رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن
المحتويات
يراها هي الجانب المخطئ الوحيد..
نعم لقد كانت من بدأ بالأمر ولكنه تناسى كل شيء بينهم ولم يظهر منه سوى ڠضب عصبية قسۏة مفرطة وكلمات ك السمۏم تدخل جسدها لتفتك به وجعل المنزل أيضا علم ما الذي يحدث بينهم بسببه هو.. احتارت كثيرا في أن تتقدم هي إليه وتتناسى ما فعله أو تنتظر أن يأتي هو ويعتذر منها كما كل مرة..
ازيك يا عم يزيد يلي مش معبرنا خالص.. كلمتك كتير مش بترد
أردف سامر بتلك الكلمات وهو يجلس جوار صديقه أمام تلك البحيرة الصغيرة التي رأى بها زوجته لأول مرة
معلش مكنتش مركز اليومين دول
تحدث سامر مرة أخرى بحماس وسعادة وهو يعتدل جواره في جلسته على الأرضية
أنا قابلت عمك وفاروق امبارح واتفقنا نعمل الفرح بعد خمس شهور من دلوقتي
ويسرى عارفه
ابتسم الآخر بسخرية وتهكم وأجابه وهو يلتقط حجارة ويلقيها هو الآخر
ومراتك كمان عارفه.. مفيش غير أنت
أبتعد عن نقطة زوجته كليا لا يريد التفكير بها الآن لا يريد أن يشعر بالوحدة دونها ودن تواجدها معه سأله مرة أخرى باهتمام
أردف سامر بتأكيد وهو يلوي شفتيه
لأ أكيد في المهندسين أنت عارف شغلي في الشركة كله هناك ويادوب هنا إجازات ده طبعا لو مسافرتش تاني.. من الآخر يعني هنا ولا هناك ولا في أي مكان يسرى هتكون معايا
ابتسم يزيد بهدوء ابتسامة لم تصل إلى عينيه وتحدث قائلا وهو يربت على كتفه
ابتسم له سامر ولكنه منذ أن
جاء يشعر أن هناك خطب ما به ما الذي حدث معه جعله هكذا.. ربنا علمت زوجته بكل شيء تساءل باستغراب
بس أنت مالك فيك ايه كده
ولا حاجه ولازم أمشي.. يلا سلام
لا يريد أن يتحدث بذلك أبدا أمام أحد لا يريد أن يقول ما حدث لغريب عنهم لا يريد أن يعري زوجته وشقيقه أمام أي شخص كان لذا ألتزم الصمت ووقف على قدميه ذاهبا بعيد تاركا صديقه ينظر في أثره باستغراب ودهشة شديدة..
ده كل اللي حصل.. أنا مكنتش عايزه أحكي لحد حاجه خاصة كده بس أنا تعبت بقالنا دلوقتي أسبوعين على الحال ده وهو معاند أوي معايا ومستغل ريهام في أنه يغيظني وأنا مش مستحملة نفسي أصلا علشان استحملها معاه.. كده أنا اللي غلطانه ولا هو
قالت هذه الكلمات بحزن بعد أن وجدت أن لا فائدة به ولا فائدة بها وكلما زاد البعد بينهم اقتربت منه تلك البغيضة على قلبها..
بصراحة أنت اللي غلطانه.. آه كنتي عايزه تعملي حاجه كويسه بس أنت اللي عكتيها بردو يا مروة.. أي حد مكان يزيد كان عمل كده وأكتر كمان ده من غيرته عليكي وعصبيته أن أخوه شافك وأنت متزينة ليه هو.. وأنا مش بقول كده علشان أخويا ولا بنصفه عليكي بس ممكن يكون شاف فاروق بيبصلك وملحقش حتى ينزل عينه ده يعمل ڼار جواه من المنظر بس
استمعت إلى حديثها أنها محقة فعلا ولكنه أيضا تمادى ولكن هي تعلم تماديه في عصبيته لا يستطيع أن يسيطر عليه سألتها مرة أخرى قائلة
يعني أعمل ايه دلوقتي
ابتسمت الأخرى ابتسامة ذات مغزى وأردفت بجدية
صالحيه
نظرت مروة في الفراغ تفكر في حديث يسرى وكلماتها الصحيحة وما الذي ستفعله ليعود كما السابق معها ويعتذر أيضا مثلها عما بدر منه فهي لن تعتذر وحدها نعم أخطأت ولكن هو أيضا أخطأ عليه أن يفعل المثل حتى لا يتمادى مرة أخرى معها ويرفع يده عليها مهما كانت الأسباب..
______________________
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_التاسع_عشر
ندا_حسن
غيوم رمادية احتلت زرقة سمائها
بعد ابتعاده عنها لأيام تعد
منذ ذلك الحين الذي تحدث معها به وهي لا تدري هل ما حل عليها سعادة أم حيرة بسبب ما فعلته منذ أن قال لها تامر أنه يود معرفة كل شيء عن ما قالته له وهي هكذا بين السعادة والحزن من هنا تارة ومن هنا تارة..
تخاف أن يأخذ خطوة متقدما بها إليها ويكن في النهاية لا يشعر بها من الأساس! أو ربما يأخذ خطوة ناحية شخص آخر فهو لا يدري أنها هي من قصدته بحديثها..
زفرت بهدوء وهي تنظر على المارة في الأسفل من نافذة ذلك المطعم الذي تجلس به أتت صديقتها نهى من بعيد لتقف هي على قدميها تسلم عليها بحرارة وشوق
حمدلله على السلامة
جلست الأخرى أمامها مبتسمة وضعت حقيبتها جوارها على المقعد ثم أجابت بحماس
الله يسلمك.. قولي بسرعة ايه الموضوع بقى
ابتسمت ميار باستنكار متعجبة من صديقتها فهي قد أتت اليوم من سفرها مع زوجها الذي ذهبت معه منذ بضعة أيام ولم تحتمل أن تنتظر أكثر من ذلك تود وبشدة معرفة ما حدث والذي لم تقصه عليها ميار
في ايه بس براحة يابنتي
تقدمت منها الأخرى ووضعت يدها على الطاولة أمامها
متابعة القراءة