رواية غيوم ومطر بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز

كالمخدر لينفذ اوامر عمر كصبي مطيع فيمسح علي شعرها بحنان بكفه وهى جاهدت لتقول بجزع في صوت يتلاشي عمر انت مصاپ اطلبه له الاسعاف يا صوتها قطع فجأه قبل ان تغيب عن الوعى تماما 
وبيده الاخرى كان يحارب ضعفه ليطيع بها اوامر عمر فيمسك معصمها الرقيق ليتمكن عمر من غرس الكانيولا التى سوف يحقن فيها العقاقير والمحاليل التى سوف تعوض ما فقدته عمر تطلع الي الوضع وفكر بقلق
لديه فقط قنينتى محلول وهما بالتأكيد
ليستا كافيتين
لكنه دعا الله ان تصمد فريده حتى يحضر الاسعاف بتجهيزاته 
كان ولابد وان يمنع صړاخ رشا المتواصل ليس فقط لانه يمنعه من التركيز ولكنها كانت علي وشك الاڼهيار العصبي الذى سوف يدخلها في صډمه عصبيه كان يعلم انه يقسو عليها ولكن لمصلحتها ومصلحة فريده كان لابد وان يتخذ الاجراء الاسرع اتجه اليها وصفعها بقوه ثم امسكها من كتفيها بحنان كانت مصدومه وهو يحدثها لكنها توقفت عن الصړاخ لا وقت حتى للاعتذار او للتبرير قال في لهجه صارمه اعادت اليها عقلها رشا اجمدى واعملي حاجه مفيده شوفي أي حاجه اعلق عليها المحلول 
صڤعته اعادتها الي ارض الواقع فقاومت دموعها التى تمنعها من الرؤيه واتجهت فورا الي غرفة نومها واحضرت شماعة الملابس التى تصلح لتعليق المحلول عليها وعمر عاد الي فريده ليعلق لها المحلول الذى سوف يعوضها القليل من الډماء التى تفقدها فنبضها الان سريع جدا وضغطها ينخفض بسرعه رهيبه وتنفسها علي الجهه اليسري يكاد ان يتوقف 
هى بالطبع تحتاج الي جراحه عاجله والعديد من اكياس الډماء ولكن المحلول مجرد حل مؤقت يساعدها للمقاومه حتى يصل الاسعاف الذى تمنى ان يكون مجهز بما يريد 
مجددا تدابير القدر ترسم مصيرهم ليعود محمد ويفجع بما حدث ولكنه لمصلحة شقيقته التى يعشقها ضغط علي نفسه وتصرف كطبيب ماهر وساعد عمر بالمشوره والعمل حتى انه تجاهل والدته التى مازالت لم تسترد وعيها وشاهد من بين دموعه محاولات الجيران لايقاظها 
وتدابير القدر تدخلت لتسرع سيارة الاسعاف من المشفى الخاص القريب جدا من منزلهم بالحضور ويصاحبها سيارة الشرطه لتوقيف فاطمه التى مازالت في غيبوبتها العميقه وكأنها لم تنم منذ اسابيع 
لم يتمكن عمر او محمد من اقناعه بتركها بداخل سيارة الاسعاف الصغيره علي الرغم من محاولتهما الا انه رفض تماما عمر ومحمد نحيا المسعفين ليجلسا في الامام واستلما هما مهمة اسعافها حتى تصل الي المستشفي 
مع كل تطور جديد يحدث لفريده كانا يتبادلان نظرات الفزع وعمر صاح پألم heamothorax الډماء تجمعت بداخل القفص الصدري وسببت توقف رئتها اليسري عن العمل بدون كلام عمر احضر انبوبة تصريف معقمه وازال الډماء من علي رئتها المڼهاره سامحا لها بالتمدد مجددا كان يعلم جيدا ان المكان لا يتسع اليه لكنه لم يستطع تركها ابدا فالتصق بالباب الخلفى بشده ليترك لهما المساحه الكافيه للتحرك وعمل اللازم مع كل حركه كان قلبه هو من ېتمزق كان يشعر پألم حقيقي ويعجز عن التنفس اوالحركه كأنه بداخل لوح ثلجى لكنه تحرك فور سماعه لانذار صادر من احد الاجهزه المتصله بصدر فريده ليس بالضروره ان يكون طبيب وهتعطلنا 
نظرات الالم في عيون عمر علم منها انه يتمنى ان يكون مكانها ان يفديها بحياته لو فقط يستطيع فعل أي شىء جلس علي ركبتيه يبكى كالاطفال ورفع رأسه فقط مع تنهيدات الارتياح التى اطلقها الطبيبان واختفاء صوت الانذار الممېت الصادر من جهاز رسم القلب نظر الي الجهاز بلهفه ليري انتظام ضرباته مجددا 
المسافه القصيره التى تفصل المنزل عن المستشفي لم تمكنهما من فعل المزيد الوقت ثمين للغايه واي لحظة تأخير قد تفرق في حياة فريده او علي الاقل تسبب لها مضاعافات خطيره مدى حياتها دفعوا ترولي الاسعاف بقوه ولم ينتظروا مساعده من طاقم المستشفى فحياه فريده في خطړ وتحتاج الي التدخل الجراحى الفوري 
شاهد محمد يغادر غرفة
العمليات علي عجل نهض اليه
بلهفه ومحمد اشار اليه ليلحق به في طريقه لا وقت للحديث المفصل قال علي عجل فريده محتاجه ډم كتير محتاجين متبرعين عمر لحق به وهو يركض سمعه يخبره خلينا ناخدها من هنا شوف اكبر مستشفي في مصر او حتى هجيب طيارة اسعاف خاصه واسفرها بره 
محمد استدار اليه عمر يعطله لكنه مضطر الان للوقوف للتحدث اليه عمر اسمعنى فريده مش مريضه بمرض مزمن وعندنا وقت ننقلها ولازم تدخل العمليات فورا في عمليه استكشافيه لكنها محتاجه تحضير ودم كتير والمستشفي دى كويسه وان شاء
الله هيعرفوا يتصرفوا طيب خدوا دمى كله احنا نفس الفصيله انت هتتبرع وانا هتبرع لكن هى محتاجه اكتر بكتير هى هتاخد من عندهم واحنا هنعوضهم 
عندما ادرك عمر انه لن يستطيع تعويضها بدمه بمفرده كما كان يتمنى وقف امام بنك الډم الخاص بالمستشفي وصاح بأعلي صوته محتاج اكياس ډم كتير واللي هيتبرع هياخد 5000 جنيه ان كان لا يستطيع تصفية دمه لاخر قطره وضخه فيها لكنه يستطيع شراء الوقت لها لاول مره يدرك قيمة امواله 
في لحظات تبرع الممرضين والعمال وتوفرت اكياس الډماء الهمهمات انتشرت وتسابق الجميع لتوصيل الډم الي العمليات حتى اختبارات التطابق لم تستغرقهم وقت طويل كما يحدث دائما 
رؤيتها وهى تبكى پألم مزقت قلبه اعاد نظره الي عمر الذي يبكى هو الاخر بدون توقف وحاول تقدير ما يشعر به من الم انه لمجرد ان حبيبته تبكى شقيقتها كان يشعر پألم بالغ فما بال الذي حبيبته ټصارع المۏت ربما يؤلمه ضميره الان ففريده قد تكون يئست من الحياه وترفض ان
تناضل لاجل حياه هو لن يكون فيها انهما اغبى زوجان علي وجه الارض وجدته معها حق لم 
اسوء شيء تعرضت له العائله بلا منازع ولكن في اوقات الصدمات تظهر المعادن فخالته منى نسيت كل ما فعله محمد وكادت ان ټموت هى الاخري عندما علمت بما حدث لحبيبة قلبها فريده 
ما افسده محمد بتهوره اصلحته فريده بدمائها وتجمعت العائله مجددا في محاوله للتماسك 
الوقت غير مناسب اطلاقا لكنه
يشعر بالاسي لانه اضطر الي صفع رشا ولكنه كان مجبر هل ستسامحه وتتفهم السبب سيحاول ان يواسيها ويمسح دموعها التى تلهب قلبه كانت لا تشعر بوجوده وكأنها في عالم اخر اقترب منها بصمت وكأنه يخشي ان يتدخل في لحظتها الخاصه مازالت لا تشعر به علي الرغم من اقترابه ما حدث اكبر من تحملها واكبر من اي كابوس سيء قد يراه احدهم جلس في صمت يراقبها فالانتظار قاټل وخصوصا حينما تنتظر المجهول وانت تعلم انه سيكون مظلم هو ومحمد فعلا كل ما في وسعهما ومنعا الكثير من المضاعفات ولكن العمليه خطيره جدا وتوقف قلبها عن العمل قد يكون اضر بجزء حيوى من جسدها ثم حملها الذي يشكل خطوره اضافيه علي حياتها مسكينه فريده لم تتهنى يوما بحياتها علي الرغم من الحب الذي يحمله عمر لها والذي يعلم انه اقوى من اي حب يعرفه ولكنها لم تستمتع به يوما لايدري لماذا عاند كلاهما القدر واخفيا حبهما الذي بسطوع الشمس ولكن تدابير القدر تحملنا الي اماكن لم نكن لنخطيها بإرادتنا ابدا 
نظره منه الي الوجوه الباكيه اعادته الي الواقع المرير كلما راوده الامل ان تتجاوز فريده المحنه ينظر الي والدته فيعلم ان قلبها لا يبشرها بالخير انها علي وشك فقدان عقلها تماما يسمعها تحدث نفسها وتلومها فهى السبب لولا عاد بذاكرته الي ايام مرض احمد التاريخ يعيد نفسه والالم نفسه يتكرر ان تشعر انك علي وشك فقدان شقيق او شقيقه شعور رهيب الكلمات تعجز عن وصفه ولكنه اقرب ما يكون الي فقدان جزء من روحك معه الانتظار يستنزفه وسيموت قبل ان تخرج فريده من العمليات فريده كتبت عليها
المعاناه وقدر لها الالم دفعت غاليا
ومازالت تدفع لو فقط تصمد وتتجاوز محنتها سيعبر لها عن حبه وامتنانه لطالما ساندته في كل شيء وكانت سندا له اهتمت بكل تفاصيله وكأنه ام اخري حظى بها لم تعامله هو او احمد كأشقاء بل اعتبرتهما اطفالها خۏفها ولهفتها عليهما كانت واضحه وتضحيتها لاجلهما لا يمكن نكرانها ابدا لديها من الحب والحنان ما يكفي العالم كله تعطى الجميع وتحرم نفسها من ابسط الاشياء انحنى يقبل يد والدته بحنان والتى ازدادت شهقاتها مع احساسها به لا يملكون الا الدعاء الان فهى بين يدى الرحمن وما اقوى من دعاء ام تشعر انها علي وشك فقدان احد ابنائها مسح دموعها بأصابعه واخبرها وهو يتحلي بالصبر والامل ادعيلها يا امى دعواتك هى سكة نجاتها صوتها يكاد يكون مسموع البكاء استنزف كل قوتها فقط ساعه مرت منذ الحاډثه المشؤمه ولكنها كانت كأنها صړخت لايام بلا انقطاع وغادرتها روحها اصبحت كالامۏات صوتها الضعيف خرج يعبر عن العڈاب الخالص وهى تقول تفتكر ممكن تعدى منها يا محمد حصلت قبل كده وشفت حاله زيها انا مؤمنه يا ابنى بقضاء ربنا لكن الانتظار مۏت محتاجه امل اتشعلق بيه قبلت كفيه وهى تترجاه پألم ارجوك يا محمد طمنى وقول انك شفت حالات زيها محمد اومأ برأسه
وهو يقول بأمل واصعب منها مېت مره الحمد لله الظروف خدمت فريده انا وعمر كنا موجودين والمستشفي قريبه وعمر وفر الډم في وقت قياسي صدقينى يا امى في الحالات الخطيره اللي بيقلل نسبة نجاحها بطىء الاجراءات والحمد لله فريده دخلت العمليات بعد ساعه تقريبا وهى في العمليات دلوقتى وفريده قويه وحامل هتناضل عشان خاطرنا عشان جنينها عشان عارفه ان عمر بيحبها وروحه فيها ولو استسلمت كلنا هنروح معاها اصمدى انتى كمان واتفائلي بالخير 
ۏفاة والده كانت اول ازمه حقيقيه يمرون بها ثم مرض احمد السنوات الاخيره حملت الكثير من الالم والكثير من الامل لابد وان ينتهى الالم يوما ما وتمنى ان ينتهى اليوم ما يحدث هو تدابير الهيه لما فعلته نور امر ستسامحها عليه قبل ان تستيقظ يوما ما ولا تجدها الحياه اثمن من ان نضيع أي ثانيه منها في البعاد وندا التى كانت تتحامل علي فريده بكت من قلبها وتمنت لو يعود الزمن للوراء لتعطيها فرصه اخري كانت تعلم جيدا ان ۏفاة فريده ستعنى
ۏفاة عمر فهما متحدين في الارواح الصمت كان السائد في الصاله الصغيره التى تجمعوا فيها في انتظار خروج فريده لم يقوى احدهم علي الكلام حتى الدعاء كانت القلوب هى التى تتحرك به وليست الشفاة راقبوا جميعا عمر وهو يضع رأسه علي ركبتيه وهو يجلس ارضا في ركن قصى كانوا يعلمون انه يبكى وانه ېموت تدريجيا معها ولم يجرؤ احدهم علي مواساته 
واخيرا 
فتح الباب المؤدى الي غرفة العمليات ببطء وتوجهت انظارهم
تم نسخ الرابط