وبقي منها حطام انثي بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


عمرو بخشونة قبل أن يتابع حديثه بجدية 
قبل ما تقول أي حاجة أنا عاوز اعتذرلك عن أي أذية اتسببت فيها ليك زمان !
انتبه له مالك وحدق فيه بثبات .. بينما تابع عمرو بنبرة زرينة 
أنا محقوقلك يا مالك وآآ..
أطرق رأسه خجلا وصمت للحظة ثم تابع بنبرة شبه نادمة 
وكنت عاوز أقولك إني زمان لما فكرت في مصلحة أختي كان من وجهة نظري أنا ومفكرتش في اللي هي عاوزاه ونفسها فيه !

انتصب مالك بكتفيه وبدى على تعابير وجهه الإهتمام ..
أخذ عمرو نفسا عميقا ليسيطر على حاله قبل أن يختنق صوته أكثر وتابع بتوتر 
أنا .. أنا قبل ما أجني عليها جنيت عليك إنت وظلمتك .. !
أغمض عينيه أسفا وتابع بخزي وهو يتذكر أفعاله النكراء مع شقيقته 
ويمكن ظلمي ليها كان أصعب منك بمراحل هي فضلت
متمسكة بيك لأخر وقت وأنا أجبرتها على واحد مكانتش عاوزاه وهددتها إني هأذيك وهي .. وهي خاڤت عليك وضحت بنفسها عشان بس تحميك مني !
تبدلت قسمات مالك للوجوم .. هكذا كانت حبيبته .. مخلصة لعهد الحب ووفية لميثاق عشقهما .. وهو من ظن بها كل الظنون ..
هي قاست وتحملت وضحت وهو اعتقد أنها خائڼة ..
أخرجه عمرو من شروده قائلا بندم 
أنا لو الزمن يرجع بيا لورا كنت هاعوض إيثار عن كل لحظة اتغابيت عليها فيها وحرمتها من حبها !
استشعر مالك صدق نواياه وتوبته الحقيقية عن أخطاء الماضي . 
هو أصبح متأكدا أنه قادر على إسعاد أخته بحق و لا يلعب بها ...
نعم لقد غيره العشق للأفضل .. ورأى أمامه عمرو جديد ذو شخصية مختلفة متفاهمة محبة تعترف بأخطائها وتحاسب نفسها على أفعال الماضي .. 
ظل مصغيا إليه دون أي مقاطعة حتى سأله الأخير بترقب 
مالك ! إنت موافق أخطب أختك 
رد عليه مالك بتساؤل غامض 
وايه اللي جد عشان أوافق المرادي 
أخذ شهيقا عميقا وزفره على مهل ثم أجابه بجدية دون أن تطرف عيناه 
لأني بأحب روان بجد ..!
مال بجسده للأمام وتابع بنبرة أكثر صدقا 
وصدقني أنا هاسعدها وهاعمل أي حاجة عشان تكون ليا !
ظهر شبح إبتسامة خفيفة على ثغر مالك ورد عليه بنبرة هادئة 
سيبني أفكر في اللي قولت عليه وبعد كده هارد عليك
استشعر عمرو وجود بارقة أمل في رد مالك وتلون ثغره بإبتسامة فرحة لم يستطع إخفائها ...
نظرت إيثار لأخيها بود وردت عليه بسعادة 
إن شاء الله هيوافق يا حبيبي إدعي إنت ربنا بس
اضافت تحية قائلة بنبرة فرحة 
مبروك يا حبيبي إنت تستاهل كل خير ومش هتلاقي أحسن من روان عشان تتجوزها
نظر عمرو إلى والدته ورد عليه بتنيهدة متعبة 
أخطبها بس الأول وبعد كده ربنا يسهل
ابتسمت له إيثار بثقة ورفعت حاجبيها للأعلى وهي تقول له بجدية 
متقلقش
رد عليها برجاء 
يا رب يا كريم 
................................
ها يا عمتو رأيك ايه 
تساءل مالك بإهتمام جاد وهو محدق في عمته ميسرة بعد أن أبلغها بما دار في مقابلته الأخيرة مع عمرو ..
شردت قليلا وأجابته بتوجس 
مش عارفة يا مالك أنا خاېفة نكون آآ...
قاطعها زوجها ابراهيم بجدية 
جرى ايه يا ميسرة عمرو جارنا والشاب عنده أخلاق ومروءة صحيح كان في بينا خلافات زمان بس هو كان بيغير على أخته وبيخاف عليها
بررت له خۏفها قائلة بتوتر 
أنا خاېفة يبهدل روان معاه النوعية دي دماغها مش بتتغير !
ضغط مالك على شفتيه قليلا وقال بعدها بنبرة رزينة 
والله يا عمتي أنا شايف تعامله مع إيثار اتغير تماما بالعكس هي بتحكيلي عن كل حاجة هو بيعملها عشان يكون احسن من الأول ويعوضها عن زمان !
حدقت فيه ميسرة بنظرات مرتابة ثم مطت فمها للأمام لتسأله بفضول 
مممم.. وانت بتحكي مع إيثار على طول 
أطرق رأسه للأسفل للحظة ثم هتف بصوت خشن 
عمتي ماتغيريش الموضوع !
مدت ميسرة يدها لتمسح بها على صدغ ابن أخيها وتنهدت بحنو وهي تقول 
أنا نفسي أفرح بيك أوي !
أمسك بكفها براحة يده وربت عليه بخفة ثم رد عليها بثقة 
إن شاء الله هايحصل .. بس خلينا الوقتي في موضوع روان
تساءلت ميسرة بجدية وهي ترفع حاجبها للأعلى 
وأختك رأيها ايه مش يمكن تكون رافضة وآآآ..
قاطعتها روان قائلة بحماس مفرط 
لأ يا عمتو أنا موافقة طبعا عليه
نظرت لها مستنكرة تهورها في الرد وهتفت معترضة 
شايف البت !
رد عليها زوجها إبراهيم بإبتسامة هادئة 
سبيها يا ميسرة
عاتبته قائلة بصلابة زائفة 
والله إنت اللي مدلعها يا ابراهيم !
رد عليها زوجها بإبتسامته العذبة 
هو احنا حيلتنا غيرها هي ومالك !
أومأت برأسها بخفة موافقة إياه وهي تقول بنبرة حانية 
عندك حق دول حياتنا كلها !
نهض مالك ليقف إلى جوار أخته ثم سحبها من ذراعها إليه واحتضنها قائلا بمزاح 
انتي يا 
ابتسم لها قائلا بإيجاز 
أكيد !
قفزت في مكانها من فرط السعادة وهتفت قائلة 
حبيبي يا مالك !
أضاف هو قائلا بجدية وهو ينظر في اتجاه عمته وزوجها 
أنا هاتصل بعمرو وأبلغه بردي وبعدها نشوف هنعمل ايه
ردت عليه ميسرة بهدوء 
تمام يا بني !
حدق مالك أمامه بنظرات متفائلة وتقوس محياه بإبتسامة واثقة .. فالقادم سيكون أفضل بأمر الله .. وسيحمل معه أهم المفاجأت ..............................
................................................
وبقي منها حطام أنثى
الفصل الثاني والثلاثون الأخير الجزء الثاني 
تعالت الزغاريد في منزل المرحوم الحاج رحيم عبد التواب
بعد إعلان موافقة مالك على خطوبة أخته الصغرى لعمرو ..
أدمعت عيني السيدة تحية بفرحة جلية وهي تهلل بسعادة 
لوووولووولي .. أخيرا ربنا نصفك يا ضنايا
قبل عمرو كفي والدته وهتف بنبرة متحمسة 
والله ما مصدق لحد  في أقرب وقت
هزت إيثار رأسها موافقة وهي تقول 
تمام وأنا هاظبط مع روان المناسب ليها وأبلغك 
أومأ برأسه إيجابا وهو يردد 
متفقين
................................
لم تختلف سعادة روان عن عمرو كثيرا .. فقد حظيت هي بحب شغوف بالرغم من العقبات التي واجهته في البداية وحمدت الله

أنها لم تعان مثل إيثار .. وها قد حان الوقت لرد الجميل إليها ..
ظلت ترقص بسعادة وتدور في غرفتها وهي تمني نفسها بسعادة حقيقية مع من اختاره قلبها ..
ألقت بنفسها على الفراش وحدقت في سقفية الغرفة وتنهدت بحرارة وهي تقول لنفسها 
أخيرا .. ده أنا كنت هيأس خلاص .. هانت !
أغمضت عيناها لترسم في مخيلتها الشكل المفترض لحفل خطبتها المنتظر ..
........................................
على مدار الأيام التالية إنشغلت إيثار برعاية الصغيرة ريفان وبمساعدة روان في التجهيز لحفل خطبتها.. واعتذرت عن العمل مؤقتا في الشركة لتتفرغ لمهامها الجديدة ..
لم تتركها للحظة وظلت ملازمة لها في كل تفصيلة صغيرة أو كبيرة لتتأكد من إتمامها على أكمل وجه ...
انتقت روان فستانا ذهبيا ذو ذيل طويل مميز ومرصع بالمفصوص اللامعة .. 
أكتافه كانت مغطاه بقماش الشيفون وفضلت أن ترتدي الحجاب وألا تخلعه كغيرها ممن يتخلين عنه في ليالي فرحتهن المميزة ..
أما إيثار فانتقت لنفسها  ستعقد في الخطوبة ووافق على مضض على رغبته فقد أصر الأخير على اختيار قاعة فاخرة لإقامة الحفل متحججا بالكم الهائل المدعو من رجال الأعمال لحضور الحفل ...
كذلك تدخلت إيثار في تلك المسألة لإقناع أخيها بعدم الرفض وأن المسألة لا تحتاج للمشاجرة وافتعال الخناقات ..
شكرت روان إيثار كثيرا على دعمها لها في كل شيء وخاصة في مسألة الإرتباط الرسمي بأخيها .. فقد كانت نعم الأخت التي لم تلدها أمها .. 
وتمنت لو استطاعت أن ترد لها الجميل أضعافا مضاعفة .. ولكنها على عهدها بأخيها .. ستحقق لها هذا .. 
صدح صوت المزامير عاليا عند مدخل القاعة واصطفت الفرقة الشعبية على الجانبين لتستقبل العروسين بالأغاني الشهيرة ..
تحركت روان وهي تتأبط ذراع عمرو بخطوات بطيئة بسبب فستانها الثقيل ولكن كان قلبها يطير على جناحي السعادة ..
نظرت إليه بحب وبادلها هو نظرات عاشقة .. وربت على كفها المتعلق في ذراعه بحنو كبير ....
تحرك خلفهما والدته تحية وهي تلقي بحبات الملح فوق رأسيهما اعتقادا منها أنها تحميهما من الحسد ..
وكذلك لحقت بهما إيثار بخطوات شبه متعثرة والتي كانت تنحني من آن لأخر لتفرد ذيل الفستان الخاص بروان لتبدو في مظهر لائق ..
شعرت بيد توضع على ظهرها فانتفضت فزعة ونظرت إلى من فعل هذا بتجهم شديد فرأت مالك يبتسم لها بإمتعاض ثم همس لها محذرا 
متوطيش تاني ماشي ! مش لازم الناس تشوفك كده
توردت وجنتيها خجلا وأطرقت رأسها في حياء واضح ..
وقف على باب القاعة كلا من إبراهيم وميسرة ليستقبلا المدعوين بترحاب واضح ..
لمعت عيني ميسرة بوميض عجيب حينما وقع بصرها على ابنة أخيها ..
ها هي اليوم تراها عروسا سعيدة مع من إختاره قلبها..
لف ابراهيم ذراعه حول كتفيها وقربها إلى
صدره وهو يقول بصوت هامس 
اوعي ټعيطي يا ميسرة
النهاردة ليلة فرح !
ردت عليه بنبرة شبه باكية وهي تكبح عبراتها من الإنهمار 
كان نفسي رشاد يكون عايش عشان يشوف بنته وآآ...
قاطعها ابراهيم قائلا بهدوء 
دي بنتنا احنا والنهاردة فرحتنا بيها فماتبوظيهاش بعياطك !
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تقول 
حاضر !
....................................
جلست سارة إلى جوار والديها وهي تتحسر على حالها البائس ...
هي لم تكن تحمل يوما نوايا طيبة لأقاربها .. وسعت في تخريب حياة ابنة عمها فنالت جزائها .. واليوم هي هنا تشهد على زيجة جديدة بنيت على أساس طيب ..
تنهدت بإستياء واستندت بوجهها على مرفقها ..
نظرت لها إيمان بإشفاق وتمتمت بضجر 
افردي وشك بلاش البوز ده !
ردت عليها سارة بإحباط 
يعني لو ضحكت هاتتعدل
هتف فيهما مدحت بنفاذ صبر 
اسكتوا انتو الاتنين ومش عاوز كلام في أي حاجة
ردت عليه إيمان على مضض
طيب
............................................
توالت فقرات الحفل تباعا حتى انتهى العروسين من تقطيع
 

تم نسخ الرابط