رواية نوح و الامانة للكاتبة ميمى عوالى
المحتويات
وامانة الى الموقع ليجد الهدوء التام ولم يجدا غير الغفر وهم مجتمعين حول بعض النيران يلتمسون الدفء ليساعد امانة على الصعود الى غرفتها وانار لها الغرفة ثم قال ها ياحبيبتى عاوزانى اعمللك ايه
امانة ولا حاجة انا هنام
نوح وهو يتجه الى حافظة الملابس طب اطلعلك حاجة تلبسيها
امانة انا مش هقدر اغير حاجة انا هنام زى مانا كده
امانة لا يانوح انا هشغل القرآن جنبى وان شاء الله هنام على طول
ليتجه نوح اليها ليقوم بخلع نقابها عنها وسط اعتراضها ولكنه استمر فيما يفعله قائلا بلاش مقاوحة يا امانة لو سمحتى مش هتعرفى تقلعيه لوحدك ولا النقاب ولا الخمار سيبينى اساعدك لو سمحتى وبعدين ما انا اللى غيرتهولك قبل مانروح المستشفى
نوح بابتسامة طب ياستى معلش تمى جميلك وخليكى مش مركزة والحمدلله انها جت على كده ثم نظر اليها لبرهة وهو يركز بعينيها دون ان يتحدث لتعلو الحمرة وجنتى امانة لتتنحنح قائلة فى ايه بتبصلى كده ليه
نوح بفضول لو قلتلك هتصدقينى
امانة جرب
نوح بتنهيدة انا مش عارف اجيبهالك ازاى بس . لما حصل اللى حصل وشوفتك قدامى وانتى موجوعة وانا مش قادر اشيل منك الۏجع ده حسيت بالعجز ولاول مرة فى عمرى ده كله اكتشف انى .
نوح وهو يمسك بكف امانة الغير المصاپ بيسراه واخذ يخط كلمة ما على باطن كفها بيمناه وعندما تاهت امانة مع ماخطه نوح رفع وجهه اليها وهو يلثم باطن كفها برقة قائلا بحبك
ليسود الصمت بينهم لمدة من الزمن لم يحتسباها او يعلما عنها ولكن فجأة انتفضت امانة من مكانها وهى تغمض عينيها وتسحب كفها من بين كفى نوح لتقول انا تعبانة اوى يانوح ومحتاجة انام
امانة ماتتعبش نفسك انا .
نوح ياريت تسيبينى اتعب ...ممكن
امانة باستسلام اللى يريحك
نوح طب ياللا اتعدلى عشان اغطيكى
امانة باعتراض روح يانوح لو سمحت وانا هتعدل وانام
نوح باصرار وهو يساعدها على اخذ وضع النوم اتعدلى بالراحة ..ايوة كده ياللا عشان اغطيكى
امانة بابتسامة صغيرة تعبتك معايا ..متشكرة
ليجلس نوح بجوارها وهو يقول بقلق متاكده انك مش هتحتاجينى جنبك الليلة دى على الاقل
امانة لا ماتقلقش ان شاء الله كنت حاسة انه خاېف عليا بجد شفت دموعه اللى عمرى ماشفتها قبل كده غير وقت مۏت نعمة حتى
معقول عشان صعبت عليه بس لا نوح مشاعرة عمرها ماكانت لحظية طب هصدقه واللا لا هسلمله واللا لا ...يارب دلنى على الصح واللى فيه الخير
لتغفو امانة وتذهب فى نوم متقطع فكانت تصحو على الم كتفها كلما حاولت التقلب اثناء نومها ثم تعود للنوم مرة اخرى وظلت هكذا حتى الصباح
اما نوح فبعدما ذهب الى غرفته ذهب الى الشرفة لېدخن سيجارته وهو لا يشيح نظره عن باب شرفة امانة
وهو يحاول فهم ماحدث منه تلك الليلة وهو يحادث نفسه امتى يانوح ...فجأة كده حبتها !! ده انت كنت ھتموت من قلقك عليها
اللى حسيته ده حب اكيد
مش حاجة تانية حاجة عمرك ماحسيتها ولا دوقتها ازاى افتكرت انها پتخاف من الحقن دى حاجة عدت عليها سنين طويلة اوى وازاى افتكرت انها بتعلم فى جسمها وبتوجعها دى كانت لسه فى ثانوى لما تعبت وحصل الكلام ده بس فاكره ومخزنه جوه دماغك يعنى تهمك يانوح ومن زمان طب كنت بتكابر المكابرة دى كلها ليه ليه كنت بتتعمد تضايقها وتوجعها رغم انك طول عمرك عارف انها بتحبك وبتعشقك كمان ونعمة اكدتلك ده يوم ماطلبت منك تتجوزها
طب لما انت كمان كنت بتحبها ليه ماعترفتش حتى لنفسك بده كنت هتوفر على نفسك كتير اوى يمكن حتى ماكنتش سافرت كنت
بتهرب منها ليه يانوح مش كان زمانك نفذت الوصية وصنت الامانة من زمان
طب هتصدقنى وتسامحنى واللا هتفضل فاكرة اللى سمعته بس لينظر الى السماء داعيا الله ان يلهمه الصواب وان تتآلف القلوب
ثم يذهب الى الداخل مغلقا الشرفة ليضع نفسه بالفراش بملابسه كما امانة ليتدثر وهو ممسك بهاتفه حتى يجيب امانة سريعا اذا حدثته وذهب فى نوم عمييق لم يصحو منه الا فى التاسعة صباحا على صوت الهاتف
قام نوح فزعا من نومه على صوت رنين هاتفه ليضعه على اذنه على الفور قائلا مالك يا امانة
ولكن رنين الهاتف لم يتوقف لينظر للهاتف باستغراب ليجد انه صوت تنبيه الساعة ليتذكر انه قد قام بضبط الوقت على موعد دواء امانة ليغلق التنبيه ويقوم مسرعا الى الحمام ليقوم بطقوسه الصباحية سريعا ويقوم بتغيير ملابسه والاتجاه للخارج ليدق الباب على امانة وعندما لم يأتيه رد قام بقتح الباب بهدوء ليجد امانة نائمة ويبدو الالم على ملامحها وهى مستغرقة فى النوم ليغلق الباب بهدوء ويتجه الى الاسفل ليحضر لها افطار كى تتناوله قبل تناولها للدواء
وعندما هبط للاسفل كان كل من يقابله يستفسر منه عن ماهية ماحدث بالامس وهو يجاوبهم اثناء احضاره لافطار امانة ثم نظر الى محمود كبير المهندسين قائلا هغيب عنكم نص ساعة بس افطرها واديها العلاج بتاعها و ارجعلكم اى حاجة كلمونى انا معايا الجهاز بتاعى
محمود تمام ياباشمهندس ماتقلقش والف سلامه عليها
ليصعد نوح مرة اخرى الى غرفة امانة ليدق على بابها مرة اخرى ولكنه هذه المرة يسمع صوتها وهى تقول بالم مين
ليفتح نوح الغرفة ويدلف ساعة بالظبط عشان اروح ابعت الشغل اللى طلبه والد حاتم واللى مالحقتش ابعته لما حصل اللى حصل فانتى لازم تسمعى الكلام على طول عشان ماتتعبينيش معاكى وتوجعى قلبى على الصبح
كان نوح يتحدث ويناولها الطعام بفمها اجبارا دون ان يعطيها اى فرصة للحديث حتى وصل لجملته الاخيرة فقالت امانة باعتراض وتمرد انا هعتمد على نفسى عشان ولا اتعبك ولا اوجع قلبك
لينظر لها نوح بابتسامة جانبية وهو لا زال يناولها الطعام بفمها هو انا ماقلتلكيش ان كون انى قلقان عليكى هتوجعى قلبى وان اى اه بتطلع منك اكنها طالعة من قلبى وانى كل ما افتكر الۏجع اللى اتوجعتيه امبارح وانا عاجز انى اداويكى بيوجع قلبى
لتتورد وجنتا امانة بشدة وهى لاتدرى اين تتجه ببصرها وتوترت لدرجة انها لاتستطيع ابتلاع الطعام الذى بفمها وما ان رآها نوح على تلك الحالة حتى ضحك بشدة على مظهرها ثم ناولها كوبا من اللبن قائلا اشربى اللبن ده عشان تعرفى تبلعى .. حطيتلك فيه معلقة عسل ابيض زى مابتحبى وسميت الله وانا بحطه وبقلبه
لتنظر له امانة المشكله
ليزفر نوح وهو ينهض من مكانه ليحضر الدواء وهو يقول هبقى اقوللك ايه مشكلتها بعدين لكن المهم انك تسمعى الكلام
امانة بغيظ انا مابعملش حاجة من غير ما افهم
ليجلس دلوقتى انتى محتاجة تدهنى المراهم بتاعتك مرة الصبح ومرة بالليل عاوزك تقومى عشان تتعدلى وادهنلك وتغيرى هدومك اللى انتى بيها من امبارح دى
امانة شاهقة لا طبعا مش هينفع
نوح بهدوء ياحبيبتى الموقع كله حاليا مافيهوش ولا بنات ولا ستات غيرك وانا جوزك يا ماما ماتتكسفيش منى واوعدك انى مش هتطاول ولا عينى هتروح فى اى حتة غير المكان اللى هدهنهولك وده كتفك يعنى ياحبيبتى
امانة بخجل شديد لا طبعا انا هدهن لنفسى على اد ما اطول وخلاص
نوح بنوع من الڠضب يبقى يتجه الى باب غرفتها مسرعا وهو يقول استنى
ثم خرج من الغرفة وعاد بعدها ببعض دقائق وهو يمسك بيده قطعة من الثياب وقال بصى التيشرت ده سهل جدا انك تلبسيه وتقلعيه وادهنلك عادى وانتى لابساه
لتنظر امانة لتجده قد احضر تيشيرت خاص به وقد ازال بالمقص احدى كتفيه ليصلح ان ترتديه دون ان تعانى من تحريك كتفها المصاپ
امانة وقد اسعدها ما قام بعمله من اجلها ولكنها لم تظهر له ذلك فقالت امرى لله بس ده انا على كده محتاجة دستة تيشيرتات
نوح وقد اسعده انه حصل على اقناعها مش مشكلة هخلى اى حد من المقاولين اللى بيجيبولنا المعدات يجيبلى معاه دستتين مش دستة واحدة بس قومى يالا اساعدك تغيرى هدومك الاول عشان ادهنلك والحق اروح ابعت الشغل
امانة طب روح انت ابعت الشغل على ما انا افوق واغسل وشى حتى ده انا فطرت من غير ما اغسل
وشى واول ما اخلص هرن عليك ووقت مانت تفضى ابقى اطلع ادهنلى وارجع تانى معلش انا عارفة انى هتعبك
نوح وهو يمد يده اليها ليساعدها على النهوض طب وانتى هتعرفى تتعاملى بايد واحدة
امانة بابتسامة الحمدلله ان اليمين هى اللى سليمة ماتقلقش ادينى هحاول ولن شاء الله خير
ليذهب نوح الى المكتب ليرسل العمل المطلوب بالفاكس والايميل ويقوم بعمل بعض التوزيعات على العمل وبعض الاتصالات الخاصة بالعمل وبعدها يقوم بالاتصال على هدى والدة امانة ليقول ازيك ياطنط هدى اخبارك ايه
هدى ازيك يانوح عامل ايه يابنى وازى امانة تليفونها مقفول من الصبح
ليعقد نوح حاجبه باستغراب وهو يتجه الى الاعلى على مهل وهو مازال يتحدث مع هدى فقال تلاقى الشبكة او الفون فصل شحن
هدى يعنى انتو كويسين وبخير
نوح الحمدلله تمام بس كنت عاوز اقوللك على حاجة بس من غير ماتنخضى
هدى بقلق مالها امانة انا حلمانة بيها امبارح ايه اللى حصلها اوعى تكدب عليا يانوح
نوح ياطنط اهدى مانا بكلمك عادى اهوه كل الحكاية ان .وقص عليها ماحدث باختصار شديد
هدى بفزع ياحبيبتى يابنتى كتفها لا حول ولا قوه الا بالله انا جايالها حالا
نوح بلهفة لا بالله عليكى ياطنط ماتجيش
هدى ازاى يعنى اسيها كده خلاص هبعتلها عربية مجهزة تجيبها
نوح ولا دى كمان الله يباركلك
هدى بلوعة على ابنتها اومال اعمل ايه بس
نوح بصى ياطنط انا بعزك جدا وانتى عارفة ده وهعتبرك امى انا كمان مش ام امانة لوحدها كل اللى هقدر اقولهولك ان كان فى سوء تفاهم بينى انا وامانة ولسه يا دوب بحاول احله واصالحها ولو بعدت عنى دلوقتى بالذات يمكن ماعرفش احله تانى ولولا ان اسامة فى شهر العسل كان زمانى اخدت
اجازة واخدتها ورجعت على القاهرة بس للاسف مش هينفع اسيب الموقع دلوقتى نهائى
هدى وقد بدأت تستوعب الموقف بس انت يابنى مش هتعرف تاخد بالك منها وطول اليوم هتتشغل عنها
نوح بابتسامة من الناحية دى اوعى تشيلى هم انا هتصرف وقدها باذن الله بس كل اللى
متابعة القراءة