وبقي منها حطام انثي
المحتويات
مبتعدة عنه وهي تخبيء الورقة في يدها وتحدته قائلة
تؤ .. مش قبل ما تقولي فيها ايه !
زفر بصوت مسموع وهو يحذرها
يوووه مش بأحب كده هاتيها أحسنلك
هزت كتفيها رافضة وصاحت بإصرار
لأ ..
ثم قامت
مالكيش دعوة
ضړبته بكتفها وهي تسأله بخبث
انت جايب الجدول ده لمين
نظر لها شزرا ولم يجبها فهمست له وهي تغمز بعينها
نهرها قائلا بغلظة
بت اتلمي
أضافت قائلة بمكر وهي تدقق النظر فيه
ده لإيثار
تنهد ليجيبها بنفاذ صبر
أيوه
حركت كتفيها للأعلى ورفعت رأسها في تفاخر وصاحت مازحة
مممم.. سيدي يا سيدي ده الحب پهدلة بصحيح
رمقها مالك بنظرات محذرة وهو يرد عليها بقوة
حب !! بلاش هبل دي مجرد مساعدة
مساعدة بردك هي بتبدأ كده
ماتبقيش بايخة
اوكي .. هاتعمل بيه ايه بقى قولي
مممم.. لسه مش عارف
سألته مجددا بإهتمام
طيب هاتشوفها امتى عشان تديهولها
رد عليها بفتور
معرفش
طب ايه رأيك أنا أديهولها
رفع حاجبه للأعلى وهو يردد
انتي !!!
لكزته في كتفه قائلة بمزاح
إنتهت إيثار من تنظيف صحون الطعام وكذلك الموقد .. وخرجت من المطبخ لتجفف يديها في المنشفة المعلقة على بابه .. وتسائلت بصوت جاد
حد عاوز شاي معايا
نظر لها والدها رحيم من أسفل نظارته ليجيبها بهدوء
اعمليلي يا بنتي
التفتت برأسها نحو أخيها وسألته
وانت يا عمرو عاوز شاي
لأ .. أنا شوية ونازل القهوة
نظرت له والدته بإستغراب وسألته مستفهمة
القهوة ليه يا بني
نفخ من الضيق وهو يرد
زهقان هاغير جو
أومأت تحية برأسها وهي تطلب منه
طيب .. متتأخرش بس برا
زم عمرو فمه ليقول بسخط
هو أنا عيل صغير !
ردت عليه والدته بصوت أمومي حاني
لأ يا بني بس انت عارفني أنا بأقلق عليك
ثم عادت روان إلى المطبخ لتعد الشاي الساخن لها ولأبيها ..
في نفس التوقيت صعدت روان للطابق العلوي ووقفت أمام باب منزل إيثار وطرقت الباب وهي متحمسة لرؤيتها ..
نهض عمرو عن الأريكة وتوجه ناحية الباب ليفتحه فتفاجيء بجارتهم الطائشة أمامه فعبست ملامحه وسألها ببرود مستفز
خير
إكفهر وجهها هي الأخرى ورمقته بنظرات منزعجة وهي تسأله بجمود
سألها بصوت قاتم وهو يرمقها بنظراته الساخطة
عاوزة منها ايه
شعرت روان بالإهانة من نظراته تلك .. فهو يشعرها بأنها حقېرة ولا تليق بمستوى عائلته لتتحدث مع اخته فظهر عليها الإرتباك والضيق وهي تجيبه
كنت .. كنت جاية أديها حاجة
مازالت تلك النظرة الإحتقارية ظاهرة بوضوح في عينيه وتقوس فمه متسائلا بإمتعاض
ايه هي
عقدت ساعديها أمام صدرها ونظرت له بتحدي وهي تجيبه بصوت متجهم
والله حاجة بيني وبينها
زادت نظراته حدة وهو يسألها بجدية أخافتها
في ايه بينك وبين واحدة اكبر منك بكام سنة !!!!!
إرتخى ساعديها من صوته وزاغت عينيها قليلا رهبة منه .. ولكنها عاودت السيطرة على نفسها وقبل أن تنطق سمعت صوتا أنثويا مألوفا يأتيها من الداخل ب
بتكلم مين يا عمرو على الباب
صاحت روان بصوت مرتفع
انا يا طنط تحية !
روان .. تعالي
يا بنتي !
ابتسمت لها روان بإصطناع وتابعت
سوري إن كنت جيت من غير ميعاد
بادلتها تحية الإبتسام وهي ټحتضنها
ولا يهمك !
أردف عمرو قائلا بخشونة
انا نازل يا ماما أجيبلك حاجة وأنا جاي
تسلم يا بني
غمغمت روان مع نفسها وهي ترمقه بنظراتها المنزعجة
أووف مش برتحاله خالص
هتفت تحية بصوت مرتفع وهي تدير رأسها للخلف
إيثار تعالي كلمي روان
إزيك يا روني عاملة ايه
الحمدلله
بعد لحظات ولجت الإثنتين إلى داخل غرفة إيثار فتسائلت الأخيرة ب
ها في ايه بقى
مدت روان يدها بالورقة لتقول بتنهيدة حارة
اتفضلي يا ستي !!
تناولت الورقة من يدها وسألتها بإستغراب
ايه ده
غمزت لها قائلة بهمس
جدول محاضراتك يا جميل !
إرتسمت علامات الإندهاش على وجه إيثار واتسعت عينيها بتعجب كبير وقائلة پصدمة
جدول محاضراتي !
ابتسمت لها وهي تقول
أها أي خدمة بقى يا حلوة !
سألتها إيثار بغموض
مين جابه
غمزت لها روان وهي تجيبها بمكر
اللي بالي بالك ..!
فكرت إيثار في مالك فهو الوحيد الذي يعرف بمسألة جدول محاضراتها وتشكلت إبتسامة خفيفة على فمها ..
راقبتها روان بدقة وبدت هي الأخرى سعيدة بردة فعل إيثار ولم تقاطع تفكيرها المتيقنة منه في أخيها ....
كان الوقت قبيل الفجر بقليل حينما كان مالك لا يزال محدقا في صورة فوتغرافية قديمة تجمعه مع أبويه الراحلين ... تنهد بحزن عميق وهو يمسح بأنامله عليها ..
أدمعت عينيه آسفا على رحيلهما ورغم مرور السنوات على تلك الحاډثة المفجعة إلا أنه مازال يذكرها وكأنها حدثت بالأمس القريب ...
كان مالك جالسا إلى جوار أخته الصغيرة في المقعد الخلفي بسيارته والدته ويلهو بكرته الجديدة حينما حانت إلتفاتة من رأس والدته نحوه لتسأله بحنو
أجيبلك تاكل يا مالك
لأ يا ماما مش جعان
تعلقت روان بمقعد والدتها وهتفت بصوت طفولي
هاتلي ثاندوتس دبنة سندوتش جبنة
ابتسمت لها الأم برقة مجيبة إياها
حاضر يا روني
وفجأة اتسعت حدقتيها بړعب جلي وشهقت بصړيخ مخيف
حاسب يا رشاد حاسب !
لألألألألألألألأ
أطاحت سيارة نقل بسيارتهم الصغيرة فإندفعت بقوة للجانب لټرتطم بالسور الحجري قبل أن تنقلب رأسا على عقب ...
كان أخر مشهد إلتقطته عينيه الصغيرتين هو نظرات الذعر في مقلتي والدته والتي تلون وجهها بدمائها المراقة .. وصوت والده المنتحب وهو يلهث قائلا بصعوبة
م.. آآ... مالك آآ.. أختك !
أفاق مالك من ذكرياته الحزينة وهو يشهق بصوت مكتوم .. وتسارعت العبرات في الإنهمار من عينيه فأبعد الصورة عنه وډفن وجهه في راحتي يده وأصدر أنينا يحمل مرارة الفقد والحرمان ثم رفع رأسه للأعلى وتجمدت نظراته على آلة الكمان الخاصة به ..
بدأ مالك في عزف تلك المقطوعة الحزينة والتي عبرت نغماتها الساحرة بصدق عما يشعر به قلبه ...
استسلم لإحساسه العالي وتناغمت أصابعه مع الأوتار فخرج اللحن شجيا مؤثرا ..
تقلبت إيثار في فراشها وتحرك جفنيها بصورة مقلقة ..
كانت كالذي يقاوم شيئا ما في منامه ..
حاولت أن تصرخ أن تستغيث بمن ينقذها .. لكنها كانت عاجزة بين يديه .....
وفجأة انتفضت مذعورة من نومتها وقلبها يخفق بقوة ..
تسارعت أنفاسها بشدة من فرط الخۏف وجابت بنظراتها المرتعدة الغرفة من حولها لتتأكد من أنه مجرد حلم لا أكثر ..
رددت لنفسها بصوت لاهث
مش حقيقي الحمدلله الحمدلله ..
حاولت أن تضبط أنفاسها لتهديء من روعتها .. فمجرد رؤيتها لخطيبها السابق في منامها تنغص عليها حالها وتذكرها بمدى وضاعته معها وخسته حينما أطلق عنها الأقاويل الكاذبة والشائعات المغلوطة ليجبرها هي وأهلها على الانتقال جبرا لمكان جديد بعد أن شوه سمعتها ظلما على يده ..
تنفست الصعداء لوجودها بغرفتها وانكمشت على نفسها في الفراش .. وحاولت أن تنام مجددا .. لكن مازالت ذكرى تلك الکاړثة تطاردها ..
تسلل صوت اللحن الحزين من تلك الآلة إلى مسامعها فعزفت بعمق على أوتار قلبها ولامست بصدق مشاعرها الدفينة .. فأغمضت عينيها مستسلمة لنغماتها الساحرة وإنسابت عبراتها تلقائيا على موسيقاها الآسرة وتنهدت بحرارة لتنفس عن قدر قليل من تلك الأحزان الحبيسة في صدرها .............................................
الفصل الخامس
_ في صباح مشرق غزت فيه الشمس أحضان السماء إستيقظت إيثار مبكرا لترتدي ثيابها استعدادا لأول يوم دراسي لها بالجامعة حيث ارتدت
سروالا فضفاضا بعض الشئ من اللون الأزرق القاتم ويعلوه كنزه متوسطة الطول من اللون السماوي الهادئ الذي
أضاء من لون بشرتها .. ثم طوقت رأسها بالحجاب الأزرق الممزوج بالأبيض .. واكتفت فقط بوضع مستحضر كريمي لترطيب البشره ثم أمسكت بحقيبتها وجهتها للخارج في هذا الحين .....
كانت والدتها قد انتهت من إعداد الفطور وقد جمعت حقيبة القمامه السوداء لتضعها بصندوق المهملات الذي يتواجد بجانب باب المنزل وما أن خرجت حتي لمحت زوجة مدحت أخ زوجها تهبط عن الدرج وقد تلوت شفتيها عندما رأتها فتمتمت قائله
تحية ده أنتي بوز نوو .. إن مافي صباح الخير حتي!
إيمان بلهجه جافه صباح الخير ياتحيه
تحية بعدم أكتراث صباح النور عن أذنك
إيمان وقد تعمدت إغلاطها كده من غير سلام ولا حاجه!
تحيه لا والنبي !! ده بأمارة أنك مقطعانا سلامات .. ده أنتي حتي مهانش عليكي تتمختري بخطوتك البهيه وتنزلي تقولي حمدالله علي سلامتكوا
إيمان وهي ټضرب علي جبهتها مدعيه النسيان ياخبر أزاي فاتتني دي .. معلش بقي تتعوض في المره الجايه
تحيه وهي تهز رأسها بإستنكار مره جايه!! ليه حد قالك أننا ناويين بعد الشړ نعزل تاني
إيمان بأبتسامه مصفره لأ إن شاء الله متحصلكوش فضايح ولا حاجه هنا
_ أنتبهت تحيه لكلمات تلك الغيورة المتواريه والتي تقذف بها عن عمد متعمده أثارة حنقها وڠضبها في حين هتفت الأخري بنبره مرتفعه
تحيه ڤضيحة ايه وبتاع ايه !! ربنا ما يجيب فضايح أبدا يارب إن شالله اللي يتمناهلنا
إيمان وهي تهبط درجتين السلم لتمرق من جوارها يلا مش مشكله كل شئ نصيب عن أذنك أحسن أتأخر علي السوق
تحيه وهي تتمتم بحنق إما نشوف نصيب السحليه بنتك هايبقي عامل أزاي ياأم أربعه وأربعين أنتي .. كتكوا الهم
_ خطت داخل منزلها ثم صفعت الباب وهي ټلعن حظها الذي جعل من تلك المرأةجارتها .. عليها الحذر الشديد في التعامل معها لأتقاء شرها وشړ لسانها السليط فلمحت إبنتها تقف علي أطراف قدميها وتلتهم بعض اللقيمات الصغيره في عجاله فتقدمت نحوها وهي تردف
تحيه ماتقعدي ياإيثار بدل الوقفه دي يابنتي
إيثار مبتلعه الطعام معلش ياماما عندي محاضرة لازم ألحقها .. عن أذنك بقي أنا هنزل
تحيه بنبره خافته بقولك أيه أوعي تتأخري أحسن أبوكي يعملنا تحقيق يابنتي
إيثار وقد شعرت بالأختناق من هذه السلطة المحكمه طيب سلام
_ كانت تجوب المكان بناظريها تتفحص الأرقام المدونة علي لوحة معدنية أمام المدرجات الدراسية لتتعرف علي مكان محاضرتها .. ثم أخرجت
الورقة المطوية بجيب حقيبتها لتتأكد من مواعيد الجدول وأرقام المدرجات .. حتي توصلت أخيرا للمكان الذي ستكون به المحاضرة الأولي
.. دلفت للمدرج بترقب وهي تراقب المكان بعينيها والطلاب الجالسين والواقفين علي المقاعد الخشبية الطويلة.. فتقدمت بخطوات حذرة نحو أحد المقاعد وجلست عليه وماهي إلا لحظات حتي شعرت بوقع أقدام تتقافذ علي المدرجات فنظرت بزاوية عينيها للخلف ليفاجأها علي حين غره عندما جلس جوارها حدجته بنظرات مذهوله ثم أشاحت وجهها للجهه الأخري
إيثار ...........
مالك بأنفاس لاهثة طب قولي صباح الخير
إيثار بنظرات من زاويتها أنت بتعمل أيه هنا! مش أنت تجاره
مالك وقد أتسعت عينيه وعلي مبسمه أبتسامه متسعه جيت عشانك
إيثار وهي ترمقه بحزم أفندم!
مالك قاطبا جبينه متصنعا الحزن أصل جدولك أتغير الصبح قولت أجيبهولك غلطان أنا يعني
إيثار بلهجه مرتبكه بعض الشئ طيب ش شكرا
مالك بتذمر مصطنع ما تطرديني أحسن بدل معاملة مرات الأب دي
_ ضحكت بصوره تلقائيه ثم
متابعة القراءة