رواية عشق مهدور بقلم سعاد محمد سلامه
مازالت ملامحها البريئه التى لم تتغيريشعر كآنه يعود لنفس الشعور الذى شعر به وهو يقع بغرامها من أول لقاء.
هى تراه أصبح أضخم عن ذى قبلربما لم تتغير ملامحه...لكن لم يلفت نظرها كما حدث بأول لقاء بينهم .. كذالك تحكمت الرهبه بها حين آتت تلك المساعده من خلفه وكادت تغلق باب الغرفه بتسرع منها قالت_
متقفليش باب الأوضه وكمان متمشيش من العيادة هنمشى سوا الأستاذ واضح إنه غلطان فى العنوان.
يتبع
الثامن_عشر
عشق_مهدور
ب عيادة سهيله
نظرة عينيها له كانت مثل سهام مسممه تخترق قلبه تسرى بالسم بين كل شريان بجسده يشعر أنه ېموت بالبطئ إزدرد ريقه يحاول التماسك أمامها يحاول كبت رغبته فى الإقتراب منها لكن هذا الرهاب الواضح على ملامحها كآنه لجم ساقيه بوثاق حديدي حايد بنظره عنها ولفت رقابته قليلا يقول بهدوء_
قاطعته بتسرع ورهاب_
إسمي الدكتورة سهيله بأى صفه بتنطق إسمى بدون لقب دكتوره وأكيد إنت غلطان فى العنوان.
نظر إليها مره أخرى قائلا_
لاء مش غلطان فى العنوان وأنا مريض وجاي لعيادة دكتورة وأعتقد إن فى أسرار للمرضى ممنوع يعرفها غير المړيض والدكتور المعالج له.
توترت المساعده وهي تشعر بذهول من رد فعل سهيله المبالغ فيه بنظرها يبدوا أن هذا الوسيم لديه معرفه خاصه بها تنحنحت قائله_
همش...
لم تكمل بقية حديثها حين تسرعت سهيله_
قولت لك متمشيش...
قاطعها آصف قائلا برجاء_
أعتقد إنك تدي خمس دقايق من وقتك لمريض مش كتير.
أنا بره فى الاستقبال.
كادت سهيله أن تعترض لكن غادرت المساعده دون إغلاق باب الغرفهحاولت السيطرة على رهابها منه تنهدت بضجر بعد لحظات صمت كانت عيني آصف تراقب ملامحها زفرت نفسها قائله_
أيه اللى فكرك بيا بعد السنين دى كلها يا....
صمتت سهيله للحظات تفكر فبماذا ستلقبه الليلهلم يبقى مثلما كان بالماضي حين كان قاضيالكن تنفست قائله_
يا سيد آصف.
شعر بوخزات قويه فى قلبهربما إشتاق أن يسمع أسمه يخرج من بين شفاها مثل الماضى حين كانت تسبق إسمهب سيادة المستشار ...
لكن هو ترك القضاءرد بهدوء_
تهكمت عليه بسخريه قائله_
مريض!
مريض أيه واضح إنك مقريتش اليافطه اللى على باب العيادة أنا دكتورة أطفال... سبق وقولتلك غلطان فى العنوانألافضل تروح لدكتور متخصص يناسب حالتك.
رد عليها ببرود_
إنت أكتر دكتور متخصص يفهم حالت بالظبط أنا قريت اليافطه اللى على جنب باب العياده وإنك دكتورة علاج نفسي وأنا جاي أتعالج نفسيا.
تهكمت سهيله_
نفسيا...وماله بس معتقدش إنى هفيدك فى الآمر ده فى دكاتره كتير مشهورين فى العلاج النفسى وكمان عندهم خبره أفضل منىأنا تخصصى دكتورة أطفال فى الأساسكده يبقى الوقت إنتهى.
بالعكس أنا شايف إنك أفضل دكتور مناسب لحالتلأنك عارفه تشخيص المړض من البدايه.
تهكمت بحنق سأله_
وأيه هو المړض ده.
رد آصف_
ساډي...
مش ده اللى سبق وقولتيه ليا.
هنا رفعت سهيله عينيها ونظرت له شعرت بمقت وقالت بإستهزاء_
قولت سبق
وأنا دلوقتي بقولك علاجك مش عنديوكده كفايهالوقت إنتهي ولازم أقفل العياده.
قالت هذا وتوجهت نحو باب الغرفه قائله_
إتفضل
علاجك مش عندي
آصف باشا شعيب أكيد أشهر الدكاتره النفسيين يتمنوا منه إشارة وهيروحوا لحد عنده مش محتاج يقطع مسافات عشان يتعالج عند دكتوره بنت موظف كحيان.
نظرة آسف فى عينيه لها هى تذكره بما قاله عنها سابقا لكن ليس تقليلا من شآنها بل إفتقارا لأي مشاعر نحوه.
كاد يتحدث لكن وصول بيجاد فى هذا الوقت يدخل مباشرة الى الغرفه يقترب من مكان وقوف سهيله جعله يشعر بنصال باردة تكز فى قلبه نظرت سهيله الى بيجاد لم يزول عنها الرهبه لكن حاولت أن تخفي ذالك وإستقوت بتحدي لنفسها ونادت على المساعده حتى جاءت الى الغرفه قالت لها وهى تنظر الى آصف بحجود_
وصلي الأستاذ لباب العيادة.
ماذا لو جذبها بالقوه وأخذها عنوة معهيجثو على ساقيه أمامها يخبرها كم أمضى ليالي بلا نور النظر الى عينيها يتمنى تلك النظره التى كانت تنظر له بها قبل تلك الليلة اللعينه وأنه يكره تلك العينان اللتان يشع منهم البغض لا ليس فقط بغض بل خوف من إقترابه منها...
كاد أن يتحدث لكن أصمه نظر سهيله الى بيجاد ورسمت بسمه قائله عن عمد_
إتأخرت ليهأنا خلصت آخر كشف من بدرى وكنت هقفل العياده وأمشى أنا والمساعدة.
رغم إستغراب بيجاد من حديثها الغير متوقع منها لكن تجاوب معها وهو ينظر الى آصف الواضح على ملامحه التجهميضبط نفسه غصبرد ببساطه_
تمام طالما خلصت خلينا نمشي والمساعده تقفل العيادة.
وافقته وقامت بخلع معطفها الابيض وعلقته على علاقه خاصهثم جذبت حقيبة يدهاكذالك هاتفها الذى كان فوق المكتب لكن ألقت نظره أخيرة على آصف الواقف قائله_
إتفضل عشان المساعدة هتقفل العيادة.
ما مكانة هذا الآخر لديهاماذا لو صفعه وأخذها عنوة وما إهتم برد فعلها لاحقا.
هكذا فكر آصف ونظرات عيناه تنضخ پغضب لو أطلق صراحه الآن لن يهدأ إلا حين ېقتل أحدهم الآخرلو قټلته الآن لن يكون أكثر آلم من هذا الصمت الذى يلتزم بهمرغما إنسحب من المكان قبل أن يطلق لجام غضبه.
بينما أطلقت سهيله تنهيدة راحه قليلا ونظرت الى بيجاد الذى يشعر أن هنالك أمرا غريبلكن إمتثل لقول سهيله التى تحاول التماسكلكن هو لاحظ حركة يديها اللتان ترتعشان_
فكرتك بتهزر لما قولتلى إنك قريب من العيادة.
تذكر قبل قليل أثناء حديثه معها على الهاتف أخبرها أنه قريب من مكان العيادةوأنه مجرد دقائق سيكون أمامها بالعيادةهى ظنت أنه يمزحوأغلقت الهاتف بوجههبينما رد ببساطه_
لاء مكنتش بهزر أنا كنت جاي أتكلم معاك فى موضوع مهم بس واضح إنك مرهقه من الشغل.
ردت عليه بكذب_
فعلا أنا حاسه بشوية إرهاقومحتاجه أرجع البيت أستريح.
من ملامح وجهها ويديها اللتان ترتعشان تيقن أنها تدعى هنالك آمر آخرلكن قال بهدوء_
تمام... خليني أوصلك للبيت بعربيتي.
للحظات كادت ترفض لكن فكرت بوجود آصف أومأت رأسها بموافقه رفع يده لها لتتقدم أمامه
بعد لحظات كما توقعت آصف مازال يقف أمام سيارته إزدردت ريقها وتوجهت نحو سيارة بيجاد إنتظرت لحظات حتى فتح بيجاد آمان السياره كذالك الباب فكرت للحظات قبل أن تتخذ القرار وتصعد الى السيارة أغلق بيجاد باب السيارة ثم توجه للباب الآخر وقام بفتحه لكن خطڤ نظرة ناحية آصف قبل أن يصعد الى السيارةلم ينتظر سوا لحظات وإنطلق بالسيارةأثناء ذالك نظر الى سهيله التى تجلس صامته ملامحها خافته كذالك مازالت رعشة يديها ترك يده من فوق المقود وتجرأ ووضعها فوق يدها التى تضعها جوارها فوق المقعد سريعا سحبت يدها ونظرت له قبل أن تتحدث برر ذالك بكذب قائلا_
آسف كنت بنقل فتيس العربيه وإيدي إتزحلقت.
بنيه طيبه صدقت كذبته وتغاضت عن ذالك لكن هو بداخله فضول معرفة من ذلك الشخص سأل_
غريبه المفروض إنك دكتورة أطفال!
مين الشخص اللى كان فى العيادة ده مكنش معاه أى طفل.
أتكئت سهيله برأسها على مسند المقعد... أغمضت عينيها بقسۏة للحظات ثم قالت_
من فضلك زود سرعة العربيه حاسه بصداع جامد.
تيقن بيجاد أن لهذا الشخص آثر كبير بحياتها لكن لو ضغط بالسؤال عنه مره أخرى قد تتضايق منه لكن سألها_
وأيه سبب الصداع ده.
ردت بضجر_
قولتلك قبل كده حاسه بإرهاق عادى الصداع ومن فضلك ياريت تسوق بسرعه بدون أسئلة.
إمتثل بيجاد لرغبتها وصمت الى أن قالت_
وقف هناالبيت قريب هكمل الخطوتين دول مشيوشكرا لك.
لم يعترض بيجاد وتوقف بالسياره سرعان ما ترجلت من السياره حتى دون أن تشكره توجهت نحو منزلها بخطوات سريعه لكن للحظه تصنمت مكانها حين رأت سيارة آصف نظرت خلفها لسيارة بيجاد مازال واقف تجاهلت الإثنين وذهبت نحو باب المنزل فتحته ودخلت تفاجئت حين فتحت الباب الآخر المنزل ب سحر التى إقتربت منها بلهفه قائله_
سهيله مالك بتنهجي ليه.
هدات أنفاس سهيله وشعرت بالآمان وقالت بتبرير كاذب_
مفيش يا ماما مش بنهج ولا حاجه أنا بس سقعانه الجو بره برد أوى الشتا شكله هيبدأ بدرى السنه دى .
وضعت سحر يدها على جبهة سهيله ثم أمسكت يديها وقالت_
جبينك ساقع وإيديك كمانإدخل غيرى هدومك وأنا هعملك عشا خفيف ودافى وكمان كوباية لبن دافيههيدفوك.
تبسمت لها بخفوت قائله_
لاء يا ماما أنا مش جعانه كفايه كوباية اللبن أشربها وأنامحاسه بإرهاق من الشغل.
تبسمت سحر بشفقه قائله_
ربنا يعينك على ما تغيري هدومك أكون سخنت اللبن.
دخلت سهيله الى الغرفه وأغلقت باب الغرفه وإستندت بجسدها عليه سمحت لساقيها بالإنهيار وجلست خلف الباب تشعر پضياعلكن سرعان ما إنتبهت ونهضت بتكاسل ذهبت نحو دولاب ملابسها أخرجت لها منامه ثقيله وضعتها فوق ال وقامت بخلع ثيابها وقامت بإرتدائهاأجبرت شفتيها على الإبتسام حين سمعت صوت مقبض الباب من ثم دخول سحر تحمل كوب من الحليب قائله ببسمه_
اللبن أهو دافى مش سخن أوى عشان تشربيه علطول وبعدها نامى هتصحي كويسهوحاولى متجهديش نفسك كتير فى الشغل بعد كدهصحتك أهممفيهاش حاجه لو قللت وقت العيادة ساعتين فى اليوم حتى على ما برد الشتا يخلص.
اومأت سهيله براسها لكن سألتها_
أمال ايه اللى مصخيك لحد دلوقتي يا ماماانا عارفه إنك بتصل العشا وبعدها تتعشي إنت وبابا وتناموا.
تنهدت سحر_
حسام كان جسمه دافى شويه وإديته خافض حراره والحمد لله نزلت الحراره ونام من شويه.
تبسمت سهيله قائله_
هى سهيله سابته هناكنت مفكره أنها هتاخده معاها.
ردت سحر_
هى كانت هتاخده بس أنا قولت لها تسيبه بلاش يطلع فى البرد لا يتعبوهى وافقت.
تهكمت سهيله لنفسها قائله_
طبعا دى مصدقت مش عارفه دى أم إزاى وقادره إبنها يبقى معظم الوقت بعيد عنها.
وضعت سحر يدها فوق كتف سهيله قائله_
يلا إشرب اللبن وبعدها نامى وإتغطي كويس.
تبسمت سهيله وقامت بإحتساء كوب اللبن أخذت سحر منها الكوبوتوجهت نحو باب الغرفهأطفأت الضوء إلا من ضوء خاڤت قائله_
إتغطي كويس
تصبح على خير.
وإنت من أهله يا ماما..
قالتها سهيله وهى تترك لجسدها الإنهيار فوق ال دمعه شقت عينيها وقلب يآن لامت هذا الشعور كيف مازال لديها هذا الرهاب من آصف لقد مرت سنوات ظنت أن تلك الحاله إنتهت ربما عدم ظهوره سابقا جعلها تظن أنها شفيت
من هذا الإحساس لكن طن برأسها سؤالا آخر بل أسئله
لما عاد آصف الى حياتها الآن
ما الهدف الذى برأسه
هل ظن أنها نسيت ما مرت به معه من خداع كاد ېقتلها
هل يظنها مازالت تلك الحمقاء التى صدقت معسول كلامه وألقت بنفسها بين سيلان بركانه الذى أزهق قلبها بليلة عاتمه
هل وهل وأسئله تعلم إجابتها... آصف كما قال لها سابقا
أنا لعڼة حياتك
نهضت من فوق ال ذهبت نحو ضوء الغرفه وأشعلت الضوء الواضحذهبت نحو تلك الضلفة الخاصه بها فى الدولابچثت على ساقيها وجذبت بعض الملابس الخاصه بها ثم جذبت من خلفهم ذالك المجلد القديمنهضت ذاهبه نحو ال مره أخرىفتحت ذالك المجلد القديم
بين صفحاته كانت تلك الرسائل المطويهجذبتها بيد مرتعشهتبسمت بسخريه من حالهالما مازالت تختفظ بتلك الرسائل