رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن
المحتويات
طفلها يزيد خوفا من بطش هذه الأفعى..
أما فاروق قد حضرت شياطينه وهو ينظر إليها ليراها مبتسمة بسخرية وهي تشاهد خوف الجميع تقدم منها ليجلبها ويجعلها تقف على قدميها مبعدها عن مقعدها أمام الطاولة ثم بعد ذلك
من النهاردة مالكيش قعاد في البيت ده هوديكي البيت اللي في أول البلد تقعدي فيه لوحدك وتطلعي غلك وكرهك للناس في نفسك
لأ إحنا اللي هنمشي
لا.. انتوا لا هي اللي هتمشي هيقعدها في بيت لوحدها إحنا كل يوم في مشاكل من غيركم يابتي.. خليكم خليكم يا يزيد
لم تلقى ردا منهم على حديثها فنظرت إلى سامر والذي قد سكب عليه دلو من الماء البارد قالت بلهفة
لم تلقى منه ردا هو الأخر فقد كان يشعر بالخجل من الجميع أمام ما تفعله شقيقته ولكن لحسن حظه أن الجميع متفهم ما الذي يحدث وأنه ليس بيده شيء يفعله معها..
أشارت مروة إلى زوجها لكي يساعدها في الوقوف على قدميها فبعد ما حدث لن تستطيع أن تحملها قدميها حقا وقفت مروة ومعها زوجها ووالدته أشارت إلى ابنها قائلة بجدية لا تتحمل النقاش
لم يكن يريد الذهاب لم يجلس مع ابن عمه على راحته ولم يأخذ راحته في جلوسه مع جدته الذي يأتي لرؤيتها هي أول شخص لقد كان يود الجلوس أكثر من ذلك تحدثت بخفوت إلى والدته
ماما ورد بخير خلينا نمشي بكره
نظرت إليه بحدة وعصبية وقد كانت تود أن تجيبه بكلمات لا يتحدث من بعدها ولكن عندما رأى يزيد حالتها تحدث هو قائلا إليه بحزم
ذهب من أمامهم دون أن يتحدث مرة أخرى وذهبت شقيقته الصغرى خلفه بعد أن أشار لها والدها ثم أسند زوجته ليصعد معها إلى الأعلى ليجمعوا أغراضهم ويعودا إلى منزلهم..
نظر يزيد إلى سامر وأردف قائلا بجدية شديدة
لو هتمشي أنت ومراتك حضروا نفسكم يلا
أومأ إليه ثم أخذ زوجته وابنه وصعد خلفهم للأعلى حيث غرفتهم وقد كان يود أن تنشق الأرض إلى نصفين وتبتلعه من أفعال شقيقته الغبية..
ارتاحتي كده.. حتى لو ارتاحتي دلوقتي هيجوا تاني وتالت وعاشر وأنت اللي هتبقي مش هنا لو فاروق رجع عن كلامه أنا اللي هقف قصاده.. ولونه مش هيرجع هو سايبك على ذمته بس علشان أنت لوحدك.. هيوديكي تقعدي لوحدك طول العمر أن جالك يوم ولا اتنين في الأسبوع يبقى كرامة.. هيروحلك ليه ومعاه هنا مراته وابنه وأمه
خرجت من الغرفة وتركتها مذهولة من حديثها هل تعايرها لأنها لم تنجب.. أم تتحدث بالحقيقة وما سيحدث قادما..
أقترب منها فاروق يهتف بحدة وخشونة بعد أن خرجت زوجته الأخرى بولدها بعد والدته
حضري حاجتك علشان هتمشي من هنا
ومن ثم خرج هو الآخر ليتركها وحدها كما سيفعل بعد قليل هل ستكون وحدها حقا. لما فعلت ذلك لم ترتاح بعد لم تأخذ كل ما أرادت بعد!.. هل ټندم أم تستمر فيما تفعله ولكن إذا استمرت فمن ستكمل ذلك وهي وحدها!.. وبعد هذا الحديث لو تلوت على الأرضية لتبقى لن يجعلها أحد هنا تبقى معهم فهي لعبت على أكثر ما تحبه نجية وهم أولاد ابنها يزيد..
أفعالها أوت بها إلى التهلكة لم تفعل لها زوجة شقيق زوجها شيء منذ أن أتت إلى هنا ولكن هي الذي كانت
عادوا إلى بيتهم بالقاهرة وعاد سامر وزوجته وابنه معهم وذهب إلى بيته بعد أن أعتذر من يزيد و مروة على ما فعلته بهم شقيقته والذي لم يشعر بالشفقة تجاهها وقد تفهم يزيد وزوجته الأمر وهم على دراية تامة أن سامر لا تعجبه تصرفات شقيقته..
طوال الطريق وهو صامت لم يتحدث وهي لم تفعل أيضا الصدمة كانت شديدة على الجميع وإلى الآن لم يتخطوا ما حدث..
في تلك اللحظات شعرت مروة بأن روحها تسلب منها عبر ابنتها شعرت وكأن قلبها توقف أعز ما تملكه بحياتها هم طفليها وعندما شعرت بأنها ربما تفقد أحدا منهم توقفت الحياة من حولها ولم تعد تشعر بأحد غير تلك الصدمة
التي تلقتها من إيمان أتمزح.. تمزح في حياة أطفالها!.. لقد فعلت ذلك حتى يرحلوا عن المنزل ولأنها إلى الآن لا تريدها ولا تريد وجودها لا هي ولا زوجها ولا أطفالها..
لم تفعل لها شيء سيء إلى اليوم وهي تقابلها بذلك.. الجلوس في ذلك المنزل بوجودها يصعب الأمر عليها كان عليهم الرحيل حتى تضمن سلامة أطفالها..
شعور يزيد
متابعة القراءة