الثلاثة يحبونها بقلم شاهندة كاملة

موقع أيام نيوز


معايا دليل برائتى ياحاج صالح.
عقد صالح
حاجبيه بينما تبادل الجميع النظرات..ليقول صالح بندوء 
وإيه هو الدليل ده..وريهولنا يابنت بهيرة.
هدر يحيي بصرامة قائلا
حاج صالح.
لمست رحمة ذراع يحيي مهدئة إياه لينظر إليها فتومئ إليه بعينيها ان يترك لها هذا الأمر..ليتركه لها بالفعل وسط حيرته ..إلتفتت هي إلى صالح قائلة بثبات

دليلى مش هقوله غير للحاجة آمال..وده آخر ما عندى.
نظر الجميع إلى آمال الواقفة بهدوء بينهم..لتومئ برأسها لهم وهي تتجه إلى رحمة قائلة برصانتها المعهودة 
وأنا مستعدة أسمعك
يابنتى.
أشارت لها رحمة أن تتقدمها لتخطو بالفعل معها ليقول حامد مناديا إياها
أمى.
إلتفتت إليه قائلة بهدوء
متقلقش ياحامد..دقايق وراجعالكم.
ثم نظرت إلى صالح ليومئ لها الحاج صالح برأسه وتذهب آمال مع رحمة ليدلفوا إلى حجرة المكتب وسط توتر وحيرة وقلق من الجميع وخاصة ذلك الذى تعلقت عيناه بحبيبته التى نظرت إليه نظرة طويلة قبل ان تغلق الباب خلفها........بهدوء.
....بعد مرور بعض الوقت
كان الجميع ينتظرون خروج رحمة و الحاجة آمال من الغرفة المغلقة ..لتتعلق العيون بالباب حين فتح وظهرت الحاجة آمال وهي تمسك بيد رحمة على عتبته ..يبدوان وكأنهما كانتا تبكيان من تلك العيون المتورمة والأهداب التى مازالت ندية. وهو يقول بقلق
إنتى كويسة
أومأت برأسها بينما إبتسمت الحاجة آمال وهي تسلمه يدها
لتستقر فى يده وسط دهشة الجميع..بينما إتجهت آمال إلى الحاج صالح ومالت على أذنه هامسة ببعض الكلمات..لتتسع عينا الحاج صالح فى صدمة وهو ينظر على الفور إلى رحمة التى أطرقت برأسها على الفور..بينما شعر الجميع بان هناك لغز ما يسيطر على الموقف..وحل هذا اللغز عند اثنين فقط ..رحمة وآمال..والآن أضيف لهم الحاج صالح..ليقول صالح بثبات
إحنا لازم نتأكد..
إتسعت عينا آمال قائلة بدهشة
إنت بتقول إيه ياحاج
قال صالح بحزم
اللى سمعتيه ياحاجة.
قالت آمال
بس...
قاطعتها رحمة وهي تقول بثبات
وأنا مستعدة أروح معاكم بنفسى عشان تتأكدوا.
قال يحيي بحدة
تروحى على فين إنتى إتجننتى
إلتفتت إليه قائلة بحزن
لأ تعبت..تعبت ظلم ولازم أرتاح بقى..وإنت مش هتمنعنى.
كاد ان يتحدث لتقاطعه وهي تضع يدها على فمه قائلة
مش هقولك عشان خاطرى..بس عشان خاطر راوية وهاشم..سيبنى اروح معاهم وأوعدك إنى هرجع عشان...
لتصمت لثانية وقد كانت أن تقول عشانكلتستطرد وهي تصححها قائلة
عشان هاشم.
نظر إلى عينيها لثوان..ثم لم يلبث أن أومأ برأسه فى هدوء..لتنزل رحمة يدها وهي تتجه إلى الخارج مغادرة المنزل مع صالح وآمال..بينما ظل الجميع بالمنزل ليقول يحيي هادرا
حاج صالح.
إلتفت إليه صالح ليستطرد يحيي قائلا
مراتى ترجعلى زي ما خرجت من بيتى..لو إتمس شعرة واحدة منها مش هيكفينى قصادها عيلة الشناوي كلهم..مفهوم
أومأ صالح برأسه بهدوء..وإلتفت مغادرا ..ترتسم على شفتيه إبتسامة إعجاب هادئة ..فهذا الشبل حقا من ذاك الأسد..ويحيي إبن صديق......يشبهه تماما .
بعد وقت قليل...
دلفت رحمة إلى السيارة بعد ان انهوا مهمتهم بنجاح وظهرت برائتها لتدحض كل شكوكهم تماما.. جلست إلى جوار الحاجة آمال التى رفعت يدها ووضعتها على كتف رحمة لتضمها إلى جانبها وتربت عليها بحنان..شعرت رحمة بحنانها وتعاطفها معها لأول مرة منذ أن عرفتهم رحمة كأقارب لأبيها..لتسقط دمعة من عيني رحمة أسرعت تمسحها ..وهي تتمنى من كل قلبها الآن أن تكون أمام
يحيي ل وتبكى لتشعر بالراحة بعد طول عناء..حانت من الحاج صالح الذى يجلس بجوار السائق إلتفاتة إلى رحمة القابعة فى حضڼ آمال بضعف..ليلوم حاله على التشكيك بكلماتها وإخضاعها لتلك التجربة البغيضة..ولكن ما باليد حيلة فمن بثت السمۏم فى عروقه هي بنت رباب..من كان يعتقد أنها أكثر نساء عائلة الشناوي عقلا كأمها تماما..و التى كان يستطيع الوثوق بها كلية..ليتضح أنه على خطأ..وأن كل ما فى الأمر ..هي غيرة..غيرة نسائية بغيضة من جانبها ..ولكنها رغم قباحتها إلا أنها أرجعت إليه إبنة ناجح من جديد..أرجعتها إلى عائلتها بعد وقت طويل قاست فيه ظلمهم وتجاهلهم ونكرانهم ..ولكن آن الأوان لكي تعود لأحضانهم من جديد وينقشع ضباب الظلم عن سماء المظلوم.
تبادل كل من الحاج صالح وزوجته آمال النظرات لتومئ إليه برأسها وكأنها تقرأ افكاره ..وتوافق عليها.....كلية.
نزلت رحمة من السيارة لتنزل خلفها آمال..كاد الحاج صالح أن يسبقهما حين نادته رحمة بضعف قائلة
حاج صالح.
توقف صالح وهو يلتفت إليها قائلا بحنو
نعم يابنتى.
أطرقت برأسها فى خجل قائلة بهمس
ياريت يحيي ميعرفش باللى حصل..إنت عارف يحيي وعصبيته..وأكيد مش هيعدى حاجة زي دى بالساهل..إنت فاهمنى طبعا
أومأ برأسه قائلا
فاهمك
يابنتى.
ليستطرد قائلا بإعجاب
يحيي راجل من ضهر راجل ويستاهل واحدة زيك يارحمة يازينة بنات عيلة الشناوي كلها.
رفعت رأسها إليه تغشى عيونها الدموع بسرعة..فلقد قال الحاج صالح جملته الأخيرة بفخر جعل دقات قلبها تتقافز فرحا ..فأخيرا إعترفت بها العائلة كإبنة لها ..فقط تمنت لو جدها هاشم كان هنا الآن ليدرك بدوره كم ظلمها ويعترف بها أخيرا كحفيدته..أفاقت على ربتة يد صالح على كتفها قائلا
تعالى نرجعك لجوزك
يابنتى..ربنا يوفق بين قلوبكم ويسعدكم.
قالت الحاجة آمال
آمين ياحاج.
بينما أومأت رحمة برأسها وقلبها يؤمن على دعوته ..ليمشوا سويا متجهين إلى منزل عائلة الشناوي..ويدلفوه......سويا.
قال يحيي بحنق غاضب
يعنى إيه عربيتهم إختفت ..فهمنىإحنا مشغلين معانا حمير 
ليرفع عيونه إلى السماء قائلا فى مرارة
إرحمنى يارب..رحمة لوحدها مع الحاج صالح والحاجة آمال ..والله أعلم ودوها فين..ولا عملوا فيها إيه..وانا واقف هنا متكتف مش عارف مراتى فينوجرالها إيه
جلس مطرقا برأسه وهو يضعها بين يديه..يتهدل كتفاه فى صورة واضحة عن ضعفه وقلة حيلته ..يراه مراد لأول مرة بتلك الحالة ليدرك عمق مشاعره تجاه رحمة ويقرر نهائيا نسيان ذلك العشق..ووأده فى قلبه ..حتى إن كان الثمن إبتعاده عن أخيه ...تماما.
فى تلك اللحظة دلف الحاج صالح وإلى جواره الحاجة آمال ورحمة ليقف يحيي على الفور يتفحصها بعينيه..إبتداءا من ضعفها الواضح.. و شحوب وجهها.. ليسرع إليها بينما كانت تبحث عنه بعينيها حتى وجدته متجها إليهاا..تركت نفسها ټغرق فى ذلك الظلام الذى أحاطها..والذى قاومته كثيرا حتى وجدت نفسها فى أمان يديه..ليلقفها يحيي قبل ان تقع أرضا ..ويكون آخر ما تسمعه هو صراخه بإسمها.....فى لوعة.
الفصل الرابع عشر
تأمل يحيي ملامح رحمة الشاحبة بقلق..ورغم أن الطبيب طمأنه عليها إلا أن إرتعاشة جسدها وشحوب وجهها غمروا قلبه بالخۏف عليها..يتساءل ماذا حل بهاوماالذى أوصلها لتلك الحالة..فعندما سأل الحاج صالح عن المكان الذى ذهبوا إليه وجعلها بتلك الحالة..أطرق الحاج صالح رأسه بحزن قائلا له أنه سر بينه وبين رحمة والحاجة
آمال وأنه وعدها بعدم البوح بسرهم..
أي هراء هذاهو من بين الناس جميعا من يحق له معرفة كل الخبايا بحياة رحمة..فمن حقه أن يعلم كل صغيرة وكبيرة عنها..فهو زوجها ..بل حبيبها..نعم ..حبيبها..لقد أيقن منذ اليوم الأول والذى رآها فيه من جديد.. أن الحب هو ما فى قلبه لها..الحب فقط ولا شئ غيره..خاصة فى تلك اللحظة التى شعر فيها بأنه من الممكن أن يفقدها ..إحساسه وقتها بالروح تسحب منه كلية..وبأنه لن يستطيع الحياة إن هي تركته..كل هذا جعله يدرك أنها هي حياته..أنفاسه التى يعيش بها..إلى جانب أنه أصبح يشك كثيرا بماضيها مع أخيه ..يعلم بوجود خطأ ما ..وسيعمل على كشفه وتصحيحه..نعم ..سيفعل.
أفاق من أفكاره على صوتها الضعيف ينادى بإسمه..وجدها تنظر إليه بضعفها فقال بهمس
عيون يحيي.
همست بدورها برجاء
..أنا خاېفة..خاېفة أوى.
. إليه بقوة يغلف قوته شوقا وحنانا..لتستمع رحمة إلى دقات قلبه وتهدئ إرتعاشاتها تدريجيا حتى سكنت تماما..وإنتظمت أنفاسها ليدرك يحيي أنها إستسلمت لنوم عميق..رق قلبه عشقا ليشرد فى حياتهما مجددا..وفيما حدث مؤخرا..يدرك أن هناك أحد يريد بحبيبته السوء..لتقسو عينيه وهو يشك بإحداهن ..فقلبها الأسود هو فقط من يستطيع ان يفعل شئ مشين كهذا..وإن تأكدت ظنونه فلن يرحمها حتى وإن كانت إبنة عمته..لحمه ودمه.....وزوجة أخيه.
قال مراد فى ڠضب
إنتى السبب فى كل اللى حصل النهاردة..انتى اللى بلغتى الحاج صالح بالكلام الفارغ ده.
قالت بشرى فى إرتباك
إنت أكيد جرالك حاجة عشان تتهمنى بإتهام زي ده من غير دليل.
قائلا بحدة
دليلى كان كلام محدش يعرفه غيرى انا وإخواتى وجدى هاشم وراوية ورحمة وإنتى يابشرى..دليلى كانت إبتسامتك اللى ظهرت تشفى فى بنت خالك يا بنت عمتى وفرحك باللى بيجرالها..دليلى كان فى نظرة من عمى صالح ليكى قالتلى أد إيه سقطتى من نظره بعد ما رحمة خليته متأكد إن كلامك كله كدب.
نفضت بشرى
يدها بقوة قائلة بحدة
ضحكت عليه..أكيد ضحكت عليه..بس إزاي خليته يصدقها وإحنا كلنا زي ما قلت كنا شاهدين على اللى حصل زمان..مش ده يأكدلك إنها حرباية قدرت تعمل تمثيلية دخلت على الكل..وقدرت تتلون بلون الضعيفة وتكسب عطف العيلة بعد ما كانت منبوذة منهم..مش ده يأكد كلامى وفكرتى عنها.
زفر مراد ضجرا وهو يقول
الحاج صالح مش صغير ولا راجل أي كلام عشان يتأثر بتمثيلية
او كدبة..دليل برائتها كان قوى وإلا مكنش الحاج صالح هيسيبها وكان النهاردة هيبقى يوم بطعم الډم..كان هيروح فيه زينة شباب عيلة الشناوي وجهها تقول بإستنكار
وليه إحنا اللى نمشى ما تمشى هي.
نظر إلى عيونها مباشرة وهو يقول بصرامة
لإن البيت ده بيت عيلة الشناوي ..يعنى بيت كبيرهم..وكبير عيلة الشناوي هو يحيي يا بشرى ...ولا إنتى مش آخدة بالك
ظهر الڠضب فى عيونها ليتجاهله وهو يقول
أنا هروح أشوف شقتى اللى فى المعادى ناقصها حاجة ولا لأ..وهرجع آخدك عشان نعيش هناك..ياريت على ما أرجع تكونى جهزتى شنطنا .
ثم تركها مغادرا الحجرة..لتغلى هي من الڠضب..تدرك أن خطتها قد إنقلبت عليها فبعد ان ظنت أنها بمكيدتها ستصبح هي سيدة المنزل وسيدة قلب يحيي..أصبحت خارجهما إلى جانب أنها أصبحت منبوذة من عائلتها..فقد رأت نظرات الحاج صالح والسيدة آمال إليها قبل ذهابهما..ليشتعل قلبها حقدا..تتساءل ما هذا الدليل الذى أنقذ رحمة من براثن المۏت الأكيد..والذى كان يحاصرها من كل جانب..أتعبها التفكير..لتزفر بقوة وهي تقول بهمس حقود
حتى لو بعدت..هفكرلك فى مصېبة وأرجعلك من تانى يارحمة عشان أخلص منك..وآخد مكانك وأبقى أنا ست البيت..ما هو ياأنا ياإنتى يابنت بهيرة.
دلف مراد إلى شقته فوجدها هادئة على غير العادة..فدائما ما تكون شروق جالسة فى الردهة تتابع مسلسلاتها التركية..فيجدها إما باكية أو هائمة مع حلقاتها..ليظل يمزح حول هوسها بتلك الحلقات الخيالية والتى تجعل البطل فارسا رومانسيا من الدرجة الأولى يتنفس فقط من أجل إسعاد حبيبته.. حقا ستتسبب تلك المسلسلات فى طلاق نصف النساء وعنوسة النصف الآخر..فالفتيات ساذجات وسيضعن أبطالها معيارا للمتقدمين لخطبتهم..فيفشل العريس وتفشل الزيجة بكل تأكيد..زفر فى حنق..فالمسئولون يجب أن يمنعوا عرض تلك المسلسلات على الفضائيات وإلا سيندمون.
إتجه إلى حجرة النوم وفتحها ليجد شروق نائمة ..عقد حاجبيها لنومها فى تلك الساعة المبكرة..ليتوجس قلبه خيفة أن تكون مريضة..أسرع إليها ليجلس بجوارها على السرير يهزها برفق قائلا بلهفة 
شروق..ياشروق.
إنفلجت عيناها الجميلتين ببطئ لتراه أمامها يطالعها فى قلق..لتفيق كلية وتتسع عيناها من المفاجأة مع ملامحها التى أشرقت لرؤياه ..لتقول بسعادة
مراد..إيه المفاجأة الحلوة دى
زفر مراد قائلا
خضتينى يا
شروق ..أنا إفتكرتك تعبانة..ما هي غريبة
إنى ألاقيكى نايمة فى الوقت ده.
إضطربت ملامحها وهي تقول
 

تم نسخ الرابط