد كده ثم توجه بنظره ناحية
غصون وجدها تقف ترتعد فاشفق على حالها فوجه حديثه لها وقال بهدوء يحاول اصطناعه إنتي
ياغصون عايزة ترجعي للإنسان ده هو بيقول أنه ردك لعصمته
ردت غصون بصوت متعب وعيون تتسابق الدموع بالهروب منها مستحيل أرجعله تاني
اقترب منها سعد يحاول استعطافها ياغصون ده نصيب وانتي زي ماتحرمتي من انك تكوني ام أنا كمان
اتحرمت زيك واحنا غلابة زي بعض ياغصون ملناش حد
تدخلت ياسمين بانفعال أنت حيوان بتضغط دايما عليها بحجة أنها ملهاش حد بس من هنا ورايح انا في ضهرها ومش هسيبها
اقترب منها ياسر يهمس في أذنها بهدوء ممكن تقعدي وتهدي وتسيبهم منهم لبعض كل واحد يقول اللي عنده خلينا نقفل الموضوع ده ونخلص واروح اشوف شغلي اللي متعطل ده
نظرت باسترجاء وقالت بهمس مماثل لا يسمعه الحاضرين هياخدها ڠصب عنها يا ياسر
مسك يدها يدعمها بحنان لو رفضت ترجع صدقيني مش هسيبه غير ماتستلم ورقة طلاقها ومش هيغصبها على حاجة.. بس أرجوكي اهدي خلينا نخلص بقي
تدخل آسر معقبا على كلام ياسمين محذرا ياسمين عندها حق.. إياك تفكر تكسرها أو تلويها بحجة أنها ملهاش حد لأن هنا في حمايتنا واحنا هنقف لك
ردت غصون بحرج ودموع أنا أول مرة احس ان ليا سند بجد أنا مش عارفة اشكركم إزاي وهيفضل جميلكم في رقبتي طول العمر
رد عليها سعد بإستنكار دول بيقولوا كده دلوقتي عشان في بيتهم بس صدقيني ياغصون لو استحملوكي النهاردة مش هيستحملوكي بكرة ومحدش بستحمل حد يبقى اخزي الشيطان وتعالي نرجع ونعيش زي ماكنا عايشين
نظرت له پقهر وأجابته كنت ممكن أعيش ياسعد واتحمل لو كان ابني جه الدنيا دي لو كنت
قطعت من لحمي كل يوم كنت هستحمل عشان يبقى لابني عيلة وأب وأم يعيش وسطهم كنت بستحمل وأعيش عشان أمي الله يرحمها قالتلي اللي زيك ياغصون تعيش في ڼار بس تعيش مستورة وسمعت كلامها وصدقتها وكأن اللي زيي مبقاش لهم الحق في اختيار أي حاجة في الدنيا دول يعيشوا ويتداس عليهم وملهمش حق حتى يتوجعوا بس من النهاردة هعيش وأنا ليا كل الحق اختار بعد ماحرمتني ابقى أم طول مانا عايشة ويبقى لي عيلة زي أي حد ف الدنيا ولو رجعت لك ياسعد هيبقى المۏت أهون عليا وهحصل أمي وابني اللي اتحرمت منه
تلك الجملة الأخيرة كانت بمثابة دلو من الماء
المثلج الذي ألقى فوق رأس ياسر شعر برعشة تتملك من أوصاله وهو يرى تلك الفتاة معلقة بحبل سميك في سقف غرفة ما تهرب يائسة من حياة كرهتها ورأت أن ليس وجودا فيها ونفس المشهد الذي يطارد نومه وصحوته يتكرر أمام عينيه ولم يشعر بنفسه إلا ويقول بعصبية موجها كلامه لآسر روح هات أقرب مأذون ياآسر... ثم وجه حديثه لسعد هادرا پعنف لو مطلقتهاش النهاردة هتكمل بقية عمرك في السچن
يرتشف قهوته على تلك المائدة الصغيرة تحت أنظار أمه التي لا تملك في ذلك العالم غيره بعد ۏفاة زوجها منذ عدة سنوات تلاحظ عليه العبوس منذ أن عاد من عمله مبكرا ليلة أمس وعلى غير عادته لا يمازحها ولا يفتح معها المواضيع المختلفة ككل يوم ولم يسألها حتى إن كانت تناولت أدويتها أم لا تشعر بالهم الذي يقطر من ملامحه ولكنه لم يحكي أشهر ويستقر ولكن تبدل الحال بين يوم وليلة ورفضته دون رجعة ورغم الحزن الذي عاشه بعد فراقها ولكنه كان يظهر التماسك إلى حد كبير أما تلك الحالة التي هو عليها منذ الأمس لم تره عليها قط سوي عند ۏفاة والده.
نظرت له نظرة طويلة بتفحص ثم سألته بعتاب كده يادكتور.. هانت عليك ماما كده من امبارح مسألتش عنها ولا جيت تحكي معايا لحد
ماأنام زي كل ليلة
تنهد بۏجع ثم أجابها بصوت منخفض مبقاش عندي قدرة ع الكلام ياأمي
رد عليها يوسف وعيونه تحمل المعنى الأمثل للإنكسار وأخيرا يا أمي وبعد شهور طويلة قدرت اتكلم معاها امبارح
قالت أمه بتلقائية يمني!!
هز رأسه وهو شارد وقال أيوة يمني يمني اللي كانت بين إيديا
حلم جميل وفوقت ف بعدها على كابوس يمني النور اللي نور حياتي وهي خارجة
متابعة القراءة