رواية فِّيِّ هِوِيِّدِ آلَلَيِّلَ بقلم لَوِلَآ نِوِر
المحتويات
يوم في عمره يوم ميلاد روحه ومليكه قلبه الذي هو ايضا يوم مولده فأراد ان يوثق ويخلد ذلك التاريخ باجمل ذكري تجمعهم سويا يوم زفافهم !!
يقف امام المرآه في جناحه الخاص باكبر فنادق البلد والذي سيقام فيه حفل الزفاف يرتدي رابطه عنقه الصغيره المعقوده علي شكل انشوطه ثم صفف شعره الحليق للخلف وارتدي جاكيت بدلته السوداء التوكسيدو وساعه معصمه الكبيره ثم نثر عطره الرجولي المميز ...
استدار بجسده وفتح زراعيه في حركه استعراضيه متحدثا الي جدته ايه رايك يا ماټي حلو
اقتربت منه ماټي والعبرات تلمع داخل مقلتيها ورفعت كفوفها تحيط يه وجنتيه قمر يا قلب ماټي ربنا يحفظك ويحميكي من العين الحمد الله اني عشت لليوم اللي اشوفك فيه وانتي عريس وبتتجوز الانسان الوحيد اللي حبيته وقلبك اختاره وكده اكون حافظت علي الامانه يعني لو حصل لي حاجه هكون مرتاح ومطمن عليكي ...
ثم مسح دمعه طفرت من جانب عينه هاتفا بمزاح بلاش كآبه بقي انا مش واخد عليكي كده ويالا تعالي علشان نروح نشوف مسك زمانها خلصت !!!
اعترضت ماټي طريقه وتابعت بصرامه خاليكي هنا مش حلو عريس شوف عروسته وهي لسه مش جهزت انا هروح اشوفها وارجع لك مش تتحركي من هنا واياكي تيجي ورايا...
وضعت ماټي يدها علي يد ليلي التي كانت دموعها تسيل علي وجنتيها بالرغم من
الابتسامه الواسعه التي تزين وجهها الرقيق وهتفت ماټي وهي تضعط علي كف يدها ما شاء الله ليلي مسك زي القمر ربنا يحميه ..
وعل ذكر ليل تحدثت ماټي بمشاغبه ليل الله يكون في عونه هيعمل ايه لما يشوف الجمال ده كله قدامه اذا كان هو مش علي بعضه وعاوز يدخل لها باي شكل ..
احمرت وجنتي مسك بشده وهتفت بتوتر لا والنبي يا ماټي متخاليهوش يجي دلوقتي خالص انا خاېفه..
........................................
فتح باب الجناح وقبل ان يخطي خطوه وجد
نورسين تقف امامه !!!
نورسين !!!!
زيفت نورسين ابتسامه واسعه علي شفتيها المصبوغه باحمر شفاه قاني وهتفت الف مبروك يا ليل ...
ثم دلفت الي الداخل ووقفت وسط الجناح وتابعتانا عاوزه اعتذر لك عن اللي حصل بينا اخر مره وعاوزه نفتح صفحه جديده مع بعض .
كان ليل لايزال يوليها ظهره وما ان انتهت من حديثها حتي استدار اليها بكليته وظل واقفا مكانه يطالعها بنظرات جامده لفتره وكانه يحاول سبر اغوارها مما جعلها تهتف بتوتر ايه انت لسه زعلان مني ولا مش قابل اسفي ..
تحدث ليل اخيرا بهدوء لا ده ولا ده بس بصراحه مستغرب....
اقتربت منه نورسين وهتفت بدهاء ولا تستغرب ولا حاجه انت عندك حق مشاعري تخصني انت مالكش ذنب فيها وانا مبسوطه علشان انت مبسوط واختارت اللي قلبك حبها وبتمني لك تلاقي سعادتك معاها ...
بس مش عاوزه علاقتنا تتاثر ونبعد عن بعض انتي عارف انت اقرب حد ليا وعاوزاك كمان تساعدني ان انا ومسك نقرب من بعض اصل انا حاسه كده انها مش بتستلطفني!!!
هتف ليل بلباقه عادي يا نورسين انا اصلا الموضوع مش في دماغي وانتي بالنسبه لي زي ما انتي اختي وشريكتي وكل اللي يهمني ان انتي ومسك تكون علاقتكوا كويسه وطبيعيه ...
قطع حديثهم دخول جودت الجناح كويس اني لحقتك يا ليل قبل الفرح ما يبدأ عاوزك في كلمتين علي انفراد ....
نظر له ليل بجمود ولم يرد فهتفت نورسين بابتسامه متكلفه هسيبكم انا بقي وانزل استناكم تحت مبروك مره تانيه يا ليل ...
ثم غمزت بطرف عينها لجودت تعني ان كل شيء علي مايرام كما اتفقوا !!!
اغلق جودت الباب خلفها ثم تقدم من ليل ومن دون مقدمات ضم ليل في عناق قوي حقيقي بادله اياه ليل علي مضض!!!
تحدث جودت بعدما اخرج ليل من احضانه الف مبروك يا حبيبي انا انهارده اسعد واحد في الدنيا دي كلها نفس سعادتي يوم ما اتخرجت واستلمت مكانك في رئاسة الشركه ...
هتف ليل مصححا مكاني في الشركه انا عملته بنفسي مجاليش علي طبق من فضه زي ناس كتير ...
بهتت ملامح جودت وابتلع رمقه وقد فهم مغذي حديثه طبعا يا حبيبي دي شركتك في الاساس انا بس خاني التعبير ..
المهم انا عاوز اصلح سوء التفاهم اللي حصل بينا اخر مره وعاوز اقولك اني معنديش اي تحفظات علي جوازك من مسك واوعدك اني هعاملها زي بنتي ووالدتها ماليش اي علاقه بيها حتي بعدك عني وسكنك في بيت تاني رغم اني مش عارفزهتحمله ازاي بس كل ده يهون علشان خاطرك والمهم انك تكون مبسوط ومرتاح ...
ضحك ليل بخفه وتابع واضح انهارده ان يوم الاعتذار العالمي ده انت ولا ما تكون متفق مع نورسين !!!
تلوت معدت جودت من القلق ظنا منه ان ليل يعلم ما يدور من خلفه وتابع نورسين !!! وانا مالي ومالها...هو في حاجه بينكم انا معرفهاش
تحدث ليل پغضب طفيف يعني مش عارف اللي اعرفه ان سرك مع نورسين وابوها وشغلك كمان !!
مسح جودت حبات العرق التي لمعت علي جبينه وتابع قصدك شغلنا هو انا اللي هقولك انهم شركاء معانا ولا ايه....
ضحك ليل بسخريه ما هو علشان شغلنا انا عارف تفاصيله كويس وعارف كمان ان مفيش حاجه تستدعي انك تسافر كل المده دي وفي الوقت ده ولحد دلوقتي ما اتعرفتش علي مراتي اللي هتبقي
زي بنتك زي ما بتقول الا شغلك معاهم !!!
ثم نظر اليه بقوه متحدثا بثقه اوعي تكون فاكر اني مش عارف شغلك اللي مع محسن العتال ابونورسين
شغلك اللي فاكر ان محدش يعرف عنه حاجه بس انا بقي عارف كويس صفقات السلاح اللي بتم من ورا الستار ده غير النايب كلاب بتاعك!!....
شحب وجه جودت حتي حاكي شحوب الامۏات وقد تاكد ان ليل علي درايه كامله بشغله المشپوه ليل انت عرفت الكلام ده منين...
تحرك ليل من امامه ووقف امام المرآه يهندم ملابسه وتابع ده انا تربيتك يا عمي عيب تسال سؤال زي ده ...
ثم استدار اليه وهتف متوعدا انا سكت بس لما اتاكدت ان شغلك معاه بعيد عن شغل المجموعه وشغلي ومش انا اللي اعض الايد اللي اتمدت لي ومراعي انك عمي وانك اللي ربتني علشان كده مبلغتش عنك .....
والصفقه الاخيره اللي بيني وبين شركه نورسين هتكون اخر صفقه وهفض الشركه معاها انا ما يشرفنيش ان بنت واحد مشپوه زي محسن العتال تكون شريكتي واسمي يتلط بسببها ...
وعلشان كده انا هديك فرصه تراجع فيها نفسك وتختار يا تكمل في شغلك مع نورسين وابوها يا تكمل معايا....
تحدث جودت بوجوم قلق يعني ايه الكلام ده
اجابه ليل وهو ينثر عطره الثمين علي بدلته بغزازه يعني اللي فهمته وسمعته انا بديك فرصه اخيره تنضف بيها نفسك لان محسن العتال ريحته فاحت بزياده واسمه نزل علي قوائم ترقب الوصول في كل المطارات والمواني فياريت تلحق نفسك اما بقي لو مصمم تكمل في الطريق ده يبقي انتي من طريق وانا من طريق ...
عن اذنك بقي علشان اتاخرت علي مسك .. عروستي...
ثم توفف وتابع محذرا مسك وحماتي ياريت تكون بعيد عنهم وده علشانك مش علشانهم .!!!!
ورحل ليل وترك جودت يغلي كمرجل من ڼار وشعر اليوم انه خسر ليل وللابد !!!!!
...............................................
وقف ليل وسط حديقه الفندق الكبيره والتي تزينت وتألقت لاستقبال واحد من اكبر حفلات الزفاف في البلد فقد كانت رغبه مسك ان تقيم حفل زفافها في النهار وسط الازهار والورود والطبيعه الساحره وها هو ليل قد وفي بوعده معها وحقق لها اولي احلامها!!!
زفر بنفاذ صبر فقد تاخرت كثيرا عليه وهو اشتاق اليها والي تلك اللحظه التي طالما حلم بها وهي ترتدي له الفستان الابيض ...
وكانها شعرت به وبحالته فقد ارتفعت اصوات
موسيقي الدبكه اللبناني وظهرت اميرته الساحره الفاتنه بفستان زفافها الملكي الاسطوري والذي اختاره لها ما ان وقعت عينه عليه ...
خفق قلبه بحنون داخل صدره بقوه آلمته عندما وجدها تتقدم نحوه تتهادي في خطواتها علي استحياء...
تحركت قدماه وسار نحوها مفتونا بها وبحمالها غير قادرا علي ازاحه نظراته من عليها كانت ساحره وفاتنه كاميره خرجت له من احدي قصص الروايات الخياليه !!
ومسك لم تكن افضل حالا منه فقد كان قلبها يرتجف يجنون داخل صدرها حبست انفاسها ما ان رآته قادما نحوها يشع رجوله ووسامه ...
تعلقت نظراتهم معا في حوار طويل كان ابلغ من اي تعبير حتي وقفوا متقابلين اخيرا...
بجسد مرتجف من شده التأثر اقترب منها ليل وطبع قبله مطوله علي جبينها حبست معها مسك انفاسها من شده التأثر والخجل ...
هتف ليل بهمس عاشق وعينيه تلتهم ملامحها التهاما طالعه زي القمر مبروك عليا انتي ...
وقبلها من وجنتيها الحمراء الملتهبه من شده الخجل ..
هتفت مسك بهمس متحشرج وانت
كمان زي القمر ..
تنحنح ليل يجلي حنجرته ثم اخرج من جيب جاكيته علبه مخمليه تحوي علي خاتم زفاف من الالماس وله ماسه فيروزيه اللون تشبه لون عيونها..
ركع علي ركبتيه امامها ورفع لها الخاتم متحدثا بعشق تقبلي تكملي اللي باقي من عمرك معايا وليا .
ضحكت مسك علي جنون عشقه لها واجابته عمري اللي جاي واللي فات عيشته ليك وعلشانك يا ليلي....
وقف علي قدميه واخرج الخاتم من العلبه والبسه اياها الخاتم ده اتعمل منه نسخه واحده في العالم مخصوص ليكي انتي وبس علشان بيشبه لون عنيكي اللي وقعت في غرامهم اول ما شوفتهم .. مبروك عليكي يا قلب
متابعة القراءة