مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
اللون الأحمر التقليدي اختارت لك الفضي .
نظرت لها باعجاب وتقدمت بخطواتها لتقف أمامها منبهرة
دي عربيتي أنا..! دي جامده جدا
ابتسم بهدوء عندما راء فرحتها بالسيارة ثم اقترب منها بجدية وقال
اتفضلي اركبي بقى ووصلينا لاي مكان عشان نتكلم هتعرفي تسوقي ولا هتدخلي بينا في أول عمارة تقابلك
ابتسمت برقة وهي تفتح باب السيارة ثم جلست خلفه عجلة المقود
جلس بالمقعد المجاور لها عادت تنظر له بتسأل
تحب نروح فين
أي مكان هادي نقعد فيه بصي اختاري أنتي إللي يعجبك
أي مكان .. أي مكان حتى لو في نص البلد
نظر لها بغرابة وقال
نص البلد دلوقتي زحمة
في الوقت ده مش زحمة أوى
رفع كتفيه وأشار إليها لتنطلق في طريقها
قادت لسيارة إلى حيث وجهتها وخلال أربعون دقيقة كانت تصف السيارة أمام مطعم مشهور بهذا الحي ..
نظر لها نديم پصدمة
ده المكان الهادي يا فيروزة
هزت رأسها بالنفي
لا أنا ماقولتش أن المكان هادي ده مطعم الدمياطي بيعمل أحلى أكل بيتي ممكن تدوقه هنا
ضحك بخفة وقال بمرح
شعرت بالحزن وفضلت الصمت ترجل نديم على الفور وانتبه لكلماته فهي من المؤكد لم تتذؤق الطعام المنزلي إلا هنا من اجل عدم وجود والدتها .
فتح لها باب السيارة لكي تترجل هي الأخرى
أتفضلي انزلي ومافيش مانع نجرب الدمياطي مدام على ضمانتك
لاحت أبتسامة جانبية أعلى ثغرها وترجلت من السيارة ليدلفوا سويا داخل المطعم الذي يعم بالازدحام .
تحدثت فيروز بجدية
بس حضرتك اللي هتدفع الحساب أنا خرجت من البيت من غير أي حاجة
رفع أحدى حاحبيه وهو مبتسم لها
في جميع الأحوال أنا اللي هحاسب طبعا اتفضلي أطلبي الاكل اللي انتي عايزاه
اشار نديم إلى النادل لياتي شاب قصير القامة قمحي البشره بشوش الوجه ابتسم لفيروز ورحب بها
ميرسي يا أحمد
نظر لنديم بترحاب
أهلا بيك يا فندم طلبات حضارتكم
نظر نديم لفيروز اختياري على ذؤقك
نظرت فيروز لاحمد لتخبره بالطعام التي تريده
دون احمد طلباتها تحبي اجبلك شوربه سي فود ولا لسان عصفور
لا أنا مبحبش الشوربة
ثم نظرت إلى نديم الذي يتطلع إليها بصمت تفضل أي نوع شوربه
خلاص يا أحمد كفاية كده
غادر أحمد ليحضر الطعام .
تحدث نديم قائلا
واضح أنك معروفة هنا بتيجي كتير
وبصراحه أكتر ما ليش أوى في المطبخ ورهام كمان وحضرتك عارف عايشين لوحدنا والمطعم هنا بيعمل أكل بيتي وحلو كمان وحتى الأسعار معقولة وبيوصل دليفري فكان حل كويس بالنسبالنا
هز رأسه بتفهم وقرر أن يعلم ما حدث معها لكي تقلب المنزل راسا على عقب
قوليلي بقى أيه اللي حصل عشان تكسري في الشقة بالمنظر اللي أنا شوفته ده إيه اصلا يوصلك لكده
تقدر تقول طاقة سلبية وحبيت أخرجها
تقومي تكسري العفش ممكن تخرجي اللي جواكي بدون ماتاذى نفسك ممكن تتكلمي معايا أنا موجود قدامك أهو اتفضلي اتكلمي أنا دلوقتي مش رئيسك في الشركة أنا مش غريب وأفتكر أننا بقينا عائلة واحدة من وقت لم أخويا ارتبط باختك ولا لسه معتبراني غريب
تحدثت بجدية
أنا مابحبش أخرج اللي جوايا مش حابه أبين ضعفي قدام أي حد ولا حتى حضرتك حضرتك شايفني مديرة أعمالك القويو الناجحة في الشغل وكمان جادة وبتثق فيها لم فجأة أنهار وأعيط وأظهر ضعفي هل من المنطقي هتحملني مسئولية الشركة والمصنع تاني زي ما حصل ولا هتقول لا دي خفيفة وضعيفة ومش هتتحمل مجهود أي شغل
ليه متخيلة أننا مش من حقنا نضعف ولا ننهار هو إحنا مش بشړ ولا ايه بيجي علينا وقت ونبقى تعبانين ومافيش طاقة للشغل ولا لاي حاجة ولم نهدى ونروق ونفكر كويس بعقل بنرجع أقوي من الأول طبيعي يا بنتي يكون جوانا مشاعر من حزن وڠضب وفرح وألم وكل الأحاسيس اللي في الدنيا لازم نحس ونشعر بيها وإلا بقى مانبقاش طبيعين
ابتسمت بتكلف فهي حقا لا تستطيع أن تخبره بكل ما تشعر به الآن من معاناة.
وعندما طال صمتها ايقن نديم بانها لا تريد اخباره بما تشعر به ولكن هو يعلم بأن وحدتها الآن وغياب والديها وشقيقتها الوحيدة هما السبب بتلك الحالة التي هي عليها فهتف قائلا
واضح أنك عنادية ومش مقتنعة بكلامي بس مش محتاج أقولك أننا أهل ووقت لم تحبي تتكلمي معاكي طبعا كل أرقامي وهكون سعيد جدا وأنتي بتشاركيني مشاكلك وأي حاجة حابة تحكي عنها لازم تعرفي أنك مش لوحدك كلنا معاكي وجنبك رهام مجرد أيام وهترجع وجدتي دلوقتي موجودة وأنا كمان تحت أمرك في أي وقت
هزت رأسها بالايجاب وهى تبتسم بخفة
اتى النادل ووضع الطعام أمامهم ثم انصرف .
تخفيفه او مواساتها ود لو نهض ليضمها لصدره ويخبئها بين أضلاعه يحميها من الجميع ويخبرها بانها ليست وحيدة بدونه ولن يتركها تعاني الوحدة فيظل جانبها مهما كلفه الأمر .
بعد انتهائهم من الطعام قررت العودة إلى المنزل .
وصليني لبيتي الأول ده بعد أذنك طبعا
ابتسمت بود طبعا طبعا ودي عايزة كلام
مر الوقت معها سريعا فلم يشعر بتلك اللحظات الذي قضاها وهو بالقرب منها فمرت عليه كالثواني الآن سيودعها أمام فيلته يرفض ابتعادها ولكن ليس من حقه فعل شيء .
صفت السيارة أمام الفيلا قبل أن يترجل من السيارة نظر لها بحنان وقال
ممكن تنزلي تشربي الشاي معانا أمي هتفرح جدا
نظرت له پصدمة والدتك..!
ابتسم بهدوء جدتي عائشه يقولها أمي لانها فعلا أمي اللي ربتني أنا ونبيل صدقيني هتفرح لم
شعرت بالخجل والاضطراب واعتذرت بلباقة
معلش وقت تاني أن شاء الله
زي ماتحبي جدتي جدتك أنتي كمان وأكتر شخص حنين في الكون ده كله وقلبها كبير وهتسمعك بقلبها ومش هتندمي أبدا
هزت رأسها بتفهم وترجل هو من السيارة مودعا إياها
أما عن نديم فعندما دلف لداخل الحديقة وجد جدته بانتظاره وهي تبتسم له بحب
حمدلله على سلامتك يا حبيبي
قبل وجنتها وجلس جانبها أعلى الأريكة الموضوعة بالحديقة
الله يسلمك يا ست الكل
نظرت له بترقب
مين بقى القمر اللي موصلك لحد هنا وفين عربيتك
علم بانه محاصر الآن من جدته ليضحك بأعلى طبقات صوته
تحدثت جدته الله طب ماضحكني معاك قولت ايه يضحك أنا
أصلي شامم ريحة كده فب سؤالك بس هريح قلبك يا عائشة قلبي أنا دي بقى تبقى فيروزه مديرة أعمالي وكمان أخت رهام مرات نبيل
فيروز ماخدتش بالي منها بس شوفتها في الفرح بنت زي القمر ما شاء الله بتقول ايه مديرة أعمالك ازاي
طب وايه رأيك فيها أكيد تعرفها كويس مش شغاله معاك دي مامتها موصياني عليها قبل رهام وأنا طمنتها انهم زيكم بالظبط بس ماقولتليش ايه رأيك فيها
ابتسم لجدته وبدأ يقص عليها بالذي يشعر به منذ أن ابتعدت عنه وذهبت إلى دبي ولم يفهم لما مشاعره تغيرت فجأة ..
ربتت على كتفه بحنان وقالت بصوت حاني
مشاعرك ناحيتها ماتغيرتش فجأة ولا حاجة يا حبيبي أنت من الأول بتحبها وبدليل ثقتك فيها تمشي شغل مهم بس هي عشان كانت قدامك طول الوقت ماحسيتش أنها بتوحشك ولا قلقان عليها غير لم سافرت وبعدت وكمان أنت ماكنتش بتفكر في الحب ولا الجواز كنت مهتم بالشغل واخوك وبس دلوقتي اخوك الحمد لله استقر وبقى ليه حياته حقك أنت كمان بقى تشوف
نظر لها پصدمة وقال
اجبها في ايدي إزاي يعني
ضحكت بصوت خاڤت واجابته
تجبها معاك عشان تتغدا معانا بقولك والدتها موصياني اخد بالي منها ومش لازم تحس بالوحدة وأحنا كلنا حواليها ولا ايه .
قبل جبينها بحنان
هو أنت تقول حاجة غلط أبدا يا جميل كل كلامك مظبوط طبعا
يا واد يا بكاش
وأنا أقدر ابكش عليكي بردو يا روح قلبي
تنهدت بارتياح
ربنا يفرحك ويسعدك ويباركلك في حياتك معاها يارب
احنا لسه على البر يا آش آش
ولو بردو ربنا هينولك إللي في بالك وبكره تقول عيشه قالت ..
أما عن فيروز عندما دلفت لشقتها نظرت لها بحزن وقررت اشغال نفسها بترتيب المنزل ليعود
كما كان واذا برنين هاتفها يصدح بارجاء المنزل .
توجهت إليه لتجيب على المتصلعندما نظرت لشاشته وجدت المتصل عامر جلست بهدوء وهي تجيب عليه
ايوه يا عامر
على الجانب الآخر كان يشعر بالقلق بعد محاولاته الإتصال بها ولم يستمع لرد فنهش القلق قلبه خوفا عليها فهو يعلم نوبات چنونها ويخشي أن تصيب نفسها باذى .
ايوه يا عامر والله لسه فاكرة تردي عليه وتعبري أمي وأنا اللي كنت ھموت من قلقي عليكي يا بت
أنا كنت بره البيت ولسه داخله وكنت ناسية الفون في البيت
زفر بضيق المهم أنك كويسة دلوقتي
الحمدلله
تحدثت بأنفعال
وأنا مش صغيرة يا عامر هخاف اقعد لوحدي وبعدين لا خالتي هتسيب بيتها وتيجي ولا أنا هروح لعندها فريح دماغك بقى
تحدث بهدوء فهو يعلم بڠضبها
خلاص ممكن تهدي ومن غير إنفعال إللي يريحك اعمليه المهم تطمنيني عليكي كل يوم واياكي أتصل تاني بيكي ماترديش
حاضر
_ بقولك إيه ايه رايك تخرجي مع بسنت ممكن اتصل بيها وتتقابلو واهو تكوني معاها وهي بتجهز لفرحنا
تحدثت بضيق
عامر أنت عارف أن مابحبش أفرض نفسي على حد وخصوصا بسنت أنت عارف كويس أوى أنها مابتحبنيش
تحدثت بتحذير
عامر بلاش ندخل في حوار بسبوستك دي عشان مانخسرش بعض عارفة أنك نفسك أكون قريبة منها بس أنا حاولت عشانك ومش هحاول تاني لاي سبب أنت ناسي لم اختارت معاك الوان الشقة رغم أن كانت الوان هاديه وأنت بتحبها بس هي لم عرفت انه من اختياري غيرت كل الألوان وبعدين هي حرة وده حقها وأنا مازعلتش فخليني كده بعيده احسن باي بقى عشان ورايا حاجات بعملها
أغلق الهاتف بضيق فقد أراد مرارا وتكرارا أن يقربهما من بعضهن ولكن فشل كالسابق شعر بالإحباط فهن أحب اثنان واقربهن لقلبه ولكن كل منهن ترفض هذا التقرب ...
نظرت له رهام بحب
نبيل حبيبي نفسي اروح جبل الجليد ونعمل تزحلق
اومى براسه موافقا
أنتي
اتمني وأنا انفذ فورا ومالو نتزحلق من على الجليد وربنا يستر
أستقلوا تاكسي ليقلهم إلى الجبل ومن هناك سوف يرتدي الملابس الخاصة بالتزحلق ويبدوا فى مغامراتهم داخل روما ..
كانت تعد اغراضها ووضعهم بخزينة الملابس تفاجئت بوجود الكتاب بين ثيابها يبدو بانها دثرته بالخطأ داخل حقيبتها نظرت له باهتمام وقالت قبل أن تخلد للنوم
لازم ابقى ارجعه لمستر نديم
حاولت اغماض عينيها لترغم نفسها على النوم ولكن جحظت حدقتيها پصدمة وهي تفكر به فقد تبدل معها تماما منذ متى وهو يعاملها بكل هذا الود شردت بتصرفات شقيقه الذي كان
بروما وبالتحديد داخل جناحهم الخاص بالفندق ..
كان يتأوه من شدة الألم الذي احتاج ظهره أثناء جولتهم بأعلى مرتفع جبل الجليد انزلقت قدمه قبل أن يضعها بوضعها الصحيح أعلى عصا التزحلق ..
أه يا عضمك اللي اتكسر يا نبيل كنت في
متابعة القراءة