رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن
المحتويات
الزواج أليست لها أغراض معروفة نعم حديثها مترابط ولكن هو لا يصدقه لا يدلف عقله بتاتا ودائرة الشك حولها هل من الممكن أن تكون حقا لا تريد..
بينما هي جلست على الفراش مذهولة مما حدث ولما لا فهو هكذا دائما يتناسى كل شيء في غضبه ولكن هو لا يثق بها لا يصدق حديثها يعتقد أنها لا تريد أطفال منه وهي على النقيض تماما لقد اعترفت بحبها له وسط تلك الدوامة وقالت ما تريده وإلى الآن لا يصدقها..
إلى الغرفة مرة أخرى متقدما من الدولاب الذي فتحه وأخرج منه بنطال أسود وقميص من نفس اللون وجدته يزيل عنه بنطاله البيتي ويبدله بالآخر وفعل المثل مع القميص ثم أخذ جاكت معلق خلف باب الغرفة لونه أسود أيضا وارتداه على ملابسه وأخذ يجمع في أشيائه الشخصية تحت نظرها..
لم تستطيع التحمل أكثر من ذلك وهي تنتظر أن يقول ما الذي يفعله أو إلى أين هو ذاهب ولكن دون جدوى تحدثت متسائلة باستغراب بعد أن وقفت على قدميها
خارج
تقدمت منه بهدوء شديد وداخلها يشتعل وهي تعلم أنه ذاهب إلى تلك البغيضة
ما أنا واخده بالي أنك خارج رايح فين يا يزيد في وقت زي ده
ابتسم بسخرية وهو يمشط شعره أمام المرآة ثم أجابها بفتور قائلا
ده شيء مايخصكيش
ذهبت لتجلس على الفراش بهدوء شديد أسندت ظهرها إلى ظهر الفراش ثم تحدثت ببرود وفتور كما فعل معها الآن
نظر إليها عبر المرآة بعينيه الذي تمتاز بنظرة الصقر ترك الفرشاة وتقدم منها اتكأ على الفراش بقدمه اليسرى وتحدث أمامها بهدوء
عدي الليلة يا مروة.. عديها علشان وديني أنا على أخري والناهية هتبقى وحشه
تحدثت مرة أخرى وهي مازالت مستمرة في الهدوء
دلوقتي
يبغضه بشدة لا يكره رجل بحياته مثله صړخ بها بصوت عال وقد قارب حقا على الإڼفجار
أنت عايزه ايه في يومك ده والله شكله هيبقى طين على دماغك
صړخت هي الأخرى بصوت عال مثله وقد تملكتها العصبية مرة أخرى
رفع يده وكاد أن يهوى بها على وجنتها ليصفعها ويجعلها تعود إلى رشدها فقد على صوتها مرة أخرى بالإضافة إلى كلمات ليس لها داعي ولكن قد تذكر ذلك الوعد الذي قطعه لها بأنه لن يرفع يده عليها مرة أخرى..
أخفض يده ونظر إليها پغضب ثم وقف على قدميه وتقدم إلى خارج
الغرفة ثم إلى خارج يناسبها ليكون زوج فقط يناسبها للتباهي به.. معروف داخل أنحاء البلد من هو يزيد الراجحي ذلك الشاب في مقتبل العمر الذي حقق كثيرا في مجال صناعة الأخشاب تتباهى بإسمه وبكونه رفيقها.. تحضر معه الإجتماعات الهامة تذهب معه إلى أماكن معروفة فقط هذا ما تريده ولكن لما ذلك الخبث بعينيها.. لما حركاتها الماكرة تجاه زوجته..
ربما لأنها دخيل بينهم وشخص جديد في حياته يقضي معظم الوقت معه أو ربما لأنها تأخذ أكبر من حجمها أو لأنها اقتربت إليه أكثر منها! أو ربما لأنها مريضة!!.. من يفعل ذلك غير مريض نفسي غير متزن يريد أن يؤذي أشخاص لم يفعلوا له شيء في يوم من الأيام..
تحدث بهدوء وجدية قائلا وهو يشير إلى الأوراق أمامه بعد أن وقع عليها
في حاجه تاني عايزه تتوقع
سحبت الأوراق من أمامه بيدها بهدوء ونعومة والابتسامة تزين ثغرها ثم تحدثت قائلة
لأ كده تمام
عاد بظهره للخلف بعد أن تنهد بضيق شديد يظهر على ملامحه متسائلا بجدية
ايه اللي خلاكي تستني على الورق ده ما أنا كنت في المصنع الصبح
اقتربت هي إلى الأمام وتحدثت بهدوء ولين بعد أن تشابكت يدها على الطاولة
كنت سبتهم في البيت ونسيتهم وشوفتهم قبل ما أكلمك على طول قولت الحقك قبل ما تسافر
أومأ إليها بهدوء تقدم إلى الأمام ورفع فنجان القهوة بين يده يرتشف منه بهدوء وداخله هناك براكين ثائرة في عقله شيء يود أن يقوله لها أو هو سؤال يود أن يعرف أجابته ولكن هو
متردد لا يريدها أن تفهم بشكل خاطئ أو أن يصل إليها ما حدث بطريقة ما فهذا السؤال والإجابة عليه ليس بهذه السهولة أبدا..
ترك القهوة من يده ثم أخرج سېجارة من العلبة الذي أمامه على الطاولة بجوار هاتفه ووضعها بفمه دون أن يشعلها فهذا المكان ممنوع الټدخين به أخذ نفس عميق وهو يراها ترتشف من عصير البرتقال بهدوء ثم حسم أمره على التحدث..
أمسك بالسېجارة بيده والأخرى عبثت بخصلاته من الخلف ثم تحدث قائلا بتساؤل
عايز أسألك عن حاجه بس يعني..
تنحنح بحرج شديد بينما هي تركت الكوب من يدها سريعا وتسائلت قائلة
حاجه ايه قول على طول مالك
وضع السېجارة باليد الأخرى وتحدث وهو يحاول ألا يتراجع فهو يود معرفة الحقيقة
حتى يرى إن كان قد أخطأ وعلى كل حال هي فتاة وإن علمت حتى بالفهم ما حدث لتعلم إذا سألها وهو عاقد ما بين حاجبيه بشدة
هو في واحدة ممكن تاخد حبوب منع الحمل قبل الجواز.. يعني تكون مش متجوزه وبتاخد الحبوب دي لأسباب تانية
استنكرت الحديث ونظرت إليه باستغراب ثم أدارته برأسها لما يسأل عن شيء كهذا ابتسمت بهدوء شديد ثم قالت بجدية وهي تأكد حديثها
لأ طبعا أنت قولت أهو حبوب منع الحمل إذا هي بتمنع الحمل فقط يعني مالهاش أي أسباب تانية بتتاخد علشانها وكمان دي کاړثة لو بنت بتاخدها إزاي يعني لأ طبعا مفيش واحدة هتعمل كده إلا لو مش عايزة تخلف
نظر إليها بجدية الضغط يزداد عليه هذه فتاة ولا تعلم ما الذي حدث إذا كان هو لا يعلم هذه الأمور فهي مؤكد تعلم.. تنفس بعمق مرة أخرى دون أن يضيق صدره فهو قد اكتفى لليوم..
وقف على قدميه ثم أخرج من جيبه بعض النقود ووضعهم على الطاولة وتحدث قائلا
أنا لازم أمشي مروة لوحدها.. تحبي أوصلك الوقت متأخر
لأ لأ أنا شوية وهمشي وبعدين معايا العربية
لم يصر عليها فهو من هروبة من عائلته وهروبه من مواجهتها.. لقد مل من كل ذلك حقا نفض ذلك عن رأسه وتفكيره ودلف إلى الداخل بخطوات ثابتة فلم يكن يريد غير أن يمدد جسده على فراشة ويأخذ قسطا من الراحة..
ولج غرفته ورأى كل شيء كما هو الحقائب الموضوعة منذ الصباح الخاصة به وبها والذي تحمل ما يخصهم من ملابس إلى أشياء خاصة ولكن مع ذلك لم تضع مروة كل شيء يخصهم بها بل تركت بعض من ملابسها وملابسه.. تركت أشياء تخصهم على أمل الرجعة إلى هنا مرة أخرى..
لم يجدها في الغرفة
أو المرحاض أو الغرف الأخرى ولم ينادي عليها أيضا ولكن عندما تبين له أنها ليست متواجدة في المنزل
هبط قلبه ليستقر بين قدميه هلعا وخوفا عليها فمن الممكن أن يكون تمادى معها وهي على حق وهو لا يعلم بهذه الأمور..
أو يكون حاډثها أخاه! من الممكن أن يفعلها قد يكون قص عليها كل شيء وبعد ذلك تركته وذهبت!..
أو هناك غيره ما حدث عندما تركها هو وذهب إلى صديقته.. قلبه يؤلمه بشدة وعقله لا يستطيع التفكير فقط كل ما يفكر به ويتوقعه هو الأسوأ والأسوأ..
عاد مرة أخرى يدلف الغرف وهو ينادي باسمها بلهفة وخوف شديد أخرج هاتفه ليحادثها منه ولكنه وجد هاتفها على الفراش في الغرفة في الداخل فكر سريعا عليه الخروج لمعرفة أين ذهبت وهم على فعل ذلك.. ولكن نظر إلى باب الشرفة وهو يمر على غرفة الصالون ليجدها مغلقة كڈبا وليست حقيقة سريعا ذهب إلى الشرفة مقتحمها لتفزع وتقفز من مكانها پخوف يكاد يوقف قلبها..
نظرت إليه پخوف ثم تسلل إليها الشعور بالأمان عندما رأته هو وضعت يدها على قلبها الذي علت دقاته من الصدمة والأخرى أزالت دموع كثيرة على وجنتيها ويبدو أنها كانت تبكي..
تقدم منها سريعا أخذا إياها باحضانه بلهفة وقلق شديد ظهر عليه منذ أن دلف شدد على احتضانها بينما هي مدهوشة مما يحدث وما الذي جعله يتغير هكذا..
أبتعد عنها ثم نظر إليها بهدوء وعينيه يفيض منها الحنان الذي حاول أن يخفيه متحدثا بجدية
قاعدة ليه في البرد ده
أجابته بجدية هي الأخرى بعد أن أدارت وجهها الناحية الأخرى بعد أن رأت تقلباته قد عادت
بشم هوا
علم أنها كانت تبكي.. تبكي پقهر وضعف لينتابه هو الآخر الضعف الشديد الذي يشعره أنه عاجز عن فعل أي شيء إن كان حديث أو فعل..
عاد إلى الخلف وجعل حالة الجمود تعود مرة أخرى إليه بعد أن تأكد أنها بخير ومازالت معه وتحدث بجدية بعد أن تذكر ما حدث قبل ساعات
يلا ادخلي نامي علشان الطريق طويل
استمعت لحديثه دون أن تتفوه بحرف ولم يكن بها شيء واحد يستطيع أن يتحدث ويجادل ففعلت وبينما تخطي بقدميها إلى الداخل أكمل هو حديثه قائلا بجمود
وكمان لسه مشوار الدكتورة..
وقفت أمام باب الشرفة الذي كانت تتخطاه للداخل بعد أن استمعت إلى جملته فقد كانت تعتقد أنه لن يفعل ما قال ولكن هو يتحدث جديا.. إذا يفعل ما يشاء ويضع نفسه موضع السخرية..
أكملت طريقها إلى معنى كلمة الراحة بالنسبة له ولزوجته الآن هو عائد بعد أن طلبوا منه ذلك ويعلم أنهم سيتحدثون معه في كل شيء مر سوى أن كان اليوم أو غد أو بعد غد سيتحدثون لا محالة وقد علم هو ما الذي سيقوله وهذا سيكون آخر ما لديه وليفعلوا ما يحلوا لهم أن استطاعوا.. سيترك كل شيء لهم ويبتعد بزوجته بعد أن تعلم كل ما حدث.. عليها أن تعلم ذلك..
ولكن ليبتعد عن كل هذا.. هو الآن لا يدري كيف سيجعلها تلين له مرة أخرى فقد تخطى حدوده معها بكثير من المرات ولن يلومها في أي مرة لو تركته ولكن هو لا يستطيع دونها لقد تأكد من الطبيبة التي زارها معها لكي ېكذب حديثها
متابعة القراءة