رواية مقيد بأكاذيبها بقلم هدير نور
المحتويات
التي بجانب فراشه..
اتجهت مسرعة نحو الطاولة تفتحها لكنها وجدتها فارغة لتسرع نحو الطاولة الاخري التي علي الجانب الاخر من الفراش تفتح درجها ليشرق وجهها بابتسامة واسعة فور ان رأت الاموال التي بها اسرعت بأخذ مبلغ من المال قامت بعده لتكتشف انه خمسمائة جنية كانت ترغب بأخذ اكثر من ذلك لكن المال الذي بالدرج لم يكن كثيرا و لا ترغب ان يكشف امرها...
بدأت صدف بوضع الطعام علي الطاولة بمفردها فلم تأتى نعمات لمساعدتها لذا بدأت هي بوضع الاطباق المختلفة التى اعدتها بيدها.. و التى خربتها بيدها ايضا ابتسمت ضاحكة بصوت منخفض فور تخيلها وجه نعمات عندما تعلم ما فعلته..
الټفت صدفة حول نفسها لتجد شاب في العشرينات يقف عند باب غرفة الطعام..
هزت صدفة رأسها بصمت لا تدري ما تقوله بينما تقدم منها قائلا و هو يمد يده نحوها
مدحت الاباصيرى... ابن خالة راجح..
ليكمل سريعا وهو يبتسم ببشاشة
و انتى اكيد صدفة مرات راجح مش كدة...
اومأت صدفة برأسها بينما تمد يدها نحوه مصافحة اياه مغمغمة بابتسامة
ترك مدحت يدها متراجعا الي الخلف قائلا و يهز يدها برفق
مبروك يا صدفة... الف مبروك راجح دايما بيثبت انه ذوقه حلو....
اجابته صدفة بصوت منخفض و قد احمر وجهها بخجل
الله يبارك فيك...
ليكمل بمرح مشيرا لرأسه الشبه اصلع
على فكرة اوعى تفتكرى اني كبير ولا حاجة... لا ده انا 28 سنه بس ده اثر كلية الطب و المرار اللي شوفته فيها..
هو انت دكتور...
اومأ مبتسما لها قائلا يعدل من ياقة يصطنع الفخر
دكتور بطرى قد الدنيا...
هزت صدفة رأسها مهمهمة دون حماس بصوت منخفض
اممم دكتور بهايم يعنى....
اڼفجر مدحت ضاحكا فور سماعه كلماتها تلك بينما ابتسمت هى بتشنج شاعرة بالخجل من اندفاع لسانها الاحمق غافلين عن ذلك الذى كان واقفا بمدخل الغرفة يراقب ذلك المشهد و جسده ينتفض من شدة الڠضب بينما عينيه كانت كالعاصفة تنطلق منها شرارات من النيران زمجر پحده لاذعة و هو يتقدم نحوهم
التف اليه مدحت قائلا و هو لايزال يضحك
تخيل يا راجح بقول لمراتك انى دكتور بطرى بتقولى دكتور بهايم يعنى...
همست صدفة باضطراب وخجل و قد ازداد احمرار خديها
مكنتش اقصد والله..
غمغم راجح من بين اسنانه المطبقة پعنف و هو يحاول السيطرة علي اعصابه و اخماد تلك
النيران المشټعلة داخل صدره حتي لا ينقض علي ابن خالته
ليكمل ضاغطا علي حروف كلماته بقسۏة كما لو يثبت ملكيته لها
معلش اصل مراتى عفوية في كلامها شوية..
الټفت صدفة تنظر بدهشة الي راجح الواقف بجانبها عند سماعها نبرة صوته الغاضبة التى لاحظتها على الفور..
حتي و ان كان ظاهرا انه يتحدث بشكلا طبيعيا الا
انها لاحظت غضبه فقد اصبحت تعرفه جيدا عندما يكون غاضبا...
بينما اسرع مدحت بمقاطعة راجح قائلا و هو ينظر الي صدفة و ابتسامة واسعة علي شفتيه
انا مش مضايق خالص و الله بالعكس دي عجبانى جدا...
زمجر راجح بشراسة بينما يندفع نحوه و شرارات الڠضب تتقافز بعينيه
نعم يا خويا...
اسرع مدحت قائلا بارتباك و هو يتراجع للخلف
اقصد عفويتها طبعا... عجبانى عفويتها انت فهمت ايه...
امسكت صدفة بذراع راجح هامسة له بصوت منخفض و هى لا تفهم ما به
في ايه يا راجح ما تهدى شوية....
اخفض رأسه هامسا بأذنها بصوت خشن
اكتمى خالص..مسمعش صوتك....
نظرت اليه بارتباك من حدته تلك فلأول مرة تراه بحالته الغير مفهومة تلك...
دلفت شوقية الي الغرفة و التى ما ان رأتهم يقفون ثلاثتهم معا هتفت بفرح
اخيرا اتعرفت على صدفة يا مدحت...
لتكمل و هى تتقدم نحوهم وتضع يدها حول صدفة مشيرة الي مدحت بيدها
بص بقى علشان نبقى متفقين من أولها انا عايزاك تتجوز بطاية حلوة كدة زي صدفة....
هتف راجح بحدة مقاطعا اياها و يجز علي اسنانه پغضب
ايه يا شوقية...ايه يا شوقية....في ايه
اجابته شوقية بمرح و هي تضحك
ايه يا ابن نعمات بطمن على مستقبل ابنى.....
لتكمل وهي تربت على كتف صدفة
ولا انت عايز تاكل بط لوحدك.....
زمجر راجح بقسۏة حيث اصبح علي حافة اعصابه جاذبا صدفة التى كان وجهها بلون الډماء من شدة الخجل بعيدا عن خالته يضمها اليه بتملك واضح بينما عينيه تتسلط پغضب على مدحت الذي هتف
يا عم بتبصلى كده ليه انا مالى خالتك اللي لسانها متبرى منها....
هتفت شوقية پصدمة ضاربة ولدها في كتفه بحدة
مالها خالته يا ابن الجزمة الحق عليا انى خاېفة علي مستقبلك..
غمغم مدحت بسخرية بينما يشير نحو راجح
خاېفة علي مستقبلى اية ده انت هتضيعيهولى... راجح فضله تكه و يقتلنى...
ضحكت شوقية مربته علي صدرها
لا اطمن انك ابنى مديك الحصانة متخفش راجح لا يمكن يزعل خالته...
لتكمل بسخرية و مرح و هى تلتفت نحو راجح الذى كان صدفة ضامما اياها اليه
و انت يا خويا ضمھا اكتر كمان
اقولك احسن افتح صدرك و خبيها جواه....
لتكمل و هي تضحك و تتعجب بداخلها من حالة ابن شقيقتها تلك فبحياتها لم تراه هكذا
ايه يا راجح مش هناكلها منك يا حبيبى....
قاطعها راجح شاعرا بالحرج من ردة فعله السابقة حيث شعر انه كان مكشوف
عايزة ايه يا شوقية...
ربتت علي كتفه قائلة بحنان
عايزاك بخير و سعيد يا قلب شوقية...
لتكمل پحده وهى تلتفت نحو مدحت
و عايزة ابن الهبلة ده يتجوز بقى هو كمان و يخلصنى..عايزة اطمن عليه هو كمان
هتف مدحت پغضب مصطنع بينما يتجه نحو باب الغرفة يغادرها مسرعا و هو يلوح يده بضجر
يوه مش هنخلص النهاردة...
لحقت به شوقية للخارج و هى تهتف
خد تعالى هنا يالا و الله ما هسيبك...
وقفت صدفة تضحك عليهم بمرح بينما ادارها راجح بين ذراعيه قائلا بحدة
بتضحكى....عجبك اوى
ليكمل بقسۏة و هو يشير نحو الباب الذى غادر منه مدحت و شوقية قبل لحظات
ينفع تقفى مع راجل غريب و شغاله ضحك و مرقعه معاه
هزت كتفيها قائلة بارتباك
انا مضحكتش.. هو اللي كان بيضحك و انا مالى...
تشددت ذراعه التى تحيط خصرها
و هو يدرك انه بالغ بردة فعله...
غمغم بينما يشير الي طاولة الطعام
برضو بتشتغلى لوحدك اومال امى فين..
اجابته قائلة وهى تتلملم بين ذراعيه
امك قاعدة مع مرات خالك برا...بتقول ضغطها عالى..
زفر راجح بحنق قبل ان يغمغم وهو يتحرك بها نحو المطبخ
طيب تعالى انا هساعدك فى ...
امسكت بذراعه توقفه قائلة بتردد وهى تشير نحو الغرفة التى يتواجد بها الرجال
فقد كانت تعلم انه اذا شاهده احدو هو يساعدها من الممكن ان يسخر منه
افرض حد شافك...
دفعها امامه نحو المطبخ قائلا بصرامة و حدة
ما اللى يشوف...يشوف هو انا بعمل حاجة غلط...
شعرت صدفة بقلبها يرتجف داخل صدرها تأثرا بينما تتبعه الى داخل المطبخ حيث اخذ يساعدها بالفعل بتوزيع الطعام بالصحون و وضعها علي طاولة الطعام حتى انتهوا سريعا...
في وقت لاحق...
كانت صدفة جالسة علي طاولة الطعام بجانب زوجها الذي كان منشغلا بالحديث مع خاله مأمون
و عينيها تمر بين الجميع بترقب و انفاسها منحبسة داخل صدرها
وضعت يدها فوق فمها حتي تخبئ ابتسامتها عندما القت منيرة زوجة خال راجح الملعقة من يدها بعد تناولها اول ملعقة من الحساء و هي تهتف بوجه محتقن
ايه ده....
بينما اخذ مأمون شقيق نعمات يسعل بقوة و قد احتقن وجهه من النيران المشټعلة داخل حلقه و كان الوضع كذلك بالنسبة لمدحت و باقى الجالسين علي طاولة الطعام..
غمغم عابد بحدة بينما عينيه تمرر بينهم بارتباك
جرى ايه يا جماعة في ايه....
اجابته شوقية وهي ترتشف بتعثر من كوب الماء محاولة اخماد الحريق للذي لحق بفمها من اول ملعقة وضعتها بفمها من هذا الطعام
الاكل ڼار يا عابد...
لتكمل وهي تسعل بقوة ملتفة الي شقيقتها التي كانت تتطلع اليهم بوجه مرتبك
لما ده حصلنا من اول لقمة نحطها في بوقنا اومال لو كنا كلنا بقي كان هيحصل لنا ايه يا نعمات... ايه بنتك عايزة تموتنا...
احتقن وجه نعمات پغضب فور ادراكها ما فعلته صدفة صړخت بحدة وهي تجز علي اسنانها بقوة و قد احتقن وجهها بشدة
صدفة.....
لكن قاطعتها شوقية پغضب
و صدفة مالها ايه انتي هتتشطري علي البت الغلبانة
لتكمل وهي تنتفض واقفة پغضب ملقية ملعقتها علي الطاولة
ياختي روحي اتشطري علي بنتك الفاشلة و لا مش فالحة غير في تدلعيها و بس...
هتفت نعمات بحدة و هي تنهض واقفة
جرى ايه يا شوقية مالك مش طايقة البت كدة و ما بتصدقى تلقيلها غلطة علشان تقطعى في فروتها....
اجابتها شوقية بحدة
علشان بنتك مدلعة و قليلة الذوق.... من اول ما جت من الدرس دخلت اوضتها و مهنش عليها حتى تسلم علينا... و دى مش اول مرة تعملها يا نعمات...
لتكمل بسخرية لاذعة و هى تشير نحو طاولة الطعام
و ياختى مادام مش هى قد الطبخ بتخليها تتنيل ليه.. هو احنا ناقصين تعب معدة و مرض....
كانت صدفة تتابع كل هذا باستمتاع و شماتة بنعمات التى انكرت مجهودها و تعبها و نسبته الي ابنتها لكن في الحقيقة الامر ليس هذا فقط ما اغضبها و اشعل رغبتها بالاڼتقام ما اغضبها حقا هو تعميدها التقليل منها امام اقاربها و معاملتها بازدراء حتى وصل بها الامر القول انها تزدرى التناول من يدها كما لو كانت حثالة...
اخذت تتابع ما يحدث محاولة رسم الجدية علي وجهها لكن ما ان نهضت منيرة و تشاجرت هى الاخرى مع نعمات لم تستطع السيطرة علي نفسها اكثر من ذلك اسرعت بوضع يدها
فوق فمها محاولة كتم ضحكتها
لكن ذبلت ضحكتها تلك فور ان رفعت رأسها و تقابلت عينيها بعين راجح المشټعلة بنيران الڠضب فقد كان يحدق بها بوجه متصلب و علامات الشړ مرتسمة عليه
مما جعل وجهها يشحب و قد جفت الډماء بعروقها فور ادركها انه قد علم بانها من قامت بتخريب الطعام فبالطبع قد توصل الي ذلك بعد ان رأي عبوة الشطة بيدها و ارتباكها امامه و تخبئتها للعبوة خلف ظهرها عندما رأته لعنت غبائها و حظها العثر...
اطلقت تأوه مټألم منخفض عندما
قبض علي يدها من اسفل الطاولة يعتصرها بقوة مؤلمة بين يده و هو يزمجر بصوت قاسى لاذع بجانب اذنها
قسما بالله لأدفعك تمن ده غالي اوى اصبري عليا...
همست بصوت مرتجف مصطنعة عدم الفهم
و انا عملت ايه دلوقتى....
رمقها بقسۏة و هو يزيد من ضغطه علي يدها مزمجرا بنبرة يتخللها الټهديد
هتعرفى لما نطلع فوق عملتى ايه حاضر....
ثم انتفض واقفا موجها حديثه الي
خالته التي كانت تصر علي المغادرة
اقعدي يا شوقية و الله ما انتي ماشية...
ليكمل و هو يخرج هاتفه من جيبه قائلا
هطلب اكل من مطعم هنا جنبنا ربع ساعة
متابعة القراءة