زهرة و لكن دميمة بقلم سلمي محمد

موقع أيام نيوز


اليها فرأى شرودها سألها مبتسما_ أيه رأيك 
_ حلو أوي 
_ يلا نطلع أوضتنا زمانك دلوقتي عايزه ترتاحى
_ بصراحة

ة وعندما أنهى الأتصال جلس بجوارها وضمھ واضعا رأسها فوق قلبه وقال برقة _ حسه بأيه وأنتي هنا معايا
ردت بهدوء_ حسه بالرهبة شوية
نظر لها بقلق_أيه اللي خلاكي تقولي كده 
قا
رد عليها بابتسامة _ هخرج أخلص كام حاجة وهجيلك علطول

هزت رأسها وهي تشعر بالأرهاق وبمجرد خروجه أستغرقت في النوم مباشرة
وفي الأسفل نزلت نيروز من سيارتها وأتجهت إلى ملحق الفيلا المفضل لزوجها...رأت ناصر جالس على أحد الكراسي رافعا قدميه على طاولة صغيرة كانت تتوسط المكان وفي يديه مجلة مندمج في قرأتها
بدأت نيروز بالصړاخ_ أنت هنا وأنا برن عليك مش بترد...
رد في هدوء_ خير يانيروز كنتي عايزاني في أيه
هتفت في وجهه بحدة _ كنت عايزاك في حفلة تكريمي وبلاش الأسلوب ده معايا...لوي الدارع ده مش عليا
مط شفتيه بضيق_ تقصدي أيه
_أنت عارف أنا قصدي أيه كويس..من وقت لما قولتلك خلاص أنا مش معاك في لعبتك وأبعد عنها
قال بلامبلاة _ وأنا سمعت كلامك وبعدت عايزه أيه تاني
قاطعته بعصبية_ ترجع زي الأول وبلاش لويت الوش دي معايا
أستدار برأسه ورجع
عدة خطوات باتجاه الملحق وهو يسمع صياحهم وهمهمات كلام غير مفهومة
طرق على الباب ثم دلف...نظر كلا والديه اليه پصدمة 
قالت بارتباك _ أنت جيت أمتى 
_ لسه جاي مبقليش نص ساعة وبدل مالقيكم في أستقبالي بتتطمنو عليا أسمعكم بتتخانقو مع بعض...أيه سبب الخناقة المرة دي
ضمته نيروز وقامت ب ه على وجنتيه وقالت بابتسامة مضطربة_ حمد لله على سلامتك...متزعلش مني عشان مكنتش موجودة بس للأسف كان عندي مؤتمر بتكرم فيه ولسه جاية منه دلوقتي...باباك السبب في الخناقة مرضاش يجي معايا وقال مشغول وأعرف أنه بيضحك عليا وقاعد في البيت 
ضحك وقال _ متزعليش نفسك ماهي مش أول مرة يزوغ عن مؤتمر بتتكرمي فيه...معلش بقا أعطاها في الهواء وخرج مباشرة
تنهدت نيروز براحة _ الحمد لله مسمعش حاجة
__
تقلبت ضحى على الفراش وهي نائمة تحلم بكابوس ثم نهضت وهي في حالة فزع شديد ثم صړخت...دلف كريم بسرعة على صوت صړاخها
قال بلهفة _ مالك حبيبتي
وهي تلهث قليلا قالت_ كابوس حلمت بكابوس
أحاط احدى يديها بكفيه فشعر بأناملها باردة وترتعش فتناول يدها الأخرى وضمهم بين كفيه لتدفئتهم
_ خير أحكيلي بالراحة
_ كل اللي فاكره أني كنت في الضلمة...الضلمة وبس وأنت بتبعد وفوقت لقيت نفسي پصرخ  كريم وهمس في أذنها_ مټخافيش من أي حاجة طول ماأنا جمبك
_ خاېفة 
_ خاېفة من أيه
_ خاېفة الشغف والحب اللي بينا يروح
أمسك يديها ووضعه مباشرة فوق قلبه وهمس برقة_ هنفضل نحب بعض وهنكمل مع بعض طول ماقلبي بيدق والشغف اللي بينا هيزيد...ثم ضحك قائلا بس أكيد الحياة مش هتبقا علطول حب في حب 
نسيت توترها وابتسمت له _ بالعند فيك هتبقا أيامنا حب في حب 
وظلا متعانقين فترة من الوقت ثم قال لها برقة_ أنتي قرة العين لي
_ وأنت قرة العين لي ياحبيبي ياعمري ياروحي
بعد مرور عدة أيام...لم يحدث فيها الكثير بالنسبة لضحى وكريم أيامهم كانت شهر عسل دون منغصات من أهل زوجها...أما زاهر نجح في أكتثاب ثقة بيسان وقرر السفر الى فرع الشركة في المانيا والبدء في حياة جديدة هناك بعيدا عن ذكريات الماضي...أما صفيه بعد العديد والعديد من الإعتذارت رجعت إلى منزل زوجها لكن العلاقة بينهم لم تعود كما الأول
والعلاقة بين زهرة وأكنان أصبحت هادئة حاولت زهرة الأستماع لنصيحة ضحى وتقبل وضعها ونسيان الماضي
قررت بيسان أمضاء أخر ليلتها الأخيرة في مصر مع أهلها 
قبل سفرها مع زاهر... دعت أكنان وأصرت على حضور زوجته وأولاده معه أرادت رؤيتهم والتعرف إليهم... معرفتها بوجودهم كانت صدمة هائلة بالنسبة لها لكنها استطعت تخطيها وتمنت له السعادة فهو عانى الكثير في حياته...
أجتمع الكل في حديقة الفيلا...زينت الحديقة بالأضواء فبدت كشموع تتلألىء لتضيف على وجوه الجميع بهجة ورضا...الرجال أهتمو بالشواء فيما أخذت جيلان وبيسان وزهرة بتحضير الم ...ركض وليد وأياد في الحديقة وضحكات الجميع تملىء المكان 
سهرو مع بعض حتى أخر الليل...أضحكتهم بيسان بالنكات التي كانت تلقيها وبعض الحكايات المضحكة عن طفولة أكنان...وجدت زهرة نفسها بالتدريج تندمج مع المرح الذي ساد في الغرفة...ووليد وأياد لم يكفا عن اللعب والحركة مع نجم وجيلان حتى أنهكهم التعب
لم يكف أكنان عن النظر لها

عندما رأت تثاؤب أطفالها قالت لهم _ بعد أذنكم عايزه أنيم الولاد
نهضت جيلان من مكانها وحملت أحد الصغيرين وقالت _ تعالي معايا أوريكي الأوضة اللي هينامو فيها 
وبمجرد أنصرافهم قالت بيسان بابتسامة متلاعبة_ عينيك متشالتش من عليها...باين عليك واقع على الأخر 
أكنان بابتسامة _ وأنتي بقا قعدة مراقبني 
هزت رأسها بضحك _ هو بصراحة الكل مش أنا لوحدي 
غمز لها زاهر_ براحة عليه يابوسة
أبتسمت لزوجها قائلة _ حاضر هخف...ماتقولي ياكينو ياأخويا ياحبيبي حكايتكم من أولها وبلاش تلاوعني في الكلام...أتعرفت على زوزو أزاي وأمتى...وأزاي أنا معرفتش
_ أيوه يابوسة وبطلي فضولك ده شوية 
_ ماشي ياكينو هبطل فضول بس مسيري هعرف
قام أكنان من مقعده ثم قال _ تصبحو عى خير 
أبتسم نجم وقال في هدوء_ أخيرا جاه اليوم اللي أشوف أبني هنا وقاعدين كلنا مع بعض
نظرت له بيسان وأردفت قائلة _ يعني معندكش فضول زيي تعرف أيه حكاية مراته وولاده
لاذ بالصمت للحظات ثم قال ببطء_ هو لو عايز يقول لينا هيقول...وأنا كفاية عليا أنه حاول ينسي ويبتدي معايا صفحة جديدة ...كفاية عليا أنه ممنعش أحفادي عني مع أن ده من حقه...أنا مكنتش ليه الأب المثالي
شعرت بيسان بالحزن في صوته فقامت من مكانها وجلست على مسند كرسيه وضحكت مغيرة مجرى الحديث_ بس الولاد نسخة مني ...دول لو كانو ولادي أنا مكنوش هيبقو شبهي كده 
أبتسم ببطء قائلا _ شبهك أوي ودخلو قلبي وأحتلوه 
تصنعت الزعل _ وأنا بح خلاص بقا مليش مكان
_ لا طبعا أنتي ليكي النص بحاله 
_ وليه بحاله كتير أوي عليا ولا أقولك خليها الربع
قرص خدها بخفة وقال مبتسما_ أنتي الكل في الكل طبعا
تابع زاهر في صمت حركات الأب مع أبنته...أبتسم وهو يرى سعادتها البادية على وجهها..تحدث قائلا_ أنا داخل أنام قبلت والدها على وجنتيه...تصبح على خير
_تصبحي على خير ياحبيبتي
في الغرفة عند زهرة
بعد أن تأكدت من نوم أطفالها أخرجت بيجامة من الدولاب وحدثت نفسها أن اليوم كان جميلا بالرغم من توترها في البداية فهي كانت تخشى مقابلة عائلته ولكن تحت أصرار الصغيرين ذهبت معهم مضطرة والأن هي تشعر بالراحة...زينت خفيفة وهي تسترجع مامضى وسعادة صغارها مع ولهوهم مع الجد والعمة وعندما وصلت أفكارها باتجاهه متذكرة نظرته الخاصة لها فقامت بهز رأسها وأتجهت الى الحمام...عندما خرجت تفاجأت به جالس على حافة الفراش
سألته بلهجة متوترة_أنت بتعمل أيه في أوضتي 
أردف بابتسامة هادئة_ قصدك أوضتي أنا 
بلعت ريقها بصعوبة_ أوضتك أوضتك
_ أيوه أوضتي أوضتي
_ ومادام هي أوضتك جيلان جبتيني هنا ليه 
رد عليها في هدوء_ عشان أنتي مراتي وأوضتي هي أوضتك
قالت بسرعة _ لا وأطلع بات في أي أوضة الفيلا كبيرة وفيها أوض كتير
نهض من مكانه وأقترب منها بخطى واثقة وتمعن في النظر لها...شعرت بالأرتباك من نظراته
همس بصوت أجش_ مراتي يازهرة ياريت تفهمي كلامي ده كويس أنا سيبك براحتك وبقول هي معذورة في تصرفاتها وزي مابيقولو للصبر حدود ...أنا مكنتش هنام هنا ثم أشار باتجاه باب مغلق أنا كنت هنام في الاوضة دي
سألت بهمس متوتر_ أومال كنت عايز أيه
رفع خصلة شاردة من شعرها ووضعها خلف أذنها وهمس بخفوت _ كنت عاملك مفاجأة متأكد أنها هتبسطك أوي
_ مش عايزه أعرف
_ هتندمي على فكرة وعلموم مش هتحرك من مكاني الا لما تعرفي المفاجأة وتقبليها كمان 
سألت وهي تشعر بالقلق_ مادام هتخرج أنا موافقة 
نظر بعينيها وقال_ قدمتلك في كلية الطب المفروض من أول السنة تتابعي دراستك فيها
هزت رأسها عدة مرات غير مصدقة ماسمعت أذنيها...دخولها كلية الطب وأن تصبح طبيبة كان حلم حياتها هي ووالدها 
قالت وقد لمعت عينيها بالدموع _ ينفع أكمل دارستي عادي 
ابتسم وقال _ أنتي بقيتي طالبه في الكلية فأكيد ينفع 
شردت زهرة مع ذكريات الطفولة وحلمها الذي أصبح فيما بعد حلم بعيد المنال
هو من خلال بحثه في خلفيتها علم عن حلمها...هي أصبحت كل شيء بالنسبة له أصبح متعلق بها بشدة...تردد قليلا قبل أن يقول _ مبسوطة يازهرة ...ثم ربت على رأسها بخفة
هذه الحركة البسيطة جعلتها تفيق من السعادة التي عاشت فيها للحظات...أبتعدت عنه وواجهته_ أنت ليه عملت كده ليه قدمت ليا في الكليه
مرر أصابعه في شعره وقال_ مش عارفة ليه عملت كده
ردت بخفوت _ أحساسك بالذنب صح 
أعترض على كلامها وهتف بيأس_ لا مش أحساس بالذنب يازهرة...أمسك بيديه كلا كتفيها وهزها...أنا تعبت تعبت من مشاعري ناحيتك...أنا عملت

كده عشان اشوف نظرة ...نظرة سعادة واحدة في عينيكي...أنا عملت كده عشان بحبك...هتف پألم بحبك...حبيتك وأنتي زهرة بتاعت زمان وحبيتك أكتر لما عرفت زهرة الحقيقية...أنا عملت كل ده عشان بحبك.. أتجوزتك عشان بحبك مش عشان خاطر الولاد وبس...عشت معاكي في نفس المكان عشان مقدرش أعيش من غيرك
أنكمشت وهي تسمع كلامه...أندفعت من عينيها الدموع وصاحت_ بس أنا مش 
ترك أحدى يديه الممسكة بها ووضعها على فمها وصاح هو الأخر پألم _ عارف ...أنا كل اللي عايزه تتقبلي وجودي في حياتك وجودي كزوج حقيقي مش مجرد خيال ...أنزل يده وخرج بسرعة من الغرفة بخطى غاضبة...غاضبا من نفسه بسبب أنهياره وعدم تحكمه في أعصابه
أنهارت زهرة جالسة فوق الفراش...أنسالت الدموع فوق وجنتيها...لاتدري ماذا تفعل أغمضت عينيها في تعب وتكومت فوق الفراش...هل يحبها حقا أم ماذا هل أسامحه أم لا...أخذت تدعو كثيرا أن ينير الله طريقها فهي تشعر بالتعب والتشتت وعدم القدرة على اتخاذ القرار...لا تعلم كم من الوقت مر وهي بهذه الحالة عندما فاقت واستعادة توازنها 
أخيرا عرفت ماذا تريد... وقررت في أقرب وقت يجتمعو سويا اخباره بقرارها المتعلق بمصيرهم معا...
في الصباح تناول الجميع الإفطار على سفرة واحدة... ساد الجو المحيط بيهم دفء الأسرة بهجة خاصة بهجة تجمع العائلة في مكان واحد... شعر أكنان بوجود شيء مختلف فيها... إحساس داخلي يخبره بذلك...ابتسامتها ضحكاتها مختلفة حتى نظراتها...وعند الإنتهاء ركبت كل مجموعة سيارتها الخاصة حتى المطار وفي الداخل 
ضمت بيسان كلا الصغيرين بحب وقالت بتأثر _هتوحشوني كتير
إياد بلهجة طفولية_وانتي كمان هتوحشيني شوية مش كتير
ضحك الجميع على رد إياد 
ضحكت بيسان بصوت
عالي _هوحشك شوية شوفت ابنك ياكينو طالع ليك قال هوحشه شوية ثم نظرت له مبتسمه... مقبولة منك ياسي إياد وإنت بقا ياوليد هوحشك أد ايه 
_هتوحشيني اد البحر
_ حبيبي ياوليد شوفتو الواد الدبلوماسي... ضحكت قائلة مش طالعك ياكينو اكيد الدبلوماسية
 

تم نسخ الرابط