رواية وتين (نبضات تائهة) بقلم الكاتبة ياسمين هجرسي
المحتويات
القضية
واشاره له بئصباعه في وجه والده وأكمل بإتهام
انت سبب كل مشاكل حياتي
وأنت عارف ان كل اللي حصل بسبب أنك كبير الكفر السيوفي ومكتفتش بخساره ابنك الكبير
قولت أقتل جلال بالحياه ما هو لسه صغير أصبح كل همك ازاي تطلعني صوره ثانيه من محمود اللي أتقتل بسببك
قولت تريح ضميرك وتعمل مني مسخ من محمودوانا رضيت عشان رضاك من رضا ربنا عليا
لو اللي بيني وبينكم كريمه وبناتها خليهم لك انا متنازل عليهم لأنهم معرفوش قيمه ابوهم ولا هي الزوجه اللي كانت تستحق العيشه دى انا عكسهم رغم كل اللي عملته فيا موقفتش في وشك بس هم وقفه في وشي يبقوا ولاد جاحدين خساره فيهم عيشتي
ومش كده وبس ولا يلزمني عشتك ولا املاكك ولا فلوسك ولا منصبك ولا يلزمني حتى ابني اللي لسه ما اعترفتش به
كان الجميع ينظرون الي بعضهم في حاله زهول مما كان يحكيه جلال ومن قراره الذي سيهدم احلامهم فاق الجميع علي صوت قاسم وهو يهتف
في فيديو ابنك راكان بعته في رساله لكل واحد فيكم وشرطه الوحيد ان الكل يسمع اللي فيه
سمعه جلال وهو يعطيه ظهره والفضول داخله يصارعه لكي يعرف ما يريده ابنه وبين كرامته التي ترفض الخضوع استدار وهتف
وانا مش عايز اسمع حاجه ولا يهمني اصلا ابني اللي ساب الدنيا وهرب زى الجبان وخطي عده خطوات بتجاه الباب
نظره لها پغضب اراد ان يتكلم وجدها تنظر له بتحذير اقترب وجلس على اقرب مقعد و وضع قدم فوقه الأخرى وهتف
أتفضلوا ياريت نخلص من الفيلم الهندي الهابط ده ما
رساله راكان
كان راكان يتحدث والدموع متحجره في عينه وعروق وجهه بارزه من شده انفعاله وغضبە واشتیاقە لهم وتحدث وصوته مخټنق بالبكاء
وهتف
كلكم وحشتوني أوي أنا عارف انكم زعلانين مني وعارف انكم صعب تسامحوني علي اللي عملتە
بس متاكد بردو انكم عارفين أن اللي حصل معايا كان اكبر مني وانتم اكتر ناس عارفين يعني ايه حياتي تنقلب فجأه وتتهد علي رأسي واني ابعد عن اكتر ناس حبتها في حياتي
العيله اللي ربتني وكبرتني طلعت مش اهلي والمفروض انفصل عنهم بعد العمر اللي عيشته معاهم وليهم فضل كبير عليا
والعيله اللي هم أهلي ظهروا واكيد محتاجين يعوضوني واعوضهم عن فراقهم العمر دا كل ومنتظرين مني اطير من الفرح اكيد كان نفسي اعمل دا بس انا ضايع ومش عارف اعمل ايه
المفروض اني اكون
معاكم انتم الاتنين مع العيله اللي فضلها كبير عليا والعيله المفروض تكون هي صاحبت الفضل دا
بس مش قادر اختار بينكم انا المۏت اهون عليا من الاختيار بينكم
أخواتي كسرين ضهري يونس ويعقوب وصبا وصفا
انا عارف اني حرمتكم مني بس عشان خاطر ربنا متزعلوش عايز شويه وقت هي فتره مؤقته وهنتلم مع بعض وانا عارف انكم قد المسوولية اللي سبتهلكم كل واحد فيكم هياخد باله من امهاتي وابهاتي لحد ما ارجع
وانتم يا شباب الشاذلي يونس ويعقوب انتم عيني ووداني في كل مكان واكيد انتم فهمنيى كويس وهعرف انكم فهمتنوني لما تعملوا اللي انا عايزه
كان يسمعونه وهم ينظرون الي بعضهم نظره يعملم مغزها الاخر انه لحمل ثقل ترقه علي اكتافهم
وبشكرك يا جدي محمد السيوفي اللي كنت اتمني اني اوطي ابوس رجلك علي كل اللي عرفته انك عملته مع امي بس انت اكتر واحد هتسامحني
كان يسمعه جده وهو يحدث نفسه ليه حفيدي الغالي تحرمني منك من قبل ما أشبع منك انتظرتك عمري كله وفي الآخر سبتني ومشيت من غير ما اخدك في حضڼي ليه يا اغلا من ابوك تعمل فياكده
جدتي الحنونه فردوس انا بشكرك علي كل اللي عملته مع أمي العمر دا كله
واخدك حق اخواتي وحفاظك علي كرامتهم والاهم من دا كله انك صونتى كرامه امي بعد رفض جلال باشا السيوفي ليها
كانت تسمعه وقلبها ينقطع علي فراقه وتحدث نفسها شكر ايه يا خايب اللي بتتكلم عليه دانا عشان خاطر ابوك اعمل اي حاجه وكل حاجه دانتم الغالين ولاد الغالين
وأنكم اشتريتوا الفيلا جامب فيلا والدي احمد الشاذلي كده هبقي مطمن علي امي كريمه
ونور عيوني صبا وصفا وان شاء الله نجتمع علي خير انا سافرت بره البلد لحد معرف انا هعمل ايه وانا اتنازلت عن كل ما املك في عائله الشاذلي او في عائله السيوفي ومعاكم توكيل بحريه التصرف في كل شئ يخصني يعني من الاخر اتنازلت عن نفسي ليكم بالاسمين ولحد ما استجمع نفسي واسترد روحي هرجع ليكم
كانت صبا وصفا يسمعون كلامه وكل منهم تشعر بخيبه أمل لا يعرفون لماذا ابتعد وهم في أشد الحاجه اليه
زياد يونس ويعقوب الجميع مسؤلين منكم قدامي وتين اخواتي صبا وصفا مسؤليتك لحد ما ارجع انتي بالنسبالهم مكاني وخلي بالك من نفسك وانتظريني من وقت لتاني هكلمك
امي ابرار حبيبتي الغاليه خلي بالك من نبض قلبي امي كريمه في امانتك لحد ما ارجع وسامحوني انتم الاتنين خيبت املكم فيا بس ان شاء الله الامور كلها هترجع وهتبقي احسن من
الاول لما نجتمع مع بعض ولحد ما ارجع عايزكم تدعولي براحه القلب
بابا احمد معالي المستشار مش عايز حضرتك تزعل مني انت عارف ان احنا اصحاب قبل ما نكون اب وابنه وعارف انك انت اكثر واحد هتكون زعلان مني
بس اللي عارفه برده ان هفضل صاحبك وابنك وكاتم أسرارك
فرت دمعه من عيونه هو يشعر أن تربيته خابت في ابنه هو كان سنده وابنه وصديقه ولاكن خابت تربيته
والدى جلال السيوفي أنا مش عارف سبب قسوتك على امي واخواتي يمكن كل اللي حصل في حياتك كان صعب عليك او انك ما قدرتش تستحمل الظروف اللي مفكر انها انقرضت عليك بس اللي حابب اقوله لحضرتك ان شاء الله لما ارجع مش هسمح لحضرتك تهين امي ثاني او ينزل دمعه من عيونها بسببك
اونكل قاسم وطنط شغف انا عارف انكم هتخلوا بالكم منهم وبالذات طنط شغف مش هاوصيك على صبا و ورد انا عرفت ان هم اشتغلوا عندك في المستشفى ارجوكي خلي بالك منهم اهلي هم روحي يا انكل قاسم انا بعدت وعارف أن في ضهرى رجاله
وفرت دموعه وصمت لثواني وهتف
استودعكم الله الذي لا تضع ودائعه
هبطت رساله راكان على مسامعهم كالصاعقه مزقتهم الى اشلاء ونشرت مشاعرهم وعواطفهم بين طيات المجهول
استقام جلال وقطع هذا الصمت بكلماته المسمومه وهتف ما كنتش متوقع منه اكثر من كده فاشل زى أمه أفلامه كلها هابطه اتبسط يا حاج انت والحجه وكريمه انا اتنازلت لكم كمان عن الابن ومن النهارده مليش أهل ولا ولاد ولا اصدقاء ولا حتي انت يا
قاسم يا اللي كنت بعتبرك اخويا ونظر لهم بسخريه وغادر المكان
كان الجميع تائه في حديث راكان كانت رساله عباره عن خناجر مسمومه تمزق قلوبهم ولا يعرف احد ما أصابه هل يفرح لأنه اطمئن على راكان ام يحزن لفراقه
بعد خروج جلال هتفت فهيمه بصوت عالي والڠضب يسيطر على ملامحها اقتربت من والدتها ووالدها وتحدثت
ليه عايزين تظلموا جلال علشان دي واشارت الى كريمة بسخريه وبناتها امال لو كانت بنت اصول كنتم عملتوا ايه مع ابنكم كنتم قټلتوه قاعدين وعاجبكم انها ترد عليه ببجاحه هي وبناتها قولالات الادب زيها انا مش هسمحلهم
واقتربت منهم وهتفت بتوعد اسمعي يا كريمة بقولها لك قدام الكل اللي اتحنحنتي عليهم عشان تعوضي النقص اللي عندك وتعمليهم عيلتك لأن اللي زيك ما لهاش لا اصل ولا فصل ولا عزوه ولا عيله وانا اللي هربيها واعرفك ايه اللي يكسر الست
وامسكت ضفيره شعرها وهي تلفه في الهواء وتضحك بسخريه تريد قهر كريمة
ما يبقاش على حرمه الا ما جوزته بدل المره ثلاثه واخليه يسيبك كده زي البيت الوقف لا تطولي سما ولا تطولي أرض وانا هاعرفك مين هي فهيمه محمد السيوفي
واشارت الى والدتها وانت من النهارده مش محمود ابنك بس اللي ماټ لا انا كمان وجلال اعتبرونا مش موجودين وكفايه عليكم كريمة و ولادها
كان الجميع يسمعها بزهول ارادت صفا ان تقطع لسان عمتها التي وبخت والدتها به وقللت من شانها امام الجميع ولكن تراجعت عندما نظرت لها والدتها ان تصمت
اقتربت ابرار من فهيمه ممكن يا مدام فهيمه تهدي والتفاهم ما بيبقاش بالشكل ده اتفضلي حضرتك استريحي
اقتربت منها فهيمه وهي تضحك بسخريه وترفع حاجبها باستهزاء وهتفت ما عادش الا انت يا بندريه اللي هتعلمني ازاي اتكلم
وتلاشت ابتسامتها وتحولت النظرات الى حقد قاټل واكملت حديثها اللازع والمسمۏم للجميع
انت تقفي ساكته وما تتكلميش زيك زي غيرك في مكان فاضي هناك في الصف يا شاطره روحي اقفي جنب كريمه ولا مفكره تكسبي بونت على حسابي فوقي انتي مش عارفه انا مين انتي طيبه جوى
اقتربت منها وتين وهتفت بصوت عالي انا ساكته من البدايه لكن هتتجوزي حدودك مع امي اقسم بالله احسب ربنا ما خلقك واللي مسكتني عليكي هو جدى وتيتا و بعيدين احمدي ربنا ان في بيني وبينك ناس تشفع لك عندي على اللي انت عملتيه ده لكنت قطعت ايدك ولسانك
وحسبت ربنا ما خلقك
اقتربت منهم ورده وهتفت انا اسفه يا وتين وبعتذر لحضرتك يا طنط ابرار هي ماما عصبيه ولما بتتنرفز ما بتعرفش هي بتقول ايه وانهمرت في البكاء ودموعها على وجنتيها كشلال انفجره ولم يتوقف عن تدفق مياهه بشده
اقتربت منها والدتها فهيمه خطوتين وامسكت شعرها وجذابتها بقوه منهم وهتفت
بقى ما ما عادش غيرك انت يا بنت ابوكي اللي تقولي علي ما بعرفش اتكلم مهما اربيكى واصرف عليكى برده اصلك الواطي هو اللي بينضح في الاخر هتعشي وټموتي زى ابوكي
كان الجميع يريد ان يتدخل لكي ينقذ ورد من بين مخالب والدتها فهى خرجت عن السيطره وستفتك بابنتها الضعيفه التى لا حول ولا قوة لها
ولكن كانت نظرات الحاج محمد تجعلهم يتراجعون ويقفوا صامتون هو و والدتها يريدون ان تخرج كل ما
متابعة القراءة