رواية وتين (نبضات تائهة) بقلم الكاتبة ياسمين هجرسي
المحتويات
يطمئنها
اطمني هو ما بيحبش حد غيرك ولو طلع ليه امهات الأرض كلهم هيقول امي هي ابرار و بس
انا كان لازم اعمل كده عشان وتين تفوق وتفصل انه مش اخوها
وترجع تمارس حياتها وشغلها من جديد ياإما تشوف وش ابوها اللي مشفتهوش ودلوقتي ارتاحي يا ضي عيني
ابتسمت بحب وهتفت ربنا يريح قلبك يارب
تعالي نيمني وطبطبي عليا زي زمان
اعتذر علي التاخير لسباب خارج ارادتي
وتين
الحلقه 20
عندما يأتي الليل ويغطينا بعتمته الحنونة ويطغى علينا السكون يخلو كل بنفسه بعيدا يسافر الي لياليه
كانت ليلتهم ظالمه تشبه ليالي
الوحده والعڈاب والقهر كانت سمائها تمطر عليهم الهموم كما تمطر امطارها في ليالي الشتاء القاسيه
وظلت تقلب صفحاتها بۏجع كلما سقطت عيونها علي كلماته التي تحمل عشق لم تعرفه من قبل حتى القت بها علي الارض بعيدا عنها كما لو أنها ڼار ستحرقها
لو كانت استمرت في القراءه لرتاح قلبها وعرفت انها هي معشوقته التي يتحدث عنها
ولكن تهورها وغباؤها دائما يدفعها الى الخساره
واصدرت صرخه دوت في الفيلا وهزت جدرانها
وهبطت جلست بين متعلقاته تمرر أناملها عليهم بۏجع وحزن
اجتمع الجميع الاب والام والاخوات علي صوتها
والتفو حولها نظر يونس حوله وجد جميع متعلقات راكان ملقاه في الارض وهي جالسه تبكي
بس بعده عني وتخليه عننا وهو
عارف اننا كلنا متعلقين
احساس وحش اوي تفتكر عمل كده ودي مقدمه عشان يروح يعيش مع عائلته الجديده وينسى عيشتنا معقوله كل سنين عمرنا نسيها ولا انا لوحدي اللي مصدومه فيه ولا انتم كلكم مصډومين ذي
ونظرت لهم لكي تجد اجابه تريحها ليه ما حدش حاسس پالنار اللي في قلبي واشارت على موضع قلبها
على فكره مش هتلاقي حد يحبك قد راكان حتى اكثر مننا كلنا وابتسم والقى عليهم تحيه المساء وتركهم وغادر الغرفه انا كمان حاسس اني تايه في مولد كبير وبدور علي اخويا الكبير اللي كان ماسك ايدى
وفجاة سابني لوحدي ومش عارف اوصل ل طريق بيتي
بس هو سايب حمل ثقيل اوي في رقبتنا كلنا اخواته وامه
امك وابوكي واحنا كل واحد فينا لازم يكون امين علي التاني لحد ما يرجع
وانتي بالاخص لو رجع وشافك بالشكل دا هينهار
هو عمره ما استحمل عليكي الهوي فوقي لنفسك يا اختي انا هسيبك مع بابا و ماما هم اكيد محتاجين يقعده معاكي لوحدكم وتركها في حيره بين كلامه وكلام يونس اصبحت تائه اكثر
تقدم احمد عده خطوات وجلس على طرف الفراش واشار لها ان تتقدم منه استقامت واقتربت من والدها وجلست بجواره ونظرت له وهتفت نعم يا بابا
تحدث احمد وهو يشير الى الفوضى التي حدثت في الغرفه ممكن اعرف في ايه وليه عامله في نفسك كده وايه مشكلتك لما حد من اخواتك عايز يعيش بعيد عننا وبعدين دي سنه الحياه
ومش كل بنت اخوها اهتم بيها ورباها تبقى تتعلق بيه وتنسى صفات ابوها اللي ورثتها منه
انتي بنتي انا بنت احمد الشاذلي وفي النهايه انتي بنت العيله دى
اه اللي رباك راكان السيوفي واكثر حد في اخواتك انتي متعلقه بيه
عندما سمعت اسمه نسب الى عائله اخرى غيرهم اتسعت عيناه وفتحت فمها پصدمه وهتفت
ما اسموش راكان السيوفي اسمه راكان الشاذلي
انتفض والدها واستقام واقفا اللي بتقوليه ده اسمه جنان
تصرفاتك دي غير مقبوله
بصوت عالي وعصبيه مش اخوك ومش ابني
وخسارة تربيتي فيه العمر كله
بس تجاهلت كل دا بحجه ان ربيته صح
بس لو ما فقتيش لنفسك لا هتبقي بنتي ولا اعرفك وهتلاقي معامله مني في حياتك ما تتوقعيها
وابتعد عنها واشار الى ابرار التي تاكدت ان احمد لم ولن يسامحه
ولا يعطي الفرصه لاحد ان يدافع عنه امامه
لقد فقدت ابنها للمره الثانيه
قطع تفكيرها صوته وهو يحدثها بصيغه امر
فهمي بنتك اني اعصابي ما بقتش مستحمله قهر ولا دلع ولا خيبه امل في ولادي ثاني
انا خلاص قرفت منكم ومن الحياه ومن عمر اللي ضاع على ناس ما تستاهلش
وتركهم وغادر الغرفه وهو في قمه غضبه واغلق بابها پعنف مما جعلهم يفزعون من صدى صوته
إنهارت وتين واڼفجرت في البكاء وارتمت في احضان والدتها
وهتفت ليه بابا كره راكان هو ما يستاهلش ان بابا يزعل منه قوي كده
نظرت لها ابرار بحزن لنفس السبب اللي انت کرهتي راكان عشانه
زادت شهقات وتين عمري ما کرهت راكان هو بالنسبالي النفس اللي بتنفسه
تعرفي يا أمي انا ليه مليش أصحاب بسببه
كانت كل ما بنت من اصحابي تتغزل فيه او تعجب به اټجنن واټخانق معها وأقطع علاقتي بيها
بطلت اروح معاه النادي بسبب البنات واصحابك اللي ناقصين يجيبوا المأذون ويجوزوه بناتهم
ولما كنت بتجيبي له عروسه كنت بحس اني ھموت
كل ما احلم بالمواصفات اللي نفسي تكون في زوجي بلاقي نفسي بقف عنده ومتمناش غيره انه يكون زوجى مش اخويا
ابتسمت بوجعك يا امي كنت اوقات بحس اني بنت مش كويسه عشان اوقات بشوفه بنظره مختلفه
بس عمرى ما فهمت يعني ايه الاحساس دا
نظرت لها والدتها ابرار يعني بتحبيه وممكن تتجوزيه هو دا معني مشاعرك واحساسك
ضيقت وتين ما بين حجبيها ونفت باصرار وهتفت
مش للدرجه دي انا مشاعري طول عمرها مختلطه
دايما شايفه انه سندي واخوي ولازم طول الوقت يبقى
جنبي ولما بلاقيه بيقرب من اي بنت ببقى زي المجنونه ومش عايزه اخويا يبقى مع حد ثاني
وشوفتي لما سالي جات عاشت معانا كنت هتجنن قد ايه كنت متخيله اني ھڨتلها
ابتسمت ابرار بحزن يبقى ده حب مش اخوي زي ما بتقولي
جواكي حب اكبر من أنه حب اخوي وده كرم ربنا واعطاه لنا انه يزرع حبه في قلوبنا من غير ما يكون لنا اراده اننا نحبه
وهتكتشفي ده مع الوقت
ارتمت في حضڼ امها تبكي بحرقه وتهز رأسها بنفي مستحيل يا امي انا اكيد بحبه زي يونس ويعقوب
كانت ابرار تربت على ظهرها وهتفت سبيها لربنا وكله مع
الوقت هيبان
اوعي يا امي تكرهي راكان زي ما بابا كرهه انهمرت دموع ابرار عمري لا انا ولا ابوكي هنكره راكان بالاخص مهما عمل فينا
حبنا ليكم انتي ويونس ويعقوب ربنا اللي جبرنا عليه واصبح حب واجب علينا لان ربنا فرضكم علينا اولادنا
لكن راكان اخترنا اننا نحبه يعني حبنا له كان اكبر من حبنا ليكم لانه معاه قلوبكم انتم الثلاثة هو بقي ابني بإختيارى اللي ما اقدرش اعيش من غيره
اخذت نفس بعمق وهتفت لو سابنا وراح يعيش مع طنط كريمه واهله هتعملي ايه
ابتسمت ابتسامه مهزوزه والقلق يسيطر على ملامح وجهها
يبقى ساعتها تربيتي فيه خابت وحبي ليه ما كانش كفايه عشان اخليه يتمسك بيا
بس متاكده عمر ما راكان هيعمل فيا كده انا عارفه ان انا اللي في قلبه بعد اللي بيحبها
جففت وتين دموعها واقفه اللي بيحبها خليها تنفعه انا عن نفسي شلت راكان من حساباتي من النهارده برا حياتي مش هفضل افكر هيسيبنا ولا هيعيش معنا بيحب مين ولا هيتجوز امته ولا اللي بيحبها شكلها ايه وهيحبها اكتر مني ولا ايه اللي ناوى يعمله ومن النهارده هو برا حياتي
ضيقت ابرار ما بين حاجبها بسبب التحول الذي حدث لها عندما ذكرت انه يرتبط بغيرها
هتفت بسخريه بتقولي مش بحبه ربنا يعينا على الأيام الجايه هتبقي صعبه على الكل وتركتها وغادرت الغرفه
انهمرت دموعها و وقفت تنظر وتين حولها حتى تعلقت نظرتها بملابسه التي كان يرتديها قبل ان يتركهم انحنت واخذتها وغادرت الغرفه وضمتها وغفت وهي
تبكي على قرارها الذي اخذته
كانت الاجواء
متابعة القراءة