ظلمها عشقا بقلم ايمي نور
ثم الى صالح والذى هز رأسه فورا موافقا بعد ان تفهمها هو الاخر و فرح ايضا قد فهمتها لكنها لم تعلق تلقى اليهم بموافقتها على كلامهم لكنها وفورا ان اختلت الى صالح داخل شقتهم حتى نادته برقة وتردد فيلتفت اليها صالح مبتسما بتفهم وحنان
قوليلها يافرح انا عارف انك مش هتقدرى تخبى عليها فانا بقولك اهو قولها وعرفيها بس اياك حد تانى يعرف انا بقولك اهو وانا هبقى اعرف عادل وانبه عليه هو كمان
انتى اللى حبيبة قلبى ونور عينى ودنيتى كلها يافرح واى حاجة تطلبيها او نفسك فيها تتنفذ فورا بس انتى تطلبى
وقد كان فمنذ حملها اصبحت مدللة الجميع هو وابويه يهرعون لتلبية احتياجتها فورا دون كلل او تعب حتى اخيه حسن قد كان يأتى مساء كل يوم بعد العمل للسؤال والاطمئنان عليها يمزح ويتحدث بلهفة عن استعدادته هو ووالديه لاستقبال مولود اخيه الاول لدرجة قد بعثت الشك فى نفس فرح فى البداية ولكن مع مرور الايام كانت ترى فرحته الصادقة فى عينيه ونظرة الحب والتقدير التى يتطلع بها الى صالح حتى بعد ان رزقه الله بمولودة الاخيرة وتنبه تحذيره الطبيب من حمل زوجته مرة اخرى لم يبالى او تنقص فرحته لهم برغم نظرات زوجته المغلولة الدائمة لها ومراقبتها تعامل صالح الحنون معها فى مرات اجتماعهم القليلة بعيون تنطق بالحقد سؤالها المتكرر عن نوع الجنين وعينيها تكاد تخترق بطنها بحثا عن اجابة لم تنالها حتى الان
كفاية دموع بقى وتعالى شوفى انا جبتلك ايه
يب شوفى ولو مش هيعجبوكى هرميهم ياستى واجبلك حاجة تانية غيرهم بس شوفيهم الاول
والان مع المفأجاة الاهم والاحلى ولعيون ام ولادى وبس
طيب ولا تزعلى نفسك ولا يهمك خالص احنا نرمى الهدوم ام ذوق وحش دى ونجيب غيرهم وعلى ذوقك انتى وبس يافرحتى بس المهم انتى متزعليش
لا انا عوزاهم دول حلوين اووى وعجبنى
ابتسم بحنو وانامله تزيح دموعها برفق قائلا
خلاص نخليهم انتى بس تأمرى بس ممكن اعرف ليه بقى بتعيطى
علشان بحبك وبحبك اكتر من الدنيا كلها
انتبهت وافاقت من افكارها على دخوله الغرفة يحمل بين يديه صنيه محملة بالعديد من اطعمة لتهتف به معترضة
صالح وهو يضع الصنية بينهم ثم يجلس مقابلها قائلا بحزم
تذمرت تضم شفتيها بامتعاض لكنها لم تجروء على اعتراض كلامه تفتح فمها له بطاعة وهو يقوم بأطعامها بيده حتى انتهى اخيرا يقوم بابعاد صنية الطعام ثم يساعدها على الاستلقاء قائلا
يلا نامى انتى وانا هروح ارجع الحاجة دى المطبخ وارجعلك على طول
لاا خليكى جنبى لحد ما انام انا مش عارفة هجيلى نوم اصلا ازى
كلمينى بقى لحد ما اروح فى النوم
طب ما اغنيلك احسن دانا حتى صوتى حلو واظن انتى جربتى قبل كده
لا خليها بعد ما اولد علشان اعرف انافسك واقدر كمان اغلبك
اجابها صالح بخفوت بينما كانت انامله تتلاعب بخصلات شعرها بحنان وبحركاتها مهدئة جعلتها تسقط فى النوم سريعا
ولكن لم يكن سريعا كفاية حتى سمعت وهو يتحدث بصوت اجش مرتجف
وانا هستناكى بعمرى كله هستناكى يافرحة حياتى وحب عمرى ام ولادى
اتى يوم التالى واستعد الجميع للذهاب معهم الى المشفى وبرغم التوتر والخۏف السائد بين الحميع الا ان الامور قد تمت على خير وخرج اولادهم للنور صبيان وفتاة شديد الصغر والجمال وسط فرحة ودموع الجميع حتى صالح لم
يتمالك نفسه عن البكاء ټغرق الدموع وجنتيه وهو يقف امام الزجاج المخصص لغرفة الحضانة والتى مكث بداخلها اطفاله يراقبهم من عدة لحظات بعد اطمئنانه على حالة فرح واستقرارها داخل غرفتها يتطلع اليهم بحب وفرحة حتى بربت شقيق فوق كتفه قائلا بسعادة
ها نويت تسمى ايه يابو العيال
التف اليه صالح قائلا بصوت اجش سعيد
فرح هسمى البنت فرح اما الولاد حمزة وادم
ضحك الجميع بصخب ومرح يسرع عادل قائلا بمزاح
كان لازم اتوقع انك هتسميها كده من غير ما نسأل بس بقولك اهو من اولها يا ابو فرح انا حاجز للواد ابنى كريم البرنسيسة بنتك ولا عندك اعتراض
حسن بصوت مهدد يمزاحه
طبعا يا استاذ عادل فى اعتراض عيب لما يبقى ولاد عمها موجودين وهى تتجوز من بره ولا ايه يابا
ضحك الحاج منصور يؤيد هو الاخر حديث ولده الاكبر تقوم بينهم مناقشة حامية يتخللها المزاح والضحك كان عنها صالح فى عالم اخر وهو يقف يتطلع الى ابنائه بشوق ولهفة لا تمل عينيه ولا تكل من مشاهدتهم وعينيه مازالت ممتلئة بالدموع شارد فى مراقبتهم حتى تصاعد صوت رنين هاتفه يخرجه من تلك الحالة يسرع و يجيب اتصال سماح والتى قالت فور ان اجابها
صالح تعال حالا مرات اخوك جت عندنا هنا فى الاوضة ومصممة تعرف منى انتوا جيبتوا ايه وانا مش عارفة اقولها ايه
صالح بهدوء يسألها اولا عن حال فرح لتيجيبه بأنها قد فاقت الى حد ما الا انها مازالت تحت تأثير البنج اغلق الهاتف بعد ان اجابها بحضوره حالا
ثم الټفت الى الجمع قائلا
خليكوا انتوا مع الولاد وانا هروح اشوف فرح علشان فاقت
اومأ له الجميع بالايجاب ليهرع من المكان بخطوات سريعة حتى وصل الى الغرفة يدخل فجأة ودون استئذان فيصل اليه صوت سمر المغلول وهى تتحدث بصوت عالى النبرات غير متحكمة به
علشان كده بتخبوا مش راضين تقولوا بس معلش يا ابلة سماح كنتى هتفضلى انتى واختك تخبوا لحد لامتى مانا وبسؤال بسيط عرفت اهو من الممرضة كان لازمتها ايه بقى الاسرار الحړبية دى بس ليكم حق ماهى اختك دى قادرة ومن مرة واحدة عملت اللى فضلت انا اعمله فى عشر سنين جواز
اسرعت تكمل بغل غافلة عن ذلك الواقف خلفها بهدوء وعينيه تطلق شرارات غضبه يحاول السيطرة عليه بصعوبة حتى لا يهجم عليها يمزقها بيديه وهو يسمعها تكمل
انا برضه قلت ان دى استحالة بطن شايلة عيل واحد وهو طلع عندى حق وطلعوا تلاتة مرة واحدة
وانتى ايه دخلك بالموضوع ده وجاية هنا ليه من الاساس!
بقى كده ياصالح الحق عليا جاية اعمل الواجب مع مراتك واطمن عليها تقوم تقولى كده
واجبك وصل ومن زمان يا مرات اخويا واظن اللى جاية علشانه عرفتيه وخلصنا يبقى ملهاش لازمة تطولى فى الزيارة اكتر من كده ولا ايه
عندك حق انا فعلا لازم امشى اصل سايبة العيال مع امى وكمان
قاطعها صالح بنبرة ذات مغزى
اظن ان حسن ميعرفش بالزيارة دى على حسب ما فهمت منه انه منبه عليكى انك تيجى هنا المستشفى بس على العموم هو زمانه راجع من اوضة الولاد يبقى ياخدك يروحك معاه
فور قوله ذلك تحركت من مكانها بسرعة وخطوات مرتبكة كادت ان تسقطها ارضا وهى تتحدث بتلعثم وخوف
لاا على ايه خليه براحته انا عملت الواجب وماشية وهو الحق اجيب العيال من عند امى
فتحت الباب هاربة من الغرفة دون ان تغلقه خلفها لكن استوقفها صوت نداء صالح الصارم لها تلتفت نحوه وببطء واضطراب تتطلع لملامحه الشرسة والعڼيفة وهو يتحدث اليها بهدوء شديد عكس ما تراه على وجهه
من هنا ورايح فرح وولادى خط احمر يوم ما اعرف انك بس نطقت بكلمة اونظرة واحدة ضايقتهم مش هيكفينى فيها عمرك كله وهتشوفى منى وش تانى ادعى انك فيوم متشفهوش مفهوم
اسرعت تومأ بسرعة وړعب ترتجف بشدة من نبرة صوته الامرة الحادة تهرع هاربة فورا من المكان بتعثر وخطوات مرتبكة يسود الصمت التام المكان بعدها حتى تنحنحت سماح تجلى صوتها من اثر تأثرها الشديد ورغبتها بالتصفيق فرحا مما رأته الان تتجه نحو الباب قائلة
انا هروح اشوف الولاد واتطمن عليهم انت خليك مع فرح
ارتجف صوته يكمل لها هامسا
علشان بحبك وبموت وبعشق كل حاجة فيكى نفسى ولادنا كلهم يطلعوا شبهك انتى وبس
هزت رأسها له كأنها تعى كلماته وتصل اليها برغم الضباب المسيطر على حواسها الا انه اخذ ينقشع ببطء جعلها تستطيع ان تهمس له بصوت خاڤت ضعيف غير مترابط
يتبع