بقلم فرح طارق امسك بيدي
المحتويات
رأسه عنه لينتبه لحديث كامل
اردف مهاب بتساؤل
طب لو سافروا ف نفس اليوم برة مصر
مش هيحصل مش هيقدروا يسافروا من غير ما ينفذوا أهم مهمة عندهم..وهي إنهم سيف.
وضع فهد يده على كتف مهاب واردف
عارف اللي هتعمله صعب عليك ومجهود كبير جدا محتاج إنك تبذله بس ياسين بردوا ف نفس الخطړ.. لأنه للأسف لما كنا ف أوروبا..هو اللي خد الجهاز وهو بردوا اللي ضړب ريتشارد لما حاول پالنار وسيف خد بدالي وريتشارد ده يبقى أخو مايكل..ومايكل إحنا ف بالنسبة ليهم بالعربي والعامي ليهم طارهم عن ياسين.
أنت قدها يا مهاب وكلنا واثقين فيك روح ياسين وسيف ف إيدك أنت دلوقت وأنا و فهد وراك وف ضهرك..وچيدا كمان هتبقى معاك.
هي مش قدمت استقالتها
ده عشان تبان قصاد الكل إنها بعيد عن البوليس وتقدر تتحرك براحتها معاك...
فهمت الخطة هتمشي إزاي
ابتلع مهاب ريقه بتوتر وخشية مما هو قادم عليه واردف
بالتوفيق يا بطل.. وكلنا فخورين بيك أولنا ياسين.
انتهى مهاب من سرد كل شيء على ياسين الجالس أمامه في فراش داخل إحدى الغرف بالمشفى ف قد كاد أن يصاب بأزمة قلبية ! لولا أن لحقه الجميع وذهبوا به للمشفى.
اندفع مهاب على بين ذارعي صديق عمره ورفيق دربه وهو يبكي
وحشتني يا ياسين حصلت حاجات كتير كان نفسي احكهالك عارف كام ريكورد سجلته ليك على الواتس اب وأنا بحكيلك حصل إيه ومسحته ف آخر لحظة وأنا بفتكر إنك مش هينفع تسمعه ولا كام رسالة اتكتبت ومسحتها
لكزه ياسين بظهره في خفة قائلا بين دموعه
انشف ياض مش كدة! مكنوش كام شهر.
طب بذمتك عشتهم عادي من غيري
عايز الحق يا مهاب
لكزه مهاب پغضب ثم ياسين واردف بعدما هدأت ضحكاته
أنت عارف أنا أكبر منك بكام سنة بس! وبحسك ابني يا مهاب مش صاحبي ولا أخويا.
على الزاوية الأخرى كان يدمع الجميع من حديثهم معا وهم يتمنون دوام علاقتهم ببعضهم البعض.
ذهب سيف نحو شقيقه بينما فتح فهد ذراعيه استقبالا لأخيه
أنت كويس جواك نضيف الحياة حطيتك ف مستنقع وقفلت عليك بالضبة والمفتاح ورغم كل ده انت كنت بتجاهد تطلع منه وده مكنش سهل..رضيت ف وقت عمر ما كان الرضا ممكن يكون عليك سهل يكفي إنك أول ما لقيت الفرصة اديت ضهرك ومشيت من غير ما تفكر حتى وأنت عارف إنهم ممكن پالنار ف ضهرك..بس بردوا مشيت.
والدتها خالها حتى ياسين..قد تقرب منها كثيرا في الآونة الأخيرة حياتها باتت تصبح مثلما تتمنى ولكن ينقصها شيء واحد قط..هو رجوع علاقة سيف بوالدتها فقط.
في مساء اليوم..
دلفت حور لمنزلهم لتجد والدتها تجلس على الأريكة أمامها تحمل طفلها بين ذراعيها نهضت بقلق واردفت
إيه اللي حصل ياسين كويس يا حور ومهاب! إزاي ظهر فاجئة! فهميني يا بنتي.
جلست حور بجانبها وقصت عليها كل ما حدث معهم وما أخبرهم به مهاب..حتى انتهى الأمر برجوع ياسين ومهاب معا وذهب سيف بزوجته إلى شقتهم والبقية اللي منازلهم..وها قد عادت هي لوالدتها مرة أخرى.
أنهت حديثها ثم اردفت
أنا طالعة اوضتي أريح شوية لأن اليوم كان مليان أوي من بداية الشركة لحد ما انتهى ف المستشفى.
نهضت حور واستوقفتها وفاء وهي تناديها بصوت خجل
حور.
إيه يا حبيبتي
هو بصي..
مدت وفاء
هاتفها لابنتها لتحمله حور وعلامات الاستفهام على وجهها لتجد رسالة مبعوثة لوالدتها من نصف ساعة محتواها بكرة هجيب المأذون واجي أكيد حور زمانها رجعت البيت وعرفتك اللي كان بيحصل وعرفتي أنا ليه كنت بعيد الفترة اللي فاتت..وف الحقيقة كانت عايز نبدأ حياة مع بعض بداية نضيفة مع ابننا يا وفاء آه أنا اعتبرت مصطفى أبني..ولولا إنه حرام انسبه ليا كنت عملت كدة وحور وليان كمان بناتي.
عارف هتفكري وتقولي ليه بتكلم بالثقة دي لأني زي ما واثق من مشاعري ف أما واثق من مشاعرك وأنا مش صغير عشان أكون تايه.
نظرت لرسالة أخرى أرسلت بعدها لو مردتيش هعرف إنك موافقة.
ابتسمت حور بسعادة وحماس لتلك الكلمات الواضحة بأنه والدتها لا يحبها قط!
رفعت رأسها لتجد والدتها وجهها محمر لكثرة خجلها من الأمر.
أم تخبر ابنتها بأن هناك رجل ! بل يرغب في الزواج بها! أمر لا يحسد عليه حقا! غير قادرة على النظر داخل عينيها..لكنها أخبرتها لأنها تشعر بأن ابنتيها شقيقتين لها ليس لها غيرهم وليس ليهم غيرها أيضا! فعلت الآن مثلما اعتادت أن تخبرهم كل شيء لكنها لم تعلم أن تلك المرة ستكن الأصعب على الإطلاق!.
جلست حور بجانبها مرة أخرى واردفت بهدوء حاولت اخفاء حماسها خلفه
أنت موافقة يا ماما
مش عارفة.
مرضتيش ع الراجل يبقى موافقة!
شايفة كدة
ضحكت حور على والدتها ولم ترغب بأن تخجلها أكثر من ذلك وضمتها قائلة بسعادة
مبروك يا أجمل وأرق واحن أم ف الكون كلوا.. وأفضل أخت وصاحبة كسبتها ف حياتي.
في اليوم التالي.
هل كانت تلك الزيجة الأولى بحياتها بالطبع لا ! بل هو ثالث رجل دلف لحياتها الآن وتزوجت به .! أحدهم كان أول رجل تلقاه في حياتها تزوجت منه وانجبت حور وليان أما الآخر أنجبت منه مصطفى على إسم زوجها الأول وأول رجل دلف لحياتها وشعرت بقربه بالهدوء والسکينة وراحة البال..
إذا ما كم التوتر الذي تشعر به الآن !
هي ليست صغيرة بالعمر ! بل ابنتيها البكر قد تزوجا الآن هل تخشى هي أن تكون معه تحت مسمى زوجته وتخاف ذلك أم ذلك ليس سوى اثرا تركه طليقها لها مما جعلها تخاف وتخشى كل الرجال
استدارت له لتجده واقفا معها بالغرفة يقف خلفها واضعا يديه بجيوب بنطاله ويطالعها بتلك النظرات الشامخة والثابتة لم تتغير! لم تتغير من الأساس وذلك ما يميزه ويزيد من جاذبية شخصيته بالنسبة لها وللجميع!
تحرك بخطوات ثابتة نحوها ثم وقف قبالتها..يطالعها بنظرات لم تستطع تجديدها مما أدى إلى زيادة شعورها بالتوتر والرغبة بالرحيل من أمامه.
لحظات مرت من الصمت بينهم لكن!
هل كانت اللحظة صامتة مثلما نظن أم أن هناك شيء يسمى بلغة العيون وهي من تتحدث عينيه تخبرها الكثير والكثير! هو بطبعه شخص رزين صامت لا تخرج الكلمات من سوى للضرورة تلك المرة التي تحدث بها أخذ أكبر صدمة في حياته وهو يجدها تخون كلماته لها! ليلقي اللوم على نفسه ويعود لصمته من جديد..
هل هي أيضا تستحق صمته ذلك ليست مثلها.. وهو يعلم حق العلم واليقين بذلك ولكن ما چرح بداخله ليس بالسهل على عودته مرة أخرى وإن أرادت فلتتحدث هي! لما هي صامتة هي الأخرى
وحشتيني يا وفاء وحشتيني فوق ما عقلك يصورلك ده!
بينما كانت هي لازالت آثار چروح محمد لها منعكسة عليها تأخذها وتسيطر عليها بالكامل..لتجد نفسها تحاول دفعه بعيدا عنها بكل ما تحمله من قوة داخلها.
بينما احاطها كامل بقوة أكبر ولكن كانت يديه حانية ظل يمررها على بحنو حتى شعر بها باتت تهدأ بين ذراعيه..
ف كيف يجعلها تخاف منه وهو الذي أقسم داخله أنه سيمحو من داخلها كل ما مرت به
كيف يتركها الآن وهو منذ الوهلة الأولى التي رآها بها وهو يتخيلها كل ليلة بين ذراعيه
قراره ذاك.
الفصل_الثامن_والعشرون.
الخاتمة.
سار بخطوات بطيئة ومتثاقلة نحو الأمام.. يشعر وكأنه يعود للخلف وليس العكس!
يعود لماض حاول قدر الإمكان الهروب منه والعيش مع الحاضر ماضي مهما أدعى في حياته وابتسم سيظل ندبة سوداء مكانها في منتصف قلبه.
اخذ نفسا داخله وهو يحاول كبت خوفه يعزم على فعل ما جاء إليه فهو بالفعل يحتاج إلى ذلك حقا! يحتاج للتقدم والقيام بتلك الخطوة لعل قلبه يهدأ ويسكن داخله مثلما ظن ورأى أمامه ذاك الشيء..
رفع يديه وكاد أن يضغط على اجراس المنزل..ليجد الباب يفتح أمامه وتظهر والدته مشيرة.
توتر سيف أكثر ثم حاول السيطرة على توتره وقلقه واردف
كنت خارجة أنا آسف شكلي جيت ف وقت مش مناسب ليك.
كاد أن يستدير بينما تمسكت مشيرة بذراعه قائلة في لهفة
لأ يا ابني مش ماشية..
رفع سيف حاجبيه بينما أكملت هي
هتصدقني لو قولتلك اني حسيت بيك جاي حسيت بروحك بتقرب مني وبعدين خطواتك حسيت بيها زي دقات قلبي بالظبط.
ظل صامتا..يرغب باسمتاع المزيد! لم تكفي تلك الكلمات لإنبات تلك الزهرة الذابلة المتواجدة داخل قلبه الآن!
بينما دمعت هي عينيها من فرط صډمتها! لا تصدق ما تشعر به الآن من نظراته تلك! هل بالفعل هو يرغب بحديثها معه هذا ما تشعر به! بل بالاكثر من ذلك.. جاء إليها واقفا أمامها عينيه تخبرها بأن تتحدث بالمزيد..! كل ذلك لا يقوى قلبها على تصديقه تشعر وكأنها أعجوبة كونية تحدث أمامها على الرغم من حديث ليان لها كل يوم وهي تحاول أن تشعرها بالطمأنينة واخبارها أنها مجرد أيام لا أكثر يتداوى بها جرحه ويعود من جديد ولكنها أيضا كانت غير مصدقة لذلك تأخذ الكلمات منها وتضعها داخل نجمة سمائية بجانب تلك النجوم المعلقة في السماء وكأنها أمنية لن تتحقق ولكن على الأقل تتأملها يوميا.
رفعت أناملها التي غلبها العمر لتمتليء بالتجاعيد. كحال وجهها تماما..لكن! هل العمر حقا من فعل أم الحزن من فعل ذلك
وجهه بين يديها و وجهها غارق بدموعها الحاړقة وما أدراك تلك الدموع! فقد كانت مكتومة داخلها ټحرقها من الداخل طوال تلك السنوات الماضية وللتو! قد أفرج عنها لتعفو عن روحها وترحل ك طائر وجد حريته بعد سنوات .
وحشتني يا سيف وحشتني يا قلب أمك .
أنا عايز أرتاح..
قال تلك الكلمات بعدما أنهت كلماتها وأخذته داخل ..لتستمع لكلماته تلك ويبكي هو الآخر لتتشارك دموعهم ثم آلامهم..لعلها ترحل للأبد.
ارتاح يا قلب أمك ارتاح يا حبيبي.
كلمات بسيطة تحتويها دموع صادقة نابعة من عمقها ذاك العمق الذي فتح للتو فقد ما تعطيه إليه الآن ليس سوى تلك الأتربة التي كانت تغطي روحها طوال تلك الفترة التي دامت لأكثر من عشرين عاما وهو غائبا عنها ل تزال من أعلى روحها رويدا رويدا.. وتزهر روحها مرة أخرى.. قائلة
وحشتني يا قلب أمك حقك عليا يا سيف..الزمن والدنيا كانوا أقوى مني والله كانوا أقوى مني وأنا كنت وحيدة! مقطوعة من شجرة لا ليا أهل ولا حد غير أخويا وكان صغير وقتها كان
متابعة القراءة