مزرعة الدموع منى سلامة

موقع أيام نيوز


انتى بنى أدمه غبيه .. لسه مفهمتيش عمر وعشان كده عماله تحطى نفسك فى مواقف غبيه زيك
اوووووف .. خلاص مفيش داعى للكلام ده .. خلاص الموضوع انتهى
نظرت لها نادين بغل قائله 
مش بقولك غبيه .. موضوع ايه اللي انتهى .. الأمور هترجع بينك وبني عمر زى الأول وأحسن
قال نانسي بسخرية 
ازاى ان شاء الله
ابتسمت ابتسامه خبيثة وقالت 

هقولك ازاى
دخل مصطفى الى غرفة النوم فأسرعت ياسمين الجالسه على طرف الفراش بالنهوض والتفتت وأولته ظهرها وأخذت تمسح عبراتها التى تساقطت على وجنتيها .. دخل مصطفى الفراش وتدثر بالغطاء وأغمض عينيه دون التفوه بكلمه
أخذت ياسمين مخده صغيره وغطاء من الدولاب وتوجهت الى غرفة المعيشة .. نامت على الاريكة وتدثرت بغطائها وأقد أخذت العبرات تتساقط على وجنتيها مرة أخرى
استيقظت فى اليوم التالى عندما شعرت بيد تهزها بقوة وبصوت مصطفى وهو يقول 
انتى يا مدام .. قومى عايزين نفطر
هبت ياسمين جالسه على الأريكة .. وأعادت خصلات شعرها الثائرة الى الخلف وأغمضت علينيها للحظات تحاول تذكر أين هى وماذا تفعل هنا 
يلا أنا جعان 
عادت ياسمين الى الواقع مرة أخرى .. فنهضت من على الأريكة وقال
صباح الخير .. حاضر هحضره دلوقتى
لم يرد مصطفى فأخذت غطائها ومخدتها ودخلت غرفة النوم وأعادت ترتيب السرير ثم توجهت الى الحمام وأخذت دش ساخن لعلها تشعر بالإرتياح .. أنهت حمامها ودخلت المطبخ تحضر الفطور لأول مرة فى هذا البيت الغريب .. نظرت الى مقتنياتها وأدواتها المطبخية وتذكرت كل قطعة فيه .. كان لكل قطعة بهجه خاصة .. تذكرت كيف كانت أمها ومنذ كانت ياسمين صغيره تشترى لها ولأختها أشياء لجهازهما .. كانت تفرح كلما اشترت لها أمها شيئا جديدا وتسعد وهى تضيفه الى ذلك الصندوق الكبير الذى احتوى جهازها والتى كانت تضعه تحت سريرها .. تذكرت كم حلمت بإستخدام تلك الأشياء عندما تتزوج ويصبح لها بيت خاص بها وزوج محب ..وهنا اختف الإبتسامه من شفتيها .. نعم حصلت على البيت .. لكن أين هو الزوج المحب ! ..لم ترد لليأس أن يسيطر عليها وينغص عليها عيشها .. كانت تكره الفشل والاستسلام له .. عاهدت نفسها أن تبذل قصارى جهدها فى انجاح زواجها وبث الألفة والود داخل جدران هذا البيت .. شرعت تحضر طعام الفطور فى مرح والابتسامه تعلو شفتيها
تململ عمر فى فراشه فى غرفته بالمستشفى وفتح عينيه وأخذ يدور يعينه فيما حوله ويحاول تذكر ما حدث له .. نظر بجواره ليجد كرم وهو يغط بالنوم على كرسي مجاور لفراشه .. انتبه عمر ليده اليسرى والتى كانت موضوعه من الكف لبداية عظمة الكتف فى الجبيره .. نادى صديقه قائلا 
كرم .. كرم
استيقظ كرم ونهض ليتفحص صديقه بعينيه قائلا 
عمر حمدالله على السلامه .. انت كويس
قال عمر وهو حائرا 
أنا فين وايه اللى حصل 
انت مش فاكرة حاډثة امبارح
قال عمر بإندهاش 
حاډثة ايه 
صمت قليلا ثم قال 
اه .. أنا آخر حاجة فاكرها ان كان فى عربية جايه مخالف ومش فاكر أى حاجه بعد كده
تنهد صديقه قائلا
ايوة كان فى تريلا جت مخالف وللاسف العربيتين خبطوا فى بعض
قال عمر بسرعة 
و نانسي وأبوها و مدام نادين 
قال كرم فى شئ من الأسى 
نانسي و مدامنادين بخير .. حصلهم كدمات بس لأن العربيه اتقلب على الجهه اللى كنت انت ووالد ناتسي أعدين فيها
طيب ووالد نانسي حصله حاجه 
البقاء لله يا عمر .. توفى
هتف عمر قائلا 
لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله
وفجأة انفتح الباب لتدخل كريمة التى انفرجت أساريها لرؤية عمر مستيقظا وأقبلت نحوه فى سرعة وعانقته قائله 
عمر حبيبتى حمدالله على سلامتك يا ابنى .. حمدالله على سلامتك
وأخذت تبكى بشده .. طوقها عمر بديه اليمينى وهدءها قائلا 
انا الحمد لله يا أمى ..بخير زى ما انتى شايفه .. الحمد لله
وضعت رأسه بين كفيها تملى عينيها برؤيته قائله 
الحمد لله .. الحمد لله كنت ھموت لو كان جرالك حاجه
جذب عمر رأسها يقبله قائلا 
بعد الشړ عليكي يا حبيبتى .. أنا بخير أهو والحمد لله
أقبل والده يحتضنه وبقبل رأسه مرددا 
الحمد لله انك رجعتلنا بالسلامه يا ابنى 
قال عمر لوالده بقلق 
ازى نانسي ومدام نادين دلوقتى 
كنا من شوية فى الدفنه و سبنا كرم معاك هنا عشان لو فوقت
شعر عمر بالأسى الشديد لفقدان نانسي والدها فقال 
لا حول ولا قوة الا بالله أكيد اللى حصل صعب أوى عليهم
هتفت كريمة قائله بعصبيه 
عمر دى آحر مرة تسوق فيها العربية بنفسك .. عندك سواق مبتخليهوش يسوقها ليه
يا ماما الحاډثة مكنتش غلطتى التريلا هى اللى جايه مخالف
ولو ..مفيش سواقه عربية تانى
فلم يرد عمر مجادلة والدته التى يعلم جيدا ما تشعر به فى هذه اللحظة فردد قائلا 
حاضر يا أمى 
فى تلك اللحظة سمعوا
 

تم نسخ الرابط