بقلم ډفنا عمر
المحتويات
فهمت.
ثم تنهدت بشفقة وهي تخبرهاطيب يا حبيبتي اقعدي بقي ارتاحي وماتتعبيش نفسك في حاجة
خالص.
حدثتها برجاء طيب توعديني ما تقوليش لجسار حاجة عن حملي دلوقت
_ شمس انتي عايزة تفهميني انك هتخبي علي جوزك لحد الولادة انتي اسبوع بالظبط وبطنك هتبان يا بنتي.
_ لما يجي وقتها يحلها ربنا.
تنهدت بقلة حيلة ودعت الله سرا أن يجبر خاطرها بطفل معافى ولا تتجدد المأساة مثل ما حدث في المرات التالية.
يا أهلا بالمتر الكبير والقمر الصغير اللي معاه..
ابتسم لها بود ازاي حضرتك عاملة ايه.. ثم غمغم للصغير يلا يا ديمو قولها ازيك يا تيتة إلهام.
_ أزيك تيتة.
حملته بمحبة أزيك انت يا قلب تيتة..
ثم قبلت خده وأعطته بعض الحلوى التي تخص حفيدها.
هتف بها توفيق من خلفهما مرحبا بجسار ثم قال هاتوا الولد العسول ده.. اسمك ايه يا حبيبي نديم
_ الله اسم جميل.. عندك كام سنةأربعة
توفيق ياااه ده انت كبير بقي.. طب تعالى سلم علي جدو نادر.
_ فعلا يا جدي بس اخوه جسار الصغير طالع شبهي انا.
رائف مازحا بعد أن انضم إليهم يبقي هيطلع واد مز وبتاع بنات يا كبير.
قهقهة رائف ووالده والجد ليستطرد جسار فين مراتك اريج اسلم عليها يا رائف
_ جاية حالا..ثم صاح وهو يشير لها أهي جت علي السيرة.
_ أزيك يا آبيه جسار عامل ايه
_ الحمد لله يا أريج اخبارك ايه وجوزك عامل ايه اوعي يكون مضايقك ولا مزعلك
ضحكت قاىلة خليك ظالمني كده علي طول ده انا هادية خالص
_ طب عيني في عينك كده.
ضحكت ثانيا ثم تسألت هي طنط شمس عاملة ايه ياريتها جت معاك.
_ الحمد لله كويسة كانت هتيجي معايا بس اختي سارة زارتها والله.
_ خلاص تتعوض مرة تاني.
إلهام يلا ياجماعة الأكل جاهز.
_ لا خليه معايا هعرف اكل ماتقلقش.
أريج طب عنك ياطنط هاتي نديم هأكله انا..
أخذته لتطعمه وانقضي الوقت سريعا مع عائلة الجد نادر ثم هاتفته شمس لقرب حضور أدم زوج شقيقته فغادر على وعد لهم بلقاء قريب.
وقفت بغرفتها لتأخذ خلوة خاطفة أمام المرآة قبل عودة زوجها راحت تنظر لموضع جنينها هامسة بخفوت وحشتني يا حبيبي انشغلت عنك اليوم كله ومش كلمتك زي كل يوم عمتو سارة كانت معايا تعرف انها دلوقت عارفة بوجودك لعلمك انت هتحبها اوي وهي كمان هتحبك..وبابا كمان هيحبك بس اوعي تزعل منه لأنه لسه مش عارف انك في بطن ماما أنا مخبياك عنه عارف ليه عشان محدش ياخدك مني ويقولي انك مشوة قلبي بيقولي انك هتتولد طفل جميل يا قلب امك ياريت تطلع شبه بابا بس لو جيت بنت اطلع زي عمتو سارة لأنها أحلي مني ماما مش جميلة بس بتحبك سواء كنت ولد او بنت أمبارح كلمت ربنا عشان يحفظك وحاسة انه استجاب قلبي بيقولي انك هتكون بخير..
انتفضت بغتة على صوته بعد أن ظنته مازال بالخارج محدقة في وجهه بړعب جسار! أنت جيت امتى
رمقها بغموض ثم دنى منها وجذبها لتجلس فوق فراشها وراح يهذب شعرها برفق هامساأحنا عمرنا دارينا حاجة عن بعض يا شمس
أغرورقت عيناها وهمست سارة قالتلك
أحاطت موضع طفلها بدفاع وجنون عشان لو روحت للدكتور هياخد ابني مني
وانا مش هخلي حد ياخده ولا يأذيه.
ظلت تتوسله برجاء فبكى وهو وهي مازالت تهذي برجائها ألا تذهب بها للطبيب..راح يربت على ظهرها برفق شديد لتهدا رعشتها حتى
غفت بين يديه فأرقدها بحذر ثم ذهب ليصلي ويحدث ربه ساجدا عله يستجيب.
..................
يارب أنا مش بعترض على قضائك وراضي وحمدك علي اللي تجود بيه بس من حقي اطمع في كرمك واتعشم في رحمتك يارب حتي لو مكتوب ان كل ذريتي تكون مشوهة..أنت قادر تغير قدري وتمن علي عبدك الضعيف بطفل سليم معافى..عشان خاطر مراتي المسكينة اللي هتتجنن وتكون أم يارب ضاقت بيا كل السبل والأمل في قدرتك مش ممكن يضيع أجبرني يا جبار السموات والأرض قر عيني بذرية سليمة تكون عزوتي في الدنيا يارب لا تردني خائب الرجا أنا ماليش غيرك أدق بابه واطلب منه حاجتي وعارف انك كريم ومش بترد محتاج يدق باب رحمتك
ظل يحدث ربه باكيا حتى فاض بمكنون قلبه و بدعائه العفوي وهو ساجدا يبكي بشدة حتى ابتلت سجادته بدموعه ثم أنهى صلاته يه ويبثها دفئه حتى غفى هو الآخر.
ط
بصعوبة كبيرة أقنعها أن تذهب للفحص لكن مع طبيب أخر.. وقفت ترتجف أمام باب العيادة وكادت تتراجع فعاق رحيلها برفق هامسا مش وعدتيني يا شمس
خنعت له ونظرت لموضع الجنين وربتت عليه كأنها تستمد منه قوة ثم دلفا معا ليعلما مصير طفلهما تلك المرة.
.............
عيناه مصوبة بتركيز شديد على الشاشة الصغيرة التي تعرض مجسم افتراضي لأحشاء شمس طال فحص الطبيب وكل حين يعدل عويناته فوق انفه ويستأنف رصد ما يراه باهتمام.
ارتفعت عيناه بدهشة ألقت الړعب في قلب جسار وشمس التي ترجمت خۏفها لرجفة شديدة جعلت الطبيب يصيح بقلق أهدي يا مدام أرجوكي حصل ايه
تبادلت مع زوجها نظرات دامعة متوقعين ما سيقوله الطبيب.. نكست رأسها وتركت لدموعها العنان لتجحظ عيناها بغتة مع استطرداده المدام حامل في تلاتة.
حملق به جسار واتسعت عيناه بشكل مخيف غير مصدق وهو يهذي تلاتة بتقول تلاتة
الطبيب بإيماءة مؤكدا أيوة ولدين وبنت ما شاء الله.
راحت أعينهما تحلل التعبير المرتسم علي وجه الطبيب.. للعجب لم يكون قاطبا أو عابس أو متأسفا..بل يكسوا وجهه ابتسامة هادىة.
_ مشوهين
همستها شمس بصوت مبحوح ليجبها بالعكس انا مش شايف أي تشوه فيهم التلات أجنة زي الفل ومفيش اي تشوهات.
ريشة الذهول نحتت خطوتها عليهما غير مصدقين أنهم رزقوا بثلاثة أطفال أصحاء تلك المرة لتصيح شمس بشك متأكد يادكتور يعني ولادي مش بجد مشوهين التلاتة بخير.
وهنا راحت تضحك ثم تبكي بشكل أقلق جسار فراح يهدئها أهدي يا شمس عشان خاطري اهدي.
تشبثت بكفه وهي تهذي ضاحكة بدموع مش قولتلك يا جسار حاسة إن ابني بخير لأ مش ابني ولادي..ربنا عوضني بالتلاتة اللي راحوا مني .ربنا راضاني وحس بيا وجبرني.
قاطعها الطبيب بقلق علي فكرة توترك ده غلط يا مدام لازم تكوني هادية خالص ثم نهض ليجلس خلف مكتبه أنا هكتبلك على مقويات وفيتامينات قوية ما شاء الله دول تلات تؤام ولازم تتعذي كويس عشان حملك يكمل على خير.
وخط لهم أسماء الأدوية اللازمة ثم رحلوا ومازال الذهول يجثم عليهما ولا يصدقا ما حدث.
_ هنروح للدكتور جمال.
هتفوا بها في نفس التوقيت ليشد جسار على كتفيها حالا هنروح عنده ومش هنقوله حاجة كأننا هنعرف لأول مرة لحد ما نشوف هيقول ايه اتفقنا.
هزت رأسها بحماس باكي من فرط فرحتها اتفقنا.
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل العشرون والأخير
سماء الرحمة لا تزال تمطر بزخات العطايا
وتهدي ذوات القلوب البيضاء ندى هداياها.
عين الطبيب جمال تدور فوق الشاشة والذهول يغتال نظراته الفاحصة بقوة لتتدرج انفعالاته لفرحة طاغية غمرت وجهه وهو يهتف ويكبر الله أكبر بسم الله ما شاء الله سبحان من يقول للشيء كن فيكون اللهم بارك وتممها علي خير يا كريم.
حماس الطبيب وكلماته الصادقة كانت أكثر من كافية ليتيقن جسار وشمس أن رب العالمين اتم نعمته عليهما حقا ولم يعد في الأمر شك ومع هذا تسائل الاول فقط ليسمع بأذنيه بشارة
الطبيب كلام حضرتك بيقول إن......
قاطعه الطبيب بيقول إن ربك كريم ورحمته واسعة وتعويضه مالوش مثيل يا ابني.. مراتك أجهضت تلات مرات بس ربنا ادخرلها تلات تؤام أصحاء مرة واحدة.
البكاء الجارف كان سبيلهما الوحيد وهما يستقبلان تأكيد طبيبها على صحة أطفالهما الثلاث والفرحة أفقدتهما السيطرة على مشاعرهما التي فاضت منهما بقوة ما بين شكر وبكاء.
صدر كلا منهما ارتشف دموع صاحبه عبير فرحتهما فاح من قلوبهما وصوتهما يتحمد الله على عطيته الغالية.
_ كفاية يا ولاد بكتوني معاكم.
غمغم لهما الطبيب بعين مترقرقة تأثرا بحالهما وهو كان خير شاهد على ما كابدوه هذان الزوجان كي يصلوا لتلك اللحظة الفارقة بعد صبر ورضا وكلا منهما متمسك بأنامل الأخر زاهدين بفرصة إنجاب اطفال أصحاء لو كانوا اختاروا الفراق لكنهما صبروا وهاهي بشرى الصبر تكتسحهما بفرحة لا يساعها الكون بأكمله.
_بس طبعا لازم نتابع أكتر من
الأول عشان لا قدر الله لو ظهر أي علامات تشوة لأحد الأجنة نتخلص منه فورا ونبقي على السليم فيهم.
تبددت فرحتهما لينال منهما الخۏف والړعب فاستطرد سريعا يطمئنهم متخافوش يا ولاد دي متابعة روتينية وطبيعية عشان نطمن مش اكتر بس بإذن الله الشهور الباقية هتكمل على خير وربنا يقر عيونكم بيهم التلاتة..ألف مبروك.
وكتب لها بعض الفيتامينات وأمرها بالراحة والتغذية الجيدة والمتابعة كي يتعامل طبيا مع أي تطور.
د
حملها جسار برفق گ الماسة الثمينة ليرقدها فوق فراشها قائلا من هنا و رايح أوعي تتحركي يا شمسي شغل البيت كله هجيب واحدة تعمله بدالك ماشي يا قلبي
ملست على سطح بطنها بابتسامة حانية قائلة ماشي.
واستطردت جسار أحنا مش في حلم صح في اتنين دكاترة أكدوا لينا اني هجيب تلات توائم ومش مشوهين مش كده يا جسار
أحتوى بكفه كفها القابع علي موضع أجنتهما وأخبرها مټخافيش انتي مش بتحلمي يا شمس ربنا عوض صبرنا و رضانا خير.. رزقنا بتلات ولاد يعوضونا مۏت اخواتهم زي ما قال دكتور جمال ربنا ادخرلنا فرحة كبيرة في الأخر.
انهمرت دموعها وغمغمت لصوت مرتجف مثل قلبها طب انا مش هنام.. افرض برضو كان حلم علي الأقل خليني عايشة فيه شوية.
اقترب وحاوطها بحنان هامسا غمضي عيونك واطمني..هننام وبعد شوية هنصحي أذا أراد ربنا وهتتأكدي انك مش في حلم.
تراخت أهدابها رويدا و سريعا ما غطت بنوم عميق كانت تحتاجه بشدة وكلمات الطبيبان بتوائمها الأصحاء تطوف في عقلها تبتسم رغم غفيانها يهمس جسار أحلمي يا حبيبتي حلمك خلاص بقى حقيقة وبحذر نهض من جوارها ليتوضأ ويصلي شاكرا ربه ويدعوه بنجاة صغاره
بدأت خيوط الشمس تنفذ إليهما لتبدأ شمس بإفاقة ثم أشرعت عيناها تستوعب ما حولها وبغتة تدفق لذهنها ما حدث بالأمس فأمسكت بطنها وهي تغمغم بما يشبه الهذيان أنا مش بحلم! الدكتور جمال قال اني هجيب تلاتة والدكتور التاني قال انهم مش مشوهين!
ثم راحت تنظر حولها بړعب ودون وعي دفعت زوجها الراقد جوارها پعنف صائحة جسار أصحى يا جسار.
استيقظ بفزع وهو يصيح في ايه يا شمس
متابعة القراءة