الثلاثة يحبونها بقلم شاهندة كاملة
المحتويات
جميلة الجميلات..تسلل إلى مسامعه صوت حبيبته وهي تقول بهمس حزين
مراد.
ليفتح عيونه ويرى عيونها العشبية التى يعشقها تتطلع إليه پألم..ليقول فى لهفة
شروق حبيبتى..حمد الله على السلامة .
نظرت شروق إلى دموعه
لتقول بحسرة
أد كدة شكلى صعب يامراد..حتى إنت مقدرتش تتحمله وغمضت عنيك..وكمان بتدمع.
ثم ينظر إليها قائلا بعشق
نظرت إليه بحب ..تستشعر الصدق بكلماته..ولكن مالبث أن ظهر الحزن على ملامحها وهي تقول
إزاي
وهو يقول بحنان
كل شئ فى الدنيا يتعوض..كل اللى راح ممكن نعوضه..لكن لو كنتى إنتى اللى روحتى منى كنت هعمل إيه ياشروقحبيبتى أنا من غيرك مقدرش أعيش.
نظرت إليه شروق بعيون تغشاها الدموع قائلة
وأنا كمان مقدرش أعيش من غيرك يامراد..بس...
وضعت يدها على بطنها المسطحة قائلة
قال مراد بعتاب
وأنا روحت فين بس..من اليوم اللى إتجوزتك فيه..مش بس اليوم اللى إعترفتلك فيه بمشاعرى..كنتى خلاص..مبقتيش وحيدة ياشروق..أنا جنبك ومعاكى فى كل حاجة..على الحلوة وعلى المرة.. أما موضوع الطفل..فالدكتور قاللى إنك ممكن تانى تحملى بس مش قبل ست شهور..
ممكن آه وممكن لأ..مين عارف..هقدر أحمل تانى ولا لأ
مد مراد يده وأمسك ذقنها يعيدها لتنظر إليه مباشرة يقول فى تصميم
هنستنى الشهور دى وبعدين هنحاول ياشروق..وصدقينى ربنا هيعوضنا خير ياحبيبتى.
ن
الفصل السابع والعشرون
كان يحيي و
نظرت إليه بعيون رائعة وهي تقول بدهشة
أول مرة تقولى كدة.
عشان حاسسها بجد..إنتى رحمتى من وحدة عشت فيها قبلك..ورحمتى من أي عڈاب شفته فى بعدك..ورحمتى اللى دايما معايا كل ما أحس بضيق واللى بتقدر تبعده عنى فى ثوانى وتبدله براحة عمرى ما حسيتها غير وأنا معاكى بس.
رفعت يديها تحيط بها وجهه قائلة
وإنت كمان عوض ربنا لية عن كل حاجة حصلتلى..مبحسش بالسعادة غير وأنا وياك بس يايحيي.
لاحظت رحمة لمحة من القسۏة مرت بعينيه..تعجبت لها خاصة وأن صوت يحيي لم يحملها وهو يقول
كنت مع مراد فى المستشفى.
إتسعت عينا رحمة بجزع وهي تقول
ليه ..حصله حاجة تانى
قال بنفي وبصوت شعرت فيه بحزنه
لأ..مراد كويس..الموضوع بس إن شروق حصلها حاډثة وخسړت البيبى.
شهقت بقوة وهي تضع يدها على فمها ثم رفعتها قائلة پصدمة
وهي عاملة إيه دلوقتومراد عامل إيهمخدتنيش معاك ليه بس يايحيي
أمسك يديها بين يديه قائلا
إهدى بس..هما بخير..أكيد الموضوع مش سهل عليهم بس مع الوقت هيتقبلوه وهيعوضوا اللى راح منهم..ومكنش ينفع آخدك ولسة حالة شروق النفسية مش مستقرة..ده غير رجوع مامتك النهاردة..والأمور كانت متلخبطة شوية.
أومأت برأسها قائلة
معاك حق..طيب انا عايزة أشوفها يايحيي وأطمن عليها
بنفسى.
قال يحيي
هوديكى ليها.. بس يومين كدة على ماتبقى أحسن.. على الأقل نفسيا يارحمة.
أومأت برأسها موافقة..ثم تنهدت وهي تنظر إلى عينيه قائلة
طيب الوقت متأخر ..مش هتنام ياحبيبى..إنت شكلك بجد تعبان.
دلفت شروق إلى تلك الشقة الجديدة مع مراد الذى صمم أن يحملها رغم أنها تستطيع المشي جيدا..فالحمد لله لم تصب بكسور من ذلك الإعتداء الذى أصابها..فقط فقدت جنينها وإمتلئ جسدها ووجهها بالكدمات البشعة ..أدخلها مراد إلى الحجرة الرئيسية ومددها ثم جلس بجوارها قائلا
حمد الله على السلامة ياشوشو..نورتى بيتك.
تأملت المكان حولها قائلة بضيق
مكنش ليه لزوم تنقلنا شقة تانية يامراد..واضح إن الشقة دى أغلى كتير من التانية.
إبتسم قائلا
مفيش حاجة تغلى عليكى ياحبيبتى..النقل كان ضرورى..أولا عشان الأمان..الشقة اللى كنا عايشين فيها مبقتش أمان خلاص..ثانيا الشقة التانية هتفكرك بكل حاجة حصلتلك..وعشان كدة نقلتك هنا..ثالثا إحنا مش هنقعد فيها كتير..فترة كدة وهنروح حتة تانية.
قالت فى لهفة
هنرجع شقتنا
قال فى غموض
لأ..هنروح مكان كان المفروض كنت أعيشك فيه من زمان.
نظرت إلى عينيه فى حيرة قائلة
مكان إيه ده
قرص وجنتها بخفة قائلا
متشغليش بالك دلوقتى..وقوليلى ..أخبارك إيه
إبتسمت قائلة
أنا بخير طول ما إنت فى حياتى يامراد..وجودك جنبى هون علية كل حاجة.
أمسك يديها بين يديه قائلا
أنا جنبك وهفضل طول عمرى جنبك..أنا ماصدقت لقيتك ياحبيبتى.
إبتسمت وهي تتأمله بعشق..لتقول بعد لحظة
على فكرة..على أد ما كنت بغير من رحمة ..على أد ما بحبها دلوقتى..زيارتها لية فى المستشفى وكلامها خففوا عنى كتير..
إبتسم قائلا
رحمة ما تفرقش عنك ياشروق..انتوا الاتنين ملايكة ..مكان مابتكونوا بتنشروا فرحة وراحة وحب.
نظرت إلى عينيه قائلة بلهغة
يعنى انت بجد شايفنى
زيها يامراد
قال مراد بعشق
أنا دلوقتى شايفك غير الكل..إنتى بالنسبة لى دلوقتى وعلى رأي كاظم بتاعك ده ..ست النساء.
أدمعت عيونها قائلة
بجد يامراد
رفع يده يمررها على خد شروق السليم قائلا بحب
بجد ياقلب مراد.
تعالت ضحكاتها..ليتيه فيها ثم نهض قائلا
لأ ..أنا همشى بقى قبل ما أتهور يابنت الناس..
توقفت عن الضحك وهي تقول بحزن
إنت هتمشى وتسيبنى.
ڠصب عنى..بقالى كام يوم غايب عن البيت والشغل..هروح أظبط شوية حاجات وهرجعلك..ونهاد
جت أهي ..هتقعد معاكى لحد ما أرجع..وأوعدك..مش هتأخر.
إبتسمت تعلن بإبتسامتها موافقتها على ذهابه ليقبل رأسها ثم ينظر إليها نظرة أخيرة قائلا
لا إله إلا الله.
إتسعت إبتسامتها وهي تقول
محمد رسول الله.
ليغادر تتبعه عيناها بعشق قبل أن تتنهد قائلة
بحبك يامراد..بحبك أوى.
قالت بشرى بعصبية
قصدك إيه يابهيرة
تلفتت بهيرة حولها تتأكد من عدم وجود أحد يمكنه سماعها وعندما إطمأنت قالت بهدوء
زي ما قلتلك..اكيد محتاجة وقت عشان أكسب ثقتها من تانى..وبعدين يحيي آخد باله منى كويس..حاساه مش مرتاحلى ومراقبنى..فمينفعش أتسرع عشان مغلطش.
زفرت بشرى ثم قالت
تمام يابهيرة بس إنجزى..على ما أشوف مراد كمان ده راح فين..بس خليكى جاهزة..عشان ممكن أتصل بيكى فى أي وقت..مفهوم
قالت بهيرة
مفهوم.
أغلقت بشرى الهاتف بوجهها لتقول بهيرة بضيق
بتتكلم كدة ليه وبتتأمر بس على
إيهأمال لو مكنتش محتاجانى كانت عملت فية إيه..حاجة تجيب الضغط.
لتبتعد بخطوات غاضبة..ليظهر يحيي من أحد الأركان يتابع إبتعادها بعيينه..ليتأكد تماما من حدسه..وتقسو عينيه وهو يتوعد لها ولمن خلفها بعذاب شديد.
كانت بشرى تجلس على الأريكة تمسك مجلة الموضة تتصفحها بلا مبالاة..فمزاجها اليوم غير رائق بالمرة..حين فتح الباب ودلف مراد..لتقول بشرى بسخرية
لسة بتفتكر إن ليك زوجة وبيت تسأل
عليهم يامراد.
نظر إليها مراد مطولا للحظات..لتشعر هي رغما عنها بالإضطراب من نظراته الخالية من المشاعر..والتى تمتلئ ببرودة كالجليد تماما..تتساءل هل عرف بفعلتها..لتنفض هذا الإحتمال فأنى له أن يعرفليقاطع أفكارها قائلا ببرود
بشرى..أنا لسة راجع البيت وتعبان ومش فاضى أبدا لتلميحات سخيفة عن تقصيرى معاكى.
لتنهض قائلة بعصبية
أمال فاضى لإيه بالظبط..هاكنت فين يامراد المدة اللى فاتت دى كلها
نظر إلى عيونها مباشرة وهو يقول ببرود
كنت مسافر فى شغل.
رفعت حاجبيها قائلة بسخرية
شغل بردهشغل إيه اللى الشركة متعرفش عنه حاجة..وشغل إيه اللى مخلى شكلك كدة ..وكأنك منمتش من شهور.
قال بهدوء يحمل بعض السخرية
مظنش إن الوقت يسمح أشرح لسموك الشغل ده..ده غير إنك قولتيها بنفسك..انا فعلا منمتش ومحتاج أنام..عن إذنك.
كاد ان يغادر متجها لغرفته حين إستوقفه صوتها وهي تقول پغضب
إنت هتستعبط يامراد
ليلتفت إليها يمسك ذراعيها بيديه قائلا بقسۏة
إنتى إزاي تتكلمى معايا بالشكل ده..إنتى نسيتى نفسك ولا إيهانا مراد الشناوي واللى يطول لسانه علية ..أقطعهوله..مفهوم
نظرت إليه پصدمة ليهدر قائلا
مفهوم
اومأت برأسها لينظر لها ببرود ثم يتركها ويبتعد متجها لحجرته..تتابعه بعينيها بغيظ
قبل أن تقول بغل
والله وطلعلك صوت يامراد..بقى عايز تقطع لسانى..طب نهايتك هتكون على إيدى.....وبكرة تشوف .
قالت رحمة بإستنكار
إنتى بتقولى إيه بس ياماما..لأ طبعا ..يحيي مستحيل يتجوز علية أو يفكر حتى يعملها.
قالت بهيرة بهدوء
وليه لأ يارحمة..ماباباه عملها قبل كدة وإتجوز مامة هشام..وباباكى عملها بعده وإتجوزنى..ويحيي نفسه إتجوزك بعد راوية..إيه اللى يمنعه يتجوز تالت..ده شئ بيجري فى دمهم ياحبيبتى مجرى الډم.
كادت كلمات بهيرة ان تفتك بقلب رحمة شكا..فبالفعل حدث كل ما قالته والدتها..ولكن لوالد يحيي ويحيي ظروفا أجبرتهم على الزواج وهو ۏفاة زوجتهم الأولى..وإضطرارهم للزواج مرة ثانية..أما أباها فخضع لسحر أمها..ولم يكن له حق أبدا فى ذلك..ولكنها لن تلومه الآن وقد واراه الثرى..لتتساءل بقلق..ترى هل من الممكن أن تأخذه منها أخرى..خاصة وهو يعلم بعدم قدرتها على الإنجاب..كادت بهيرة أن تبتسم إنتصارا وهي ترى ملامح الشك على وجه إبنتها..ولكنها مالبثت أن شعرت بالصدمة..حين إختفت تلك الملامح ليحل مكانها يقينا وهي تقول
مستحيل أصدق إن يحيي ممكن يتجوز علية..أنا بحب يحيي..ويحيي بيحبنى ياماما..ومستحيل يعمل كدة..عن إذنك أنا رايحة لهاشم عشان ده ميعاد أكله .
تابعتها بهيرة بعينيها يتآكلها الغيظ..وهي تقول
طالعة هابلة زي أبوكى.
...بينما إبتسم يحيي بعشق وهو يتابع صعود رحمة..بعد ان إستمع إلى كلماتها ليدرك انها أصبحت تثق بعشقه لها..لينظر إلى بهيرة ويدرك أنها أصبحت أيضا خطړا شديدا لابد من إقتلاعه... فورا.
الفصل الثامن والعشرون
كانت بهيرة تقف فى الحديقة إلى جوار رحمة التى كانت تلاعب هاشم بالكرة..ينتابها التوتر الشديد ..فقد هددتها بشرى فى الهاتف اليوم.. إن لم تحضر رحمة إليها بعد ساعة من الآن فلتعتبر إتفاقهما لاغى..وسترسل ليحيي ورحمة كل تسجيلات محادثاتهما مع حذف صوتها بالطبع..لتخشى بهيرة غدر بشرى وټهديدها ..وها هي تتحين الفرصة لإحكام خدعتها..حتى حانت من رحمة إلتفاتة لوالدتها..لتتظاهر بهيرة بأنها على وشك الإغماء..لتصاب رحمة بالجزع وتسرع إليها تسندها وهي تقول بقلق
ماما مالك..فيكى إيه بس
قالت بهيرة بصوت حاولت أن تبث الضعف به
قعدينى بس يابنتى وأنا أقولك.
أجلستها رحمة وهي تجلس بجوارها تضم يدها بين يديها قائلة
طمنينى ياماما..إنتى كويسة
قالت بهيرة بعيون غشيتها دموع التماسيح
الحقيقة يارحمة..إن أنا مريضة بالقلب..
كتمت رحمة بيدها شهقة كادت ان تخرج منها وبهيرة تستطرد قائلة
أنا كنت متابعة مع دكتور بس لما الدنيا ضاقت بية مبقتش أروحله..وفى الفترة
الأخيرة بقت تجيلى نوبات دوخة وضيق نفس زي ما إنتى شايفة.
قالت رحمة من خلال دموعها التى سقطت حزنا على والدتها
ياحبيبتى ياماما.
تظاهرت بهيرة بالإستكانة وهي تقول
كان المفروض أروحله من شهر أعمل باقى الأشعة والتحاليل..بس للأسف مروحتش..وشكل حالتى متأخرة يارحمة أو جايز قربت أمو.....
قاطعتها رحمة وهي تضع يدها على فم والدتها قائلة بجزع
بعيد الشړ عنك ياماما..طول ما فيه أمل لحالتك يبقى مفيش يأس..وأنا معاكى وبإذن
الله هتقوميلنا بالسلامة ياحبيبتى.
أمسكت بهيرة بيد إبنتها الموضوعة على فمها بين يديها قائلة
لكن يارحمة العلاج غالى و...
قاطعتها رحمة قائلة بصوت قاطع
مفيش لكن..أنا قلتلك طول ما فيه أمل يبقى هنمشى وراه ولو كلفنى علاجك كل حاجة بملكها..هدفعها ياماما وأنا مبسوطة إنك موجودة فى حياتى .
ربتت بهيرة على يدها قائلة بحنان زائف
يخليكى لية يابنتى.
لتمسح رحمة دموعها وهي تنهض قائلة فى تصميم
أنا هاخد هاشم أوديه لروحية عشان تاخد بالها منه وهتصل بيحيي وأجيلك عشان نروح للدكتور بتاعك..دقايق بس..مش هتأخر.
اومأت بهيرة
متابعة القراءة