ظلمها عشقا بقلم ايمي نور
المحتويات
تركها للمنزل تسقط بعدها فى النوم مرهق افاقت منه على رنين هاتف وصوت شقيقتها تتحدث فيه بخفوت
ايوه هى هنا معايا بس نايمة دلوقت
شعرت بالتردد والقلق فى صوت شقيقتها لتعلم هوية المتصل حين قالت
حاضر يا صالح هقولها لما تصحى
اغلقت الخط تنظر بعدها امامها بوجوم لتلتفت ناحية فرح حين شعرت بتحركها فى الفراش تبتسم لها بصعوبة قائلة بمرح مصطنع
اعتدلت فرح فى الفراش بصعوبة تسألها بصوت اجش مجهد
صالح اللى كان بتكلم مش كده
ظهرت الارتباك على ملامح سماح تهز رأسها بالايجاب وهى تتحاشى النظر فى عينيها لتسالها فرح عما اراده لكن سماح نهضت سريعا من مكانها تهتف بعجالة
هقوم احضرلك حاجة تكليها واجيلك
هتفت بها فرح پغضب وبصوت مخټنق باكى
وقفت سماح تعطى لها ظهرها تخبرها بصوت متحشرج مشفق
كان عاوز يطمن انتى هنا ولا لا ولما عرف قال اقولك اقولك تخليكى براحتك هنا كام يوم لحد مايبقى يجى ياخدك هو
ابتسمت بمرارة لاتعلم لما لم يفاجئها الامر كانها تجده تصرف طبيعى منه لم يصدمها وتنفيذا لطلبله ها هى الان مازالت فى مكانها دون ان يجد عليها جديد
انا رايحة على الشغل مش عاوزة منى حاجة قبل ما امشى
هزت لها رأسها بضعف بالنفى لتكمل سماح
طيب انا جهزت الفطار ليكى برة والعيال ومرات خالك خرجوا من بدرى مش هيرجعوا الا على المغرب يعنى افطرى ونامى شوية وارتاحى عما نرجع اتفقنا
اومأت لها ببطء مرة اخرى تعاود نظراتها الشرود لتقف سماح تتطلع نحوها بشفقة وحزن قبل ان تتنهد تخرج من الغرفة بينما ظلت فرح جالسة مكانها كما هى فى عالم اخر يمر عليها الوقت ببطء حتى سمعت طرقات فوق الباب الخارجى حاولت تجاهلها فى البداية لكنها واصلت الطرق بألحاح جعلها تنهض ببطء وتعثر حتى الباب تفتحه لتتسع عينيها بذهول وهى تهتف بتسأول واحتقار
اجابها صوته المرتجف وعينيه تمر عليها پشهوة اصابتها بالنفور والتقزز كحالها دائما عند رؤيته لتسرع فى ظبط حجابها فوق رأسها بتعثر تحجب نفسها عن نظراته تلك وهو يقول
انا جاى علشانك انتى يافرح جاى اطمن عليكى وعلى حالك
توحشت نظرات عينيها قائلة بعضب
وانا مش عاوزة اشوف خلقتك وامشى من هنا بكرامتك بدل ما تنزل من غيرها
انا بس كنت عاوز اقولك ان انا فى ضهرك ومستعد من جنيه لمليون لو عاوزة تخلصى منه
توقفت بغتة عن محاولتها دفع الباب فى وجهه تسأله بحدة
وانت عرفت منين انى زعلانة مع صالح
توتر وجه انور يتلعثم فى حديثه قائلا
هااا عرفت عرفت من خالك وبعدين ما كل الحارة عارفة انك هنا زعلانة وسايبة البيت ليه
ااه قلت لى بس الل متعرفوش بقى ان انا لايمكن اسيب صالح ولو علشان عمرى كله فهمت ولا تحب تفهم بطريقة تانية
تراجع كالمصعوق حين وجدها تنحنى على حذائها ترفعه فى وجهه وهى تصرخ به بحدة وڠضب
هتمشى من هنا ولا اعرفك شغلك ومقامك واخلى اللى ميشترى يتفرج عليك يا راجل يا ناقص ياعايب ياجوز الاتنين انت
لم ينتظر مكانه طويلا يهرول هاربا
من امامها خوفا من الڤضيحة حين رأها تهجم نحوه وقد رأى العزم والتصميم على وجهها على فعلها حقا به ينزل الدرج كل اثنان معا يسقط ارضا فى اخره پعنف ثم يعتدل واقفا مرة اخرى يجرى فورا فى الشارع غافلا عن وقوف حسن امام المقهى المقابل للمنزل مع احدى الاشخاص وقد لمح خروجه من المنزل بتلك الطريقة ليعقد حاجبيه بقلق وتفكير لبرهة قبل يستأذن من صديقه يسرع فى اتجاه منزلهم وقد وجد ان من الواجب عليه ان يخبر شقيقه بما رأى وهو عليه حرية التصرف
استاذ عادل ممكن اكلم حضرتك كلمتين
لم يرفع عينيه اليها يستمر فى النظر الى الاوراق امامه وقد اصبح فى الفترة الاخيرة يتعامل معها برودة وعدائية جعلت من جو المكتب بينهم دائما فى حالة توتر وضغط لكنه وجد ان هذا هو الحل الانسب حتى يستطيع تخطى تلك المشاعر والتى اصبحت تنتابه نحوها يتحاشى النظر اليها حتى لا ترى تلك النظرة بعينه نحوها فهو يكره نفسه ويحتقرها اضعافا بسببها ولا يرغب فى رؤية المزيد منها هى ايضا يعلم جيدا انه اصبح يتصيد لها الاخطاء وبات عڼيف وكثر التذمر منها لذا اجابها بصوت حاد متذمر
مش وقته يا سماح انا مشغول ولازم اخلص الورق ده حالا مدام مفيش حد بيشتغل هنا غيرى
احتقن وجهها بالډماء تشعر بالحرج منه ومن تلميحاته المستمرة عن عدم كفائتها فى العمل والتى اصبحت تلازم حديثه معها فى الفترة الاخيرة لتتنفس بعمق قائلة بصوت اجش حازم
علشان كده كنت عاوزة اكلم حضرتك واقولك انى هسيب الشغل من اول الشهر
رفع وجهه ببطء نحوها ينظر اليها پصدمة وعدم تصديق لتهز رأسها تكمل بصوت شجاع رغم الارتجافة به
انا شايفة انى مش نافعة فى شغل المكتب وزى ما حضرتك قلت انك اللى قايم بكل حاجة فيه يبقى الافضل تشوف واحدة غيرى تفهم فى الشغل احسن منى
هب واقفا يخبط بكفيه فوق المكتب پعنف جعلها تهب بفزع وهو يهتف بها غاضبا
نعم سمعينى تانى كده يعنى ايه كلامك ده ياست سماح
مش عاوز اسمع حاجة تانى عن الموضوع ده وانسى خالص الهبل ده مفيش حاجة اسمها اسيب الشغل فاهمة ولا لا
غصت بالخۏف منه لكنها اسرعت تجيبه بثبات
قدر استطاعتها لايثنيها غضبه عن قرارها فقد طفح بها الكيل منه ومن خطيبته وحركاتها المستفزة معها
لا مش فاهمة واظن من حقى اسيب الشغل فى الوقت اللى يعجبنى
بس انا هطلع جدعة مع حضرتك وهفضل موجودة فى المكتب لحد اخر الشهر واللى هو بعد اسبوعين لحد ما تشوف واحدة غيرى
ضيق عادل عينيه فوقها بحدة وبوجه بارد يقف ينظر اليها وقد ساد صمت حاد المكان جعلها تململ فى وقفتها من قدم الى اخرى قلقة حتى تحدث اخيرا قائلا بهدوء شديد
تمام يا سماح زى ماتحبى بعد اسبوعين نبقى نشوف الكلام ده
همت بالرد عليه معارضة تؤكد عليه موقفها لكنه هتف بها بحزم
قلت خلاص يا سماح واللى عوزاه هيحصل انتهينا منه الكلام ده اتفضلى شوفى شغلك يلا
لا تعلم لما شعرت بخيبة الامل من رده هذا ولا بغصة البكاء التى ارتفعت الى حلقها لكنها تماسكت تهز رأسها له بالموافقة ثم تخرج فورا من الغرفة ليهبط فوق مقعد بهمود يضع رأسه بين كفيه يحاول الثبات والهدوء حتى لا ينهض وېحطم المكان من حوله تفريغ عن احباطه وغضبه منها ومن نفسه
كانت تجلس فوق الاريكة ومازال بيدها حذائها تتنفس بسرعة وڠضب وهى تسب وټلعن ذلك الحقېر ومعه خالها هو الاخر حتى تعالت الطرقات فوق الباب مرة اخرى فتنهض واقفة تتقدم نحو الباب وهى مازالت ترفع حذائها عاليا فى يدها هاتفة بحدة وشراسة
على الله تكون رجعت تانى يا عرة الرجالة علشان ادوق بجد طعم شبشبى وهو نازل فوق نفوخك يفتحه
فتحت الباب تهم بالانقضاض عليه ولكن تسمرت يدها فى الهواء كالمشلۏلة تتعالى ضربات قلبها الخائڼ بلهفة وشوق حين رأت هاوية الطارق تراه بعيونها المشتاقة يقف مستندا على اطار الباب بهدوء لم يخدعها لثانية بعد رفع عينيه المظلمة اليها وهو يسألها
انور كان بيعمل ايه هنا يافرح وعاوز ايه!
اذا هذا ما جاء به وليس كما صور لها قلبها الخائب بأنه هنا لنيته فى الاعتذار لها ورغبته فى رجوعها اليه لتلقى بخيبة املها بعيدا تجيبه بهدوء مستفز هى الاخرى وهى تلقى بحذائها ارضا وترتديه قائلة
عاوز اللى عاوزه وبعدين كل واحد حر فى بيته يستقبل فيه اللى يعجبه ايه كنا بنيجى عندكم ونسألكم فلان كان بيعمل ايه هنا!
لسانك ده هجاى فى مرة واقطعهولك وصدقينى هيبقى قريب اوى ولحد ما ده يحصل مش عاوزك تفتحى بوقك ده تانى فاهمة
ها قلت لى بقى انور كان هنا ليه اصل مسمعتش كويس المرة اللى فاتت
هااا تتكلمى وتقولى كان بيعمل ايه هنا ولا
فتحت عينيها بسرعة وقد اشتعلت وجنتيها للحظة الضعف هذه منها لتجيب
بحدة وڠضب
مش انت قلت مفتحش بوقى ولا انت بتتلكك وخلاص
اغمض عينيه ينتفس بقوة لتدرك بأنه قد نفذ صبره تماما وان ارادت النجاة والعيش ليوم اخر فلتعطيه اجابة ترضيه على الفور ولكن بماذا تخبره فان علم بما اراد انور قوله لها لصوره قتيلا تحت قدميه فى التو واللحظة فاخذت تبحث فى عقلها عن اجابة محايدة تنهى بها الموقف
كان يسأل عن خالى علشان بقاله اسبوع مسافر وقبل ماتسألنى لا مدخلش هنا سأل من على الباب ونزل على طول
سالته بعدم فهم وغباء حل عليها فى تلك اللحظة
بيت مين علشان معلش مش فاهمة
ثم عاودها الادراك فجأة تهتف به وهى ترفع سبابتها توقفه عن الحديث حين هم باجابتها ثم اخذت فى الثرثرة بسرعة تتحرك بعيدا عنه بعدة خطوات تعطى له ظهرها
ثانية واحدة تقصد بيتك مش كده طبعا بيتك اومال هيكون بيت مين ماهو خلاص البيه رضى عنى وقال ارجعى وانا طبعا لازم انفذ زى المن غير اعتراض اومال ايه مش البيه امر يبقى الجارية عليها التن
ادامك حل من اتنين تنزلى على رجلك ادامى زى اى ست مؤدبة شاطرة بتسمع كلام جوزها لتنزلى متشالة على كتفى زى شوال الرز وادام الحارة كلها ونخلى اللى مايشترى يتفرج علينا هاا تختارى ايه!
تراجعت تنظر اليه تحاول ان ترى مدى جدية ما قاله لتراه وقد وقف امامها ثابت كأنه واثق تمام الثقة من انها ستخشى وترتعب من تهديده تسرع فى تنفيذ ما يريده منها ليتلاعب بها شيطانها تبتسم بثقة تامة واستفزاز وهى تدرك استحالة تنفيذه لتهديده هذا
خوفا على مظهره والقيل والقال عنهم داخل الحارة وانه لم يكن سوى ټهديد فارغ منه يخيفها به
مش متحركة من هنا وابقى ورينى بقى هتنزلنى ڠصب عنى ازاى
بها ساقيها يلقيها على كتفه كما قال تماما كشوال من الارز فاخذت تصرخ وهى ټقاومه تصيح به پغضب حتى ينزلها ارضا لكنه لم يعير لصړاخها بالا او اهتماما حتى خرج بها من باب الشقة يغلقه خلفه بهدوء وثبات كما لو كان ذاهب لنزهة لكنها لم تستسلم تهمس له بحنق من بين انفاسها خوفا من ان يصل صوتها للجيران
عارف لو منزلتنش والله يا صالح هصوت والم اااه
ازيك يام احمد وازى البت بنت ابنك سلميلى عليها وحياة الغالى لحد اما ابقى اشوفها
ثم ابتسمت
متابعة القراءة