رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن
المحتويات
عارف حاجات يعني مش أي حد هيعرفها ده غير إن دي تاني مرة لنفس الرقم حتى مكلفتيش خاطرك تمسحي أم الرقم أو الإسم عايزاني أفكر إزاي طيب
أستمع إلى صوتها الهادي يأتي من خلف الباب قائلة
أفتح الباب يا يزيد
أجابها قائلا بهدوء وهو يستند على الباب بكلتا يديه
هفتحه بس اوعديني مش هتاخدي أي قرار غير لما نتكلم
أوعدك
ذهب ناحية الكومود بجوار الفراش ليجذب من عليه مفتاح الغرفة وذهب إليها ثم وضع المفتاح بالمزلاج وأداره لينفتح الباب وتظهر هي من خلفه بملامحها الباهتة وعينيها المنتفخة ربما
من كثرة البكاء أو قلة النوم خرجت لترى الغرفة بحالة يرثى لها رأت كل محتويات المرآة على الأرضية البعض مهشم لا يصلح لشيء والبعض الآخر ربما يصلح لم تنظر إلى وجهة مباشرة فقد هربت من رؤية ملامحه..
تقدمت إلى داخل الغرفة تعطي ظهرها إليه ليتقدم منها ممسكا معصم يدها ثم جعلها تستدير لتكون في مقابلته بينما هي سحبت يدها من بين يده..
أنا آسف بجد مكنش قصدي كل اللي حصل ده سامحيني
ابتسمت بسخرية لاذعة استشعرها بوضوح بينما هي رفعت نظرها إليه تنظر إلى عينيه هي الأخرى ربما هو يعتقد أنه ارتضم بها بالخطأ أو ربما أفسد لها محتويات دولابها أنه قارب على اڠتصابها بإسم الزواج أهان عائلتها طعن في شرفها سبها ويقول آسف
أول مرة بجد أنا مكنتش أعرف مين حتى سجله عندي بعديها ميار سألت على إسم صاحب الخط عن طريق حد صاحبها ومعرفتش نسيت امسحه مفكرتش أصلا فيه تاني وامبارح دي كانت تاني مرة يبعت وأنا فعلا معرفش هو مين والله معرفش ولا أعرف هو عرف الحاجات دي إزاي وحاولت افهمك ده لكن أنت مفهمتش ده مش ذنبي
طيب أنا معرفش كل ده عايزاني أعمل ايه يعني لما حتى متمسحيش الرقم ولا لما يقول على أمي ست مش كويسه وبيقول عني بقف.. أنا بقف بلاش كل ده أعمل ايه أنا لما تكون دي تاني مرة لمراتي مع نفس الشخص وأنت كمان مقصرتيش بكلامك حطي نفسك مكاني أنا مكنتش شايف قدامي من العصبية اللي كنت فيها
كان المفروض تسمعني لأني حاولت افهمك أكتر من مرة متبررش لنفسك الغلط
تقدم هو الآخر محاولا أن يجعلها تعود عن ما في رأسها وتظل معه
أنا مش ببرر يا مروة بس أنا محتاجك! محتاجك تفضلي معايا هنا علشان نعمل اللي قولتي عليه مش قولتي هنكمل الطريق سوا مش علشان غلطة صغيرة هنهد كل حاجة أرجوكي بلاش تمشي..
دي مش غلطة صغيرة يا يزيد أنت لو كنت كملت اللي بدأته كانت حياتنا سوا ادمرت ياريت تكون فاهم ده كويس طبعا غير أنك پتكره عيلتي أنت وكل اللي هنا وأنا مش هعرف أعيش كده مش هعرف أعيش في وسط ناس كارهين أهلي وكارهني كمان
مسح على وجهه بعصبية ثم هتفت ببرود وتهكم مجيبا على كلماتها
طيب ياستي غلطة كبيرة مش صغيرة لكن خلصت وأنا اعترفت بغلطي وطالب فرصة تانية فيها ايه يعني ومكملتش في اللي بدأته علشان عايزه برضاكي وبعدين هو مين قالك أني كاره أهلك أنا اتعصبت وكنت مخڼوق ومش شايف قدامي علشان كده قولت كل اللي قولته امبارح ومتقدريش تثبتي غير ده لأن عمري ما قولت عليهم حاجه
تركته متوجهة ناحية المرحاض بخطوات سريعة متخطيه إياه لتهرب من ذلك النقاش المهلك لاعصابها أخذ خطوة واسعة ثم التقط معصم يدها جاعلها تستدير إليه ثم دفعها ناحية الحائط ليقف مقابلا لها محاصرا إياها وهتف بصوت واثق قائلا
أنا آسف أوعدك اللي حصل مش هيتكرر تاني بس أنت مش هتخرجي من هنا غير على چثتي أنا محتاج فرصة أرجوكي
أكمل بهدوء قائلا
أنا معرفتش مين الشخص ده أنا كمان وحاولت أعرف الخط طلع مش متسجل فعلا يبقى تعمليله بلوك وتشيلي الإسم من عندك
تريث مرة أخرى ثم تحدث بابتسامة عريضة ونبرة تحمل الخبث
أوعدك إن كل اللي هيتكرر بينا هو اللي حصل امبارح واحنا على ضهر ليل.. فكراه
جلست إيمان على الفراش بجانب زوجها فاروق تمددت بجواره مظهره ساقيها البيضاء بسخاء ثم نظرت إليه بمكر وتحدثت قائلة بهدوء
إلا قولي يا فاروق.. أخوك هيعمل ايه مع مراته
مرر عينيه عليها من
متابعة القراءة