رواية رائعة بقلم الكاتبة دينا نصر
المحتويات
بهم شديد فقالت له منال
لا تقلق يا أوس ستكون حور بخير
فقال لها بتوتر
أتمني هذا
وبعد قليل جاء الطبيب وهو يبتسم قائلا لأوس
لقد كان شكي بمحله فمدام حور حامل
نظر أوس له وأنارت الابتسامة وجهه وقال بسعادة
إذن هل هي بخير الآن
أجل إنها بخير تماما ولم تستفيق ربما لأنها مجهدة فقط و ستستفيق بعد قليل فلا تقلق
مبارك لكم يا أوس هل أنت سعيد بهذا الخبر
ابتسم وأغمض عيناه بسعادة غامرة وقال
بالطبع سأكون أبا يا منال بالتأكيد أنا سعيد جدا
ربطت منال علي كتفه وقامت بتهنئته فرن هاتفه في تلك اللحظة وكانت والدته التي قالت له پغضب
هل اطمأننت علي ست الحسن هلا أتيت الآن لزفافك المنتظر إن نهي عند مزينة التجميل منتظرة جلالتك لتأتي لاصطحابها للحفل
حسنا يا أمي سوف أتي في الحال
وأغلق الهاتف وقال لمنال
أرجوك يا منال اعتني بها من أجلي
لا تفعلي هذا مجددا وتقلقيني يا حوري
راقبت منال المشهد من بعيد وهي تبتسم إن أوس حقا يهتم لأمر حور لكن يا تري لماذا سيتزوج بنهي تلك الخبيثة هل يمكن أن يكون يحبها !! فهي قد لاحظت الانسجام بينهما في الحديث حول العمل فهو كان دوما ينظر لنهي بإعجاب من ثقافتها لذا بالتأكيد يحبها شعرت بالآسي الشديد والحزن من أجل حور
اللعڼة لقد تأخر أوس كثيرا وقد خرجت فاديه لتحدثه علي الهاتف فقالت نهي پغضب شديد
هذا كثير للغاية تلك اللعېنة حور تصنعت الإغماء لتجعله يهتم بها وينسي أمر زفافنا أقسم سأجعلها ټندم علي ذلك تلك الحقېرة
إن أوس بالفعل في طريقه إلي هنا لذا لا تغضبي يا نهي
قالت نهي بنبرة هادئة علي عكس ما بداخلها تماما
لا بأس يا عمتي فقد كان لديه عذرا لذا لم يحدث سوء
استيقظت حور فوجدت نفسها بمكان غريب عليها وعندما أمعنت النظر وجدت امرأة ترتدي زى التمريض تقول لها ببشاشة
فهمت حور أنها بالمشفي فقالت بضعف
أشعر بصداع شديد
فقالت لها الممرضة
سأعطيك حبوب لتخفيف الصداع حالا ومبروك لكي فزوجك كان سعيد بالخبر كثيرا
شعرت بالضياع ما الذي تقوله لها الممرضة !! فوجدت باب الغرفة يتم فتحه ودخلت منال أخت أوس اقتربت مهرولة عليها قائلة
حمدا لله علي سلامتك يا حور
ما الذي حدث ولماذا لست بالزفاف
قالت منال وهي تمسك يديها
لقد فقدت وعيك وقد حملك أوس وأحضرك علي المشفي علي الفور ولم يتحرك ساكنا من هنا حتى اطمئن عليك فهو كان قلقا للغاية وعندما فحصك الطبيب اكتشفنا أنك حامل مبروك يا حور
حامل ترددت الكلمة في أذنيها كثيرا پضياع ووجدت نفسها تبتسم وتقول ببلاهة
حامل !! حقا يا منال
قالت منال بفرحة
أجل يا حور أنتي حامل وقد استقبل أوس الخبر بفرحة لدرجة انه نسي الزفاف حتى اتصلت أمي لتذكره أنه تأخر واضطر للرحيل بعد أن أوصاني للاعتناء بك
شعرت حور بالآسي والجنون فلقد أنعم الله عليها بالحمل أخيرا بعد كل هذه السنوات لماذا لا يلغي أوس الزفاف إذا !! سيتزوج أوس الليلة وفقط هل سينتهي الأمر هكذا وأيضا مفاجأة القدر الجميلة لها أنها أخيرا ستحمل طفلا من أوس يا ألهي لو كانت فقط انتبهت لتأخر دورتها الشهرية أو قامت بأي فحص قبل اليوم كانت لتمنع هذا الزواج وتنتهي مأساتها لكن عليها أن تكف عن النحيب فهذا الطفل نعمة لها من القدر و سيكون هذا الطفل كل حياتها عليها الآن عندما تبتعد عن أوس عليها أن تنسي كل شيء وتفكر في حياتها الجديدة مع طفلها فلقد من الله عليها بهذا الطفل في أحلك فترة في
حياتها ليعطيها بصيص جديد من الأمل لذا هي سعيدة بهذا النبأ جدا فرفعت يدها للسماء وقالت
حمدا لله العلي العظيم
فقالت منال لها
هيا بنا الآن لنعود للقصر هيا سأساعدك في النهوض
وبالفعل خرجا من المشفي وركبا السيارة وعندما دخلت حور غرفتها أخيرا احتاجت لحمام بارد كي تطفئ لهيب الڼار المتقدة بداخلها وارتدت ملابس النوم وأخذت تبكي دون صوت وهي تعلم أن
يا الهي توقفي يا حور أنا حامل أجل أنا حامل
ووضعت يدها علي بطنها تخاطب جنينها وهي تبكي بضعف
حبيبي أنا آسفة سأحرمك من والدك لكني لا أستطيع التغافل وقبول الأمر وكأن شيئا لم يكن أرجوك سامحني وليساعدني الله أن أمضي قدما بمفردي وأن أعتني بك يا صغيري وحدي
قاطع نواحها سماع الزغاريد بالقصر فانقبض قلبها علي الفور فهي علمت أن العروسان قد وصلا فوضعت يدها حول أذنها لتسدها حتى لا تبكي مجددا وذهبت للفراش ووضعت الغطاء عليها وقالت لنفسها مجددا
اهدئي يا حور فقط وتحملي القليل وبعدها ستكونين حرة بعيدا عن هنا تحملي فقط من أجل صغيرك
وظلت تضع يدها علي قلبها وتربط عليه فجأة سمعت باب غرفتها يتم فتحه ووجدت أوس أمامها بطوله الشاهق و طلته الرائعة فبلعت ريقها بصعوبة ومسحت الدموع العالقة بعيناها سريعا أما هو اتجه ناحيتها وقال بنبرة منفعلة
حور هل أنت بخير كيف تشعرين الآن
استقامت
حور وجلست علي الفراش وقالت له بضعف وانكسار
أنا بخير لا تقلق فأذهب لعروسك
ربط علي شعرها وقال بعد أن ابتسم لها متجاهلا تعليقها عن العروس وقال لها بسعادة
مبارك لنا الطفل
قالت له ببرود شديد
شكرا لك
عروسك تنتظرك اذهب إليها حتى لا توبخك وأيضا لو عرفت والدتك
أنك هنا ستفتعل المشاكل فاذهب قبل أن تأتي و
أتركني أنك تؤلمني
أجل يجب أن تتألمي لتعرفي معني إهانة زوجك وأذكرك مجددا لن أتهاون مجددا معك هل تفهمين
أومأت برأسها بقوة فهي لا تستطيع معارضته فهو غاضب وبشدة وهي بائسة لعينة وتخاف مجادلته وتهابه
قال لها بعد أن لانت ملامحه
والآن سأذهب مودعا إياك
فأغمضت عيناها پألم وهي تكتم دموعها فهي لن تتذوق هذه مجددا وهو سيتذوق غيرها وسينساها وإن ابتعدت عنه الآن ودفعته عنها لا تعرف ما سيكون عليه رد فعله فهو حذرها أن تتمنع عليه مجددا و أخبرها أنه لن يمرر لها هذا مجددا
بدأت تتأثر رغما عنها ولوهلة رغبت في أبقائه معها لا تريده أن يذهب لنهي أبدا
أريدك هكذا دوما معي يا حوري
شعرت بالحرج من كلماته
سأذهب الآن تصبحين علي خير
وهنا رجعت للواقع الأليم فقد تم كسر سحر اللحظة التي كانوا بها فهو الآن مع سواها فشعرت بلهيب في صدرها وانقطعت أنفاسها عندما وجدته تحرك وخرج من الغرفة
اللعڼة لقد اتصلت عليه وقد أغلق هاتفه
قالت فاديه والدة أوس هذا وهي تكاد تشتعل من الڠضب فأوس فور أن
عاد من العرس أوصل نهي لغرفتهم ثم صعد لغرفة تلك اللعېنة حور وقد ترك زوجته نهي وحيدة في ليلة زفافها فقالت نهي بنبرة حاولت أن تخرج هادئة قدر المستطاع
لا بأس يا عمتي إنها أيضا زوجته وأراد الاطمئنان عليها
فقالت فاديه پغضب
لا يمكنني التصديق أنها حامل فلابد إنها تكذب فلماذا فقط في توقيت زواجه ظهر الأمر لابد أنها تريد استخدام كيد النساء لجعل ولدي يهتم لها ويتركك
قاطعتها منال قائلة پغضب
كفي أرجوك يجب أن نشعر ببعض الرحمة من أجلها فزوجها تزوج عليها للتو وأيضا كيف تشكين بها لقد كنت معها بالمشفي وتأكدت من نتيجة الحمل بنفسي من التحاليل التي قامت بها
قالت لها فاديه پغضب
تبا لك أيتها الغبية لا أدري لما دوما تدافعين عنها ألم أخبرك مرارا أن تبتعدي عنها إنها فقط نذير شؤم
قالت نهي ببعض الڠضب لمنال
أري أنك تنحازين لصفها كثيرا ولا تضعين أي اعتبارا لي فأنا أصبحت زوجة أخاك
مثلها
تنهدت منال بعدم رضا ولم ترد فتلك النهي مخادعة وتحاول كسب صف والدتها وهي لا ترتاح لها أبدا إنها حقا خائڤة مما سيحدث في المستقبل فنهي ليست سهلة أبدا وربما تستطيع استمالة قلب أوس وجعله لا يري سواها بأسلوبها المخادع والمنافق فهي قالت بخبث لأمها أنه لا بأس أن يذهب لزوجته الأولي للاطمئنان عليها تريد إثبات أنها زوجة متفهمة ومتحضرة فيا تري ما الذي يمكن أن تقوله لأوس لاحقا وتجعله ينحاز لصفها تماما فشعرت منال بالشفقة علي حال حور تلك المرأة المسكينة قاطع أفكارها قول أمها
أني أخاف من تلك الساحرة اللعېنة أن تجعل ولدي يميل ناحيتها بحجة أنها مريضة بسبب الحمل لتجعله تحت طوعها فأوس كان سعيد بخبر حملها بشكل لا تتصورونه
تأففت منال وقالت پغضب
عن إذنكم سأصعد غرفتي
وابتعدت قبل أن تتجادل مجددا مع والدتها أما نهي فقالت بخبث لفاديه
كلا لن يحدث أعدك بهذا فأوس قد أصبح زوجي وأنا لن أجعله يقع بين براثنها أبدا
قالت فاديه لها مبتسمة
أجل هذا ما أريده تماما كم أتمني أن أزيح تلك اللعېنة من هنا
فقالت نهي بثقة
فقط انتظري قليلا وسأجعل أوس يطلقها وأكون أنا فقط زوجته
توقف الاثنان عن الكلام عندما وصل أوس فقالت والدته له پغضب
كيف لك أن تصعد لغرفتها في يوم كهذا يا أوس كان يجب أن قاطعها قائلا بصرامة
كفي يا أمي فلا أحد سيملي علي أفعالي فأنا سأفعل دوما ما أراه يناسبني
كانت علي وشك قول المزيد لكنه أشار لها بيده حتى تصمت فبالفعل صمتت فاديه خوفا من رد فعله فنظر هو لنهي وقال لها بقسۏة
هيا ادخلي الغرفة
فوالدته ونهي كانوا بخارج الغرفة وتحرك سابقا إياها وعندما دخلوا الغرفة سويا تصنعت الدموع وهي تقول بهدوء منكسر
كيف حال حور الآن
نظر لها بتمعن وقال باقتضاب
إنها بخير حمدا لله
فقالت بنبرة أنثوية ضعيفة
حسنا أنا لا أريد أن أبدو فظة وأردت شكرك علي ما فعلته من أجلي فلقد أحضرت لي شبكة كبيرة وأيضا مهرا كبيرا وقد أقمت لي حفل زفاف علي الرغم أنها زيجتك الثانية وقد حرصت علي رفع رأسي أمام العائلة لقد كنت سعيدة جدا لكن تأخرك عن الزفاف وأيضا تركك لي في أول ليلة لنا والذهاب إليها مهما حاولت أن أكون متفهمة أشعر بالحزن فقد أهان هذا كرامتي بين العائلة
نزلت الدموع من عيناها فتصنعت مسحها سريعا فتنهد أوس وقال بهدوء
لا شيء قد أهان كرامتك
فقالت له باندفاع شديد
كلا لقد شعرت بإهانة لا مثيل لها فأنت أثبت أن زواجك مني غير مهم وأنك لا تريدني
نظر لها بفراغ
صبر فهو لا يستسيغ دلال النساء هذا فقال بنبرة حاسمة توقفي عن هذا واسمعي جيدا يا نهي إن حور زوجتي ولا أحد سيمنعني عنها في أي وقت أريد الذهاب إليها ولن أسمح لأحد بمحاسبتي علي أفعالي هل فهمتي هذا
نظرت له بحزن وقالت بدهاء محاولة تغيير الموضوع فيبدو أن حور تحتل مكانة كبيرة لديه وإزاحتها عن طريقها ستأخذ
متابعة القراءة