رواية خان غانم بقلم سوما العربي
المحتويات
هتهربي من الكلام زي كل مره أقفي عندك يا بنت أنا لسه ما خلصتش ك.....
صمتت پصدمة و هي تجد حلا قد فتحت الباب لتخرج لكن صدمت
بعزام يقف على الباب يرتدي بذلة سوداء و بيده باقة ورد و لجواره تقف والدته و فتاة نحيفة كل منهما ينظران لها بنزق من أسفل لأعلى بينما عزام يبتسم بإتساع مرددا صباح الخير.
لتقف حلا مبهوته هي و والدتها لا تعلم كل منهما كيفية التصرف في وضع كهذا .
فتح جميل الباب و دلف للداخل يلقي بصحن صغير لعادل الذي يجلس أرضا به قطعه من الجبن و كسرة خبز ثم ردد خد إطفح .
نظر له عادل پقهر و ردد هتفضل حابسني هنا لحد امتى
جميل لحد ما تفتح مخك معايا و تقولي مكان الفلوس فين و أنا هشوفك بمبلغ حلو أكبر حتى من إلي كانت البت الشمال دي هتديهولك .
جميل لأ شهم ياض خلاص خليك مرمي هنا .
فهتف عادل بغيظ طب و أخرتها هتستفيد إيه برميتي هنا.
إلتف له جميل و قال بص بس عشان نجيب من الآخر انسى إنك تخرج من هنا غير لما أخد كل الفلوس إلي أخدتها .
نظر له عادل بحاجب مرفوع و قال بلاش تحسسني إنك خاېف على البيه أوي كده عيب ده انا شوفت كل الحسابات الملعوب فيها يعني أنزل من على المسرح بقا .
عادل يا سلام أما إنك صاحب مبدأ بصحيح بس شوف لما اقولك أنا عيل شمال و اعمل كل حاجه غلط بس إلا أكل فلوس الولايا و الفلوس دي حق حلا و ماحدش يطول منها مليم واحد خليك جدع و أعمل حاجة واحدة صح و خرجني من هنا .
ضحك عليك و فهمك إني جدع خليك هنا بقا لما تدود و خلي شهامتك تنفعك يا شهم .
ثم صدحت ضحكاته ساخرة متقطعة حتى خرج من المكان كله و ترك عادل يخبط رأسه في الخائط خلفه يسأل الله الخلاص.
في المشفى
كانت اصوات صړاخ سلوى التي أستيقظت و أدركت ما حدث تملئ الفضاء من حول المستشفى كلها .
وقف بجوارها غانم يحاول تهدئتها و هي تصرخ فيه دفنته يا غانم المره دي مش زي كل مره مش شوية ډم و نزلوا ... المره دي اتسمى و أتكفن و أتدفن المره دي لحم و ډم دفنته فين يا غانم .
بصعوبة بالغة منع غانم دموعه و قال بصوت موجوع جنب أبويا و جدي .
فصدح صړاخ سلوى يشق حنجرتها و يشق المكان أاااااااااااه .
يشعر بالوحدة في أكثر اللحظات التي قد يحتاج فيها أي إنسان للمساندة و الدعم لطالما كان وحيدا و تأقلم على ذلك الوضع لكنه الآن في أمس الحاجة للدعم النفسي من أحدهم سلوى معها كل عائلتها حتى أبناء و بنات عماتها و خالاتها .. كل الأقارب من ناحية الأب و الأم.. كلهم معها حتى أثناء نومها إلا هو... وحيد تماما لا يوجد من يقف لجواره هو لا أحد له تقريبا.
و هنا كان يجب أن يتذكرها وجد نفسه لا يتذكرها بحنان بل بوعيد فهو في حاجه شديدة لها و هي ليست موجودة.
و بلحظة ضعف أشعل سيارته و هو يمسح دموعه و قد قرر الذهاب لها ليجد على الأقل من يلقي بنفسه بين ذراعيها يشكيه همه يشعر أنها الوحيدة التي قد يظهر ضعفه و يعري روحه بين أحضانها.
في نفس
الوقت... ببيت حلا .
جلست لجوار والدتها تتمسك بها بشئ من الخۏف من نظرات والدة عزام و شقيقته و هما ينظرون لها بترفع تام فقالت سميحه أحممم منورانا ماتأخذوناش البيت مش أد المقام.
لتجيب والدة عزام ماهو باين .
نظر لها عزام بلوم ثم أبتسم لسميحة و قال ما تقوليش كده يا طنط أنا بقول ندخل في الموضوع على طول... أحممم أنا كنت جاي طالب أيد حلا من حضرتك و قولت كمان أجيب أمي و أختي الوحيدة عشان الأسرتين يتعرفوا على بعض و إن شاء الله يحصل قبول.
زمت سميحة شفتيها بتردد لا تعرف كيف ستحرجه و هي على يقين تام بمشاعر أبنتها لكنها لم تود چرح كرامته و كبرياءه و قبلما تتحدث قالت والدة عزام بنزق بلاش تحرجهم يا حبيبي و بلاش إنت كمان تتسرع .
بهت وجه سميحة و هي تجد عزام عاجز عن الرد على كلام والدته ذو المعاني المتعددة و قالت إيه يتسرع
فقالت شقيقته و هي تتحدث بالعين و الحاجب كما يقال أيوه بعد ما جينا و شوفنا الحال ده شكلكم يعني ما تأخدنيش على أد حالكم .
أكملت تباعا والدتها كمان سمعت من الست جارتكم و هي بتطلع الزباله سألتها كده طياري يعني عنكم قالت أنكم جايين من بلدكم مابقالكوش كتير و لا حدش يعرف لكم أصل من فصل ولا قرايب .
هتف عزام أمي.
فقالت والدته الاه مش بقول الحقيقه هو انا بتبلى عليهم.
نظر عزام لسميحة و قال حقك عليا أنا يا طنط انا بقول نقرا الفاتحه دلوقتي و...
لكن وقفت سميحة و قالت بحسم لا فاتحة و لا غيرو خد أمك و أختك يا أبني و اتكل على الله.
في نفس الوقت دق جرس الباب و ذهبت حلا تفتحه لتصدم و هي ترى غانم هو من كان يدق الباب و الماثل أمامها.
و كذلك صدم غانم و هو يرى عزام يجلس في وسط
صالة بيتهم يرتدي بذلة جديدة و معه باقة ورد و أسرته في مشهد لا يوجد له الإ تفسير واحد.......
الفصل السابع عشر
وقف مبهوت بل مصډوم ....
مصډوم ماذا ! لقد شق قلبة لشطرين الآن و هو يرى من بات يراه غريمه يجلس في صالة بيتها مع أسرته و بيده باقة ورد .
باقة ورد باااقة ورد
رمش بأهدابه عدة مرات و نظر لها يردد متسائلا ايه ده إيه إلي بيحصل ده
لم يسعفها عقلها على الرد فقد تفاجئت بوجوده لم تتوقع أن يأتي رغم تمنيها ذلك.
فأقترب منها يقبض على لحم ذراعها كعادته و ردد متسائلا بصوت منهك القوى ردي عليا إيه إلي بيحصل هنا ده
لم تستطع الرد مجددا فجاء الرد من عزام الذي وقف و تقدم لعندهم يحاول إنتشالها من قبضته و ردد كل خير يا باشا زي ما أنت شايف كده .
كان غانم مازال يقبض على ذراعها و عزام يحاول إبعاده.
أرخى غانم قبضته عن ذراع حلا رويدا رويدا مصډومبل موجوع قلبه يود البكاء ولا يقدر عليه.
اليوم تجمعت عليه الدنيا تدير لها ظهره من جاء كي يلقي بنفسه بين ذراعيها طعنت فؤاده في مقټل.
أبتعد للخلف يردد بتتخطبوا
وضعت حلا عيناها أرضا و كأنها أجرمت في حقه بينما نظر له عزام بإنتصار و قال أيوه يا باشا.
فرفع غانم رأسه عاليا أكثر و أكثر ثم قال من أنفه بشموخ مبروك ألف مبروك .
ثم غادر......غادر سريعا يستقل سيارته و هو مازال متحكم بقناع القوة و الجلد.
ظل يقود و يقود و يقود حتى وقف على طريق لا يعرف أين هو لكن كان خالي لجوار قضبان السكك الحديدية.
ترجل من سيارته و وقف في وسط الطريق الخالي تماما بوجهه المحمر و فجأة صړخ أاااااااااااااااااااه
قالها بصوت شق عنان السماء و جرج أحباله الصوتيه على ما يبدو أنه يوم الفقد العالمي .
لقد فقد كل شيء حرفيا كل شئ
اليوم طفله حلمه بأسرة سعيدة و كذلك حبيبته .
تخطب لغيره تفضله عليه رغم إعترافه بحبه لها و رغم قلبه الذي قدمه لها على صحن من ذهب .
خارت قواه التي يتلبسها أمام الجميع و نزل على ركبتيه يبكي ... ذلك البكاء الذي أنتوى أن يبكيه في أحضانها و هي ضنت عليه به .
و ظل على ذاك الحال مدة طويله .. طويلة جدا.
أما في بيت حلا.
وقفت حلا تشعر بنصل حاد في قلبها ألم غير مبرر مطلقا و ألتفت تنظر لعزام الذي استوحش صوته يسأل إيه إلي جايبه هنا
نظرت له بإستنكار تردد ما أعرفش أبقى أسأله هو و لا ما قدرتش.
استعرت عيناه پغضب و ردد بصوت غاضب قصدك إيه
كادت أن تجيبه لولا صوت سميحة التي وقفت تردد بحسم صوتك مايعلاش على بنتي أتفضل خد أهلك و مع السلامة ماعندناش بنات للجواز .
أتسعت عينا عزام و قال بإستنكار يعني أيه و إيه إلي جد
سميحة و هي تشيح بيديها غاضبه هو إيه إلي أي إلي جد مين قال أصلا أننا راضيين
فهتفت والدة عزام بصوت رقيع نعم نعم ! و أنتو تطولوا قال رضينا بالهم و الهم مش راضي بينا ... ده إحنا مالقناش حد نسأله عنكم و لا أصل أو عيلة نرجع لها و نسأل عنها .
صړخت فيها حلا إنتي يا ست أنتي أتكلمي بأدب واحترامي نفسك أنا مش مسكتني عليكي غير إنك من سن أمي... لأ أمي إيه ده أنتي من سن جدتي
فهتف عزام پحده حلاااااااااااا أتكلمي مع أمي كويس دي أمي.
حلا طب يالا ياحبيبي خد أمك و أتكل على الله ورينا عرض كتافك .
لكزته في يده بعدائية تزيحه ليتحرك فقال إنتي أتهبلتي و لا أيه هتزوقيني !
تحركت حلا و بدأت تدفع والدته و شقيقته مرددة أه بزوقك أنا ساكته لكم من الصبح أمك تمصمص شفايفها و أختك تتألط
أوي و الي تقول اصلكوا و عيلتكوا إسم الله يا سليل محمد علي باشا يالا برا بيتك بيتك خد الوليه الكوهنة و أختك الحرباية دي و امشوا من هنا.
أسرعت والدة عزام تلتقط من على طاولة الصالون علبة الحلوى و باقة الورد و هي تسب و ټلعن حلا و أمها مغادرة و حلا تغلق من خلفهم الباب و هي تطبق عيناها بتعب
____________
وصل غانم للمصنع و على وجهه أمارات التعب المغلف بالقسۏة و الجلد ترجل من سيارته بعدما أخذ كامل وقته في إستعادة جمود شخصيته .
و خطى للداخل خطوات واسعه ينتوى الإستفاقه لعمله .
لكنه وجد بعض من
متابعة القراءة